بعد يومين عصيبين من التوتر و القلق و المشاعر المضطربة التي حلت على فرقة cold 4 رجعت الحياة لطبيعتها حيث رجع المجندين للتدريب و تم إصلاح ما تم تدميره و كل فريق باشر بأداء المهمات . ذهب المجندين المبتدئين من قسم التدريب إلى حيث اكينا في جيفيرو للتدريب ، اما قسم الكشافة فباشروا بالانتشار في أنحاء الدولة لتجميع المعلومات ، و الذي ينتمي اليهم شياساكي بعد ان قام بتوديع كانامي و هيون و صديقه الجديد أويكو ذهب في رحلته لجمع المعلومات .
و كذالك بالنسبة لفريق الاغتيال و اصطحب إيل موسترو فرقة الأوكامي إلى حيث مقر سري تحت الأرض و اخبرهم انه مقرهم السري ، كان المقر يحتوي على شتى أنواع الأسلحة و الملابس التنكرية و العتاد . لم يكن فرقة الاوكامي بحاجة لإخفاء وجوههم بشكل كبير لأنهم كانوا فرقة حديثة النشأة فمعلوماتهم لم تتسرب للدولة بعد بخلاف بقية فرق الاغتيال الذين شاركوا بالحرب الاهلية قبل إنشاء الفرقة فقد كشفت هويتهم بسهولة لذا يعملون على إخفاء وجوههم ، لكن مع ذالك أوصاهم القائد بمحاولة التنكر لأنه ربما روشيت قد سرب معلوماتهم ايضاً .
أذن ما هي مهمتنا أيها العجوز ؟
حسناً هذه هي مهمتكم الثانية و هي كالاتي …
فجلس ايل موسترو على كرسي و وضع صوراً على الطاولة التي كانوا مجتمعين حولها و قال …
هذه الجثث هم ضحايا من الآيلس و قد عثر عليهم في احدى مكبات النفايات و قدتم أخذ اجزاء من جسمهم و اعضائهم .
هذا مقزز يا أبي ، أكُلّ مهماتنا فيها جثث.
كلا يا بني إنها ليست جميعها هكذا و لكن لأنكم جيدين بالتعامل مع هكذا مهمات فأنا أوكلها لكم و لأنها لا تتطلب مخاطرة كبيرة . المهم يوجد مطعم مشهور في مدينة لاڤيا يذهب اليه النبلاء و الارستقراطيين من أنحاء الدولة و قد عرف بطعامه اللذيذ … و خصوصاً اللحم .
اللحم ! ماذا تعني أيها العجوز هل يمكن ان …
اجل للأسف يمكن هذا و لم يشك احد بأنه يوجد خطب ما و لكن ظهرت إشاعة من بعض العامة بانهم يطهون البشر الآيليس و يطعمونهم لزبائنهم و لكن لا نعلم بعد صحة هذه المعلومة لأنها أتت من العامة الذين يحملون الضغينة ضد النبلاء .
كم هذا مقرف، لكن يمكن ان تكون مجرد إشاعة صحيح؟ اعني مستحيل ذالك …
يمكن او أنها حقيقة ! خصوصا بعد ان عثر احد مجندينا على مكب النفايات المحمل بالجثث مفقودة الأجزاء .
لماذا لم يغلق المطعم إذن و هذه الشكوك تحوم حوله ؟
مدير المطعم لديه صديق من النبلاء لقد توسط له ليحسن صورته عند الناس لذا تم تجاهل هذه الإشاعة و اعتبارها مجرد حقد الطبقة الفقيرة ، و لكن الجثث المرمية في النفايات لم يتم التحقيق بشأنها لأنهم آيليس .
يا لهم من حقراء …
إذن مهمتنا ؟
مهمتكم هي الدخول للمطعم بصفتكم نبلاء و سوف تنقلون بطائرة خاصة أعدتها فرقتنا خصيصاً لكم و سوف تحاولون دخول المطبخ الذي يمنع على اي احد دخوله و تحققون من صحة الإشاعة و إذا حدث و كانت صحيحة قوموا بالتخلص من مدير المطعم و اعوانه .
علم سيدي.
ثم رجع إيل موسترو إلى مقره في حين ان البقية بدوا بالتجهيز انفسهم ليبدوا مثل النبلاء و كانت الملابس التنكرية التي بحوزتهم فخمة لدرجة ان لا احد سوف يشك بأمرهم . هيون ارتدى نظارة مع بدلة ذي بنطال قصير باللون الأسود مع قبعة سوداء ، اما كانامي ارتدت فستاناً ذي لون احمر و اسود و شعرها كان مرفوعاً بتسريحة بسيطة و جميلة و قامت بوضع مساحيق التجميل و الاكسسورات لتغير شكلها ، لكنها كانت منزعجة من الفستان لأنها لم تعتد على الفساتين فقامت بأرتداء بنطال قصير تحته . بالنسبة لأويكو فقد رفع شعره من اليمين و ارتدى بدلة عصرية و امسك بعصاة ليبدو مثل النبلاء .
