[و لما رأى البلطجي الثالث أن رفيقيه فقدا قدراتهما القتالية في لحظة, ذهل و بدأ يتردد في قلبه سواء يهرب فورًا أو يقاتل حتى الموت من أجل الإنتقام لرفاقه.]
[لكن هذه اللحظة القصيرة من التردد أتاحت لأيانوكوجي أن يقترب منه, و أمسك بحلقه و رفعه مثل قمامة.]
[كانت أطراف البلطجي تتحرك بعنف, محاولًا الإفلات من يد أيانوكوجي , لكن مهما حاول كان غير قادر على التحرر على الإطلاق مثل حبل المشنقة, عندما نظر البلطجي لكوتاكا بغضب, لكن وجه الأخير لم يظهر أي تغيير في تعبيره, و لم يستطع حتى أن يشعر بنية القتل منه, و هذا الإدراك ملأ قلب البلطجي بشعور مرعب, كما لو كانت نفسه في أعين الطرف الآخر مجرد وجود يشبه النمل.]
[سرعان ما خرجت رغوة بيضاء من فمه, و أغمي عليه بسبب الإختناق, في تلك اللحظة نزع أيانوكوجي يده من حلق البلطجي و لم يقتله.]
[أيانوكوجي , الذي يتقن فنون الدفاع عن النفس و علم الأحياء, يعرف بوضوح أنه في حالة المقاومة العنيفة يزداد إستهلاك الأكسجين في جسم الإنسان و بدون توفره, فإنه سوف يدخل في فقدان الوعي في غضون ثلاثين ثانية إلى دقيقة واحدة.]
[بالنسبة له, فإن هذا البلطجي الصغير لا يمثل أي تهديد على الإطلاق, و لكن بالنظر إلى إحتمالية إستدعائه لشركائه, فإنه لن يمنحه فرصة للهروب, أما سبب عدم قتلهم فإنه بإمكانه أن يودي بحياة هؤلاء الأشخاص الثلاثة بسهولة, لكنه لم يريد التسبب بالمزيد من المشاكل.]
[من البداية إلى النهاية, لم تستغرق المواجهة أكثر من دقيقتين.]
"واو, كان هذا رائعا!"
برؤية أن أيانوكوجي هزم بسهولة الثلاثة في الصورة, هتف الطلاب في الفصل بحماس.
على الرغم من رُؤيتهم أن أيانوكوجي كان قادرًا على محاربة إلسا, و إستنتجوا أن أيانوكوجي يتمتع بقوة جيدة جدًا, و لكن نظرًا لأن إلسا كانت قوية بشكل لا إنساني, لم تبدو قوة أيانوكوجي مميزة مقارنة بها.
الأن فقط أدركوا مدى رعب القوة القتالية الحقيقية لأيانوكوجي, عندما كان قادرا على هزيمة البلطيجة الثلاثة في لحظة.
لم يعرف الطلاب في الفصل أن القوة القتالية لأيانوكوجي كانت بالفعل في ذروة البشر العاديين.
سودو كن, الذي كان لديه في السابق صراع مع أيانوكوجي , كان خائفًا جدًا في هذا الوقت, و قد أثار مثل هذا الشخص الرعب فيه.
بالإضافة لذلك, وفقا لنص الموجود على الشاشة, فإن أيانوكوجي في الفيديو يشعر بالقلق من أنه سيتسبب في المزيد من المتاعب بسبب القتل, بمعنى آخر, إذا لم يكن هناك حراس أو مشاكل أخرى, فهل من الممكن أن يقتل أيانوكوجي هؤلاء الناس؟
حتى سودو, الذي كان دائمًا شجاعا, إبتلع ريقه و نظر إلى أيانوكوجي أيانوكوجي , على الرغم من أن الأخير قال عدة مرات أن الشخص الموجود في الفيديو ليس هو نفسه, فإن التعبير الهادئ على وجهه هو بالضبط نفس التعبير على الشخص في الفيديو.
