أيام عتيقة
في مدينة كيشاتو التي تقع في أقصى جنوب إريدو ، ولدت فتاة في بيت عتيق اسقفه مهترئة يتسرب منها المطر في الشتاء . كانامي كيويا تعيش مع والدها كيويا كيوما و والدتها لوسيا سلفيار . منذ ولادتها كان والداها يعاملونها بقسوة شديدة و بالأخص والدها . والداها كان فقير الحال و سريع الغضب و عيناه لا ينبعث منهما سوى البرودة و الغضب و لم تره يبتسم قط اما والدتها فكانت تحن عليها من حين لآخر و ترمي لها بالطعام او تقف أمام والدها لتتلقى ضرباته عوضاً عنها .
فولدت كانامي بوجه واحد كان ي تخيم عليه البرودة و السكون و لم تكن تفهم لماذا يعاملها والداها بهذا الشكل فهي لم ترتكب اي خطأ و قد بدأ الكره ينمو في داخلها اتجاههم خصوصاً عندما كانت تشاهد الأطفال الآخرين سعداء مع والديهم . في احد الأيام عندما كانت بعمر الخامسة توجهت إلى غرفة الضيوف و قبل ان تفتح الباب شاهدت من طرف الباب والدتها تتحدث بصوت عالي …
( انه ابنك يا كيويا سوف نحصل اخيراً على فتى يحمل اسمك و إسم عائلتك لذا اخبر عائلتك ) و كانت تمسك ببطنها و هي تقول ذالك لذا علمت كانامي ان لها أخاً قادم و لم تعرف ما هذا الشعور الذي راودها شعور من البهجة و الحماس لكن ما كسر شعورها هذا كان صراخ والدها على والدتها ( و ماذا إذن؟ هل سوف يعيد لنا هذا الطفل حياتنا ؟ ام سوف يرفعنا لعرش النبلاء ؟ ) لم تفهم كانامي المغزى من غضبه ماذا يريد هذا الرجل بالتحديد ؟ و خرج كيويا و عندما فتح الباب عرف ان كانامي كانت تتنصت عليهم فنظر اليها بنظرة غضب و خرج من المنزل اما والدتها فسقطت ارضاً تبكي و تقول في نفسها ( لا بأس يا صغيري سوف يعرف قيمتك لاحقاً ارجوك لا تخذلني ) .
بعد ان ولد هيون كانت كانامي تشعر بالسعادة عندما أمسكت يديه الصغيرين اول مرة و نظراته البريئة جعلت كانامي تفكر في سبب للعيش من اجل هذه البراءة بينما والداها يستمرون بالشجار و كانت قد اعتادت على الأمر لكن حديثهم كان مختلفاً هذه المرة و شد كانامي للاستماع لحديثهما …
⁃ كيويا لم انتِ غاضب انه ابنك عليك ان تراه لقد اسميته هيون .
⁃ انظر إلى ماذا ؟ الم تري عيناه ؟ ام شعره الأخضر المقزز؟ انه أمهق لا يشبهنا ابداً كيف له ان يحمل إسم عائلتي ؟ كم هذا مشين .
⁃ أهدأ عزيزي قد يرث قوتك و تستطيع ان تفتخر به و …
⁃ قوة؟ هذا الأمهق ؟ كم هذا مضحك لم يسبق لي ان رأيت امهقاً يمتلك قوة عائلتنا .
ثم غادر المنزل غاضباً و دموع والدتي تنهمر مثل المطر و علمت كانامي بأن هيون ليس افضل حظاً منها لأنه ولد فتى بل سيكون مكروهاً اكثر منها لأنه أمهق ، لذا كانت كانامي دائماً تعتني به و تلعب معه لان والدتها ايضاً لم تكن تحبه بسبب غضب كيويا و لأنها كانت منشغلة بعملها في المنزل بتغليف الصناديق لكسب المال و كانت تصرخ كلما شاهدت هيون يبكي و تلومه على كل شيء . كانت كانامي تقف دائماً أمام الضرب في سبيل حمايته حتى لو اغمي عليها .
