الفصل السابع: معركة العدم
المشهد الأول: اقتراب العاصفة
عندما وقف كايل وإيلينا أمام البوابة الكبرى للمدينة، كان الهواء ثقيلاً بالوتر، وصوت صفير الرياح بين الأزقة الحجرية أضاف شعورًا بالخطر الوشيك. جيش العدم كان يقترب، أجسادهم غير الطبيعية تتحرك بهدوء مريب، وكأنهم ظلال حيّة تُغذيها الكراهية والطمع.
"ما الذي نواجهه بالضبط؟" سأل كايل، عيناه مثبتتان على الأفق المظلم.
الشيخ المسن، الذي كان يراقب من قمة البرج، أجاب بنبرة حزينة: "جيش العدم هو ما يتبقى عندما تُستهلك الأرواح بواسطة السحر المحرم. هم ليسوا أحياء ولا أموات، مجرد أدوات للدمار. قائدهم... هو الكارثة الحقيقية."
المشهد الثاني: قائد الظلال
من بين جموع الظلال، ظهر كائن ضخم. طوله تجاوز العشرة أقدام، وجسده كان يتوهج بشقوق نارية حمراء. عيناه كانتا مثل هاويتين مظلمتين، تحويان قوة قادرة على تدمير المدن.
"هيا بنا،" قال بصوت أجوف يملأ الفضاء. "سلموني وريث الظلال، وسأترك مدينتكم سليمة... لبضع سنوات أخرى."
إيلينا أمسكت بمعصم كايل. "إنه يريدك. ربما إذا اختبأت—"
"لا!" قاطعها كايل بحزم. "لقد عانيت طويلاً من الهروب. حان الوقت لمواجهة مصيري."
المشهد الثالث: التحضير للمعركة
السحرة في المدينة عملوا معًا للمرة الأولى منذ عقود. كانوا ينحتون الرموز السحرية في الأرض، ويُنشئون دروعًا واقية حول الأبراج والشوارع.
"لن تصمد هذه الدفاعات طويلاً،" قالت الساحرة ذات العيون الذهبية وهي تراقب التعويذات تتوهج. "يجب أن نواجههم بالخارج."
كايل كان يراقب بصمت، وعقله يعج بالخطط. كتاب الظلال بين يديه بدأ ينبض من جديد، وكأنه يدله على شيء ما. عندما فتحه، ظهرت خريطة المدينة مع نقطة مضيئة في الساحة المركزية.
"هناك شيء هنا،" قال وهو يشير إلى الخريطة. "ربما يكون مفتاحًا لقلب الموازين."
المشهد الرابع: الأسرار المدفونة
كايل وإيلينا تسللا إلى الساحة المركزية بينما السحرة استعدوا للمعركة. هناك، وجدوا تمثالًا قديمًا لساحر مجهول، يداه مرفوعتان وكأنهما تدعوان السماء.
"هذا التمثال يبدو مألوفًا..." همست إيلينا.
عندما لمس كايل التمثال، انشقّت الأرض تحتهما، وسقطا في غرفة تحت الأرض. داخل الغرفة، كان هناك مذبح حجري فوقه سيف أسود يتوهج بضوء أزرق باهت.
"هذا... ليس سيفًا عاديًا،" قال كايل وهو يقترب منه.
إيلينا قرأت النقوش المحفورة على الجدران. "إنه سيف الفجر المظلم. يُقال إنه صنع بواسطة أول وريث للظلال. قوته هائلة، لكنها تأتي بثمن."
كايل أمسك بالسيف، وشعر بطاقة غير مسبوقة تتدفق في جسده. "إذا كان هذا هو ما يلزم لحماية الجميع، فسأتحمل الثمن."
المشهد الخامس: بداية المعركة
عندما عاد كايل إلى السطح، كان جيش العدم قد بدأ بالهجوم. الظلال اخترقت الدفاعات الأولى، وبدأت الفوضى تعمّ المدينة.
السحرة أطلقوا تعاويذ هجومية ودفاعية، لكن عدد الكائنات كان ساحقًا. إيلينا قاتلت بجانب كايل، تستخدم خنجرها المسحور لإبعاد الكائنات عنه.
"كايل!" صرخت الساحرة ذات العيون الذهبية، وهي تشير نحو قائد الظلال. "إذا أسقطناه، سينهار الجيش بأكمله."
كايل شق طريقه نحو القائد، السيف في يده ينبض بقوة أكبر مع كل خطوة.
المشهد السادس: مواجهة القائد
عندما وقف كايل أمام قائد الظلال، شعر بالرهبة من حجمه وقوته. لكن السيف في يده كان يمنحه شجاعة لم يشعر بها من قبل.
"أنت لست سوى لعبة في يد القوة التي تجهلها،" قال القائد بصوت عميق.
كايل رفع السيف وقال: "ربما، لكنني لن أدعك تدمر ما تبقى من هذا العالم."
المعركة بينهما كانت مدمرة. كل ضربة من القائد كانت كفيلة بتدمير برج كامل، لكن كايل كان يستخدم سرعة الظلال للهجوم والمراوغة.
السيف كان يوجهه، وكأنه يملك إرادة خاصة به. وفي لحظة حاسمة، استجمع كايل كل قوته، وغرز السيف في صدر القائد.
المشهد السابع: ثمن النصر
عندما اخترق السيف صدر القائد، انفجرت طاقة هائلة، جرفت كل الكائنات المظلمة في المدينة. لكن الطاقة أثرت أيضًا على كايل، الذي سقط على ركبتيه، وعيناه تتوهجان بالظلام.
إيلينا ركضت نحوه، أمسكت به وقالت: "كايل، هل أنت بخير؟"
فتح عينيه بصعوبة وقال: "الثمن... لم يكن مجرد طاقة. لقد أخذ جزءًا مني."
المدينة كانت مدمرة جزئيًا، لكن السحرة الذين نجوا كانوا ينظرون إلى كايل باحترام جديد. حتى الشيخ المسن انحنى قليلاً.
"لقد أنقذت المدينة، وربما العالم،" قال بصوت هادئ. "لكن رحلتك لم تنتهِ بعد. الظلام الذي بداخلك قد يكون أعظم أعدائك."
المشهد الأخير: بداية جديدة
كايل نظر إلى السيف الذي بدأ يتلاشى في الهواء، وقال: "إذا كان الظلام هو قدري، فسأجعله أداة للخير، لا للدمار."
إيلينا، التي وقفت بجانبه، ابتسمت وقالت: "لن تكون وحدك. سنقاتل معًا، مهما كانت المخاطر."
وفي الأفق، ظهر ضوء الفجر، معلنًا نهاية المعركة وبداية رحلة جديدة.