(**ملاحظه العالم الذي يتواجد. فيه فنغ شيو اسمه العالم السامي)
_______________________________
"آآآآآآه!" كان صراخ ليو يتردد في الأفق، صوت ألم يمزق السكون المحيط. جسده ارتطم بالأرض بقوة، ولم يعد قادرًا على الحركة. لم يكن ذلك رمحًا عاديًا الذي أصابه، بل كان مسمومًا بواحد من أخطر أنواع السموم—سم راكشا، المعروف بأنه لا يرحم.
في لحظة خاطفة، انتشر السم في جسده، وكأن ألسنة من النار الخفية تتسلل بين عضلاته، تجمدت أطرافه وعجز عن التحكم في أي جزء من جسده. بدأ يشعر وكأن روحه تُنتزع منه ببطء، فكان يعلم أن الطريقة الوحيدة للبقاء على قيد الحياة هي التضحية بجزء من روحه الثمينة، لكنه كان يدرك في الوقت ذاته ثمن هذه التضحية.
في طرفة عين، ظهر باو أمامه، وكأن الزمن نفسه انحنى أمام قوته وسرعته. وجهه كان خاليًا من أي عاطفة، لكن عينيه تلمعان بقسوة باردة.
"أولم أخبرك، أيها الطفل الغبي؟" قال باو بصوت هادئ يشوبه السخرية، وهو ينظر إلى جسد ليو الملقى على الأرض، "لن تنجو مني أبدًا. سُم راكشا لن يترك لك فرصة، ستعجز عن تحريك جسدك، ولن يتبقى لك سوى خيار واحد... التضحية بجزء من روحك، إذا كنت تملك الشجاعة لفعل ذلك."
ليو حاول التحدث، لكن صوته اختنق في حلقه، وكأن السم لم يشل جسده فحسب، بل حتى قدرته على النطق. كان الألم يتصاعد من أعماقه، يغرقه في ظلام كثيف. لكنه رفض الاستسلام؛ كان عليه أن يجد مخرجًا، مهما كلفه ذلك.أصوات كلمات عمه كانت تزداد صدى في ذهن ليو، وكأنها مطرقة تتساقط على عقله بلا هوادة. "أصوات كلمات عمه كانت تزداد صدى في ذهن ليو، وكأنها مطرقة تتساقط على عقله بلا هوادة. "فكر ليو بعقلٍ مشوش ومثقل بالغضب واليأس. الألم كان يتزايد، يجتاح كل ذرة في جسده، بينما بدأ يشعر بأن الوقت ينفد وأن الخيارات تتضاءل أمامه. السم كان يلتهمه ببطء، والعجز يغمره.
بينما كان الألم يسيطر على جسده، تدفقت الأفكار إلى ذهنه بشكل سريع. "هل هذه هي النهاية؟ التضحية بروحي... هل يمكنني حتى النجاة بعدها؟" تساءل ليو داخليًا، عقله كان يمزقه الصراع. لكنه أدرك ما هو على المحك، لم يكن الأمر مجرد بقاء على قيد الحياة، بل الانتقام والقوة التي كان يسعى إليها. "لا يوجد خيار آخر... يجب أن أفعلها، مهما كان الثمن."
مع قراره الحازم،أغلق ليو عينيه لم تمر ثانيتين ليكون في وعيه داخلي ليرى سم راكشا متجسدغ أمامه على هيئة رجل ذو اجنه خضراء وشعره الأخضر الناعم...اختفى سم راكشا ليضهر في وجه ليو،.يمدد يده ثم وسع أصابعه لتضهر دائرة من طاقه مليئه بنقوش ذات لون اخظر...كان سم راكشا ينتظر موافقت ليو على أن يسحب جزء من روحه.
وضع ليو يده أمام الدائر و جعل طاقته تمتزج معها...شعر بألم لايوصف.كان ابشع شيئ مر عليه في حياته روحه التي بدأت تتشوه ببطء.
في العالم الخارجي كان باو مصدوما لم يتوقع أن يضحي خذا الغبي أمامه بروحه بكل سهوله " اللعنة علي قتله بسرعه سيكون من المزعج سماع صوته" مد أصبعه لتتكثف طاقة عليه اراد قتل ليو لكن في أعماق جسد ليو ضخت هالة قتل خضراء جعلت منه يركع على الأرض و من شدة الخوف كان جسده يهتز بهسيريه امتدت هذه الهاله لتغطية المدينه تم غطت كل المدن المجاوره لها جاعلتا الكل يركع منتظرا موته...
استعاد ليو وعيه ببطء، وكأنما كان يغوص في ظلام عميق قبل أن يجده النور من جديد. لم يكن لديه وقت ليضيع، فالألم الذي مزق جسده وقرار التضحية الذي اتخذه تركاه متعباً، لكنه كان يدرك أن كل ثانية الآن هي مسألة حياة أو موت.
دون أن يتردد، مد يده إلى جيبه وأخرج لفافة قديمة، مزخرفة بنقوش طاقة معقدة. وضع طاقته فيها بسرعة، ورغم التعب والإرهاق، كانت طاقته تتدفق بشدة لا متناهية نحو تلك اللفافة. في لحظة قصيرة، بدأت تشع ببريق باهت، قبل أن تنتشر تلك الطاقة في الفضاء من حوله.