هذا الرجل ... هو هو حقًا وحش مختبئ تحت جلد إنسان.
............
في العالم الأخر, جالسا في حديقة منزله, ضيق روزوال عينيه و نظر إلى الصورة في السماء بفضول.
"إذن ... هل هذه هي القوة التي يمكنها تغيير العالم؟!"
قال روزوال في نفسه, كان يعلم أنه في لحظة معينة,أن شخصا من عالم آخر لديه القدرة على تغيير العالم سيأتي إلى لوغينيكا, و كان يعرف في اللحظة التي رأى فيها أيانوكوجي في الصورة, أنه الشخص الموجود في النبوءة.
لكن روزوال نفسه لم يتوقع أن أيانوكوجي كان شخصا حاد التفكير, بالإضافة إلى كونه يمتلك القدرة على العودة بالزمن عند الموت.
و مع ذلك, في هذا الوقت, كان روزوال نفسه فضوليا بعض الشيء, ما الذي سيفعله شخص مثل أيانوكوجي بعد معرفة مثل أن لديه هذه القدرة؟ و ما الذي ينتظر اللصة فيلت من أجله؟
هل هناك أي سبب لفعل هذا؟
( صلي على النبي عليه الصلاة و السلام )
[بعد التخلص من البلطجية الثلاثة, لم يختر الأيانوكوجي المغادرة, لكنه وقف عند مدخل الزقاق, و كأنه ينتظر شيئًا ما.]
["لا يزال هناك حوالي 30 ثانية." فكر أيانوكوجي و كان ينتظر وصول فيلت, و في الوقت نفسه كان بإمكانه بالفعل سماع صوت خطى بعيدة و خفيفة تثبت أن الشخص الذي جاء هو بالتأكيد فيلت التي سرقت شارة إميليا و هربت إلى هنا.]
[و هي هدف أيانوكوجي هذه المرة.]
[هزم أيانوكوجي اللصوص الثلاثة قبل وصول فيلت, حتى يتمكن من إنتظار وصولها دون تشتيت الإنتباه, ثم يستعيد الشارة منها.]
[بهذه الطريقة, سيكون أيانوكوجي قادرًا على الإقتراب من إيميليا مرة أخرى بعذر مساعدتها على إستعادة الشارة, و ستدين له بخدمة.]
[على الرغم من أنها قُتلت على يد إلسا في الجدول الزمني السابق, لكن بالنسبة له, فإن إميليا لها قيمة لا يمكن لأي شخص آخر إستبدالها – شخصية بسيطة و يسهل التحكم فيها, و أهم نقطة هي كونها مرشحة للعرش, بصفتها كذلك, تمتلك إميليا أيضا داعما يسمى روزوال في القصر الحدودي, مما يعني أنها تتمتع بمكانة عالية و قوة في هذا المكان, و هو أمر مُهم للغاية بالنسبة له.]
[خلال الجدول الزمني السابق, علم أيانوكوجي بالفعل من الأشخاص المارة و إميليا نفسها أن البلاد كانت في منعطف حرج, بسبب وفاة الملك السابق فجأة و تنافس المرشحين الأربع على العرش, في الوقت الحالي يدير الوزراء البلاد مؤقتًا, لكن القوى المختلفة داعمة للمرشحين متورطة في المملكة, مما تسبب في الكثير من الإضطرابات.]
[بصفته عابرا إلى هذا العالم, لا يمتلك أيانوكوجي أي هوية, و يمكن القول أنه ’شخص مجهول’ تماما, في هذه الفترة الحساسة, من المحتمل أن ينظر إليه شعب المملكة على أنه شخص مشبوه, مما يتسبب في مشاكل كبيرة لنفسه, علاوة على ذلك, لن يستطيع حل مشكلة الطعام و الملبس و المسكن و المواصلات, من الصعب جدًا على شخص خارجي ليس له هوية أن يعيش في العاصمة في هذه الفترة المضطربة.]
