المشهد الأول: البوابة الحجرية
وقف كايل وإيلينا أمام البوابة الحجرية العظيمة للملاذ الأسود. النقوش على البوابة كانت تتوهج بضوء خافت، تنبض وكأنها تتنفس. كان الشيخ العجوز خلفهما، يتأمل المشهد بصمت.
"هذه ليست مجرد بوابة عادية،" قال العجوز، بينما كانت عيناه تلمعان. "إنها تقرأ قلبك وروحك. إذا كنت غير مستعد... ستبتلعك الظلال."
كايل اقترب بخطوة، وشعر بالطاقة الغريبة التي تنبعث من البوابة. الكتاب الذي بحوزته بدأ ينبض بقوة، وكأنه يتفاعل مع النقوش.
"ماذا علي أن أفعل؟" سأل كايل بتردد.
"البوابة تختبر ثلاثة أشياء: شجاعتك، ذكاءك، ونقاء قلبك. لكن تذكر... كل إجابة تحمل ثمنًا."
المشهد الثاني: اختبار الشجاعة
عندما لمس كايل البوابة، انجذب إلى عالم آخر. وجد نفسه في ساحة معركة مظلمة، حيث كان عليه مواجهة نفسه، أو بالأحرى نسخة مشوهة منه.
"أنت ضعيف،" قالت النسخة الظلالية بصوت مليء بالسخرية. "لا يمكنك حماية من تحب. ستفشل كما فشل الجميع قبلك."
كايل شعر بالخوف، لكن داخله اشتعل بالغضب. "حتى لو كنت ضعيفًا، لن أستسلم."
المعركة كانت شرسة. كلما حاول كايل القتال، كانت النسخة الظلالية تتفوق عليه، لكنها لم تستطع كسره. في النهاية، أدرك أن القوة لا تكمن في الهجوم، بل في الصمود. ومع هذه الفكرة، تلاشت النسخة الظلالية، وعاد إلى البوابة.
المشهد الثالث: اختبار الذكاء
عندما دخل الاختبار الثاني، وجد نفسه في مكتبة شاسعة تمتد إلى الأفق. أمامه طاولة خشبية قديمة، وعليها ثلاث شموع.
"لديك ثلاث شموع، وكتاب واحد يخبرك الحقيقة. أي شمعة ستشعل؟"
كايل شعر بالارتباك. نظر إلى الكتاب، لكنه كان مكتوبًا بلغة غريبة. بدأ يقرأ الرموز، وفي النهاية فهم الرسالة: "الضوء يفضح، لكن الظلام يكشف."
أطفأ جميع الشموع، وبدلاً من إشعالها، فتح الكتاب. فجأة، أضاءت الغرفة بالكامل، وظهرت الطريق إلى الخارج.
المشهد الرابع: اختبار النقاء
في الاختبار الأخير، وجد كايل نفسه في قريته القديمة. لكن هذه المرة، كانت كل الوجوه مألوفة. والدته، والده، وحتى أصدقاؤه الذين فقدهم في الهجوم.
"هل ستتخلى عن مهمتك لتبقى معنا؟" سألته والدته بصوت ناعم.
كايل شعر بالألم في قلبه. كان يريد أن يبقى، لكن في داخله، كان يعلم أن هذا ليس حقيقيًا.
"أحبكم، لكن لا يمكنني البقاء. هناك أشياء أكبر مني يجب أن أفعلها."
بمجرد أن قال هذه الكلمات، تلاشت القرية، وعاد إلى البوابة.
المشهد الخامس: دخول الملاذ الأسود
عندما أكمل الاختبارات، فتحت البوابة أخيرًا، وكشف الداخل عن مدينة مخفية تحت الأرض. كانت مليئة بالسحرة الذين يرتدون عباءات سوداء، وأجواء المكان كانت تعج بالطاقة السحرية.
أحد السحرة، امرأة شابة تحمل عصا متوهجة، اقتربت منهم. "أهلاً بك، وريث الظلال. كنا ننتظرك."
كايل نظر إلى المرأة، وشعر بأن رحلته الحقيقية بدأت الآن.