في غضون ثانية واحدة، اختفى ليو من المكان، وكأنما لم يكن هناك قط. تشوه الفضاء الذي كان فيه، ترك خلفه أثرًا غريبًا كأنه مزق بين طيات العالم نفسه. بقي المشهد صامتًا، مشوهًا، والهواء يعج بالطاقة الخضراء التي تخلفت عن حضور سم راكشا.
مرت الساعات ببطء، وكأن الزمن نفسه قد توقف تحت وطأة هالة سم راكشا. أخيرًا، بدأت تلك الهالة القاتلة تتلاشى، وتحرر الجميع من ضغطها الساحق. تنفس السكان الصعداء، ولكن الأثر الذي تركه ذلك الحدث كان واضحًا في كل زاوية من المدينة. أجساد الأطفال التي سقطت تحت الهالة، الوجوه الشاحبة التي عانت من الرعب، لم يكن هناك مفر من تلك الحقيقة القاتمة.
عاد باو، عم ليو، إلى القصر بخطوات ثقيلة، رأسه مليء بالضغينة والغضب. كان القصر الذي حكمه سابقًا ملاذًا له، لكنه الآن يشعر وكأنه مجرد قفص مظلم. جلس على عرشه، والغضب يتأجج في صدره. تلك الهالة الخضراء، التي فجرها ليو، لم تكن مجرد هجوم؛ كانت تذكيرًا بضعفه وبخيانته لدم عائلته.
"ذلك اللعين..." تمتم باو، نظره مشتت في الفراغ، وكأن كلماته كانت تحمل كل الكراهية التي لم يتمكن من تفريغها في المعركة. "لقد تسبب في كل هذا الخراب. أطفال، رجال، نساء... الجميع مات بسبب هذا الأحمق. ليو، ابن الكلب!"
كان الغضب يتراكم بداخله كبركان على وشك الانفجار. كلما فكر في الهلاك الذي تسبب به ليو، كلما شعر أن الدم يغلي في عروقه. كيف يمكن لذلك الفتى أن ينقلب عليه بهذا الشكل؟ كيف يمكن له أن يجلب مثل هذا الدمار؟ لقد كان مجرد ولد، لكنه الآن تحول إلى وحش أطلق العنان لقوة لا يمكن السيطرة عليها.
أجواء المدينة، التي عادة ما كانت هادئة بعد الغروب، كانت مشحونة بحزن لا يمكن محوه. سكان المدينة بدأوا في تجميع شتات حياتهم بعد الكارثة، لكن الغضب والخوف كانا يملآن الهواء. ولم يكن هناك أحد يُلام أكثر من ليو، حتى أولئك الذين لم يعرفوا القصة كاملة بدأوا يلعنونه.
مرت الأيام في القصر، والأجواء محملة بالتوتر والغموض. الجميع يسيرون على أطراف أصابعهم، متجنبين غضب باو الذي أصبح لا يمكن التنبؤ به. فجأة، فتح باب غرفة العرش بقوة، ودخل خادم مفزوع، ملامحه تعكس الخوف الشديد، يلهث من التعب.
"س.. سيدي، ابنك.... لم يكمل الخادم جملته، إذ فجأة تطايرت ذراعه في الهواء، وامتلأت القاعة برذاذ من الدماء المتناثرة في كل مكان.
باو، الذي لم يكن يتحمل أي تجاوز في القصر، صاح بغضب هادر: كيف تجرؤ أيها الوضيع على الدخول دون استئذان؟! أتتخذني مزحة ؟!"
الخادم، رغم الألم الشديد الذي كان يشعر به، كتم صرخته خوفًا من باو. أدرك أن حياته كانت على المحك بصوت متهدج ومليء بالألم، قال: "لا أجرؤ يا سيدي، لكن... هناك خبر عاجل عن ابنك. تجمد باو للحظة، وكأن كلماته ضربت أوتارا عميقة في قلبه. بمجرد أن سمع أن الأمر يتعلق بابنه، نهض من على العرش بقوة، والغضب يشتعل في عينيه. "تحدث! ماذا هناك ؟!" صرخ بصوت مشحون بالغضب والخوف في آن واحد.باو، الذي رغم كل قسوته وجبروته، كان يحب ابنه بجنون. كان ابنه آخر شيء تبقى له من زوجته التي أحبها أكثر من نفسه المرأة التي كانت هي النور في حياته المظلمة. كان فكره الآن منصبا على أمر واحد فقط حماية ابنه مهما كلف الأمر.
