بعد وصول القائد إلى حيث رايدن بدأ رايدن يمطر القائد بأسألته حول ما حدث له و كانت هيسا تحاول تنظيم صفوف الجنود و تهدأ الأوضاع و تطمن الناس عن القائد …
هل انتِ بخير أيها القائد ؟ ماذا حدث ؟ أين كنت ؟ و هل كنت تعرف بأن…
اهدأ قليلاً يا رايدن سوف أخبرك بكل شيء … و أجل عرفت الآن بأن العدو هو ذالك الوعد الخائن.
ماذا؟ من هو ؟ أنا لم استطع الكشف عن هويته لأنه كان يرتدي قناعاً.
انه روشيت…
كيف ! لا اصدق هذا ! كيف يجرؤ… لقد كنت تعتبره اكثر من مجرد مجند و صديق بل كأخٍ لك كيف يجرؤ و يطعنك في ظهرك !… كيف و قد أمضى 5 سنوات يعمل لصالحك ؟
أنا ايضاً صعقت كثيراً من هذا كُنتُ أثق به كثيراً لدرجة أنني أأتمنه على أولادي و قضوا معه وقتاً و أجلسته في بيتي… ذالك الوغد .
كيف بدأ كل هذا ؟ و لماذا يفعل ذالك ؟
عندما ذهبت للتدريب على البندقية لاصطياد الغزلان و انت تعرف كيف أنني لا اخبر احداً عن تدريباتي السرية و لقد أصر على الذهاب معي و أنني انزعج من اصطحاب احد معي عند التدريب لكنه كان مصراً و لم أشأ ان أحرجه لأنني كنت أثق به ثقةٍ عمياء … لكن فجاة و أثناء الصيد و هو يتحدث عن الأيام الخوالي عندما التقى بي اول مرة و وجدته ملقى في نهر ال هان و كيف كان فاقداً للذاكرة شعرت بوخزة خفيفة في عنقي ضننتها بعوضة و بعد دقايق سقطت ارضاً من غير حراك … كنت اشاهده و ادرك كل شيء لكن جسدي قد كان مخدراً تماماً .
أضنه فعل ذالك معي ايضاً لكنني فقدت الوعي لم استطع مقاومة المخدر .
بعد ذالك بدأ يتحدث إلي عن لماذا قام بخيانتي و انه طوال تلك السنوات كان يسرق معلومات منا ليوصلها إلى مختبر التطور و هذا كان يفسر سبب الهجومات الغريبة على أماكننا السرية التي لم نعرف لماذا كانت تحدث طوال تلك السنوات و ضننا أنها مجرد ثغرات استغلها العدو.
هذا البغيض … كيف لم نلاحظ ذالك !
و فوق كل هذا اخبرني انه ابن ياسو… رئيس مختبر التطور و ان شغفه ان يقطع جميع الآيلس … و كان يقاوم رغبته بالقتل كلما شاهد أبنائي… هيون و كانامي … كان يعدني بكل وقاحة انه سوف يقطعهم اوصالاً امام عيناي في المرة القادمة فأمتص جسدي المخدر القوي من شدة الغضب و انتِ تعرف كيف تسير قوتي و أنني أستطيع امتصاص الأشياء بالثقب الأسود فقمت بالهجوم عليه و أصبت ذراعه أثناء حديثه.
هذا يفسر ما حدث في ذراعه … لكن لماذا قام بتفجير المقر ؟
روشيت ليس قوياً كما تعتقد ان بقائه معنا طوال تلك السنوات أدت إلى إخفاء قوته الحقيقة مما ادى إلى ضعفه لذا لجأ لخدعته الرخيصة بأن يحاول ان يثير الخوف في صفوف جنودنا خصوصاً انني مصدر إلهامهم … و أصابني بسم آخر بعدها اعتقد ان سمه قد يقتلني ما لم اكن منتبهاً او افعل قوتي لكنه لا يعلم ان جسدي يقاتل حتى في لحظات هدوئي لأنها ردة فعلٍ غريزية … لكن الحق يقال اثر سمه قليلاً على جسدي و جعلني اخدر مما جعلني آخذ وقتاً اطول في امتصاصه .
إذن لماذا كان يخفي وجهه أمام الجميع ؟
لا اعلم لربما كان يريد ان يشعر الجنود بأنه عدو قوي لم يسبق لهم رؤيته لم يكونوا يعلموا ان هذا القذر هو نفسه الذي شاركهم طعامهم ذات مرة …و أنا أشعر بأشد الندم على ثقتي بهذا الوغد.
