إن كان تخمينه صحيحا, فلا بد أن هذا البث مشهدٌ من المستقبل, و سيكون هذا مصدرًا مهمًا للمعلومات له,هو الذي لم يختبر هذا المستقبل بعد.
قام بتثبيت نظرته على إلسا, باحثًا عن كل تفاصيل لإستخدامها ضدها.
ربما لا تستطيع ذاته الأخرى في الفيديو هزيمة الطرف الآخر, و لكن في ظل فرضية معرفته بالمستقبل, يصعب قول نتيجة المواجهة من جديد.
و ما إذا كانت ذاته في الفيديو ستموت, هذا لا يهم أيانوكوجي الآن .
["لقد سئمت قليلا من اللعب." على الرغم من أن المواجهة بين إلسا و أيانوكوجي بدت و كأنها في وضع متساوي, إلا أنها في الواقع لم تستخدم كل قوتها على الإطلاق, تمامًا مثل صياد الذي يلعب بالفريسة قبل إصطيادها, بشكل عام, على الرغم من أن كويتاكا قد وصل إلى ذروة القوة الإنسانية, لكن خلال الصراع كانت قدرة تحمله تنقص بشدة, بالإضافة, أدت قضمة الصقيع أيضا إلى إبطاء تحركاته تدريجيا, و إلسا أمامه ليست مجرد إنسان عادي, لكن قاتلًا من النخبة يتمتع بقدرة فريدة, فقد تجاوزت قوتها و سرعتها بالفعل حدود البشر, حتى لو جاء فريق كامل من الحراس لمهاجمتها, فسينتهي بهم الأمر بالتأكيد إلى إبادة جماعية.]
[إلسا التي كانت تقف أمام أيانوكوجي, إختفت فجأة, تلتها صوت رياح, و في اللحظة التالية, كانت تقف بالفعل خلف أيانوكوجي .]
[أخيرًا, بضربة من خنجرها, أصابت بها بطنه, و سال الدم مثل الشلال من جسد أيانوكوجي , سقط على الأرض و أحس بألم شديد في بطنه.]
["هل هذا ما تشعر به عند الموت؟" شعر أيانوكوجي أن الألم يزداد سوءًا و إنخفضت درجة حرارة جسده بسرعة. و لكن بخلاف ذلك, لم يستطع الشعور بأي شيء, و كان قلبه هادئًا للغاية, كما لو كان موته شيء عاديا, لم يبدِ أي هوس بالكفاح من أجل البقاء, لأنه يعلم أن هذا الصراع لا معنى له و لن يغير نتيجة هذا الأمر.]
[جعل رد فعل أيانوكوجي تجاه موت إلسا غير راضية قليلًا, في كل مرة تقتل, يمكنها أن تشعر بالعواطف التي ينضح بها الجميع قبل أن يموتوا, بما في ذلك الخوف و الكراهية و الحزن..., لقد إستمتعت بمشاهدتهم, لكن في هذه اللحظة, لم تستطع إلسا أن تشعر بأي عاطفة من أيانوكوجي كما لو لم يكن إنسانًا كاملًا, مما جعلها تشعر بعد الإرتياح كما لو كان فن قتلها غير مكتمل.]
[شعر بأن حياته و درجة حرارة جسمه تستنزفان بسرعة, أغلق أيانوكوجي عينيه ببطء.]
[مات كيوتاكا أيانوكوجي .]
كان هناك صمت خانق في الفصل بأكمله.
على الرغم من أنهم لم يتوقعوا أن أيانوكوجي في الفيديو أظهر تفكيرا حادا و مخططات لا يستطيع الناس العاديون إمتلاكها, إذا قاتل أي إنسان ضده, لن يتمكن بالتأكيد من الفوز عليه – لكن سرعة و قوة صيادة الأحشاء إلسا هي خارج نطاق البشر تماما.
"لا تمت..."
تدفقت دموع هوريكيتا من عينيها بلا توقف, رغم أنها ظلت تقول لنفسها أن هذا مجرد مقطع فيديو, و ليس حقيقيًا, و أن هذا الشخص لم يكن أيانوكوجي.
