يقال ان القدر هو شيء لا يمكن التحكم به … أما أنا فأقول إنه نتائج لخيارات خاطئة أغفلها الإنسان و حينما تسير عجلة القدر و تؤدي به إلى الجحيم يبدأ الإنسان بلوم القدر

يراودني الكابوس ذاته كل مرةٍ أُغلق فيها جفناي الناعسين فيرتعش جسدي من … من ماذا؟ لا أعلم حقاً أهو الخوف أم الندم أم الرهبة ذالك الكابوس حيث رؤياي تبدأ بمنزلنا العتيق في أعلى التلة و الذي يقع في مدينة تدعى ( كَيشاتو ) و ما فعلته بمنزلنا حين كُنتُ لا أزال بعمر السادسة ثم إلى حيث هروبي بأخي الصغير إلى ذالك الزقاق من اولئك المَدينون حيث وقف ذالك الشخص الغريب في وجههم و تناثرت دمائه القرمزية على ثيابي … تلك الدماء التي أيقظت شيئاً ما بداخلي ذالك الشيء ذاته الذي استيقظ ذات ليلةٍ مقمرة و لكن … لا أعلم ما هو .

أما الآن و في عام 2031 ها أنا استيقظ على صوت اخي الصغير ( هيون ) ذو 15 من العمر أما أنا فقد بلغت ال 19 مؤخراً حيث تهبط طائرتنا في مطار مدينة ( بوتاميا ) المدينة الهادئة التي غالبية سكانها أناس عاديون و لكننا مختلفون … عن هؤلاء البشر و عن مدينتهم فقد قدمنا من مدينة ( جيفيرو ) حيث منطقة منعزلة مليئة بالغابات قضيناها في التدريب طوال سنواتنا السابقة و ها نحن مستعدان هنا لتلقي مهمتنا الأولى .

ذهبنا أنا و اخي حيث المقهى ذا الطراز القديم في احدى ازقة ( بوتاميا ) و الذي نادراً ما يحضى بزبائن فقد أمرنا القائد بالذهاب له و هو سيقوم بتزويدنا بالمعلومات عن المهمة و لكن لم يكن هو من استقبلنا فكان ( روشيت ) جالسناً يتصفح أوراقاً و يبدو انه قد كان بمفرده و على جانبه من المقعد يوجد حقيبة سوداء تبدو كأنها لرجال الأعمال و رفع روشيت عينيه عن اوراقه و لاحظ دخولنا باب المقهى .

روشيت : ها قد وصلتم أخيراً لقد كُنتُ بأنتظاركم .

هيون : مرحباً روشيت لقد مضى وقتٌ طويل منذ رأيتك .

روشيت : مرحباً أيها الصغير لقد كبرت حقاً .

كانامي : روشيت لماذا أنت هنا ؟ و أين ذالك العجوز ألن يأتي ؟

روشيت : كلا أنه مشغول جداً بأمر ما لا أعلم ما هو لكنه أمرني بان أُرسل لكم مهمتكم الأولى.

هيون ( تنهيدة ) : ماذا؟ ألن نرى أبي لقد مضى وقت طويل لم نره .

كانامي : لا أظن ان تأخير مهمتنا و الذهاب لرؤيته سوف يعجبه يا هيون .

بدى وجه هيون حزيناً لعدم رؤيته والده او بالأحرى أناديه أنا بالقائد لكن روشيت حاول ان يطمئنه …

روشيت : أنا آسف يا رفاق هذه أوامر القائد لكن يمكنكم الذهاب لرؤيته بعد المهمة لذا لا تقلقوا.

هيون : حسناً .

كانامي : أذن أطلعنا عن المهمة ؟

روشيت : مهمتكم هي أغتيال تاجر للأعضاء البشرية و تحديداً انه يتاجر ب (الآيلس ) و يدعى ( ديمولان كوتريه ) سوف تبدأ المهمة في تمام الساعة الخامسة مساءاً اي بعد نصف ساعة من الآن حينها سوف ينتقل ( ديمولان ) من ميناء ( كالبيرو ) الذي يقع في جنوب غربي ( بوتاميا ) إلى العاصمة و كذالك عليكم التخلص من ولده ايضاً يدعى ( لآيا ) انه يدير تجارة والده ايضاً .