لا ألومك أيها القائد فقد كان يعمل معنا و ينقذ جنودنا و يساعدنا كيف لكل افعاله ان تتناقض في يوم واحد .
لقد محيت افعاله الصالحة و تمثيلاته كل شكوكنا حوله … إلى اي درجة من الدنائة قد قد وصل ؟
عندما وصلت لنهر الهان و حاولت قتاله كان قوياً بحق كان يخفي كل تلك القوة و يتظاهر بالضعف أراهن ان والده قد جعله فأر تجاربه لا استغرب ذالك فقوته ليست طبيعية .
اجل لقد اخبرني انه … تجربة والده العزيزة ياله من واهم.
دخلت هيسا و هي تلهث …(. أيها القائد لقد كان هنالك هجوم في ميتم دار الشروق في الوقت ذاته الذي هجم العدو على المقر و قد توجه أطفالك اليه للهجوم برفقة فصيلة كلاوس و قد عثرنا عليهم جثثناً لم ينجو منهم إلا أطفالك و معهم صبي بعمرهم) فبدت علامات الخوف على القائد و لم يعد يتصرف كقائد بعد سماع هذا الخبر بل تصرف كأب خائف على أطفاله ( هؤلاء الحثالة قد كانت خطتهم منذ البداية تشتيت صفوفنا و الهجوم علينا متفرقين و قتل جنودنا المتمرسين كي يضيقوا السبل علينا ! ).
عندما وصل إيل موسترو الى حيث هيون و كانامي ركض باتجاههم و كان هنالك صبي ذو شعر اسود فاحم و عين صفراء يجلس بجانب كانامي و سأل الممرضة عن حال أطفاله ثم أخبرته أنهم بخير لكنهم بحاجة للمزيد من الراحة فأطمأن قلب الأب الحنون …فتوجه نحو الفتى و امسك بملابسه ثم قال ( من انتِ أيها الوغد ؟ ) استغرب جميع من في المستشفى على ردة فعل القائد الغاضبة لأنه لم يعهدوا قائدهم ان يكون بهذا الغضب و الأسلوب .
اسرع رايدن خلف إيل موسترو لأنه تذكر بانه نسي إخباره عن الفتى المجند الجديد ثم وصل عندما كان إيل موسترو يمسك بالفتى و قام بأبعاده عنه و قال ( سيدي توقف! اعتذر عن ذالك لكنني نسيت ان أخبرك عنه انه قد انضم حديثاً لفرقة أبنائك و قد كنت على وشك إرسال معلومات عنه قبل ان يبدأ الهجوم .) ثم هدأ القائد و نظر إلى رايدن بغضب ( لماذا تثق بهذا المجند الجديد بهذه السرعة كان يجب ان أوافق أنا عليه اولاً … إلا ترى حالنا ؟ ) ثم اعتذر رايدن عن ذالك و قال ( أنا لم أثق به لو للحظة سيدي لكن أبنائك كانوا يثقون به فوافقت على انضمامه و خصوصاً انه كان يعرف كانامي منذ الصغر و هو الذي أنقذهم في مهمتهم الأولى )
هدأ القائد و جلس في الكرسي بجانب سرير هيون و وضع يده على رأسه و رفع شعره ثم قال …
أنا اعتذر يا رايدن على الصراخ في وجهك .
لا باس سيدي أنا آسف معك حقك لأنني لم أخبرك ف اي ابٍ سوف يكون بمثل غضبك .
ثم وضع إيل موسترو يده على جبينه و قال بنبرة اسف بصوتٍ مبحوح ( كلا … كلا يا رايدن … لا تعتذر كف عن هذا … فأنت صديقي و لست مجرد زميل … و أنا أثق بقرارتك … فقط ان كل ما حدث اليوم جعلني افقد الثقة قليلاً بكل شيء ) ثم تفهم رايدن كلام القائد بل و جلب كرسياً ليجلس بجانبه و يواسيه . لم يكن أويكو قد تحدث بحرف واحد لان كل ما يشغل تفكيره هي كانامي و ينتظر استيقاظها .
