في هذه الليلة المظلمة، كنت أسير تحت هذا المطر الجميل، لكن لماذا رغم جماله، لست سعيدًا به؟ لماذا أشعر أن قلبي شديد الظلمة أكثر من هذه الليلة؟

محمد خرج ليشتري حوائج المنزل من السوق. اشترى كل الحوائج اللازمة بينما كان يسير في هذا المساء في الساعة العاشرة. ليلًا، نظر محمد إلى شجرة فوجدها أوراقها تتساقط، وبدأت الشجرة تفقد جميع أوراقها حتى أصبحت عروقها بارزة.

نظر محمد إلى الشجرة ثم نظر إلى نفسه وقال: "من أكثر حزنًا بيننا ياترى؟ أنتِ أيتها الشجرة أم أنا الذي لا يعرف معنى السعادة أو راحة البال؟ على الأقل أنتِ تحزنين في الخريف وتزهرين في الربيع وتفرحين، ولكن ماذا عني؟ متى يأتي الربيع الذي أزهر فيه وأفرح؟ لماذا حياتي كلها خريف؟ سقط كل أوراقي وبقيت هكذا بدون شيء سوى عروقي التي تنبض بالحياة."

رفع محمد رأسه في هذا المطر وكانت جميع ملابسه قد ابتلت، وقال: "يا أيتها النفس، لماذا لا تتغيرين ؟متى يا أتي وقت الخلاص! لماذا أبدو مثل الخروف الذي ينتظر الذئب حتى يأكله؟لماذا لا أصبح ذئبًا حتى أصيد الخرفان وأعيش بحرية؟ لا أريد قوة بدون حرية، مثل أسد، بل أريد قوة قليلة مع حرية مطلقة، أفضل بكثير من قوة كبيرة وأنت مقيد مثل حيوان الذي يهرج في سرك."

وبينما كان محمد يتكلم مع نفسه ويسير في الطريق، لم يلحظ أنه وصل إلى منزله.

وصل محمد إلى البيت، ففتحت له أمه الباب. شاهدت الأم ملابس محمد المبتلة كلها، وأخبرته: "لماذا لم تأخذ مظلة معك؟ جسدك كله مبتل، قد تصاب بالمرض. ادخل بسرعة! غدًا أول يوم دراسي لك، يجب عليك أن تكون مستعدًا لذلك."

أجاب محمد: "حسناً، أمي."

صعد محمد إلى غرفته وجلس وقال: "تباً غدًا! أول يوم دراسي لي! أنا أكره الدراسة كثيرًا بسببها يتم التنمر علي كل يوم ويتم ضربي. تباً لها! أنا أكرهها."

محمد وهو حزين غير ملابسه المبتلة. بعد تغيير ملابسه، نزل محمد إلى الأسفل لتناول العشاء مع أمه وأخته. أم محمد، جوليانا، وأخته هي ليلى، عمرها 13 عامًا، ومحمد عمره 15 عامًا.

جلس محمد ليتناول العشاء. نظرت الأم إليه وقالت: "بني، غدًا أول يوم لك في الدراسة، يجب عليك أن تستعد جيدًا من كل النواحي." محمد لم يفهم قصد الأم. لماذا قالت "كل النواحي"؟ ما قصدها بهذا الكلام؟

قالت ليلى: "أخي، أخي، تناول هذه الفتة! افتح فمك... آام!" نظر محمد إلى أمه وليلى وقال: "أنتما الشيء الوحيد والسعيد في حياتي. في وسط هذا الظلام، أنتما نوري الذي ينير طريقي."

بعد إكمال العشاء، صعد محمد إلى غرفته ونام في سريره مباشرة، لأن نفسيته وقلقه أتعبه كثيرًا.

استيقظ محمد باكرًا ليتجهز لليوم الأول في المدرسة. استحم وغير ملابسه، ونزل ليتناول فطوره. بعد إتمام كل شيء، وقف محمد عند الباب وكان متوترًا جدًا، لأنه يعلم سوف يتم تنمر عليه إذا درس معه تلاميذ السنة الماضية. كان محمد خائفًا منهم بشدة حتى أنه لم يستطع فتح الباب.

نادت الأم على محمد ولكنه لم يرد عليها. ثم نادت مرة أخرى ولم يرد عليها أيضًا. محمد في تلك اللحظة كان خائفًا ومتوترًا جدًا حتى أنه لم يسمع أمه تناديه.

تقدمت الأم حوله ووضعت يدها على كتفه. تفاجأ محمد وابتعد عنها بخوف. ردت عليه الأم: "لماذا أنت خائف هكذا؟ ما الذي يحصل معك؟ هل هناك من يهددك أو يتنمر عليك؟"

أجاب محمد: "لا، لا يوجد شيء. كنت خجولًا في يومي الدراسي الأول فقط."

ردت عليه الأم: "حسنًا، كما تريد. ولكن اعلم أن أمك معك دائمًا. مهما حصل معك."

ابتسم محمد وقال: "شكرًا، أمي. حسناً، لقد تأخرت. سوف أذهب. وداعًا، ماما."

ابتسمت الأم وقالت: "وداعًا، بني." عندما التفت محمد لكي يخرج، تغيرت ملامح الأم من ابتسامة إلى غضب شديد، وفي عينيها نار غضب كانها تريد قتل شخص ما، لأنها تعلم أن ابنها يتعرض للتنمر، ولكن لم يأتِ يومًا ليخبرها أنه يتم تنمر عليه، لأنه كان يعتقد أنه سوف يقلقها أو يجلب لها مزيد من القلق، وهو لا يريد ذلك.

قالت الأم: "أه، يا بني، لو طلبت مساعدتي فقط، لكنت قد جعلتهم يركعون لك. ولكن أنا أثق بك. سوف تتغلب عليهم بفردك، بدون حتى مساعدتي."

من فضلك تعليق او اشتراك 🥺💕🌺♥✅

2025/01/08 · 5 مشاهدة · 631 كلمة
نادي الروايات - 2025