لكن مثل هذه الصورة الحقيقية جعلت من المستحيل عليها تمييز الشخص الموجود في الفيديو عن أيانوكوجي بجانبها.
حتى لو كان مجرد فيديو, شعرت بإحساس في قلبها, كما لو أن أيانوكوجي مات حقًا أمامها.
مدت يدها بهدوء و مسحت الدموع من وجهها, و لم ترغب في السماح لزملائها في الفصل برؤية مظهرها الحالي, لكنها لا تزال تحرك عينها قليلا لرؤية أيانوكوجي , لتجد هذا الأخير يبدو على ما يرام مع عدم وجود أي تغير في وجهه, و ينظر إلى الشاشة بهدوء.
"أيانوكوجي, الذي مات هو أنت!"
كان هناك تلميح من الغضب في كلمات هوريكيتا, حتى لو كان مجرد مقطع فيديو و من الصعب معرفة صحته, لكن إذا توفي شخص مثله تمامًا, لا ينبغي أن يكون أيانوكوجي هادئًا.
"لا معنى لذلك"
"كما ترين, ما زلت على قيد الحياة و بصحة جيدة"
قال أيانوكوجي بلا مبالاة, بالنسبة له لا داعي لأن يكون متحمسًا جدًا لهذا الأمر, لانه بغض النظر عما يفعله الآن, لا يمكنه تغيير حقيقة أنه قد قُتل في الفيديو.
إذا كان هذا الفيديو هو ما حدث بالفعل في المستقبل, فأنا بحاجة إلى الحصول على المزيد من المعلومات من الفيديو الآن, حتى أتمكن من إيجاد طريقة للتعامل مع إلسا في المستقبل.
سبب مقتله في الفيديو على يد إلسا, لم يكن هو الفجوة بين القوة بينهما و لكنه الإفتقار إلى المعلومات.
لا يمتلك أيانوكوجي سوى فهم عام لهذا العالم, و لا يعرف سوى القليل جدًا عن إلسا, و يمكن القول أنه بغض النظر عمن تواجهه إلسا في هذا المشهد, سيموتون بالتأكيد على يدها, لولا كوْن أيانوكوجي ذو بصيرة كبيرة و سرعة رد فعل ممتازة, أخشى أنه كان سيُقتل في ثوانٍ مع إميليا في ذلك الوقت.
و لكن إذا كانت توجد معلومات كافية, فربما تتغير النهاية.
بالنظر إلى الصورة المعتمة تدريجيًا على الشاشة, بدأ أيانوكوجي التفكير في خططه المستقبلية.
"حقا, لماذا يجب أن أهتم بهذا الشخص!"
عند سماع كلمات أيانوكوجي , غضبت هوريكيتا قليلا و أدارت عينيها على الجانب الأخر, و تمتمت في نفسها.
"لكن على أي حال, يجب أن يكون هذا الفيديو قد إنتهى."
في تلك اللحظة, تبدو شخصية غير واضحة الملامح تتحرك في الشاشة المظلمة في الأصل.
( صلي على النبي عليه الصلاة و السلام )
[الظلام مثل الضباب, يكتنف أيانوكوجي, لا يعرف ما إذا كان قد مات بالفعل الآن.]
بالنظر إلى النص على الشاشة, إرتعشت حواجب أيانوكوجي قليلا, في الأصل, إعتقد أن هذا الفيديو سينتهي بموته, لكن يبدو أن الأمر لم يكن كذلك.
لماذا؟
هل يمكن أنه لم يمت بعد؟
إلتقط هاتفه بيده مرة أخرى, و ركز عينيه على الشاشة.
[ضوء الشمس الساطع ينساب و يسقط على عاصمة لوغينيكا ذات التاريخ الطويل.]
[عند الإستماع إلى ضجيج حركة المرور المحيطة, هدأ أيانوكوجي و نظر إلى السكان المارة أمامه, و كان مرتبكًا بعض الشيء.]
