بالميرو صحراء قاحلة لا يسكنها البشر إلا الأقلية من البدو المستضعفين في الخيام الذين يعانون من اضطهاد مختبر التطور لهم الذي يقع في أقصى جنوب بالميرو . مختبر متطور فيه احدث الأجهزة المتطورة يبدو من اسمه شيئاً لا يوجد له مثيل في أنحاء المملكة و خلف كل ذالك التطور تقع تجارب خفية بعلم الملك تتم على يد مدير ذالك المختبر الذي يدعى ( ياسو ) .
يتم أخذ الاآيليس منذ الصغر من أنحاء المملكة و يتم اجراء أبشع التجارب عليهم لمحاولة ايقاظ قوتهم و تحويلهم لجنود ذات قوة هائلة ، لكن عملية ايقاظ قوتهم بالإجبار ليس سهلاً لان بعضهم ليس قوياً كفاية ، إذا حالف الحظ احد الآيليس و تحمل التجارب القوية و التعذيب قد تستيقظ قوته كغريزة طبيعية للبقاء على قيد الحياة . ( كلما كانوا اصغر سناً كلما كان من السهل التلاعب في عقولهم و زرع قيم و مبادئ جديدة ) هذا ما كان يفكر به ياسو .
ليس زرع قيم جديدة كافي للتحكم بهؤلاء الأطفال بل يجب ترويضهم على الإطاعة و افضل وسيلة للترويض هي الخوف ، حيث يتم زراعة شريحة متفجرة في قلوب الآيليس الصغار حتى يكبروا و هذه الشريحة يتم التحكم بها من قبل ياسو و المختبر في حال عصيان الاوامر او خروجه عن المألوف يتم إنهاء حياته او في حال محاولته لاستخراج الشريحة مع ان استخراجها يعني فتح جرح كبير في صدره لكن في الحالتين تعني موته .
و بعد سنوات من العمل في هذا المختبر تم إنشاء مجموعة مجندين متميزين يقومون بالانصياع لاوامر الدولة و ياسو و تم تسميتهم ( كوڤيرو ) و تعني ( كلاب الدولة ) يعاملونهم مثل كلاب الصيد يتلقون الأوامر و يتقفون أثر هدفهم و يصطادونهم او في أحسن الأحوال إذا كان الهدف مميز يتم إبقائه حياً و يحضر إلى ياسو ليضمه إلى جنوده .
أما الآن في الحاضر حيث كبر المجندين و هم يطيعون أوامر ياسو اصبح لديهم منشئة خاصة منفصلة عن المختبر لكنها بجانبه و متصلة بباب خاص حيث يوجد مراكز تدريب و غرف و كل غرفة تتسع لشخصين و مكان للأكل ، كان ياسو يعمل في مختبره كالعادة و يجري تجاربه على طفل ليوقظ قوته و بعدها دخل الباب روشيت .
روشيت الذي خان صديقه في الحقيقة هو لم يخنه بل لم يكن في صفه يوماً لأنه في الحقيقة كان يدعى ( روشيت ياسو ) ابن رئيس مختبر التطور حيث ابتدع له لقباً آخر و اخبره ان يزيف قصته لأجل التسلل للفرقة الثورية . سلم روشيت المعلومات التي سرقها طوال الخمس سنوات إلى ياسو .
اوه روشيت ! اخيراً أتمتت مهمتك ، احسنت ! تولى امر هذا الصبي سوف اذهب لأتصفح هذه المستندات و أرسلها إلى الملك .
حسناً .
كان روشيت مطيعاً لدرجة ان وجهه خالي من الملامح لكن بعد خروج ياسو تغيرت ملامحه تماماً و بدأ يبتسم و يضحك بشكل هستيري …
آه كم اشتقت لرائحة هذا المكان …رائحة المعدات… الدماء… و صراخ اولئك الحشرات .
