"حسنا هذا يكفي لليوم، أحسنتم جميعا"

أنهى الأستاذ سيزار درس التدريب مبكرا اليوم على غير العادة، تعالت الهمسات و الإستفسارات على حالة الأستاذ اليوم بين الطلاب، فلقد لاحظوا ان تركيزه كان يتشتت كثيرا و لم يعد يغضب كعادته عندما يخطىء أحد الطلاب في حركة، و الان هو ينهي الحصة مبكرا؟

كان الاستاذ سيزار أحد أساتذة اكاديمية غابة القمر و بالضبط في فرعها في نيو مكسيكو. كان معروفا بصرامته و تقديسه للدروس سواءًا النظرية أو العملية، و يستغل كل دقيقة متاحة للتعليم الطلاب.

لكن اليوم كان جُل تفكيره منصبا على ما قاله له الصحفي مارينو في الصباح!

قبل أيام تلقى سيزار دعوة منه في أحد المقاهي من أجل موضوع بالغ الأهمية حسب قوله، و صباح هذا اليوم إلتقى به بدافع الفضول.

"إذا ما موضوعك المهم الذي جعلني أؤجل الحصص الصباحية لطلابي؟!"

"حسنا لا تقلق ارجوك، أؤكد لك انه شيء أهم من حصصك بكثير!"

إبتسم مارينو و عدل نظاراته.

"همممم، أولا أريد ان أعرف مع من أتحدث"

"اه بالتأكيد أين ذهبت أخلاقي، أنا أستخدم إسمي المستعار مارينو و ذلك حتى أتجنب المشاكل، أعمل كصحفي مختص في أمور الكاي و الوحوش و كل ما يخص هذا المجال.لكنني عضو في مجموعة خاصة من الصحفيين حول العالم تهتم بأمور الكواليس و الخفايا التي لا يقولها المسؤلون للناس"

رفع سيزار حاجبه و قال

"اذا اتقول انك تبحث عن الفضائح؟، لا تقل لي أنك أحضرتني حتى تكلمني عن شيء تافه مثل رؤية لوكاس يمشي عاريا في باريس"

"لا لا!، ما هذا الهراء؟ أنا أرقى من هذا، حسنا أخبرني هل تعرف بأمر طائفة [ إبن الشيطان ]؟!"

سكت سيزار قليلا و هو ينظر له، ثم انفجر ضاحكا في وجهه و قال و الدموع تسيل منه

"ههههه! أتقصد تلك المجموعة من الناس التي يقودها شخص مجنون يدعي انه ابن ملك الشياطين؟!، لا أصدق لقد خاب ظني، كنت أظن انه أمر مهم لكن في الأخير هي مجرد قصص المؤامرات الكرتونية و بعض الأطفال البالغين يلعبون"

وضع يده على الطاولة و إستعد سيزار للنهوض، و لكن مارينو أمسكه من ذراعه و قال.

"موضوعي ليس عن تلك الطائفة السخيفة، إن للأمر علاقة بالتصدعات و الشقوق البُعدية و كثرتها في الفترة الأخيرة"