و استمرّت حياتهم هكذا حتى حدث امر مريع ذات يوم قام والدها بحرق قدم هيون اليسرى بالزيت المقلي على نار المطبخ عندما كان يتشاجر مع والدتها ضرب القدر بالخطأ و سقط على قدم هيون الذي كان يزحف هناك خائفاً . و عندما أسعفوه للمستشفى كان الخيار الأمثل الذي وجده الطبيب هو بتر قدمه الذي سوف يكلف الكثير من المال فأخذ كيويا هيون لقبو المنزل مع فكرته المجنونة و هي ان يقوم ببترها بنفسه بالفأس و بدون تخدير و كانت كانامي تسمع صراخ هيون الصغير العاجز و هو يبتر و والدتها تمسك بها بقوة و هي تبكي …
-ماذا تفعلين ؟ لماذا ولدته إذا كان عليه ان يعذب بسببكما ؟
كانت والدتها تبكي ايضاً و لم تستطع سوى ان تقول لها ( سوف تعلمين عندما تكبرين … ان بعض الاحيان قد نتخذ خيارات خاطئة … لأننا لا نمتلك الكثير من الخيارات في هذا العالم )
و عندما خرج والدها من القبو و هو غارق بدماء هيون أسرعت كانامي إلى هيون و حملته إلى سريره ثم غفى من التعب و الصراخ و أمسكت بيديه الصغيرة و قالت ( لن ادعك تصبح ضحية لهذا العالم يا هيون ) ثم أسرعت لتصب غضبها على والدها و اخرجت كل ما في داخلها من كره تجاهه و لكنه كان هادئاً هذه الليلة على غير العادة و قد سكت على كل ما قالته كانامي من اهانات و كره ثم صفعها بعد ان انتهت من الكلام و خرج من المنزل .
في عيد ميلاد هيون الرابع عملت كانامي بجد فى احدى المخابز حتى حرقت يداها من اجل شراء هدية لهيون لأنه لم يحضى على هدية ابداً و اشترت له لعبة هلال مضيء و احبها هيون كثيراً و كان سعيداً بها و لكن زادت قسوة والده كثيراً عليه و كان يضربه بشدة و بالأخص في غياب كانامي و لم تطق كانامي ما يحصل ابداً …
و في احدى الليالي راود كانامي حلم لم يسبق ان حلمت به من قبل كانت تمسك بصولجان ذهبي و حولها حاشية من الخدم و على رأسها تاج ذهبي مرصع بالألماس و كانت تبتسم في ذالك الحلم و الدموع في عينيها ثم يتلاشى كل شيء و تستيقظ من الحلم على واقعها البائس…
ثم تذهب لغرفة الضيوف فترى ان هنالك أناس كثيرين يجلسون فيها … شيخ هرم و عجوزة و زوجان مع طفلة صغيرة ترتدي احسن الثياب و معها دمية جميلة . و كان والدها يتحدث معهم عندما دخلت كانامي و قاطعت حديثهما نظر اليها كيويا بنظرة غضب فقال الشيخ ( أهذه ابنتك يا كيويا ؟)
فرد كيويا ( أجل هي كذالك ) ثم قال الشيخ ( تعالي و اجلسي اضنك كبيرة كفاية لتستمعي لحديثنا )
فدخلت و جلست بجانب والدها …
- كيويا سمعت ان امرأتك انجبت امهقاً البيس كذالك ؟ كم هذا مشين لعائلتنا .
-لم ارغب به لكن زوجتي اصرت على إبقائه .
-إذن يجب عليك ان تبذل جهداً بأيقاظ قوة هذه الصغيرة و إلا ستلطخ إسم عائلتنا .
⁃ انه…
⁃
فقاطع الزوج الجالس كلام كيويا ( ان زوجتي من عائلة نبيلة لذا فإنني اشعر بالخجل منك يا كيويا كيف لأخ زوجها ان يتزوج من فتاة رثة و ينجب امهقاً ؟ عليك ان تخجل من أفعالك )
⁃ كيويا نحن هنا لم نأتي فقط لنصيحتك فأنت قد خنت عائلتنا منذ زمن بعيد و لطخت اسمها بأفعالك و طيشك بينما نحن الآن نحاول ان نصلح ما دمرته …
⁃ تصلح ؟ عن طريق ان تجعل اخي يتزوج من امرأة نبيلة حتى يطغى إسم عائلتها البراق على حالي؟
⁃ كيويا ! ارى انك ما زلت وقحاً كعادتك لا تحترم من هم اكبر منك … لقد أخبرتك ان تتركها من زمن طويل ان الزواج من امرأة مثلها لم يجلب لك سوى الخزي و العار !