كان الطفل الجالس في الكرسي الذي يبلغ 7 اعوام فقط مرعوباً و لم يتفوه بكلمة ثم تقدم روشيت و أخذ بمشرط و بدأ بطعنه بقلبه مراراً و تكراراً حتى غطت الدماء ارجاء المكان و تفاجأ العاملون بالمختبر منه و لم يوقفوه حتى انتهى منه و لم يعد الطفل يتحرك ، فأخذ روشيت يمسح الدماء من وجهه و لعقها و هو يقول ( لقد مر وقت طويل كنت اكبح فيه نفسي … كم اشتقت لهذا … ها أنا أتنفس اخيراً ).
ثم أمر الجميع بتنظيف المكان لان ياسو سوف يجن جنونه إذا شاهد هذه الفوضى الذي يفعلها ياسو بتجاربه العزيزة و لكنه لم يكن يعلم فكان يتصفح المستندات و كانت تضم جميع أسماء المقرات السرية ل cold4 و كذالك أسماء جميع قادة الفرق الصغيرة و أماكن تواجدهم فكان ياسو مبتهجاً للغاية بما ظفر فيه من معلومات قد تقلب الطاولة عليهم .
ثم ذهب ياسو لتفقد تجربته قبل ان يذهب للعاصمة لتسليم المستندات ثم وجد روشيت جالساً في أحدى الكراسي و المكان نظيف و الطفل قد اختفى فسألهم ما الذي حدث لكن لم يجيبه احد و عندما شاهد نظرات روشيت و ابتسامته و هو يلف في كرسيه فعرف ما الذي حدث لأنه يعلم ان روشيت مختل و قد اعتاد تصرفاته منذ زمن و اعتاد معاقبته لكنه لم يعد غاصباً اليوم لأن روشيت أتم مهمته فقرر ان يعتبرها مكافئة له …
اسمع روشيت سوف اذهب للعاصمة و اترك المختبر تحت تصرفك حسناً ، اعلم ما فعلته لكنني لن أعاقبك لأنك أتمتت مهمتك بنجاح لكن توقف عن اهدار تجاربي أيها الأحمق! إذا رجعت و رأيت انك قد اسأت استخدامهم سوف ترى وجهي الآخر .
( رد بتململ ) أجل أجل و كأنني لم أره من قبل . اوه بالمناسبة لقد شاهدت ريونوس و لاڤونتين و هم عائدون وحدهم من مهمتهم يبدو أنهم قد فشلوا و يبدو ان ريونوس مصاب في ذراعه !
ماذا ؟ سوف اذهب لأرى ما خطبهم !
ثم غادر ياسو و كان غاضباً من الأخبار الجديدة و ذهب إلى العيادة الطبية حيث ريونوس و لاڤونتين و قد تم معالجة جراحهم و علم منهم كل ما حدث …
يالكم من حثالة عديمة الفائدة ! ضللتم تماطلون و قد تركتم طفلاً واحداً و ثلاثة آيليس يفرون من قبضتكم ! و قد خسرتم جميع المجندين ايضاً! ما خطبكم !
سيدي … ان ريونوس هو من…
اااه …انسي ذالك أنا اليوم سعيد بما انجزه روشيت ليس لدي الوقت لاتجادل معكم لذا سوف أسامحكم هذه المرة فقط … إذا فشلتم مرة أخرى سوف تعودون لتلك الغرفة !
تبدلت ملامح الاثنين إلى ملامح خوف و فزع عندما سمعوا تلك الكلمات ثم قال ريونوس بتوتر …
آه سيدي … لقد رأيت ذالك الفتى هناك ايضاً … ذو العيون الذهبية !
ماذا ! أويكو !
أهذا اسمه !… لا اعلم و لكنه هو من أصابني بهذه الإصابة و قد بدى كانه يدافع عن فتاة … لقد حاولت ان احضرها لك لأنها مميزة و قوية…
هكذا إذن … هذا جيد … دعه في الوقت و لا تعترض طريقه فقط اخبرني ما الذي يفعله .
