[الثورة ليست حفلة سهر، إنها فن الاستيقاظ بعد الجنون]_الكاتب الانجليزي جورج أورويل_

عندما يكون مصدر السلطة و القوى بين أيدي الأقلية في المجتمع، فستتعالى اجلا او عاجلا أصوات مناهضة!

فهذه طبيعة الانسان الازلية. و ترتبط بانعكاسات الوجود البشري والتصارع الدائم بين الشهوات والضروريات، وبين الحقوق الفردية والمصالح الجماعية.

و هذا ما يحدث الان! فقد انتشرت مناهضات للكاي و سلطة الاكاديميات في العالم، و ارتفعت أصواتها حتى وصلت لمجالس مرموقة.

من بين كل هؤلاء برزت طائفة غريبة... ابن الشيطان!

أسسها شخص غريب الأطوار يفتري انه إبن ملك الشياطين الذي هزمه هينغ لو و الذي تعود اشتاته كل 30سنة!

شيء لا يصدقه العاقل و لكن يبدو ان هذه الطائفة ضمت الكثير من المؤيدين لها و اصبح لها اتباع كثر، لم يهتم لها أحد كونها لم تكن تؤذي أحدا و تكتفي بالمسيرات السلمية و إقامة المؤتمرات لاعضائها.

استمر الحديث بين مارينو و سيزار الذي بدا ان الاخير قد أصبح مهتما أخيرا بموضوع مارينو.

"إذا أكمل يا سيد مارينو أو مهما كان إسمك، هل حقا تعرف سبب كثرت التصدعات البعدية؟!"

"سأقولها بإختصار شديد... سبب كثرت التصدعات البعدية هو شخص أو أشخاص بإمكانهم إنشاء تلك الأبعاد!"

عقد سيزار بين ذراعيه و رفه حاجبه و كأنه متشوق لسامع المزيد، لذلك أكمل مارينو.

"هذه البوابات بدائية و قليلة و يبدو انها من جهة واحدة فقط، من ازميريا إلى الارض.. رغم قلتها إلا انها تسمح بمرور الكثير من الوحوش و المخلوقات إلى الارض"

لم يصدق سيزار ما سمعه و لم يستوعبه، ليقول

"اذن اتقول ان هناك نسبة من التصدعات البعدية هي في الأصل بوابات بدائية من جهة واحدة؟!، لكن ما علاقة طائفة ابن الشيطان بكل هذا"

عدل مارينو نظارته للمرة الألف و أكمل بكل ثقة

"تقول مصادرنا أنه هناك تواصل بين طائفة إبن الشيطان و المسؤولين عن تلك البوابات... يحاولون جعل تلك البوابات من الجهتين!"

صدم هذا الكلام سيزار و جعله يصرخ في وجهه

"أتقول انه بإمكان شخص ان ينتقل من الارض إلى ازميريا دون اختام هينغ لو؟! و بدون عدد مرات محدد؟"

هز مارينو رأسه بالايجاب.

سكت سيزار قليلا ثم نظر إليه كأنه على وشك قول شيء مهم

"حسنا هذا خبر خطير، و لكن ما يثير فضولي هو... لماذا لم تخبروا أحد مسؤولي الأكاديميات او احد المرموقين المختصين؟!"

"حسنا هنا تكمن المعضلة الحقيقية في نظري، نحن نشك في أن بعض المسؤولين هم متورطون بأنفسهم في هذه القضايا"

اشتعلت هالة مخيفة من سيزار و لمعت عيونه كذئب مفترس.