كانامي : أذن سوف نغتال شخصين هذا سهل .

روشيت : لا أظن أنها بهذه السهولة فأن لديهم حراسة مشددة كونوا حذرين من ذالك .

هيون : لا تقلق لقد تدربنا طوال سنوات لن نخذل أبي ابداً .

ثم وقف روشيت و أخذ الحقيبة السوداء و وضعها على الطاولة و سلمني الأوراق التي كان يحملها بيده ثم قال و هو يشعل سيجارته : هذه الحقيبة تحتوي على ملابس خاصة بهذا المهمة فقط و اما هذه الأوراق إنها تحتوي على معلومات عن المهمة من مكان الأسلحة و المعدات التي سوف تجدونها في مبني قرب الميناء و الأهم يجب ألا تستخدموا قواكم في المهمة حتى لا يكتشف احد أنكم من ( cold 4 ) ، بالإضافة إلى ذلك هناك زر احمر اللون في الحقيبة احملوه معكم و اضغطوا عليه إذا احتجتم للمساعدة سوف نرسل الدعم فوراً هذه أوامر القائد .

فشاهدتُ هيون و عينيه تلمع و هو مندهش بالحقيبة و متحمس لمهمتنا و لا يبدو عليه الخوف فقلت بثقة : لن نحتاجه لأننا لن نخسر أمامهم .

هيون : بالطبع يا كانامي سوف نهزمهم و نعود إلى المنزل لرؤية أبي .

روشيت : حظاً موفقاً يا صغار .

ثم غادر روشيت المقهى و غادرنا بعده بدقائق و توجهنا بعدها إلى ميناء ( كالبيرو ) حيث المبني القريب منه و ارتدينا ثيابنا لهذا المهمة التي كانت عبارة عن بلوزة سوداء ذات رقبة و أكمام طويلة و بنطال عليه نقشة الجيش و عليه أرديتُ درعاً مضاد للرصاص و كفوف سوداء و ربطتُ على رجلي حافظة المسدس ، اما هيون ارتدى مثلما ارتدي و لكن دون قفاز فقد ارتدى جاكيت رمادي اللون مع قناع أحمر اللون مطرز عليه ابتسامة و ذو قرنين بارزة و أضاف حافظة السكين في قدمه الأخرى بالإضافة للمسدس .

و نظرتُ بالمنظار من اعلى المبنى في انتظار الوقت المناسب و عندما حان الوقت جهزنا مسدساتنا و نزلنا للاسفل و لم يكن هنالك اي حرس مثلما اخبرنا ( روشيت ) و كان هنالك مستودع الذي يفترض ان يكون مكان البضائع و المكان الذي سوف يخرج منه ( ديمولان ) للصعود علي متن السفينة التي كانت في انتظاره …

هيون : ديمولان يخرج من المبنى لكن لا ارى ( لآيا ) معه و الوضع يبدو غريباً فلا يوجد حراسة مشددة .

كانامي : لا بأس هيون هذه فرصتنا قبل ان يذهب للسفينة علينا ان نتخلص منه ثم نبحث عن ( لآيا ) لاحقاً و علينا ان نهجم بسرعة عند العد لثلاثة .

هيون : حسناً هيّا بنا .

ثم عددت إلى ثلاثة و هجمنا معاً حيث كان ( ديمولان ) و حراسه الأربعة نحو البوابة و هجمنا من خلفهم و أصبنا اثنان بوقت واحد ثم انتبه احد الحراس ف صرخ لينبه رئيسه ليهرب لكننا تداركنا الموقف فقتلت احد الحراس و هيون كان يصوب على الآخر لكن هيون اخطأ التصويب ف ارتعشت خوفاً عليه فتحرك جسدي من تلقأ نفسه بسرعه فقتلته قبل ان يطلق النار على هيون .

كانامي ( تنفس الصعداء ) : هيون كن حذراً .

هيون : اهذا أنت الذي تتاجر بأرواح البشر أيها الوغد ؟

ديمولان : بشر؟ أتسميهم بشر ؟ ( ضحك بسخرية ) ثم قال : الآيلس مثل قطيع الأغنام بين أيدينا نحن البشر و يجب محوهم من الوجود .