سيدي لكنه أصابني و يبدو انه …
ثم اقترب ياسو منه و همس في أذنه بغضب ( انت لا شيء أمام أويكو ! أفهمت ! ) ثم اقشعر ريونوس من كلماته و عم الصمت للحظات و قال ياسو …
إذن ! من هي الفتاة التي حاول أويكو انقاذها ؟
لا …لا اعلم لم أراها من قبل في فرقتهم يبدون أنها جديدة …لكن يبدو ان اسمها كانامي .
حسناً … اسمعوا إذا قابلتم أويكو مجدداً عليكم إخباره ما سوف أقوله لكم الآن …
ثم همس ياسو بكلمات و نادى ياسو احد الباحثين و اخبره ان يتحرى امر هذه الفتاة و بعدها غادر في طائرته الخاصة نحو العاصمة . بعدها توجه ريونوس و لاڤونتين نحو غرفها و في الطريق سخر شخص مجند منه …
أوي ريونو لقد أصبحت ضعيفاً ! ربما قد يتخلى عنك ياسو ( ضحك ).
( نظر ريونوس بغضب ) أحقاً ؟ أتعلم ان حشر انفك في ما لا يعنيك يعتبر ضعفاً ايضاً فهو لإخفاء ضعفك لا غير !
ثم غضب الشخص و لم يجد رداً لكلامه فغادر بعد ان ناداه زميله المجند ، ضحكت لاڤونتين من ذالك و قالت …
من أين تعلمت فنون الرد الرخيصة هذه ؟
حمقاء ! احياناً تواجدنا في محيط مليئ بالحمقى يكسبنا خبرات ! ثم من أين لك المزاج للضحك ؟ ألن تعودي إلى والدتكِ ؟
( اختفت ابتسامتها ) كلا … إنني لا أستطيع العودة الآن احتاج ان اكسب المزيد من اجلها !
لماذا تتعبين نفسك من أجلها ؟ انتِ مختلفة عني و عن جميع المجندين هنا !
ربما أنت لا تفهم ماذا يعني ذالك … لكن هذه الروابط الغريبة تدعى العائلة أنها شيء مهم .
( سخرية ) نيييه… مهم ؟ كم هذا سخيف .
ثم توجه إلى غرفته و استلقى على سريره و هو يشعر بالغضب و يفكر و اقسم ان ينتقم من أويكو و كانامي لكن بدأ يبتسم فجاة و يقول … أريد لقائكِ مرة أخرى بشدة … كا…نا…مي!
اما لاڤونتين فتوجهت إلى غرفتها ايضاً بعد ذالك الجدال و بدأت بكتابة رسالة إلى والدتها على الهاتف حيث تسأل عنها و تخبرها ان كل شيء بخير عندها و بعدها وضعت هاتفها جانباً و ضعت رأسها على المكتب و بدأت تفكر في غرابة الأحداث التي صادفتها … فتى لا يملك اي قوة يحاول ان ينتقد الجميع … و فتاة تحاول ان تحمي اخيها بكل ما تملك … و فتى لا يهتم إلا بحماية تلك الفتاة … كلهم غرباء … هل هم أغبياء أم ماذا … و ذالك الأمهق هل شجاعته تجعله مندفعاً كل هذا الاندفاع ضد من هم أقوى منه باضعاف أم هو فقط يحاول التضحية بنفسه !
في اليوم التالي وصل ياسو للعاصمة و و تلقى أوامر الملك بالسماح له بتنفيذ خطته المجنونة ثم آمر الكوفيره بالذهاب إلى نهر إلهان للبدء بالهجوم على احدى مقرات cold 4 يدعى ( مقر كانجو ) قرب النهر . هذا المقر انشأ تحت الأرض خصيصاً لجمع الموارد من النهر و ما حوله .
ارسل ياسو 32 مجنداً من الكوڤيرو و سوف يصلون إلى هناك بحدود أربعة أيام و كان يخطط للهجوم على جميع المقرات واحداً تلو الآخر حتى لا يتبقى بصيص آمل لديهم و يقضي اخيراً على مقر الفرقة الأساسي و يقبض على بعض المتميزين من الاآيلس لتجاربه .