⁃ الزم لسانك السليط أيها العجوز الخرف … إذن ما هو الهدف من مجيئكم هذا ؟
⁃ سليط ؟ أيها ال … حسناً اتيت لأخبرك بأننا قررنا إخراجك من عائلتنا و لن تحمل اسمها بعد الآن لذا احذف إسم كيوما من اسمك و سوف تبقى أنت و عائلتك منبوذين .
⁃ حسناً كم هذا رائع هيّا خذ اسمك القذر و ابتعد بعيداً عنا .
غضب جميع الحاضرون من كلام كيويا الوقح و قاموا ليغادروا المنزل ثم دخلت لوسيا تترجاهم بالجلوس لمدة اطول و أنها سوف تفعل ما بوسعها و كانوا ينظرون لها نظرة استحقار …
⁃ اه شكراً لحضوركم من اجل مولودي الجديد يا أبي… انه صبي سوف احضره لتراه و …
⁃ رد العجوز غاضباً : لا تنادني بأبي أيتها ال …
ثم نظر إلى كيويا و شرارات الغضب تتطاير من عينيه و هو يقول ( لوسيا توقفي عن هذا هؤلاء ليسوا عائلتي بعد الآن … هيّا تفضلوا للخارج أيها السادة و أتمنى ان لا نلتقي مجدداً )
ثم قالت زوجة أخ كيويا ( هيّا فلنغادر هذا المكان القذر لم اعد احتمل هذه الاهانات من هذا الوقح )
ثم غادروا بغضب و كانت طفلتهم تنظر إلى كانامي بنظرة تكبر و هي تحتضن دميتها الجميلة و تغادر مع والديها و كانامي تنظر ببرود و هي تعلم ان العاصفة قادمة … بدأ كيويا بالشجار مع لوسيا و كم كان غاضباً لأنها تتوسل لهم و كانّها متشردة و ما كان من لوسيا سوى البكاء و الاعتذار .
كانامي كانت تجهل كل شيء يحدث و لماذا لكنها كانت تعلم ان هنالك أشياء كثيرة لا تعملها عن والديها و كيف التقوا و كيف وصل بهم لهذا الحال …
و في ذات ليلة مقمرة استيقظت كانامي و عيناها باردتان و تشعر بالبرد فحرقت غرفتها ثم توجهت نحو والديها فطعنت والدها بصدره و هو نائم بغرفة الضيوف ثم قطعت راس والدتها بالفأس الذي اُستخدم لقطع قدم هيون … و أخذت هيون و حرقت المنزل و بعد ذالك عاشت كانامي بأقضية الشوارع في كيشاتو حيث يعم الفساد في هذه المدينة القذرة و كانت كانامي تسرق لتستطيع العيش مع هيون و تسرق له احسن الثياب و الألعاب و الطعام و كانت تهمل نفسها تماماً و قامت هي بتربية هيون طوال تلك السنين .
و في احد الليالي الباردة عندما كانت كانامي بعمر العاشرة و هيون في السادسة من العمر و هم جالسين في احد الأزقة لتناول الخبز بينما هيون كان يخبر كانامي عن تلك الحلوى اللذيذة التي شاهدها عند الخباز و لم يستطع سرقتها و انه حقاً كان يحلم بتذوقها …
-سوف اسرقها لك في المرة القادمة .
⁃ اه … لا … لا بأس اختي عليك ان تحصلي على ثياب لك اولاً … لقد لاحضت انك لا تهتمين بنفسك كثيراً و أنا اشعر بالأسف و القلق تجاهك.
⁃ لا بأس هيون لقد اعتدت على الأمر .
⁃ كفي عن هذا لم اعد أريد الحلوى حسناً !
