إستمرت محاضرة البروفيسور مانويل و في كل مرة يسمع شخير دانيال الخافت و يلاحظ لعابه الذي يسيل، تذكر مانويل كلمات مدير الأكاديمية عندما اخبره عن وضع دانيال و قال له: "اسمع يا مانويل، عليك الاستمرار في دعمه و الثقة به، و كما أقول دائما هناك نوعان من العباقرة"
مانويل: "و ما هما يا سيدي؟!"
ابتسم المدير و قال بكل ثقة: "يوجد العباقرة و يوجد دانيال ايزنبورغ! "
كان هذه اخر كلمات مدير اكاديمية التاج المقدس للبروفيسور، كانا يناقشان الوضع المزري الذي وصل له دانيال. فقد غطى نفسه بغمامة سوداء من الاحباط و فشل الذات و الكل لاحظ انه ترك نفسه عرضة لينهشه اليأس. لم يكن أحد يلوم دانيال على ذلك فعندما تكون حياتك كلها مكرسة لهدف واحد و الكل يظن انه لك و بعدها يتم هزيمتك من قبل فتاة لم تبذل أي جهد حتى، عندها بالتأكيد ستقع في المحظور و تستسلم للإحباط!
دانيال كان من عائلة مرموقة و مشهورة من مقاتلي الكاي فلا يوجد عائلة واحدة في هذا العالم قد استطاعت توريث 3أجيال كلهم شاركوا في محاربة ملك الشياطين! فكما نعرف ان كل 30سنة تقريبا تظهر أشتات ملك الشياطين على ازميريا و في تلك الفترة فقط ستقوم اختام هينغ بإختيار أفضل 8 مقاتلين على الأرض و ينتسبون إلى إحدى الأكاديميات الثمانية المعروفة . كانت البوابات بين ازميريا و الارض من جهة واحدة حيث لا يستطيع سكان الارض الذهاب هناك إلا بواسطة تلك الأختام التي صنعها "هينغ لو" بنفسه وكان اصحاب هذه الاختام يستطعون استخدامها 3مرات فقط للانتقال بين العالمين. لهذا كان يختار بعناية 8محاربين فقط.
8 أختام كانت كالتذاكر النادرة لدخول ازميريا كل 30سنة تقريبا!، هذا ما جعل الكل يتنافس بشدة ليكون أحد المختارين، كيف لا و هذا الشخص سيصبح أحد الأبطال الذين سيخلدون في كتب التاريخ و تقدسهم شعوبهم و يحصلون على أعلى الوسائم و التكريمات.
ومن بين كل هؤلاء ذاع صيت اسم دون غيره، انهم عائلة "ايزنبوغ"!، والد جده ثم جده ثم والده، كلهم تم اختيارهم على التوالي كممثلين للتاج المقدس! لدرجة بعد ولادة دانيال مباشرة غادر والده إلى ازميريا و قال أنه إذا اراد ابنه رؤيته فعليه الحصول على الختم و الذهاب بنفسه الى ازميريا!.
و لهذا كرس دانيال حياته كلها لهذا الهدف بالذات، تدرب اشدى التدريب وتمرس على مختلف الاسلحة و تعلم مختلف استعمالات الكاي و التحكم بها، بل وحتى درس الوحوش و نقاط ضعفها. كان يعرف أنه عليه فعل ما يستطيع لأن ضغوطا مهولة قد داست على كتفه منذ ولادته، كيف لا و هو من عائلة "ايزنبورغ ".
كان محل أمال عائلته و طموحاتهم المستمرة في ان يصبح رابع شخص يتم اختياره من عائلتهم مثل والده و جده و من قبله، حتى انه كانت هناك مقولة شهيرة في اكاديمية التاج المقدس و هيا ان هدف كل تلميذ فيها هو ان يصبح الافضل بعد دانيال!
لأن أغلب المدربين و الاساتذة كانو مقنين بأنه الافضل، حتى في البعثات القتالية كان يترأسها و يقود من هم أكبر سنا و أكثر خبرة.
و قد حان الموعد!.
بدأت أولى الاختام في الظهور لدى طالبة في أكاديمية عين الصقر و بعدها توالت باقي الاختام في الظهور، لم يكن أحد يتحكم في كيفية ظهورها أو اختيارها للشخص كانت طاقة" هينغ لو" وحدها من تقرر وفق إرادتها الخاصة و شروطها و حكمتها الغامضة ، بعدها سيتم القيام بالطقوس الخاصة لفتح بوابة تنقل الشخص المختار لأزميريا. كان الكل في اكاديمية التاج المقدس ينتظر بحماس ظهور الختم على دانيال دون غيره. لكن لم يحدث شيء! بحث دانيال في كل شبر من جسده و تحقق المختصون من كل علامات الختم... لكن لا شيء يدل على انه المختار بعد!
بدأت الشكوك تلوح في الافق و تزداد يوما بعد يوم فقد مر أكثر من شهر و لم يظهر أي ختم من اكاديمية التاج المقدس!! باقي الأكاديمية تم اختيار ابطالها و نقلتهم الى ازميريا. بدت كأنها مسخرة للتاج المقدس و لكن أخيرا بعد شهر و بضعة أيام ظهر الختم أخيرا. لكن لم يكن دانيال هو حامل الختم... لقد عُثر على صاحب الختم في أحد ارياف إنجلترا و كانت فتاة مراهقة!!