توجه الثلاثة إلى حيث الطائرة المجهزة التي يعمل بها أناس عادين لا يعلمون شيئاً سوى أنهم توظفوا هنا لخدمة هؤلاء النبلاء لكي يبعدوا الشكوك عنهم . تم حجز طاولة للثلاثة مسبقاً في المطعم و تجهيز بطاقات مزيفة لهم بأسماء مزيفة ( هيون : يون - كانامي : كامي -أويكو : كيو ) جميعهم من أسرة ريودا النبيلة . عندما اقلعت الطائرة هيون كان متحمساً للمهمة لأنه لم يدخل إلى مكان فخم فيه الكثير من النبلاء رغم علمه بخطورة المهمة لكنه تفائل على آمل ان تكون الإشاعة صحيحة ، و كان يجلس بجانب النافذة و بجانبه كانامي ثم اويكو .
كانامي كانت تتصفح معلومات المهمة في الهاتف … اما أويكو فكان يحتسي شراباً قدم إليه من قبل المضيفة ، فجأة يسقط رأسه على كتف كانامي .
أوي ما الخطب ؟
ابعد رأسك عن اختي أيها المتعجرف !
ثم نظرت كانامي إلى العصير الذي تركه على الطاولة و أخذت بشمه …
أوي اتمزح معي صحيح ؟
ما الخطب يا كانامي ؟
ان هذا ليس عصيراً ، انه مشروب كحولي ! لابد انه قد ثمل منذ الرشفة الأولى .
يااا… ماذا سوف نفعل ؟ هذا ليس الوقت المناسب !
وضعت كانامي يدها على فم هيون لتسكته لأنه رفع صوته عالياً …
( همس هيون ) ما هذا أيقدمون الكحول للقاصرين ؟
كلا أيها السخيف ، إلا تذكر قد زيفنا أعمارنا في البطاقة !
اوه نسيت تماماً ، لكن أليس هذا المشروب المحرم الذي أخبرتني عنه ؟
بلى الحمد لله أننا لم نشربه ، لكن أظن ان علينا التمثيل بالمطعم بشربه او نطلب مشروباً آخر ربما.
لماذا لا نمثل أننا لدينا حساسية ضده ؟
فكرة عبقرية يا هيون ! لكن أسوف يكون أويكو بخير ؟
أخذت كانامي القليل من الماء و قامت بغسل وجه أويكو و لا يزال يبدو ثملاً ، ثم قدمت المضيفة و هي قلقة من الأمر …
ما الخطب سيدتي ! كل شيء على ما يرام ؟ هل السيد متعب ؟
اه … كلا انه فقط لديه حساسية من الكحول و لم ينتبه لما قدمته له .
ااااه اعتذر جداً يا سيدتي حقاً لم اكن اعلم ، لكنه لم يخبرني شيئاً عن ذالك .
ربما اختلط عليه الأمر و ظنه عصير عنب ، لا عليكِ سوف يستيقظ قريباً .
حسناً ، سيدتي اخبريني ان كنتي بحاجة إلى اي شيء .
ثم رحلت و كان أويكو شبه نائم لكنه كان واعياً قليلاً …
كانا…
اشششش … آيها الاحمق إننا في مهمة أنسيت ذالك .
اوه … هذا صحيح … كامي …لا تتركيني أرجوكِ…
ماذا تهذي به بحق الجحيم .
ثم نهض من كرسيه و قال بصوت عالي : أنا ابن عم كامي أنا أمتلك شركة كبيرة اياكم و العبث معي !
ثم أمسكت بفمه لتسكته و أمسكت هيون به و قاموا بجعله يجلس اخيراً …
كدت تفضحنا يا راس الطوبة !
افضح؟… كلا أنا لا احد يفضحني أنا من افضح الناس … أنا … كامي هيا لنرحل…
هي انت ! فقط استرح و نم قليلاً حتى نصل أتمنى ان تفيق من ثمالتك حتى ذالك الوقت .
ثم استلقى أويكو على كتف كانامي و غط بالنوم حتى وصلوا إلى لاڤيا فأخذتهم سيارة فاخرة بعدها إلى المطعم الذي كان يدعى ( ليڤلور ) .دخل الثلاثة إلى المطعم الفاخر و هيون ينظر اليه و فمه مفتوح بعدها نبهته كانامي ان يتصرف بشكل طبيعي . فدخل الثلاثة و جلسوا إلى طاولتهم . أويكو تصرف بشكل مثالي رغم انه لا يزال ثملاً لكنه مثل دوره بشكل جميل . فطلبوا الطعام و كانوا يخططون بعد انهائه و التمثيل بانه سوف يغادرون يذهبون إلى حيث المطبخ . ثم همست كانامي للاثنين …
سيروا وفق خطتنا حسناً ؟ لا تأكلوا اللحم مثلوا فقط أكله و قوموا برميه تحت الطاولة !