تجمد سيزار في مكانه و ابتلع ريقه ثم عاد للجلوس.

~~~~~~~~

وصلت إيما و ستيفانوس إلى باب الغرفة التي يجتمع فيها بقية المحاربين.

"حسنا سأترك الان و تستطعين الدخول وحدك، سعدت بلقائك ايتها المختارة إيما"

بهذه الكلمات و بإبتسامة لطيفة ذهب سيتفانوس و ترك إيما عند الباب.

'حسنا حسنا لا داعي للقلق أو التوتر لن يحدث شيء سيء... أظن'

قالتها إيما لنفسها و هيا تقف أمام ذلك الباب ولا تعرف ماذا ينتظرها هناك. ترددت كثيرا، هل تفتحه؟ أو تطرق عليه؟! حتى انها فكرت في الهرب.

فجأة انفتح الباب بقوة و خرج شاب كبير البنية بأتم المعنى، بطوله الذي يتجاوز المترين و شعره الأحمر الطويل، قال و هو ينظر يمينا و يسارا

"اظنني سمعت صوتا يتكلم خلف الباب، انا متأكد"

حاولت إيما النطق لكن الخوف من هذا العملاق الواقف امامها أكل لسانها.

بعد ثواني أخفض الشاب رأسه ليلمح إيما أخيرا.

"مممرحبا... أنا.. إيما"

"اهااااااا، و اخيرا هههه لقد اتأيتي"

تَحمُس الشاب و صراخه المفرط جعل إيما تخاف أكثر، ثم حملها بيديه كأنها دمية محشوة و أدخلها الغرفة!

"أنظروا ماذا أحضرت، إنها المختارة الثامنة"

ثم وضعها وسط الغرفة، بالكاد إستطاعت إيما الوقوف و هيا تتفقد عيون سبعة أشخاص يراقبونها!

كان الكل ساكتاً إلا الشاب العملاق الذي قال لها بصوته المرتفع و حماسته

"لا حاجة للرسميات أنتِ بين عائلتك، أنا إيفان ممثل أكاديمية الصقيع الأسود"

كان إيفان شابا روسيا ذو شعر أحمر و ما يلفت الانتباه درعه الذهبية.

بعد ذلك قال إيفان و هو يشير إلى إحدى الفتيات الجالسات و كانت فتاة صغيرة الحجم ذو شعر أسود قصير و ملابس ارجوانية.

"و أما تلك الفتاة هناك اسمها يومي، إنها لا تتكلم كثيرا معنا لذلك أنصحك بالابتعاد عنها هه"

قالها إيفان و هو يهمس في أذن إيما، لكن يبدو أن يومي سمعته و لكن لم تتكلم.

"يكفي هذا نحن كلنا اصدقاء هنا و لدينا هدف مشترك"

قالتها فتاة سمراء جميلة ذات شعر أبيض و تشبه الراهبات.

"مرحبا أنا إسمي لوسيا ممثلة اكاديمية غابة القمر "

"بلا بلا كلام فارغ ، غورو ليس صديق أحد هنا"

تكلم شاب أسود البشرة و مفتول العضلات، كان شبه عاري و كأنه رجل بدائي، و كان يمسك إحدى وسادات الكنبة و يمزقها و هذا ما أخاف إيما.

لوسيا: "لا تكن فظا يا غورو، و أيضا توقف عن تمزيق الوسادات ألم احذرك؟!"

ثم إلتفتت إلى إيما و إبتسمت و قالت

"لا تلقي له بالا يا عزيزتي، انه غريب بعض الشيء لكنه لطيف، هو ممثل أكاديمية عرين الأسد"

"مرحبا أنا ماتيو من أكاديمية الرمح الفضي تشرفت بمعرفتك"

قالها شاب اشقر وسيم

تقدمت فتاة ذات ملامح عربية و قالت

"أنا سارة من أكاديمية عين الصقر و انا القائدة هنا، سعيدة بلقائك"

"همممم، أنتِ لست قائدتي"

قالها ماتيو بكل تذمر و عدم مبالاة.

قالت إيما للجميع

"شكرا لكم، أنا إيما من أكاديمية التاج المقدس، سعيدة بلقائكم جميعا"

"اجل نعرفك، أنتِ التي تقيأت على ذلك الملك! هههه اخبريني كيف كان شكله عندما فعلت.."

قطع كلام إيفان ركلة على ركبته من يومي التي يبدو انها وصلت لحدها من تفاهة إيفان المتكررة، ماتيو و سارة يتشاجران على موضوع القيادة، و لوسيا تحاول أخذ الوسادة من غورو الذي كان يعضها بفمه.

في زاوية الغرفة التي لم تلاحظها إيما كان يجلس أحدهم على كرسي و يقرأ كتابا دون ان يلقي مبالاة لما يحدث من حوله أو حتى يلقي التحية على ضيفتهم الجديدة.

رفع عينيه من على صفحات الكتاب و تأمل البقية الذين كانوا يتشاجرون ثم تمتم

'عملاق غبي، فأرة متوحدة، ربت البيت الحنونة، غوريلا همجية، الأمير المغرور، محبة القيادة، و الآن فتاة تتقيىء على الملوك! .... رائع لقد اكتمل السيرك'

2024/01/27 · 31 مشاهدة · 901 كلمة
نادي الروايات - 2025