[إذا تمكن من الإقتراب من إميليا, فهذا يعادل إيجاد داعم قوي, و يمكنه ترتيب هوية مناسبة لنفسه, ثم إستخدام حقوقها و ثروتها لجعل حياته مضمونة من جميع النواحي, و يمكنه أيضا إيجاد عمل في العاصمة, و جمع المزيد من المعلومات حتى يتمكن من معرفة المزيد عن هذا العالم.]
[سيكون من المؤسف أن يتخلى عن هذة الأداة الثمينة.]
[بمعنى أخر, فإن الإقتراب من إميليا و إستخدامها لصالحه هو الخيار الأنسب.]
[لكن أيانوكوجي يعرف جيدًا أن هذا الإختيار مصحوب أيضا بمخاطر – مما يعني أنه سيواجه إلسا صائدة الأمعاء مرة أخرى.]
[من الجدول الزمني السابق, أدرك أيانوكوجي أن إلسا لها هدف واضح جدًا, و إميليا هي هدفها, و الباقي بما في ذلك هو نفسه تم قتلهم, هذا يعني أنه حتى لو أخذ إميليا بعيدًا عن الأحياء الفقيرة, من المرجح أن يطاردهم الطرف الأخر و ينهيهم من أجل مهمته, و لا مفر تمامًا من الصراع ضد إلسا.]
[قوة إلسا و سرعتها أبعد من نطاق البشر, سواء كان هو نفسه في ذروة قوة البشرية, أو العملاق روم , أو حتى إميليا, لا يمكن أن يكونوا خصوما بمفردهم ضد إلسا.]
[و مع ذلك, إذا قاتل الجميع معًأ, فقد يكون من الممكن هزيمتها.]
[في الجدول الزمني السابق, كان أهم سبب لهزيمة أيانوكوجي و الأخرين على يد إلسا هو أنها شنت هجومًا عندما كانوا مسترخين, و قتلت الأقوى بينهم بشكل مباشر – في لحظة خسارة إميليا أقوى قوة قتالية, حتى لو كان لدى أيانوكوجي سلاح في يده, بالإضافة إلى روم و فيلت لن يكونوا خصوما لإلسا.]
[يمكن القول أن هذا سبب خسارتهم في المرة الأولى.]
[هذه المرة, يعرف أيانوكوجي بالفعل عن وجود إلسا و عدد هجماتها, لهذا سيتخذ المزيد من الإستعدادات.]
[علاوة على ذلك, يعلم أيانوكوجي أيضا أن قوة باك أعلى بكثير من قوة إميليا, إذا تمكن من محاربة إلسا قبل أن يختفي باك, فيكون قادرًا على إكتساب قوة قتالية هائلة, و لن يكون التعامل معها غير مستحيل.]
[بالنسبة لمن وظف إلسا, سيكتشف أيانوكوجي الإجابة بشكل طبيعي في المستقبل.]
[الإقتراب من إميليا هو خيار ينطوي على مخاطر و فوائد, و لكن بالنسبة له, فإن هذه الفوائد كافية بالنسبة له لتحمل مثل هذه المخاطر.]
[لذلك عندما إلتقى البلطجية الثلاثة من قبل و أكد قدرته على الرجوع بالزمن, أصدر أيانوكوجي هذا الحكم.]
[كانت الهزيمة في الجدول الزمني السابق أول فشل في التاريخ لأيانوكوجي, مما منحه شعورًا غريبًا لم يكن لديه من قبل.]
"يا له من خيار جريء, مثل مقامرة!"
في أكاديمة هياكاو الخاصة, جلست فتاة أمام التلفزيون و شاهدت الشاشة بحماس.
لديها شعر طويل يتدلى حتى خصرها, و عيناها بلون الياقوت, و ترتدي زي مدرسي أحمر.
تسمى جابامي يوميكو (من انمي Kakegurui).
"ماذا سيحدث بعد ذلك؟ أنا أتطلع حقا إلى ذلك!"