ثم ابتسمت كانامي و وضعت يدها على راس هيون و هي تربت عليه . و فجاة أحاط رجال ذي بدلات بهم و خرج احدهم من بينهم و قال ( انتم أبناء كيويا اليس كذالك ؟ ) ثم اظهر ورقة مكتوب بها ان والده قد اقترض مليون ين من هؤلاء الرجال ، ( لقد ذهبت إلى منزلكم لكنه كان حطاماً و وجدنا جثة كيويا و زوجته للأسف لقد رحل دون ان يسدد دينه لنا و لقد سمعت صاحب المخبر يصرخ عليكم ذالك اليوم و يلعن والدكم على تربيته لكم ) …
ثم فهمت كانامي ما يعنيه هذا الرجل فاخذت قطعة حجارة و ضرت بها الرجل و اعمت عيون البقية بالرمال ثم أخذت بيد هيون و بدأت بالركض بالأزقة … ثم تعثرت كانامي و جرحت قدمها و لكنها كانت مصرة على الركض لأنهم بداوا باللحاق بهم و بدأ هيون بالبكاء لما اصاب كانامي حيث أنها لم تكن ترتدي أحذية مناسبة حتى لأنها لم تهتم سوى به … ثم بدأت كانامي تتذكر معاناتها مع والديها و كيف ان تلك المعاناة لم تنتهي و ما زالت تطاردهم حتى بعد موتهم فبدات الدموع تسيل من عينيها لأول مرة و تصرخ لطلب المساعدة ليس من أجلها لكن على الأقلمة اجل هيون …
و كان الوقت متاخراً و لا يوجد احد ، حتى رأت شاباً مع سيجارته يمشي أمامهم فركضت خلفه لطلب المساعدة و لم تستطع التقاط انفاسها للتحدث معه لكن الشاب فهم ما تريد لأنه شاهد الرجال من بعيد و هم قادمون باتجاهه وقف الشاب أمام الطفلين و صراخ لهم توقفوا ما الذي تفعلونه إنهم مجرد أطفال … ثم أطلق احد الرجال رصاصةً اخترقت جسد هذا الشاب و ذعر هيون و لم تقوى رجليه على حمله فسقط ارضاً و شعر أنها نهايتهم …
اما كانامي فنظراتها تغيرت بعد ان شاهدت دماء هذا الشاب تتناثر عليها ثم بدأت عيونها تلمع و بدأ قرن احمر اللون بالظهور على رأسها و أظافرها تطول و تصبح سوداء فنظرت إلى الرجال و بسرعة كبيرة اختفت و قضت عليهم جميعاً لم يستطيعوا مجاراة سرعتها حتى ان بعضهم أطلق النار على زميلة عن طريق الخطأ من الخوف و بعدها رجعت إلى هيون و احتضنته و بدأ بالبكاء فاختفى القرن و رجعت إلى طبيعتها .
ثم اقتربت كانامي لتسمع دقات قلب هذا الشاب هل ما يزال على قيد الحياة ام لا ؟ و كان ينبض فأخبرت هيون ان عليه ان يهدأ و ان عليهم ان يسعفوا هذا الشاب فاخذوا عربة الخباز و حملوا الشاب باقصى قوتهم على العربة و اسرعوا به إلى المستشفى .
و بعد ان اجريت له عملية لإزالة الرصاصة التي كادت تخترق رئتيه شكر الشاب الطفلين و شكرته كانامي ايضاً لأنه حاول مساعدتهم و سالهم مالذي حدث للرجال و إجابته كانامي عما حدث بأن شيئاً ما حدث لها جعلها قوية للقضاء عليهم و لم يكن الشاب مستغرباً جداً …
-أنا اسمي إيل موسترو ابلغ من العمر 29 ماذا عنكم أيها الصغار ؟
-أنا اسمي كانامي عمري 10 سنوات و هذا اخي هيون و عمره 6 .
-إذن ماذا كان يريد منكم اولئك الرجال مع أسلحتهم ؟
-والدي قد اقترض منهم مبلغاً طائلاً و يريدون منا ان نسدده و نحن لا نملك حتى رغيف خبز .
-إذن أين والدكم ؟
قال هيون مبتسماً ( انه في الجحيم ) ثم ركلته كانامي على قدمه لتسكته و علامات التعجب على وجه إيل موسترو …
-كيف ذالك ؟ اعني كيف توفي ؟
-انه يمزح لا تصدق كلامه …
-إذن لماذا يريدون منكم المال لو كان والدكم على قيد الحياة ؟ ماذا تفعلون في هذه الساعة من الليل في ازقة الشوارع هذا خطير على الأطفال.
