بعد ان عاد رايدن برفقة هيسا للمقر الرئيسي اخبروا إيل موسترو كل ما حدث و قد كان يشعر بأنه قد خذل جنوده لان معلوماته تسربت بسببه . تم أخذ رينيه الى زنزانة تحت الأرض لاستجوابه عندما يستيقظ .

في اليوم التالي في العاصمة اوراراتو استُقبل ملك مملكة ساراسو ( جان دي كاثاي ) استقبالاً حاراً و كان ملك آريدو ( كارل ڤي ليرو ) قد رحب بقدومه بكل سرور و كان قد أعد وليمة كبيرة لإظهار كرمه و اثناء الوليمة تداولوا بعض الأمور …

ارى انك حقاً تعتز بشعبك أيها الملك جان ، لدرجة أنني لم اسمع اي ثورة قامت في مملكتكم من قبل!

انت محق ، فأنا اقدر حياة شعبي و اسعى لتحقيق السلام دوماً و هذا ما سار عليه اجدادي ايضاً في الحكم .

حياة الشعب ؟ شيء رائع ! لا أختلف معك كثيراً ، لكن الا ترى ان هنالك الكثير من الآيليس في مملكتك ؟ الا تعتقد انهم قد يشكلون خطراً حقيقياً على الحكم في المستقبل ؟

كلا ، انني اثق بشعبي و هم يثقون بحكمي فلا أجد سبباً يمنعني من تقدير الآيليس!

نظر كارل بنظرة سخرية ثم قال : أليس سبب تقديرك الأعمى هذا هو أنك قد تزوجت من إمرأة من الآيليس و ابنك قد ورث قوتها ؟

فقطب جان حاجبيه ثم رد بكل هدوء و حزم : يا صاحب السمو أنا هنا لمناقشة أمور السد و التوصل الى أتفاق نهائي بشأنه ، و لست هنا لأجل مناقشة أمور الآيليس و تقرير مصيرهم و لا شأن لأبني بتقدير شعبي لطالما كنت انا و اجدادي نسير على نفس المبدأ الا و هو المساواة و العدل …

ثم سكت لبرهة ثم رفعه حاجبه و قال بشكل حاد : و لن اتناقش بشكل خاص عن الآيليس مع من لديهم عداوة ضدهم ، فهذا كأنك تحاول إقناع الأسد أن يأكل العشب بدلاً الغزال .

ضحك كارل بصوت عالي ثم رد : كم انت موقر يا سيدي ، يبدو أنك تفهم مفهوم السياسة بشكل عميق . ارى ذالك في تفاصيل عينيك المشرقتين ، ولائك لشعبك و حبك لعائلتك و العدالة.

شكراً لك سيدي سوف أعتبر ذالك إطراءاً !

فرد كارل بأبتسامة سخرية : لو لم يكن ولدك من الآيليس لزوجته أبنتي العزيزة !

فنظر جان بنظرة غضب باردة و قال : أشكرك على كرمك يا صاحب السمو ، لكنني افضل ان يتزوج ابني فتاة راقية من شعبه .

اشتعلت عيون كارل غضباً على رد جان الساخر لكنه أمسك نفسه لوهلة و بدأ يبتسم و اكملوا الغداء ، بعد ذالك ذهبوا الى غرفة الندوة لمناقشة الأمور و الوصول الى أتفاق يرضي الطرفين . و تم تقديم الشاي الساخن مع الكعك و كان الملك كارل يسير بهدوء في صالة الندوة .

هل اعجبك طعام مملكتي يا صاحب السمو جان ؟

أجل ، أشكرك على حسن ضيافتك سيدي .

ماذا عن هذا الشاي ؟

ارتبك جان عن سؤاله و أعتقد ان كارل يريد أن يدرس ردوده فقرر الرد بحذر و قال : أجل انه شهي للغاية ، ان طعام مملكتك مميز فعلاً و هذا يعود الفضل الكبير لمن يحكمها …

بعدها جلس الملك كارل ڤي ليرو و هو يحرك قدح الشاي ، حيث أن الملك جان بدأ يتصبب عرقاً و يشعر بضيق بالتنفس ثم قال :

لكن … ام … لكن لما الحو حار في مملكت …

و قبل ان يكمل الملك جملته سقط أرضاً هرع حراسه إليه بسرعة و بينما كان كارل مستمراً بتناول الشاي دخل جنود الملك كارل و احاطوا الملك جان و جنوده فرفع كارل نفسه عن كرسيه و قال : اقطعوا رؤوسهم و ارموا جثثهم الى الكلاب !