غضب هيون و اهتاج من كلامه ف أخبرته ان يتولى هو امر ديمولان لأنه يبدو عجوزاً ضعيفاً و ما ان أخبرته حتى قفز هيون بسرعة و قبل ان يخرج ديمولان مسدسه او يكمل كلامه الساخر عن هيون ضربه هيون بلكمة أطاحته ارضاً و سالت دماؤه و عندما حاول النهوض امسك هيون بسكينه و طعنه في رأسه و في صدره عدة مرات و عندما انتهى نظر الي و أنا في طريقي إلى داخل المستودع …

هيون : لقد تخلصت منه

كانامي : أحسنت أنا سوف ابحث عن لآيا في الداخل انتظرني هنا حتى أعود ربما قد تصادفه أنت في الخارج .

هز هيون رأسه بالإيجاب ثم بدأ بتنظيف المكان حتى لا يترك اثر بصماته و أما أنا فدخلت المستودع و قد كان الظلام حالك و الهواء بارد بالكاد استطعت رؤية شيء بنور القمر و كانت رائحة المستودع عفنة كأنها رائحة سمك متعفن لسنوات و عندما كُنتُ امشي للداخل سقط شيء ما خلفي التفتُ فوجدت شيئاً ما على الأرض و قد تبين أنها يد بشرية قد تعفنت لدرجة ان الديدان تملؤها تماماً ثم تابعت السير فكان المستودع فارغاً تقريباً ما عدا براميل قليلة و فجاءة أشعر بأن هنالك احد ما فغريزتي تخبرني ان اختبأ خلف البراميل بسرعة و نظرت للخلف فشاهدت لآيا يقف في أعلى البلكون معه أربعة حراس أما الاسفل عند بوابة المستودع يقف خمسة حراس …

لآيا : طاب مساؤك آنستي كُنتُ انتظركِ أيتها القطة الخائفة فقد سهلتي علي مهمة القضاء على والدي اما الآن فبعد القضاء عليك سوف استولي على شركة والدي .

و ضحك بسخرية يبدو أننا قد وقعنا في شباك خطته و كُنتُ أفكر بكيفية الخروج من هذا المأزق و عندما التفت يمينا وجدت شيئاً قد سال من البراميل … أنها أحشاء بشرية و أعين ! يا الهي ! ثم رفعت راسي للأعلى ليكشف نور القمر عن سقف قد ملئ بجثث بشرية مقطعة بطريقة وحشية و قد تعفن بعضها و أكلته الديدان و يبدو ان اعضائهم قد سلبت لتابع بثمن زاهد كان منظراً اول مرة أراه في حياتي لدرجة اقشعر بدني من الغضب … ما هذا بحق الجحيم ! ثم استجمعت غضبي و تخليت عن التفكير السليم بخطة اما أن أَقتل او أُقتل …

كانامي : قطة خائفة ؟ لا داعي لشكري ف أنا هنا للقضاء عليك ايضاً يمكنك شكري بعد ان انهي مهمتي.

ثم قفزت للخلف و اخرجت مسدسي و اطلقت ثلاث رصاصات متتالية على الذين يقفون عند البوابة لتصيب ثلاثاً منهم و انحنيت بعدما هاجمني احد الحراس ف سقط مسدسي بعيداً فأخرجت سكيني و قفزت لأطعنه براسه و قفزت مرة أخرى لأقسم رأس الأخير منهم لنصفين بالسكين فشعر لآيا الذعر فأخبر كل حراسه بالتوجه إلي و عندما نزلوا من البلكون و هم يرمون الرصاص أصبتُ بخدش من رصاصة احدهم لكنه ليس شيئاً كبيراً فقد تدربت الآلاف التدريبات أنا و هيون لاستطيع تجاوز الرصاص بسرعة و الهجوم بسرعة ايضاً .

و بينما هم يطلقون الرصاص رميت سكيني ف اصابت احدهم في رقبته ثم أسرعت باخذها و تجاوزت احد الحراس و قفزت لأطعنه في عنقه و سحبت السكين مرة أُخرى و طعنت الحارس الثالث اما الأخير ف اوشك على ان يصيبني في أثناء هبوطي على الأرض ف انحنيت لأتفاداها ثم اسرعتُ فركلته حتى فقد وعيه .