"أتعرف بما تنطق به ايها الصحفي؟!، أنت تتهم أقوى الكيانات الحاكمة في هذا العالم، سلطات لديها أشخاص بقدرات لا تستوعبها و صلاحيات غير محدودة تفوق صلاحيات اقوى الدول"

"لست أتكلم عن عبث يا سيدي، جمعت مجموعتنا أدلة دامغة ستقنع أغبى الناس، لكننا بحاجة إلى مساعدة أشخاص مثلك، أشخاص صادقين و يهتمون لأمر الأرض حقا "

"حسنا أعطني بعض الاسماء المشكوك في أمرها"

"القائمة طويلة و لكن على رأس تلك القائمة مدير التاج المقدس و دانيال ايزنبورغ!"

~~~~~~~~

كان العجوز يصقل أحد السيوف بالمطرقة بينما دانيال يراقبه من بعيد و هو يضع يده تحت ذقنه. لقد حاول بكل الطرق أن يجعل العجوز يعلمه استعمال السحر، لكن العجوز كان ثابتا على قراره و هو الرفض القاطع!

خرجت هيونا من الكوم لتلمح دانيال المهموم لتتقدم نحوه، لقد مر أكثر من أسبوع على مبيت دانيال معهما في الكوخ، و لقد كان صريحا معهما و اخبرهما بقصته التي لم يكن من الممكن تصديقها.

"لماذا هذه الكئابة، اطرد عنك تلك الغيمة الحزينة أيها الفتى"

"لو كنت اعرف ذلك لفعلت منذ زمن... دعينا من هذا الان، بالمناسبة جدك يحب الحدادة حقا"

"أجل فهذا مصدر رزقنا، هو يصنع الأسلحة السحرية و أنا أبيعها في سوق المدينة، يستغرق الذهاب هناك 3 أيام لذلك لم أكن حاضرة عندما وجدك جدي"

صمت دانيال قليلا الذي لم يجد كيف يتكلم معها بشكل طبيعي، كلما اقتربت منه أو حدثت او حتى نظرت إليه يبدأ في التلعثم و الخجل، ما زاد احراجه انها تبلغ 18 من عمرها و هو في العشرين.

تذكر دانيال شيئا و قال

"لماذا تعشان في هذه الغابة بدلا من المدينة الامنة، و ماذا اراد اؤلئك الاشخاص الذين قاتلهم العجوز؟"

"اممم حسنا لا أستطيع إخبارك فجدي لا يسمح لي بقول هذا للغرباء"

"ذلك العجوز اغرب مما ظننت!... اه بالمناسبة ما اسم جدك؟!"

"-----"

"ماذا؟، لحظة لا تقولي انك لا تعرفين اسم جدك"

"هو ليس جدي بالمعنى الحرفي، لقد رباني منذ ان كنت رضيعة بعد ان تركني أهلي"

شعر دانيال انه ضرب على وتر حساس و حزين.

"أنا اسف لم أقصد تذكيرك، حتى انا لم اقابل والدي أبدأ و اما عائلتي فقد كانت تعتبرني مجرد سلعة لا غير"

"لا بد ان حياتك كانت صعبة"

"بالتأكييييييد، كان الكل يمدحني فقط لإسم عائلتي و أقوم بأشياء لا أحبها فقط لان أهلي يأمرونني، حتى عندما فشلت تخلى عني الكل، إلا المدير كان مثل الأب لي"

"رغم انني أجد صعوبة في تصديق قصتك الغريبة، لكن أتمنى ان تعود لوطنك"

"حتى لو عدت لا أظن ان احدا سيفتقدني"

"هل انت متأكد؟!، لأني أظن ان شخصا سيفعل"

"من؟"

ابتمست هيونا ابتسامة تذيب كل أحزان المرء الناظر لها، و قالت:

"المدير الذي حدثتني عنه"

ابتسم دانيال. ثم قالت هيونا

"إذا ما إسم المدير؟، لقد انتابني الفضول فقط"

"اه اجل، اسمه هو...، لحظة انا لا أعرف اسمه"

ضحكت هيونا بطريقة هستيرية ليتبعها دانيال.

من جهته كان العجوز يرمقهما و يبتسم و يده لا تزال تطرق بالمطرقة على السيف.

"ههه ما أجمل عصافير الحب، لقد ذكروني بشبابي أيام...، اه تبا لقد ضربت اصبعي بالمطرقة!"

2024/01/27 · 27 مشاهدة · 853 كلمة
نادي الروايات - 2025