"شرطي هو أن تأخذ معك إيما! أعلم أنها لن تنجح في الاختبارات، ولهذا أريدها أن تتعلم منك، وأن تقوم بحمايتها خلال هذه الفترة. سيكون هذا اختبارًا لك بدلًا من الاختبارات التقليدية."

هكذا جاء شرط سيتفانوس لجين! وبعد تنهد عميق، وافق الأخير على مضض.

في مملكة نوفايرا

كان جين وإيما يتجولان في إحدى مدن مملكة نوفايرا، بعيدًا عن ستارولميا، حيث لم يرد جين المخاطرة بأن يرسل سيتفانوس أشخاصًا لمراقبته. مع ذلك، لم يكن يشعر بحرية حقيقية بوجود إيما معه.

كانت نوفايرا مملكة في وسط أزميريا يحكمها الإيلف، لكن شعبها لم يقتصر عليهم، بل ضم الأورك، والأقزام، والمتحولين، وغيرهم. كانت مثالًا على المملكة الديمقراطية... أو هكذا تبدو ظاهريًا!

"هل يجب عليها أن تتبعني في كل مكان؟! تبا، لقد أصبحت جليس أطفال في أزميريا!"

رغم الفضول الذي أثارته هذه المملكة في قلب إيما، والكم الهائل من الأسئلة التي جالت بخاطرها، لم تجرؤ على سؤال جين. كان واضحًا من طريقة مشيه، ومن قبضته المشدودة، أنه متضايق من وجودها!

فجأة، توقف جين أمام خيمة منعزلة، متهالكة من الخارج، ودخل دون تردد.

لحقته إيما بسرعة، لكنها بدأت بالسعال فور دخولها، فقد اصطدم وجهها بموجة من الغبار الكثيف. بعد لحظات، أوقفت سعالها وألقت نظرة شاملة للمكان. بدا أشبه بمتحف قديم للأسلحة!

"هذا المكان مذهل يا جين! رغم أنه متسخ ومليء بالغبار وشباك العنكبوت، إلا أنه لا يزال مذهلًا!"

كانت إيما كطفلة دخلت متجر حلويات لأول مرة، عيناها تتراقصان بين الأسلحة المعروضة بدهشة وإعجاب. كانت هناك تشكيلة ضخمة من الأسلحة المختلفة، من سيوف ورماح وخناجر، إلى أسلحة نارية، بل وحتى قنابل يدوية ودروع.

أما جين، فنظر حوله وكأنه يبحث عن شيء محدد، ثم قال لها دون أن يلتفت:

"نعم، إنه مكان رائع حقًا... لكن لا تلمسي أي شيء."

لكن إيما لم تستطع كبح فضولها، فمدت يدها وأمسكت بسيف ثقيل معلّق على الحائط. ما إن رفعته قليلًا حتى صاحت بدهشة:

"جنون! إنه ثقيل جدًا!"

كان صوتها يحمل حماسًا طفوليًا صاخبًا، فتردد صداه في المكان المظلم.

توقف جين عن بحثه فورًا، واندفع نحوها واضعًا يده على فمها قائلاً بصوت منخفض وحاد:

"اسكتي! وضعي هذا السيف قبل أن..."

"أيها الأحمقان! ضعا أسلحتي الثمينة من أيديكما!"

جاء الصوت من الخلف، كان غاضبًا وخشنًا. التفتا ليجدا قزمًا عجوزًا قصير القامة، بلحية حمراء كثيفة، وعينين حادتين تشتعلان بالغضب.

"آه... أنا آسف، سيدي!" قال جين محاولًا التهدئة. "لم تكن تقصد ذلك، كانت فقط متحمسة و..."

لكن القزم لم يكترث لتبريره، وصرخ بغضب:

"اخرجا حالًا!"

"ماذا؟!"

كان مزاج القزم سيئًا من البداية، ورؤية إيما تلمس سيفه زاد من سوء مزاجه.

نظر جين إلى إيما نظرة تأنيب واضحة، كأنه يقول لها: "أنت السبب."

لم تجد إيما ما تفعله سوى الابتسام بإحراج، بينما كانت تعتذر للقزم الذي ظل يصرّ على طردهما.

---------

عالم المانا

المانا... طاقة منتشرة في كل مكان على زافيلاند، مع اختلاف كثافتها من منطقة لأخرى. كانت في كل شيء، حتى في الهواء الذي يتنفسه البشر.