"ذهبت الخادمة إلى غرفة السيد الشاب لتقدم له الطعام، وبدأت تطرق الباب بلطف، ولكن لم يرد عليها. مرت الدقائق والخوف بدأ يتسلل إلى قلبها، فدفعتها الغريزة إلى الدخول دون استئذان." قال الخادم بصوت مرتعش يتذكر الصيحة التي ملأت القصر "عندما اقتحمت الخادمة الغرفة"
قبل أن يكمل الخادم جملته، اختفى باو من مكانه في لحظة، ليظهر فورًا في غرفة ابنه. ما رآه أمامه كان كابوسا حقيقياً. يد ابنه مقطوعة وملقاة على الأرض وأظافره ممزقة ومنزوعة بوحشية من مكانها بدا جسد ابنه وكأنه قد تعرض لتعذيب وحشي لا يطاق. الصدمة كانت فوق قدرة عقله على التحمل، ولفترة قصيرة لم يصدق ما تراه عيناه.
ثم في لحظة انفجر غضب باو من داخله. انبعثت منه طاقة قاتمة وضغط هائل أجبر جميع من في القصر على الانحناء دون إرادتهم. حتى الهواء نفسه بدا وكأنه يثقل على صدور الجميع.
" من هذا الوغد الذي تجرأ على فعل هذا؟!" صرخ باو بصوت هز أرجاء القصر. صدى كلماته ملأ كل زاوية وأصوات النوافذ والحيطان ترتعد من قوة غضبه. "كيف تجرؤ على المساس بابني ؟!"
كل من في القصر شعروا بوزن الغضب العارم الذي ينضح من سيدهم. كان الغضب الذي رآه الجميع ليس فقط نابعًا من جرح ابنه، بل كان مشحونا بالغضب المكبوت منذ سنوات منذ رحيل زوجته التي كانت آخر ما ربطه بالإنسانية. والآن، وبعد أن فقد شيئًا آخر ثمينا، كانت العواقب على وشك أن تكون كارثية.بعد ثوانٍ من الصدمة، حمل باو يد ابنه رين، ولاحظ أن أصابعه تمسك بشيء بقوة. حاول فتحها، لكنه لم يستطع. كان هناك شيء غريب، شعور قلق تملكه، وبسرعة أدرك أن يد ابنه كانت محصورة بالطاقة.
لم تمر ثانية حتى أدرك باو أن هذا ليس من فعل رين ، بل شخص ذو خبرة عميقة في التحكم بالطاقة وعلم الطب. طرد باو الجميع من الغرفة، وعاد ليكون وحده مع ابنه. ببطء، بدأ يفتح يد رين المغلقة بالطاقة، وعندما فعل ذلك، عثر على ورقة صغيرة.
فتح الورقة ببطء، وتوالت الصدمات مع كل كلمة يقرأها. كان ما هو مكتوب فيها يكفي لإشعال نار الغضب في قلبه
<<مرحبًا عمي العزيز باو، لقد اشتقت لك حقًا. أعتقد أنه علينا أن نلتقي وحدنا. وأيضًا، لا تخف، فأنا أعتني ببني عمي جيدًا. وأهنئك، فإن ابنك شخص عظيم حقًا، لقد أحببت دماء الذئاب. إذا كنت تريد رؤيته مرة أخرى، تعال وحدك إلى الغابة، في منتصفها.>>
أصبح باو أكثر غضبًا، وارتجفت يده وهو يمسك بالورقة. من كان هذا الشخص الذي يهدد عائلته؟ وماذا كان يقصد بدماء الذئاب؟ تعتريه مشاعر مختلطة من القلق والغضب، ومع ذلك، كانت لديه مسألة واحدة فقط تشغل باله: إنقاذ ابنه بأي ثمن.
خرج باو من الغرفة بسرعة، وانطلق بخطوات لا تصدق، مستغلًا كل ما لديه من قوة وسرعة. الرياح كانت تعصف حوله، لكن عقله كان مشغولًا فقط بابنه. وصل إلى الموقع المتفق عليه في الرسالة، في وسط الغابة الكثيفة، حيث كانت الأشجار تحيط به من كل جانب، والطبيعة تبدو هادئة على نحو غريب. لكن التوتر في داخله كان يتصاعد مع كل لحظة.
وقف في المكان الموصوف، يشعر أن الهواء يثقل، وكأنه يحمل معه نذرًا بالخطر. فجأة، سمع صوت خطوات خلفه، ليلتفت بسرعة، وكانت عيناه تلتقطان ظلًا يخرج من بين الأشجار.
كان ليو.
غضب باو فور رؤيته، مشاعر الانتقام والغضب كانت تملأ صدره. أراد أن يهجم على ليو ويمزقه إربًا، لكن تفكيره كان مشتتًا؛ حياة ابنه رين بين يدي هذا الشاب. كان عليه أن يتحلى بالصبر، رغم كل شيء.
"أين رين، يا ليو؟" قالها بصوت مليء بالغضب. "وأحذرك، لا تختبر صبري."
ابتسم ليو بخبث، وصدى ضحكته الباردة ملأ الهواء من حولهما. "ههه، عمي الغالي، لماذا العجلة؟ تقابلنا لتونا. دعنا نستمتع قليلًا بهذا اللقاء."
كانت كلماته استفزازية، ملطخة بالثقة المفرطة، تزيد من اشتعال غضب باو الذي أصبح يغلي كبركان على وشك الانفجار. لكنه كان يعلم أن أي حركة خاطئة قد تكلفه حياة ابنه.