إرتسمت على وجهها إبتسامة سعيدة, متمنية أن تكون في هذا العالم أيضا.
..............
"هل هذا الرجل لا يزال يريد إستخدام ليا كأداة ؟!"
نظر باك إلى الصورة في السماء, عبس بشدة, لكن لم يكن هناك غضب في كلماته.
"ليا, لا يمكنكِ أن تثقي بهذا الرجل على الإطلاق
"أمم..."
أومأت إميليا برأسها مع لمحة من الإرتباك في عينيها, على الرغم من أنها كانت أيضا غير سعيدة بعض الشيء بسبب إستخدامها من طرف أيانوكوجي كأداة, إلا أنها كانت محتارة أكثر من سبب هدوء أيانوكوجي بعد إحيائه, هدوء مخيف لدرجة أنه لم يتم أخذ قيمة الموت في إعتباره إطلاقا.
و حتى عندما قُتِل على يد إلسا من قبل, لم يكن لديه أي مشاعر أو خوف أو حتى الرغبة في الحياة, تمامًا مثل ألة.
هل يمكن أن يكون هذا الشخص ليس لديه أي مشاعر؟
مع مثل هذا التخمين في قلبها, ظهر أثر للشفقة في قلب إميليا.
[مع إقتراب صوت الخطى, بدأ أيانوكوجي في حبس أنفاسه, و التأكد من أنه لن يصدر أي صوت, ثم بعد حساب الوقت, إندفع خارجًا من زاوية الزقاق.]
["هاه؟!" أمسك بمعصمها و بالتحديد مفاصلها حتى لا تتحرك فيلت, و في الوقت نفسه, سحب السكين الذي أخفته فيلت بيده اليسرى, ثم دفعها على ظهرها.]
[على الرغم من أن لفيلت قدرة خاصة و سرعة لا يمكن للناس العاديين مضاهاتها, لم يكن لديها الوقت للرد عندما فاجأها, و في اللحظة التي رأى فيها أيانوكوجي فيلت, كان أكثر يقينًا من أن الوقت الحالي قد إنعكس تمامًا.]
["أنت, من أنت؟!" بدت فيلت مرعوبة, غير مدركة تماما أنه في زاوية الزقاق التي مرت به, نصب شخص ما كمينًا, و حتى مكان إخفاء خنجرها كان واضحًا, عند سماعه لسؤال فيلت لم يرد أيانوكوجي و ظل صامتا.]
[على الرغم من أن القيمة الوحيدة لفيلت بالنسبة لأيانوكوجي هي السماح لنفسه بالحصول على شارة إميليا, حتى يكون لديه سبب للإقتراب منها, بخلاف ذلك, ليس لها فائدة أخرى, و لكن هناك شيء واحد أثار إهتمامه, في الجدول الزمني السابق, عندما أعادت فيلت الشارة إلى إميليا, إنبعثت من الشارة ضوء خفيف, و لكن بعد تركها ليدها, أختفى الضوء.]
[ليس هناك شك في أن فيلت هي السبب المباشر لتوهج الشارة, و لكن لماذا؟]
["دعني أذهب, ما الذي تحاول أن تفعله! هل تريد المال؟! يمكنني أن أعطيه لك!" قالت فيلت بصوت متوسل, و أصبحت نبرتها أكثر إلحاحًا, ووجها محمر من النزاع.]
[تجاهل أيانوكوجي نضال فيلت, بعد الإمساك بها, حسب أيانوكوجي أن إميليا ستصل إلى هنا خلال أقل من دقيقة, و بالتأكيد, بعد فترة ليست بطويلة, سمع صوت خطوات مسرعة من جانب الآخر من الزقاق, ثم ظهر الشكل الفضي و الأبيض المألوف أمام أيانوكوجي.]
-------------------------------------
أرجو أن تنال إعجابكم
الترجمة: Youcef Hemadou
التدقيق: Sami Strix