كان البشر هم المسيطرين على زافيلاند، مقسمين إلى إمبراطوريات تتنازع على السلطة. كان شائعًا أيضًا وجود بعض ممالك الإيلف والأقزام القليلة، بينما بقيت المخلوقات الأخرى، كالأورك والغوبلن والغولم، نادرة. وإن وُجدوا، فغالبًا ما كانوا همجيين، على عكس نظرائهم المتحضرين في أزميريا... أو هكذا قرأ دانيال.

كان يمسك بين يديه كتابًا صغيرًا أعطته له هيونا، يحتوي على معلومات أساسية عن المانا والسحر. كان الكتاب مشوقًا لدرجة أن دانيال انغمس فيه تمامًا، متناسياً حتى وجود العجوز قربه.

"هذا الكتاب مذهل أيها العجوز!" قال دانيال بحماس. "لم أكن أعلم حتى أن الأحجار تمتلك مانا خاصة بها!"

رد العجوز ببرود: "مع ذلك، لم يعد هناك الكثير من النسخ من ذلك الكتاب."

"حقًا؟! لا بد أنه نادر وقيم جدًا!"

ضحك العجوز ساخرًا:

"على الإطلاق، أيها المتحاذق! تخيل أن يكتب شخص كتابًا يعلم الناس كيف يتنفسون! الكل يعرف ذلك، ونفس الشيء ينطبق على كتابك... إنه مخصص للأطفال."

شعر دانيال بالإهانة، فوضع الكتاب جانبًا متذمرًا، ثم لاحظ حقيبة كبيرة بجانب العجوز، فسأله عنها.

"آه، صحيح!" قال العجوز كأنه تذكر شيئًا مهمًا. "احمل هذه الحقيبة واتبعني."

دانيال عبس بشك: "ماذا؟ لا تقل إنك تطردني؟! كان عليّ توقع هذا اليوم من تصرفاتك!"

"لا، أيها الأحمق!" قال العجوز بحدة. "لقد فكرت في الأمر مليًا، وأرى أنه من الصواب تدريبك."

رفع دانيال حاجبيه بدهشة. "مهلًا؟! أيها العجوز، هل أنت بخير؟ متأكد أنك لم تضرب رأسك بمطرقة مثلًا؟!"

صرخ العجوز بصوت عالٍ: "احمل الحقيبة قبل أن أغير رأيي، أيها الصعلوك!"

"حاضر، حاضر يا سيدي!"

انطلق العجوز ودانيال عبر الغابة، واستمر سيرهما لأربع ساعات متواصلة. كانت شمس الصيف الحارقة تلسع جلده، والعرق يبلل ملابسه، لكنه لم يتذمر. لم ينبس ببنت شفة، ظنًا منه أن هذا تحدٍ لصلابته. كان معتادًا على التدريبات القاسية، ولم يكن من النوع الذي يستسلم بسهولة، وهذا ما شدّ انتباه العجوز.

توقف العجوز فجأة وأشار إلى الأرض.

"انظر جيدًا! هذا رمل متحرك. أخبرني، هل تعرف كيف تخرج منه إذا سقطت؟!"

"بالطبع، لقد علمونا هذا في الأكاديمية."

"رائع، يبدو أن الأمر لن يستغرق منك كثيرًا."

"ماذا تق...؟!"

قبل أن يكمل سؤاله، تلقى دفعة قوية من العجوز، فسقط في الرمال المتحركة!

"تبًا لك، أيها العجوز!" صرخ دانيال وهو يحاول الحفاظ على توازنه. "ما هذا الهراء؟!"

نظر إليه العجوز بلا مبالاة وقال: "آسف يا فتى، لكن هذا هو الأفضل للجميع. عندما تخرج، اتجه غربًا، وبعد ثلاثة أيام ستصل إلى المدينة."

"مهلًا! أنت لا تفكر بجدية في تركي هنا وحدي؟!"

تابع العجوز بلا اكتراث: "بالمناسبة، لا أنصحك بالعودة إلى الكوخ، لأنني وهيونا سنغادر اليوم إلى وجهة لا دخل لك بها."

تسمرت عينا دانيال. "أيها العجوز اللعين!"

"وداعًا يا فتى، آمل ألا نلتقي مجددًا." ثم لوّح له بابتسامة مستفزة، واستدار للمغادرة.

"أيها العجووووووز!"

2025/02/14 · 7 مشاهدة · 868 كلمة
نادي الروايات - 2025