تم قتل الجنود بعد ان حاولوا المقاومة لكن دون جدوى لانهم اقل عدداً فردد كارل في نفسه ( لاتقلق على أبنك يا جان دي كاثاي ، سوف أكون مسروراً لإستقباله في مختبر التطور ،إليس الشاي لذيذاً … لذيذاً لدرجة الموت ) ثم بدأ بالضحك ، بعدها أخذ سيفه و قطع رأس الملك جان ثم خرج الى منصة أعدها مسبقاً و خاطب شعبه و رأس الملك مرفوعاً بين يديه . كان شعبه متجمعاً من النبلاء و الاستقراطيين و مواطنين بسطاء تجمعوا بدافع الفضول لمعرفة ما يحدث …

هكذا هو الحال مع من يجرأ على تنديس آرضنا و قطع المياه عن مملكتنا ، آريدو مملكتي العزيزة ، و يا شعبي العزيز اليوم سوف يتم أحتلال ساراسو من قبل مملكتنا بالتعاون مع مملكة سينو ، سوف تصبح ساراسو ملكاً مشتركاً بيننا و هذا النصر ليس نصري فقط انما هو لي و لكم !

ثم صفق الشعب له و بدت السعادة على وجوه النبلاء ، لان هذا سوف ينعش اقتصادهم و يزيد من ثرواتهم اكثر فأكثر و اصبحوا يرددوا ( عاش الملك ، عاشت المملكة ) بينما هنالك الآيليس المتخفين بين الحشود قد ذعروا أكثر لان المملكة الوحيدة التي كانت تضمن عيشهم هي ساراسو و ها قد سقطت في أيدي عدوهم ، أين المفر ، و أين الملجأ الآن يا ترى ؟

بعد ان تم احتلال ساراسو و القضاء على معارضي الحكم الجديد ، آخذ ملك سينو ( فرانسو دي هيلاس ) الجزء الشمالي من ساراسو بينما كارل أخذ جزئها الجنوبي و اتفق الملكان على ان يتقاسموا الموارد و يترك ملك سينو آمر الآيليس لمملكة آريدو ليتم التحكم بهم في مختبره لانهم يعدون قوة تهدد حكمهم !

أما بالنسبة لعائلة الملكية لشعب كاثاي فقد تم قتل زوجة الملك و اقرباءه الا ان أبنه قد تمكن من الهرب متخفياً برفقة مستشاره و قد تم نشر جنود للبحث عنه لكن لم يكن له أي اثر يذكر كأن الأرض انشقت و أبتلعته . بعد فترة تم تداول خبر مفاده أنه قد قُتل و قد عثروا على جثة مشابهة لجثته مع ملابسه الملكية محروقة في احدى الغابات ، فأنتشر خبر موته في إرجاء المملكة . تم اضطهاد الآيليس في ساراسو و قتل من يعارض و قد هاجر الكثير متخفين و من انصاع قد أخُذ الى مختبر التطور . غلب الطغيان على مملكة ساراسو في غضون أسبوعين فقط !

في ذالك الوقت في ليديا بعد ان تم تحذير مقرات الثورة و تغير مقراتهم و استمرارهم بتنفيذ مهمات أنقاذ الآيليس ، و حتى بعد احتلال ساراسو اضطرب جنود الثورة لما حل بهم لانهم كانوا يرون الامل في تلك المملكة ، لكن حتى بصيص الامل هذا قد اختفى !

بعد أسبوعين وصل العديد من الآيليس المهاجرين من ساراسوا الى فرقة cold 4 في ليديا بمساعدة بعض جنود الثورة الذين عثروا عليهم . حينها طلبوا من القائد إيل موسترو الانضمام لهم لكن القائد كان في حيرة من أمره لان الذعر كان على وجوه المجندون ( كيف يمكننا ان نثق بهم بعد ما حدث آخر مرة ؟ ) ( هل هم حقاً آيليس ) ( كيف سوف ينضمون و مؤونتنا لا تكفينا ؟ )و في خضم هذه الحيرة و الاستغراب من الفرقة الثورية خرج رجل هرم من وفد المهاجرين …

شكراً لأستضافتنا سيدي ، و أعلم ان اغلبنا شيوخاً و أطفلاً و نساء لا يقون على القتال و معاونتكم في ثورتكم هذه و لكن …

صمت الشيخ لبرهة و انزل عينه بأنكسار و قال : ما عساناً نفعل ؟

ثم امسك إيل موسترو بكتفه و تبسم و قال : و ماذا أذن ؟ ارفع رأسك سيدي ، لا تعتقد ان وجودكم قد يسبب عبئاً علينا ، كلا مطلقاً أنكم مصدر قوتنا ! لذا لا تقللوا من قدركم … الشيوخ سوف تساعدنا خبراتهم … النساء سوف تعاوننا في الامدادات … و الاطفال سوف تغسل ابتسامتهم البريئة عن وجوهنا اليأس و تقوي عزمنا !