ثم قدمت هيسا بأخبار إلى القائد لتخبره ان فيولا و هي احد المربيات في دار الشروق قد نجت لأنها كانت مغمى عليها و لم ينتبه لها احد حتى قام الجنود بالبحث بين الجثث و قد استيقظت في حالة من الهلع عندما سمعت ماذا حدث بالميتم و الأطفال و كيف لم ينجو احد غيرها و أطفال النائب مع الفتى الجديد و أخبرتهم بكل ما حدث منذ لحظة هجوم الكوڤيرو على الميتم و هي تبكي و لكنها لم تشأ ان ترتاح حتى تخبرهم بكل شيء و حتى ينتقموا من هؤلاء الأوغاد ، ثم سالت عن حال أبناء القائد بعد ان هدأت و عندما أخبرتها هيسا أنهم بخير اطمئنت لأنها كانت تراهم أبطالاً لأنهم قاتلوا لاجلهم .
ريونوس ! لاڤونتين ! إذن علينا إيجاد هؤلاء الأوغاد و تلقينهم درساً !.
رايدن أنا احتاج وقتاً للتفكير …
ثم اقترب القائد و همس في أذن رايدن ( لا اعلم ان كان علينا قتلهم … لقد كانوا أطفالاً بعمر أطفالي ) ثم رد عليه رايدن ( اعلم يا سيدي … و انتِ تعرف اغلب المجندين لدى مختبر التطور هم أطفال فما عسانا نفعل ؟ أننتظر العدو يغرس انيابه في ذراعنا ؟) سكت إيل موسترو برهتةً ثم قال ( احتاج وقتاً للتفكير )…
ثم فجاة هيون قام بفتح عينيه و ساله إيل موسترو عن حاله فما كان من هيون سوى البكاء عندما رأى وجه أبيه و هو يقول بصوت مبحوح ( أبي … لما … لماذا أنا ضعيفٌ هكذا ؟ ) كان إيل موسترو يعلم ان تلك الكلمات و الدموع كانت تحمل الكثير من الذكريات و الألم حيث كان هيون مثل الأخ الأكبر بالنسبة لأولئك الأطفال و يعتبرهم عائلته فكانت صدمةً كبيرة على هيون لم يتوقع حدوثها .
فقام إيل موسترو بالتربيت على رأسه و قبل جبينه و قال ( لا تقلق يا بني هذا ليس ذنبك انه ذنب اولئك الجبناء … عليك ان تركز على تعافيك لكي تصبح أقوى حتى ترد لهم الصاع صاعين ) ثم أعطت الممرضة حقنة في مغذي هيون فنام و الدموع في عينيه كالرضيع …
ذهب ايل موسترو للتحدث للمجند الجديد أويكو …
أيها الشاب الجديد ما الذي حدث ؟ لماذا لم تستطع الإمساك بالاعداء ؟
لم يكن هذا عملي … لقد كنت أريد مساعدتها … لكنها … لكنها كانت تهم في محاولة مساعدة اولئك الصغار و ذالك الضعيف الأمهق و تنسى نفسها … لذا كانت هي ما تهمني…
تفاجأ إيل من رده و هو يشاهد الفتى ينظر بنظرة حنين و شفقة تجاهها و قال …
كانامي هي ابنتي بالفعل لكنها مجندة و هي اختارت ان تخاطر بحياتها من اجل الآخرين أليس عليك مساعدتها بانقاذهم بدل من محاولة انقاذها هي فحسب ؟ أتعني بكلامك انك بذاتك تركتهم يهربون و لم تساعد الأطفال لهذا السبب ؟
ثم وقف اويكو و صرخ عليه ( إذن ماذا عساي افعل ؟ اقف بجانب الحشرات الصغار و اشاهد كانامي تُخطف من ناظري ؟ ام اذهب خلف الاعداء و اتركها في مكان لا اعلم ان كانت قد تموت فيه ام لا ؟ )
ثم تفاجأ إيل مرة أخرى بجراءة هذا الفتى و كيف ان عينيه تلمع من الدموع و ان من كلامه قد فهم ان هذا الفتى لم يكن يملك خياراً و كانت أولوياته هي حياة كانامي و أخذ يشك في دوافعه و أخذ يفكر … من هذا الفتى بحق ؟ لماذا يهتم فقط بها ؟ الم يكن هدفه من الانضمام سوى من اجلها ؟ و هل سوف يهتم بانقاذ الآخرين حتى ؟…
كل ذالك كان يشغل تفكير القائد بالإضافة إلى قلقه حول أطفاله و قلقه حول اوضاع فرقته و جنوده و ألم الخيانة التي تلقاه من صديقه روشيت كان كافياً له ان يستسلم بالنقاش و يتوقف عند هذا الحد و يذهب للاطمئنان على جنوده و ترتيب اوضاعهم حتى صباح الغد ليقرر ماذا سوف يفعل …