و نظرت إلى لآيا في البلكون و هو يبدو انه مذعور و منذهل مما رأته عيناه كأنه لم يتوقع بأن فتاة قصيرة القامة و نحيلة تخفي كل هذه المهارات ثم هرع إلى النافذة خلف البلكون و قفز منها ليتناثر زجاجها و أسرعت للحاق به مترقبة هيون سوف يمسك به و عندما خرجت من بوابة المستودع ذُهلت عيناي مما رأيت …

كانامي ( تلهث ) : هيون أمسك ب…ه

لآيا : يمسك بي ؟ ( ضحك بسخرية ) يا لك من حمقاء آنستي .

كانامي : ماذا ؟

كان لآيا و معه سبعة حراس و هيون ملقى على الأرض مليئ بالجراح و قد قيدت يداه بحبال ثم وضع لآيا قدمه على راس هيون لأستفزازي و قد أكشف نقطة ضعفي …

هيون ( يسعل ): كانامي أهربي …أنا آس…ف .

لآيا : أهذا الشخص مهم بالنسبة لكِ لدرجة انه يجعل الشجاعة تختفي من ملامحك آنستي ؟

كانامي ( تهتاج غضباً ) : ابعد قدمك القذرة عنه أيها الوغد !

لآيا : أذن عليك أخباري من الذي أرسلكم .

كانامي ( تصرخ بغضب ) : قلت لك أبعد قدميك عنه !!!

لآيا : قيدوها بالحبال .

ثم قيدني حارسان بالحبال لم استطع المقاومة لان هيون كان بين يدي لآيا و هو يحمل السلاح و معه حراسه لقد كان هذا المأزق الحقيقي …تباً علي فعل شيء ما …

و بعد رفضي للأعتراف قام لآيا بلكمي ثم امر حراسه بضرب هيون وقفت عاجزة اشاهد هيون و هو يُضرب و يُركل و قد غرق بالدماء و ما كان لي سوى ان اصرخ بأسمه كأن ذالك الفعل سوف ينزل منقذاً من السماء لأخراجنا من هذا المأزق .

بعد ان فرغوا من ضربه شد لآيا شعر هيون ليوقفه و هو لا يستطيع الوقوف فتذكر الزر الأحمر وبدأتُ ابحث في جيوبي عن الزر لاستدعاء الدعم و لكنني لم اعثر عليه … فجاة أظهره لآيا بيده و قال : أهذا ما تبحثين عنه ؟ لقد وجدته في جيب هذا الصبي و قد كُنتُ محقاً بأخذه لابد انه يرسل المزيد منكم أيتها الحشرات الصغار .

و قد أخذ لآيا بسكين هيون و قد وضعها على رقبته و على وجهه تعلو ابتسامة الجد … ماذا؟؟ هل سوف ينحر هيون ؟ و لم اعد احتمل ذالك فقدت كل بصيص أمل لدي لإنقاذ هيون من قبضته فضربت الحارسان اللذان ربطا وثاقي ثم فككت وثاقي بقطعة زجاج النافذة المكسورة و أسرعت بأخذ سكين الحارس و طعنت احد الحراس القادمين و بسرعة لم يفهم لآيا ما يجري و قد قمت بالقضاء على حراسه ما عدا اثنين منهم و ما جعلني أتردد عن قتلهم إلا رؤية لآيا و هو يضغط بسكينه على رقبة هيون .

قد هاج قلبي غضباً … ذالك الغضب ليس مجرد غضب هائج … انه غضب يكفي لاندلاع ثورة ، و هددني لآيا بالتوقف و الاستسلام لكن هذه المرة يبدو على وجهه الخوف لم يعد يريد ان يعرف من أرسلنا بل كل ما يهمه كان هو الحفاظ على حياته … لتلك الدرجة يهمك التمسك بهذا الجحيم ؟

لآيا ( ضحك ب ارتباك ) : اتظنين انك قادرة على قتلي انظري حولك ليس هنالك احد ينجدكِ انتِ وحدكِ تماماً ان لم تطيعي أوامري سوف انحر هذا الأمهق اللعين ! أتسمعنني !!