-ليس لدينا مكان نذهب اليه … حسناً ان هيون يقول الحقيقة لقد مات والدي و كذالك والدتي و نحن نعيش في ازقة الشوارع هل هذا ما تريد سماعه ؟ اجل هذه الحقيقة لم ارغب بأخبارك لأنك قد تشمئز منا .
⁃ كلا لماذا اشمئز … و كيف ما زلتم تعيشون هكذا ؟
فقال هيون ( نسرق الطعام و نسرق النقود من بعض التجار في المنطقة ) ثم قرصت كانامي هيون لأنه يخبره كل شيء بصدق فصاح هيون مستغرباً من كانامي و ان هذا الشاب أنقذهم فلما لا نثق به لكن اجابة كانامي كانت ( لا يجب ان تثق بالغرباء يا هيون ) و تعجب إيل موسترو اكثر من ذالك كيف لكل هذه الوجوه البريئة ان تفعل هذا و يبدو أنهم مروا بالكثير حتى انعدمت ثقتهم بالناس…
-حسناً لقد فهمت أريد ان ارد لكم الجميل لإنقاذي .
⁃ و ما هو هل سوف تشتري لنا الحلوى من بائع الخبر ؟
⁃ هيون! توقف
⁃ ( ضحك) حسناً لقد اعجبتني شجاعتكم و شخصيتكم القوية لذا سوف أخبركم بسر عليكم ان تحتفظوا به .
⁃ ما هو ؟
⁃ أنا في الحقيقة آيلس.
⁃ آيلس ما هذا أهو نوع من الألقاب ؟
⁃ كلا يبدو أنكم لم تسمعوا به قط … الآيلس هم أشخاص ذو قدرات غير طبيعية يقال إنها تختلف من شخص لآخر و حتى وقت ظهورها يختلف و جميع من في هذه الدولة يخفون أنهم آيلس لان الحكومة تضطهدهم و اما ان يصبحوا عبيداً للدولة في مختبر التطور او يقتلوا … أما أنا فقد أنشأت فرقة ثورية لمعارضة الحكم الطاغي ضدنا و جميعهم من الآيلس و اسميتها cold4 و أنا ابحث عن آيلس اكثر حتى نوحد قوانا ضد الحكم
⁃ أهذا يعني أننا آيلس ايضاً ؟
⁃ لا اعلم لكن مما وصفته أختك يبدو أنها آيلس و بما أنكم تتشاركون نفس الدم يعني أنكم آيلس .
⁃ لم نكن نعلم شيئاً عن هذا .
⁃ و لا استغرب من جهلكم بالآيلس و إوضاع الدولة فكيشاتو مدينة منعزلة عن العالم .
⁃ من أين اتيت إذن ؟
⁃ من مدينة بوتاميا و لدي مقر في ليديا أنها مدن بعيدة عن هنا و نحن في فرقتي نتعاون جميعاً في سبيل احياء ثورتنا و هنالك الكثير مما فقد والديه و أبنائه و محبيه معنا و نتعاون معاً تماماً كالعائلة.
فقال هيون و نظرات الحزن في عينيه ( عائلة ! ) … فقالت كانامي ( لماذا تخبرنا بكل هذا و بسرك ؟ ماذا تريد منا إلا تخشى ان نخونك و نفشي سرك ؟ )
⁃ لأنني اعلم .
⁃ تعلم ماذا ؟
⁃ أنكم قد عانيتم كثيراً … نظراتكم تشرح لي الكثير …
⁃ أنا لا اعلم ان كُنتُ آيلس ربما قد لا أكون كذالك فأنا فجأة امتلكت قوة غريبة لا اعلم عنها شيء و لا أستطيع التحكم بها و يظهر لي قرن واحد و يغير مظهري تماماً .
⁃ لا بأس هذا طبيعي عند الآيلس ليس عليكِ الشعور بالغرابة .
