{قصة حقيقية بسردي الخاص ، استمتعوا }

واقفا على قارعة الطريق ، اتكئ الشخص على حائط تحت محل مغلق وقام بالتقليب عبر هاتفه.

-لا يوجد أي تعليق حتى الآن ...

تأمل الشخص الأيام القليلة الماضية حيث بدأ في ترجمة رواية ، أول مرة يترجم فيها ، وأيضا أول مرة يفعل فيها شيئا كهذا ، أن يعمل بجد على شيء ما ، والذي يمثل نوعا ما رحلة إلى منطقة غير مألوفة .

الرواية جيدة حقا ، بالرغم من تصنيفها الغير الشائع ، القصة ممتازة والأحداث مشوقة وممتعة ، ولكن هنالك حقيقة واحدة تزعجه ...

لا يوجد أي تعليق بالرغم من تنزيله تسعة فصول ..

-أنا أرى ، إنها حرب باردة ...

تمتم الشخص بصوت غير مسموع وسط الحشد المارة ،

لا يوجد أي أثر للغضب ، للحزن أو السعادة تحت القناع الرمادي الذي يرتديه ،

-هممم ، ربما فكرة أن أصنع عدواة من القراء لم تكن فكرة جيدة ، بل يمكن أن تكون حتى سيئة ...

يتذكر المترجم غضبه وكيف حاول إستفزاز القراء لترك تعليق آخر فصل قام بتنزيله ، ومن الواضح أنه قد فشل فشلا ذريعا ، عدد الأشخاص الذين قاموا بقراءة الفصل الذي أهنتهم فيه قليلين اساسا ، اثنان فقط ، انا وشخص آخر..

- لا أدري متى اهنتهم ، أساسا ، مهلا ...

تذكر المترجم حقيقة أنه قد أهان فانز ون بيس واتاك في الفصل قبل الفصل الأول الذي كتب فيه ثرثرته ، كانت تلك اللحظة التي انتهى فيها من ترجمة أول فصل في يترجمه حياته بعد سلسلة من الحظ السيء والمعاناة ، لقد استغرق منه الفصل الأول أربعة أيام ، ولقد شعر بالإنجاز ، لم يرتح وقام بكتابة الفصل وإفراغ كل مشاعره مباشرة ،

أنت تسأل مالخطأ في إهانة فانز ون بيس ...؟

اوه ، دعني أخبرك ...

الروايات الأربعة المؤلفة الأكثر رواجا على الموقع ، جميعها روايات ون بيس من صنع الفانز ...

اتضحت الصورة لديك الآن ...؟

الفصل الذي كتبت فيه ثرثرتي وقمت بإهانة ون بيس فيه يحوي على 47 مشاهدة ، الفصل الأول 26 مشاهدة ، وبعدها اكثر عدد مشاهدات يحملها فصل هي 11 ...

- حسنا ، لقد كان ممتعا ، بالرغم من أني أشعر بالكرنج لدرجة أني لا أود قراءته مرة أخرى، لكني لا أندم على كتابته ...

ولكن الوضع سيء ...

لا أدري لمَ أفكر في هذا كثيرا ، أنا أعني ربما أفكر أكثر من اللازم ...؟

ربما هذا عدد مشاهدات طبيعي وربما حتى عالي لشخص لم يبدأ منذ أكثر من اسبوع في الترجمة ...؟

ربما ترجمتي سيئة ..?

ربما لدي فقط حظ سيء ...¿

لا ادري حقا ...