تجمدتُ في مكاني و قد سرى الخوف في بدني لا اعلم لماذا … عندما يكون هيون في خطر … ذالك يذكرني بتلك الليلة المقمرة ليلة هروبنا من ذالك المنزل العتيق لقد راودني الشعور ذاته لكن الآن انه اكثر من ذي قبل … ماذا افعل هيون … أخبرني ماذا عساي افعل ، ثم اسرع الحارسان للإمساك بي و اما لآيا ترك هيون و آخذ بمسدسه من على الأرض و حينها ادركتُ انه ما كان علي ان ادع للخوف مكاناً في قلبي و ها قد جعلني أتردد عن قتلهم لمجرد أنه ضغط سكينه على رقبة هيون في كلتا الحالتين سوف يُقتل ! سواء هجمت عليهم أم لا و أترقب لاياً يدنو بمسدسه نحو هيون .

تباً أستيقظي أيتها القوة اللعينة أنا بحاجتك … لآيا يوشك الضغط على الزناد و لا اسمع شيئاً حولي سوى صراخي بأسم هيون و على حين غرة شابٌ ذو عين صفراء ذهبية اللون و عينه الأخرى مغطاة بشعره الأسود الفاحم و على وجهه خطوط سوداء غريبة و قد طارت قبعته عندما قفز لركل وجه لآيا فأصاب الخوف لآيا و امر الحراس بالإطلاق عليه و ثم اختفى الفتى و بسرعة البرق قد اصبح خلفهما و قد طعن احداهما بيده و الآخر فصل رأسه عن جسده و تناثرت دماؤهما .

ارتبكت مما حدث و أنا أشاهد لآيا يوشك ان يبلل سرواله من الخوف و الفتى ذو الشعر الفاحم يقترب منه ببطئ و يمسك راس لآيا فيقتلع عيناه من محاجرهما و يطعنه بيده في صدره و يخرج قلبه ثم يبدأ بلعق الدماء عن قلبه و قد بدى كأنه يوشك على التهامه و عندما سمعني أنادي بأسم هيون التفت إلي و عيناه الباردتان تحدق بي بحنين كأنه غرق في ذكرى لامست قلبه .

و هرعت إلى هيون و أنا أتفحص نبضات قلبه بعد ان اغمي عليه و كانت رئتاي كأنها تنتظر دقات قلبه لتتنفس …و عندما سمعت نبضاته لم استطع إخفاء ابتسامتي و حاولت ان احمله على ظهري لأسعافه في اقرب مستشفى لكنه كان ثقيلاً و كان اطول مني فكنت اسحبه بصعوبة فقال الفتى و قد كان يشاهدني طيلة الوقت يترقب ان اكلمه : أهذا الشخص مهم بالنسبة لكِ ؟

فردت بغضب لأنني لا أعرف طبيعة هذا الشاب بعد و ما نواياه : ما خطبك ؟ و من أنت ؟ و هل يهمك الأمر ان كان مهماً أم لا ؟ اجل انه مهم بالنسبة لي و إن كان علي ان اختار بين حياتي و حياته فسوف اختار حياته !

و كانت علامات التفاجأ واضحة على ملامح الشاب و هو ينظر لي ابتعد و أنا اسحب هيون جاهدةٍ بكل قواي فما هي إلا دقائق حتى يأتي بجانبي و يأخذ هيون عن ظهري و يحمله على ظهره فصرخت في وجهه : ما الذي تفعله ! فأجاب بملامح حزينة : أنا آسف … إنني فقط أردتُ مساعدتكِ لا اكثر يا كانامي ، هذا الفتى … انه متعب و يتألم و انتِ لا تقوين على حمله فحملكِ له بسحبه هكذا سوف يزيد الألم عليه فحسب … لذا اسمحي لي بحمله على ظهري )

تفاجأت من كلامه … ما خطب هذا الفتى أهو ضدي ام معي … و كيف عرف اسمي كل هذه التساؤلات كانت تجول في ذهني لكنني لم أنبس ببنت شفة اكتفيت بالسير معه و هو يحمل هيون حينها لم استطع أمساك دموعي التي تثاقلت على عيني منذ لحظة رؤيتي لهيون متألماً فأنهمرت و أنا أُنزلُ رأسي لأخفيها و إذا بقبعة تهبط على رأسي … لقد كانت قبعة الفتى و لم ينظر إلي لعله فهم ما كُنتُ أفكر به ، و توجهنا لمستشفى الخاص بفرقة ( cold 4 ) حيث سوف يتلقى هيون العلاج المناسب .

2024/04/14 · 373 مشاهدة · 2604 كلمة
نادي الروايات - 2025