ثم قاطعهم هيون و قال ( و أنا؟ و أنا؟ هل سوف اصبح آيلس و امتلك قوة خارقة ؟) ثم ساله إيل موستر ( هل ظهر لديك شيء غريب او علامة مميزة ؟) سكت هيون لبرهة ثم اجاب ( أممم… احياناً اشتهي آكل الحلوى كثيراً ) ثم ضحك إيل موسترو بهستيرية و ضحك هيون معه .
-ليس هذا ما اقصده و لكن … أستطيع أخذكم معي للمنزل لدينا الكثير من الحلوى . و أريدكم ان تنضموا معي في فرقتي و ادربكم لتصبحوا أقوى .
-هيون لا يقوى على القتال .
-ماذا؟ اختاه هذا ليس عدلاً سوف أتعلم …
ثم رمى هيون نفسه على سرير المستشفى و هو يقول ( ارجوك سيدي علمني كيف اصبح قوياً.)
⁃ ما زال لديكم الكثير لتتعلموه سوف أرسلكم إلى جيفيرو لتعلمكم زوجتي آكينا مورانسي و تتدربوا معها أنها لطيفة و حنونة و تحب الأطفال و هي لديها طفلة ايضاً تبلغ عاماً واحداً .
⁃ أنا موافقة على ما قلته أيها السيد و لكن لماذا ترغب ان نحضر إلى منزلك لا نستطيع ان نثق بسهولة و ان نصدق قصصك هذه كلها و نحن لم نسمع عنها قط في حياتنا .
⁃ حسناً نسيت اخباركم … أنا ارغب بتبنيكم سوف تصبحون أطفالي .
صدمت كانامي و هيون مما سمعاه و قالت كانامي ( لماذا نحن ؟ يوجد الكثير من المشردين مثلنا في ازقة الشوارع …)
⁃ كما قلت لأرد الدين لكم و لأنني شاهدت فيكم شيئاً مميزاً لم اشاهده في اي من المشردين في الأزقة طوال رحلاتي في هذه المدينة .
⁃ شكراً لك سيدي أنا اقدر ذالك و لكن …
ثم قاطع هيون كلامها و احمرت وجنتاه و قال ( أذن … أذن هل يمكنني … ان أناديك أبي ؟ ) ثم ابتسم إيل موسترو بابتسامة حنونة و ربت على رأس هيون و قال ( اجل بالطبع يا بني لأننا سوف نصبح عائلة من اليوم فصاعداً ) و لم يكن إيل قد سمع الجواب بالموافقة من كانامي بعد إلا أنه افترض ذالك من نفسه لكن كانامي لم تقوى على مقاومة نظرات هيون و كيف انه سعيد بلقاء هذا الرجل و كيف انه يريد ان تصبح لدينا عائلة و منزل و يتلقى الحلوى و كيف انه يتوق لقول كلمات مثل ( أبي … أمي ) فوافقت على ذالك رغم أنها لا تثق بالغرباء ابداً و لكنها استمرّت بمناداته بالقائد و احياناً بالعجوز لأنه يتكلم لغة كبار السن احياناً .
و بعد شفاء إيل موسترو توجه مع الأطفال و قام بتبنيهم و كان هيون سعيداً جداً و قام إيل موسترو بشراء الحلوى التي كان يتمناه من صاحب المخبز القديم و ثم غادروا كيشاتو لأول مرة في حياتهم منذ ولادتهم و شاهدوا عالماً لم يروه من قبل و ذهبوا إلى حيث زوجة إيل موسترو التي رحبت بهم بكل حنان .
و تدرب الإخوان لمدة سنوات منذ ذالك الوقت و تعلموا القراءة و الكتابة و الكثير من المعلومات عن هذه الدولة و ما يجري حولهم و استطاعت كانامي التحكم بقوتها اما هيون فلم تبدو عليه اي علامات على امتلاك القوة ، إلا انه قد قام بتدريب جسده و نمت عضلاته و اصبح اطول من كانامي و حركاته كانت رشيقة و مرنة و كان مصراً على الانضمام مع اخته حتى لو لم يمتلك قوة الآيلس رغم انه من الخطر على الذين دون قدرات ان ينضموا بالفرقة و يقاتلون جنود الكوڤيرو إلا انه كان يأمل ان يوماً ما سوف تظهر قوته .