حسناً اختاه .
اجل يا عزيزتي كامي … ( ضحك )
قدم اليهم لحم البقر و الحساء فسأل رئيس الخدم بأستغراب ( هل انتم نبلاء من دولة أخرى ؟ لم اركم هنا من قبل رغم انني اعرف اغلب زبائننا ) فأجابت كانامي ( أجل نحن كذالك و قد سمعنا عن مطعمكم الكثير حيث ذاع صيته في أنحاء الدولة لذا كنا متحمسين لتجربة طعامكم ) فرد عليها ( اوه هذا هو الأمر ،أنا سعيد حقاً بسماع ذالك ، أتمنى لكم شهيةً طيبة ) .
ثم فجاة عندما نظرت كانامي إلى أويكو كان قد أكل من الطعام مسبقاً ، صدم الاثنان مما فعله أويكو و كان ثملاً تماماً و يأكل بنهم فكانوا يحاولون ايقافه حتى أتى مدير المطعم بنفسه لهم استغربت كانامي من ذالك لكنه كان سعيداً بأن نبلاء من دولة أخرى قد عرفوا بمطعمه و سألهم عن رأيهم بالطعام . فقال هيون …
انه لذيذ جداً طعم لحم البقر المطهو جزئياً مثالي جداً مع حساء البقر .
حساء البقر ؟ هذا غريب انه حساء الجمبري ! لعلك لم تتذوقه جيداً سيدي ؟
اه ان اخي لدية مشاكل بالتذوق فقد فقد حاسة التذوق منذ زمن لذا يحاول تخمين الطعم !
اه هكذا إذن ، لكن اللحم سوف يكون مثالياً مع الكحول … أيها النادل احضر لهم الكحول .
( صرخ هيون ) كلاااا .
اه نحن فقط لدينا حساسية من الكحول اعذرني سيدي .
شعر المدير بالشك يتسرب اليه فأخذ المدير شريحة اللحم و قال ( سوف أذوقك إياها بيدي ، هذا شرف لي ان اقدم للنبلاء هذه الوجبة ، اسمح لي سيدي ) رفض هيون طلبه و كان من الواضح من كلامه التوتر ( كلا سيدي … شكراً لك سوف أكله لوحدي ) فأصر المدير كثيراً فقالت كانامي ( شكراً لك سيدي لكنه لا يحب الأكل من أيدي الآخرين ! ) لكن المدير لم ينفع معه كلامهم كان مصراً كما لو انه أراد ان يثبت شكوكه ، فجأة ! نهض اويكو و امسك بيد المدير بقوة و نظر بنظرة بادرة … هنا ظن هيون و كانامي ان نهايتهم قد حانت و قد كشف امرهم لكن أويكو سحب يد المدير و تناول قطعة اللحم عوضاً عن هيون .
صدم الرئيس من فعله و كذالك هيون و كانامي و فجاة قال بصوت عالي …
ما هذا اللحم بحق الجحيم انه أشهى ما تذوقته بحياتي … هي أيها النادل … احضر لي المزيد.
بدت علامات الارتباك على المدير و قال ( اه سوف نحضر لك سيدي ، حسناً يبدو أنكم تستمعون بوجبتكم عن اذنكم ) ثم غادر المدير و جلس اويكو على الطاولة بعد ان لاحظوا انه افرغ صحته تماماً و كان على وشك تناول صحن هيون …
ياااا… لقد انتقذني لكنك تأكله … أيها المقرف!
مقرف …( ضحك) انت مقرف… راس الفجل.
أويكو توقف عن التصرف بعشوائية هكذا ! سلوكك لا يظهر انك من النبلاء قط !
شعر اويكو بالدوار فوضع رأسه على الطاولة ثم غط بالنوم ، بعد ان فرغوا كانامي و هيون صحونهم تحت الطاولة قرروا ان يبدأوا المهمة دون أويكو و عندما ينتهون سوف يعودون لأخذه . فذهب كلاً منهما إلى دورة المياة لغيسلوا أيدهم و عندما خرجوا ذهب هيون إلى مكتب مدير المطعم للتأكد من مصادر شراء اللحوم ، اما كانامي فتوجهت إلى حيث المطبخ الخلفي حيث فتحت الباب بأداة معينة و كانت مشتتة لأنها وجدت ممراً فيه الكثير من الغرف المقسمة ، خرج طباخين من غرفة معينة فأختبأت خلف الباب ثم دخلت الغرفة .