بعد مضي عدة أيام من الإبحار، وجد لوفي نفسه محاصرًا في عالم مليء بلون البحر الأزرق اللامتناهي وسط درجات الحرارة المرتفعة التي كادت تذيبه. كانت الشمس تشع بلا رحمة من السماء، وكأنها تسخن البحر حتى يصبح له لونًا أعمق من الزمرد. كان البحر يلفهم من كل جهة، مما جعلهم يشعرون وكأنهم عالقون في عالم لا نهاية له يغرقهم في لون البحر.
همس الأمواج كان الصوت الوحيد الذي كان يعم الجو، وكأنه يعزف سيمفونية طبيعية تأخذهم بعيدًا عن الواقع الممل. وبينما لوفي ورفاقه كانوا يبحرون، كان ليون ينخرط في دراسته للنظام والاعتياد على حياة السفينة. وفيما بين الأمواج المتلاطمة، كانت نامي تخرج بين الحين والآخر لتتحقق من مكانهم وتعود لتعلن عن سقوطها في حيرة حول كيفية الهروب من هذا المكان.
أما زورو، فقد تمكن من الاستلقاء فوق سطح السفينة ومراقبة المشهد من الأعلى. كانت عينيه موجهتين نحو الأفق اللامتناهي، وبينما كان يستلقي هناك، كان يحلم بمغامرات جديدة تنتظرهم.
في أحد الأيام الحارة، لم يتحمل لوفي أكثر من ذلك. كان يشعر بأن جوفه فارغ وكان الجو الملتهب يفقده الشهية.
"أنا جائع... أنا جائع"،
هذه الكلمات خرجت منه بصوت هامس، وكأنها تكاد تكون استسلامًا للظروف القاسية.
لكن الأمل لم يمت بعد، حيث خرجت نامي من الغرفة بحثًا عن ما يمكن أن يروي جوعهم. لم تمر سوى لحظات حتى صرخت بصوت عالٍ، "مطعم بحري!"، وهذه الصرخة تسببت في استيقاظ زورو من نومه وجعلت ليون يغادر الغرفة على الفور، ملتحقًا بالبحث عن الطعام.
عندما دخلوا المطعم، وجدوا شابًا يرتدي بدلة سوداء رسمية تلائم الوضع البحري. شعره الأشقر كان يمنحه مظهرًا مهيبًا، وكانت حاجبيه منحنيتين تضفي عليه تعابير قوية. نظر الشاب نحو الثلاثة ولاحظ نامي بينهم، مما عله يتجه نحوها بسرعة متناهية، وعندما وصل إليها، أنحنى بأناقة معبرًا عن تواضعه.
"أنا سانجي. هل يمكنني أن أعرف اسمك؟"، قال الشاب بلباقة واحترام.
لكن ليون لم يكن من النوع الذي يتقبل بسهولة تدخل الآخرين، فغضب وصرخ، "انقلع يا هذا"، محاولًا تدفئة الأمور بكلماته الحادة.
لكن سانجي كان يمتلك روحًا جريئة ولم يتأثر كثيرًا بليون. أعاد طلبه نحو نامي، تجاهلاً تصرف ليون بشكل تام.
"لست من النوع الذي يكرر كلامه" كان هذا ما قاله ليون.
لكن الأمور تدهورت بسرعة عندما قام ليون بالاعتداء على سانجي من الخلف وأسقطه أرضًا بقوة، مسببًا له إصابة وجهيه جديدة بسبب الرمال الخشبية على الأرض. أعقب ذلك صراخ سانجي بغضب، "ماذا تعتقد نفسك تفعل، يا حقير!"، وحاول توجيه ركلة قاصمة نحو ليون.
لكن ليون لم يكن بالسهولة التي يعتقدها سانجي، فاستغل الفرصة لينهض ويستعيد توازنه بسرعة، ثم وجه ركلة أخرى نحو ليون، وهذه المرة أصابت صدره بقوة، مما أسقطه بضع خطوات للوراء.
الهلع انتشر بين الزبائن في المطعم، وهم هربوا بسرعة مذهلة للابتعاد عن هذا الصراع العنيف الذي اندلع فيه.
لكن ليون، الذي كان يملك قوة غامضة ولا تُفهم بسهولة، قام برفع ذراعيه وواجه سانجي بجرأة، مؤكدًا أنه ليس من النوع الذي يستسلم بسهولة. ثم، بشكل مفاجئ، أطاح به ليون بلكمة قوية على وجه سانجي، أسقطته أرضًا مغميًا عليه.
زورو ولوفي كانا مندهشين من تلك القوة الخارقة التي أظهرها ليون، وصرخت نامي بدهشة، "لماذا فعلت هذا؟"، حاولت فهم سبب تصرف ليون الغامض.
أجاب ليون بكل بساطة، "لأنني أكره الأوغاد المتحيزين للنساء."
في تلك اللحظة، سمعوا خطوات تقترب بسرعة...
ظهر أمامهم رجل عجوز بشعر أشقر مشابه لشعر سانجي، وارتدى قبعة الطهاة وملابس بيضاء ممزقة كملابس الطهاة. قدمه الواحدة كانت مصنوعة من الحديد وبدت قوية جدًا. انتقل العجوز بسلاسة وهدوء نحو ليون، وعندما وصل إليه أطاح به باستخدام قدمه الحديدية بسرعة مذهلة.
لكن المفاجأة الحقيقية كانت فيما حدث بعد ذلك، حيث انطلق ليون في الهواء واصطدم بجدار المطعم بقوة. والغريب في الأمر هو أن الضربة القوية لم تتسبب في أذى للمطعم أو السفينة على الإطلاق. وبهذا، بدأ لوفي وزملاؤه يشكون بأنهم وقعوا في عالم ليس له قوانين طبيعية.
وفي تلك اللحظة، حان الوقت للكشف عن هوية هذا الرجل العجوز،
'عين السماء'
|الاسم: زيف
اللقب: الساق الحمراء
المستوى:؟؟|
وفي هذا السياق الغامض، دخل ثلاثة قراصنة مصابين إلى المطعم، وتذكر زيف الماضي الذي كان جائعًا تمامًا، وعلى الفور أعطاهم الطعام.