تقدم بعض الجنود من الفرقة و سردوا عليهم ما حدث مسبقاً و انهم تعرضوا للخيانة لهذا كانوا مترددين و ليس بسبب ان المهاجرين ضعفاء او من هذا القبيل ، ثم بكى الشيخ الهرم و بعض المهاجرين لما وجدوه من حسن ضيافة و طيبة هؤلاء المجندين . قرر بعدها إيل موسترو ان يجعل الشباب من المهاجرين الجدد ينضمون الى مجنديه ليتدربوا و يقاتلوا في صفوفه ، و اتفقوا ان يبقوا أمر المهاجرين من ساراسو سراً حتى لا يتعرضوا للآذى و الاساءة من قبل الجنود في آريدو .

و الآن لنعد الى رينيه حيث تم معالجة جروحه طوال تلك الفترة لانها كانت اصابات بليغة و قد تم استجوابه لكنه لم ينطق بحرف واحد سوى كلام ساخر حتى بعد ان استخدموا طرق التغذيب لإجباره على الحديث . قدم رايدن إليه و جلس على كرسي مقابله و وضع رجله فوق رجله الآخرى و قال :

آرى أنك كلب وفي حقاً ؟

أجل ، إليس هذا جميلاً ؟ الكلاب الوفية يُمدح بخصالها !

أنت آيليس ، و أنا آيليس … لكن الاختلافات واضحة … كلب مقيد ينتظر سيده ليطعمه بالعظام ، أمام طير حر يسعى للحرية و السلام . أخبرني ما فائدة عيشك هكذا ؟ إليس لديك آرادة في الحياة ؟

ابتسم رينيه و قال : الطيور لا تبقى حرة للأبد ، سوف تُصطاد يوماً ما و تؤكل او تزج في الأقفاص ! أن أكون كلباً وفياً مقيداً بسلاسل تسمح لي بالتنفس و ربما الإفلات و الإنقضاض على فريستي ، افضل من طير حر أنكسر جناحه لا يقوى على الطيران لحريته !

تنهد ثم قال : حسناً … فهمت ذالك .

ثم غادر رايدن و أمر الحراس ان يعذبوه اكثر . بينما هو متوجه الى القائد في طريقه شعر بالدوار و كاد ان يغمى عليه فرأته هيسا من بعيد و هرعت و أمسكته و نظرات القلق تعلو وجهها المشرق ، فرافقته الى المستشفى . أتضح انه مصاب بالحمى بسبب الإرهاق و التعب بالاونة الاخيرة ، فحضر إيل موسترو ليراه و اخضر له بعض الفاكهة و اخبره ان يستريح رغم اصرار رايدن الشديد على النهوض و العودة للعمل ، الا ان إيل أقنعه بطريقة ما . ثم غادر القائد بعد ذالك و بقيت هيسا الى جواره في حال احتاج الى المساعدة فبدأت بتقطيع بعض الفواكه له …

هيسا … لطالما آردت سؤالكِ بدافع الفضول .

استغربت هيسا ثم قالت : أسال سيدي ، ما الامر؟

لماذا تعاملينني هكذا ؟

هكذا ؟ ما … ماذا يعني هذا ؟

ارتبكت هيسا من كلامه و ابعدت عينيها فقال : أعني بشكل مختلف عن البقية نوعاً ما ؟

احمرت وجنتاها و جرحت اصبعها و هي تقطع التفاح فقلق رايدن مما حدث لكنها اخبرته : بالطبع لأنك سيدي … ماذا غير ذالك ! فأنا نائبة بعد كل شيء و يجب علي مساعدتك و حمايتك !

ثم اسرعت لتحضر ضمادة الجروح ، أما رايدن فضل في حيرة من تصرفها الغريب .

2025/06/16 · 13 مشاهدة · 1636 كلمة
نادي الروايات - 2025