⁦┐⁠(⁠ ̄⁠ヘ⁠ ̄⁠)⁠┌⁩

تنهد الشخص ورفع رأسه عن هاتفه

وسط تدفق الناس ، تحت ضوء الشمس التي تغرق وبريق مصابيح الشوارع ، يوجد بضعة أناس واقفين على نفس الرصيف منتظرين جميعا قدوم الحافلة القادمة ، يتناثر بضعة أناس هنا وهناك، بضعة نساء منخرطات في الدردشة التي لا تنتهي كعادة النساء ، إمرأة مسنة ملفوفة في لحاف أبيض محاولة الإحتماء من برد الشتاء القارس، بضعة مراهقين وشباب في مقتبل ومنتصف العشرينات ، يحملون كتبا و أوراقا دراسية ، عليهم أثر الإرهاق من الدوام الدراسي الشاق ، وسط كل الشخصيات المتنوعة ، كان رجل في أواخر منتصف العمر على يساري هو الذي لفت انتباهي ، يرتدي معطفًا أسود وقبعة متطابقة، تتوزع خيوط فضية متناثرة من جانب قبعته ، ويحمل بيده اليمنى حقيبة بنية ، لا يوجد أي شيء مميز فيه عدا أثر حياة عاشها ربما أقول ، كان الكل متسمرين في أماكنهم بإستثناء هذا العجوز الذي كان يتحرك ذهابا وإيابا برأس موطئ مع عبوس طفيف ، ربما لم يكن حقا عبوسا ، ولكن لا ريب في أنه كان في تفكير عميق ، كان الطريق مزحما ، الجميع يريدون العودة إلى منازلهم ، خاصة في مثل هذه الأمسية الباردة ، فجأة ، تخرج سيارة سوداء انيقة من الطريق المزدحم ، مسرعة مع صوت محركها القوي وتمر من بين السيارات الأخرى حتى تخرج من الزحام الشديد من الطريق المعاكس الفارغ ، إجتذبت السيارة جميع الأنظار كونها غالية ربما ، لا أعرف شيئا عن السيارات والذي يأكد تخميني ، أثارت السيارة فضولا طفيفا عابرا من الناس وسرعان ما رجع الجميع لشؤونهم الخاصة ، لم اكن منتبها على السيارة ، لم اهتم بها ، أخذت لمحة وعدت للنظر في هاتفي ، شيء عني لطالما كنت أشعر بالنفور من الأشياء التي يهتم بها الجميع كهذه، الأشياء التي تحدث ضجة ، لا أدري ، ربما أنا باحث عن الإهتمام ، الإعتراف ربما ...

عندما كنت سأرجع عيني لهاتفي ، لمحت الرجل العجوز الذي يحمل الحقيبة البنية واقفا ، محدقا في أثر السيارة السوداء مع ابتسامة هادئة وحنين تفوق الوصف ، لا أعرف كيف أصفها ، عرضت أفكاري عددًا كبيرًا من السيناريوهات في محاولة لكشف السبب وراء ابتسامته الرقيقة، لكن لم يكن أي منها يبدو معقولاً ، ربما كان محبا للسيارات ، يتذكر بضعة ذكريات حنينةً عليه او ربما كان متسابقا متقاعدا أو شيء كهذا ، لا أدري ، ولكن لسبب ما ، وجدت نفسي أتمنى شعورًا مماثلاً بالحنين،

وبينما واصلت مراقبته، لاحظت أنه لا يبدو أنه لا يمانع في البرد أو مرور الوقت، لقد كان غارقًا في أفكاره، وبدا أن ابتسامته توحي بأنه كان راضيًا بما كان عليه في الحياة..

تسائلت ، هل سأتمكن من الإبتسام هكذا عندما أكبر ...؟

على الرغم من الارتباك والفضول الذي سببته ابتسامته، كان هناك شيء مريح فيها لا يمكن إنكاره، ووجدت نفسي أبتسم أيضا...

- حسنا لنفعلها ، تريدون حرب إستنزاف ..؟

- لا بأس ، لدي الإرادة ، وسأجعلكم تتركون تعليقا واحدا غصبا عنكم قبل أن أكمل ترجمة الرواية ، وأكسر هذه اللعنة وهذه السلسلة من الحظ السيء ...

2023/12/28 · 175 مشاهدة · 884 كلمة
Gray Mask
نادي الروايات - 2025