["ألست ميتا؟" كان أيانوكوجي في حيرة بعض الشيء في قلبه, نظر حوله ووجد أن المشهد المحيط و الأشخاص المراة كانوا مألوفين جدًا, تماما مثل ما رآه عندما عبر للتو إلى هذا العالم.]
[في اللحظة التي جاء فيها أيانوكوجي إلى هذا العالم, كان مثل الكاميرا, يسجل جميع الأشخاص المحيطين و البيئة المحيطة في ذهنه, و المشهد الذي رآه الأن هو بالضبط نفس ما رآه من قبل, و نمط المبنى و الفترة الزمنية التي يمر بها الأشخاص المختلفون أمامه هي نفسها تماما أيضا.]
[قام بلمس بطنه لا شعوريًا, أين قطعته إلسا سابقًا بشفرة حادة, لا تزال هذه الذكرى و الألم حيًا في ذهنه, و لكن في هذه اللحظة, لا يوجد جرح هناك, كما لو أنه لم يقاتل إلسا مطلقًا.]
["هل يمكن أن يكون كل ما رأيته للتو مجرد وهم؟" غمغم أيانوكوجي في نفسه, حتى هو لم يستطع فهم ما كان يحدث, و لم يكن بإمكانه سوى التكهن في قلبه, "لا, هذا الشعور حقيقي جدا, ليس مثل الوهم ,,,, ام أنه إحتمال آخر, فأنا ميت بالفعل, لكنني ولدت من جديد في هذه الفترة الزمنية؟"]
"إتضح أنه أُحْيي من جديد ؟!"
نظرت كاغويا شينوميا إلى المشهد على الشاشة ببعض المفاجأة, بسبب وفاة أيانوكوجي إعتقدت أن هذا الفيديو الغريب يمكن أن ينتهي أخيرًا, و لكن لم تتوقع أن يتم إحياء أيانوكوجي من جديد.
"أليس من الطبيعي أن يعود البطل في المسلسل التلفزيوني إلى الحياة بعد موته!"
على الجانب, رفعت فوجيوارا رأسها و قالت بفخر.
"أنت لا تشاهد الدراما التلفزيونية كثيرا! لقد شاهدت جميع الأعمال الدرامية من مختلف البلدان, كبيرها و صغيرها!"
واصلت فوجيوارا التفاخر متجاهلة تماما غرابة الفيديو.
"هذا ليس المقصود..."
نظر شيروغاني بعجز إلى فوجيوارا, لكنه لم يستطع إلا أن ينظر إلى الشاشة, كان فضوليًا بعض الشيء حول ما سيفعله أيانوكوجي الذي ولد من جديد.
..........
"أيانوكوجي, أنت أُحْييت!"
صفقت هوريكيتا بيديها و قالت بحماس.
"هذا ليس أنا."
أجاب أيانوكوجي بشكل غير مبال, لم يكن هناك تعبير سعيد على وجهه, بالنسبة له, كان الشخص في الفيديو مجرد شخصية تشبهه و ليست هو.
و مع ذلك, فقد كان أيضًا فضوليًا بعض الشيء في قلبه حول سبب إحيائه.
[في هذا الوقت, كان أيانوكوجي أيضا في حيرة بعض الشيء, لم يكن يعلم أن الوقت أعيد للوراء لأعادة إحيائه, من أجل التحقق من ذلك, إتبع الطريق في ذاكرته و سرعان ما وصل إلى الزقاق حيث إلتقى بالبلطجية.]
[كما هو متوقع, بعد وقت قصير من دخوله إلى الزقاق, خرج البلطجية الثلاثة السابقون على مهل و قالو : "أنت, إذا كنت لا تريد أن تتعرض للضرب, فقم بتسليم كل أشيائك الثمينة!"]
[عند سماع هذه الكلمات المألوفه, سأل أيانوكوجي ببطء: "هل إلتقيتموني من قبل؟"]
["هاه؟" البلطجية الثلاثة فوجئوا من سؤاله, و لم يكن لديهم أي فكرة عما كان يتحدث عنه أيانوكوجي , "أيها الو*د, هل تحاول الإقتراب منا؟! نريد فقط المال!"]
["يبدو أنه حقًا عاد بالزمن إلى الوراء" بالنظر إلى رد فعل البلطجية الثلاثة, تمكن أيانوكوجي من تحديد أن الوقت قد عاد بالفعل منذ بضع ساعات, لكنه الآن في حيرة أكبر من أمره, فلماذا يعود الوقت إلى الوراء؟ هل بسبب موته؟ هل هناك حد لعدد المرات؟ إذا كان الموت هو المفتاح الذي يؤدي إلى إرجاع الوقت للوراء, فربما يصبح الموت أيضًا أداة قوية يمكنه إستخدامها, علم أيانوكوجي أنه يمكنه إستخدام الإنتحار للتحقق مما إذا كان تخمينه دقيقًا, و لكن إذا فشل فستكون العاقبة كبيرة و لا يستحق ذلك.]
"هل يستعمل الموت فعلًا كأداء يمكنه إستخدامها؟"
في غرفة صغيرة و مظلمة و فوضوية, خفض سورا, الأخر الأكبر رأسه لينظر إلى شيرو الذي كان أمامه و قال ببطء ( من انمي no game no life ).
على شاشة الكمبيوتر في الغرفة, تم عرض صورة أيانوكوجي في عالم الأخر.
"يشبه الأمر عندما نلعب, نموت أحيانًا عن قصد للحصول على حركات رئيس النهائي التي لم نشهدها من قبل, هذا هو ما يسمى ب’الموت الضروري’."
قال سورا ببطء.
"يبدو أن هذا الشخص يشبهنا إلى حد ما."
أعاد نظره إلى الشاشة, ظهرت إبتسامة على وجه سورا.
["أنت, أيها الشاب, هل تريد أن تتعرض للضرب؟!" رأى البلطجي الأكبر أن أيانوكوجي تجاهلهم, لذلك صرخ بصوت منخفض خشية أن يسمع الحراس و يتدخلوا]
[أمامه, أيانوكوجي بوجهه الخالي من التعبيرات, بعد تأكده أن الوقت أعيد للوراء بنجاح, لديه بالفعل خطة في قلبه و قال للبلطجية "إذا كان صحيحا, فسيكون هناك وقت طويل قبل أن تأتي اللصة فيلت إلى هنا, بالتحديد ثلاث دقائق و سبعة و عشرون ثانية, لذلك سأتخلص منك خلال هذه الفترة, بعد كل شيء, أنا متأكد أنكم مجرد أشخاص عاديين, بدون قدرات خاصة."]
["هل تريد محاربتنا جميعا وحدك؟!" قبل إنتظار البلطجية لإنتهاء من الكلام, شن أيانوكوجي هجومًا في تلك اللحظة, كان هدفه الأساسي هو الرجل النحيف في المنتصف, بسبب إمتلاكه سلاح مخبأ خلفه.]
[كان هجومه سريعًا و دقيقًا للغاية, ضرب بقبضته حنجرة الرجل بقوة مناسبة, إنتشر التأثير الهائل على غضروف حلقه, مما جعلته يفقد وعيه في وقت قصير, لكن لن يموت, بعد كل شيء لن يقتل في هذا الموقف لأنه لا يزال هناك حراس في العاصمة, و لا يريد أن يحمل قضية قتل و يدخل في مشاكل أخرى.]
[حدث كل هذا بسرقة كبيرة لدرجة أن الشريكين الأخرين لم يستجيبوا, و كان الهدف الثاني لأيانوكوجي هو الرجل الأطول, و ضرب ركبته و تركه يفقد توازنه و سقط أرضًا, إستغل أيانوكوجي هذه اللحظة و رفع ركبتيه و هاجم بها رأس الخصم, بسبب حجمه الكبير لم يكن أيانوكوجي رحيما و ضربه بعنف, مما جعل الخصم يغمى عليه]
-------------------------------------
العنوان: إحياء من جديد؟ قد يكون الموت أيضا مفيدا
أرجو أن تنال إعجابكم
الترجمة: Youcef Hemadou
التدقيق: Sami Strix