"مرحبا بك في الفضاء الذي أديره".

أيقظ صوت غريب ممزوج بلمسة من القلق وعي نوح الضبابي.

نظر حوله ليرى أنه كان في مكان خاص, يحتوي على شظايا مرايا لا حصر لها تطفو في الهواء, كل شظية تحمل صورة لمكان معين.

بالنظر إلى كل هذا لا يمكن لعقل نوح أن يستوعب كل هذه المعلومات لكن من دون شك ليس هو عالمه الأصلي.

إستغرق الأمر بعض الوقت ليستطيع هدوء, عندها تذكر الصوت الغريب لحظة إستيقاظه.

رفع نوح رأسه و ركز رؤيته على الشيء الذي أمامه فيما يبدو ككرة ضخمة من الضوء تطفو في الهواء.

كما لو كانت تشعر بنظرته, تفككت الكرة المضيئة ثم أعيد تنظيمها لتشكيل شكل فتاة من الضوء.

فتحت الفتاة فمها و قالت: "إسمي علياء, و أنا صنعت العالم في البعد الذي أنا فيه و كنت أديره, فقط عاملني ككائن له قدرة عظيمة

"لكن طاقتي تنفذ و وعيي على وشك التبدد, لذلك أحتاج لإختيار خليفة مناسب لإدارة العالم بعدي

"بعد بحث في العديد من الأبعاد وجدتك و تقرر أن تكون خليفتي, فكر في الأمر نور"

عند سماع كلام علياء, كان نوح مرتبكا في بداية لكن لم يدم الإرتباك طويلا ليمأه الصدمة.

تصبح حاكم عالم كامل؟

هل الأمر حقا بهذه البساطة؟

لم يدم فرح الإنتقال إلا و طغى عليه تفكير البارد المنطقي, و يملأ الدماغ بأسئلة لا حصر لها, ما سبب إختياري؟,ما سبب نفاذ طاقة علياء؟...

شك و عدم اليقين أصبحا أعمق عند عدم نطق إسمه بشكل صحيح, مما جعله يشعر بأنه لم يتم إختياره بعناية, كما لو أنه أشبه بشخص سيئ الحظ جر رغما عنه إلى هذا العالم.

ضيق نوح عينيه و سأل بنبرة مليئة بالشكوك: "هل هناك شيء لم تقله بعد؟"

كما لو أنها تشعر بشكوك نوح أضافت علياء كما لو أنها شيئ عادي: " أجل في غضون سنوات قليلة, سوف يغزو الفراغ هذا البعد

"إذا نجح غزوهم, فسيتم تدمير هذا البعد كله

"سوف يتبدد وعيي, هناك دليل تعليمات في وحدة التحكم و سيتم تسليم الباقي إليك"

بعد هذه الكلمات مباشرة إختفت علياء مع تلاشي فوتونات الضوء.

وقف نوح مجمدا من هول المعلومات الأخيرة, بعد فترة وجيزة تغير ملامحه إلى جادة و تنهد على حظه السيئ و لا توجد طريقة أخرى عليه تقبل الأمر.

"قالت علياء أنه يوجد دليل تعليمات هنا, أليس كذلك؟".

مشى نوح إلى وحدة التحكم و من المؤكد أنه رأى دليل التعليمات, إلتقطه و قرأه بعناية, توجد فيه تعليمات عن كيفية إستخدام المساحة و لم يكن الأمر بهذه الصعوبة.

و شيئ أخر لاحظه أنه في جزء السفلي من الدليل توجد نصائح من علياء.

[طاقة علياء يمكن أن تتلاعب بأي شيء في بعد هذا العالم, لكن لم يتبقى الكثير]

[الفراغ هو وجود مرعب للغاية و عدو كل المخلوقات في جميع العوالم]

[بقوة عالم واحد من مستحيل تماما تصدي للفراغ]

[إذا إتحدت عوالم متعددة, فقد تكون هناك معركة, ولكن الطاقة القليلة المتبقية لا تكفي لدمج العوالم]

[و مع ذلك هنالك طريقة لجعل جميع الناس في عالم معين يتوهمون أنهم يعيشون في عالم أخر, وبهده الطريقة سيبدأ العالمات في الإندماج]

"دمج هذا العالم مع عوالم أخرى؟"

مد نوح يده و فرك ذقنه

"إذا كان بإمكاني فعل ذلك حقا, فعندئذ إذا جعلت كل شخص في هذا العالم يتوهم بأنه يعيش في عالم أخر بنظام طاقة أقوى, فإن قوة العالم الأصلي ستحصل على دفعة هائلة"

"لكن الأولوية القصوى الأن هي أن نرى ما هو مستوى عالم علياء, إذا كان السكان الأصليين في هذا العالم لديهم قوة قوية فإنه يوفر الكثير من المتاعب".

بينما كان نوح يتحدث, بدأ العمل على وحدة التحكم وفقا لمحتويات الدليل, و سرعان ما ظهر العالم في عينيه.

بعد البحث لفترة طويلة لم يكن نوح سعيدا, لقد ظهرت بعض الشخصيات المألوفة مثل: "جابامي يوميكو,هيكيغايا هاشيمان,بلانك,أيانوكوجي كيوتاكا.."

المشكلة أنهم شخصيات من أنميات حياة يومية, لا قوى خارقة و لا تكنولوجيا عالية.

"حقا جلبت لي علياء الكثير من المشاكل, لكن لن أستسلم, من حسن حظي أنها ليست شخصيات كوميدية فقط".

فكر نوح لفترة ثم أتتهه فكرة تقلل الكثير من المتاعب

"لما لا أستخدم قوة علياء لنشر مقطع فيديو و إجباره على البث في جميع أنحاء العالم.

"إذا شاهده العالم بأسره في نفس الوقت, طالما أنه واقعي بدرجة كافية, فقد يكون قادرا على جعل الناس يتمتعون بنفس التجربة في وقت نفسه.

"لكن نحتاج إلى البحث على عالم مناسب."

بعد ترتيب أفكاره, واصل نوح إستعمال وحدة التحكم للبحث عن عالم معين, و سرعان ما عرف الهدف المناسب.

تكنولوجيا و أنظمة هذا العالم متخلفة للغاية, لكن نظام الطاقة لديهم قوة للغاية.

قد يكون هذا إختيارا جيدا.

"كل قصة تحتاج إلى بطل رواية.

"من هو بطل الرواية هذه المره؟"

بدأ نوح النظر في قائمة الأسماء و وجد شخص يلبي متطلباته

"أيانوكوجي كيوتاكا.."

......

في الوقت في مدرسة كودو إيكوسي الثانوية.

شاباشيرا ساي ترتدي بذلة سوداء, و المؤشر الذي تم تثبيته في يدها اليمنى يضرب بلطف على يدها اليسرى, و عيناها تمسح ضوئيا مثل الكاميرا على وجوه العديد من الطلاب تحتها.

بصفتها معلمة الفصل د, بالإضافة إلى التدريس في الفصل, تحتاج أيضا إلى تسجيل أداء كل طالب.

و أخيرا ركزت عيناها على صبي في مقعد جنب النافذة.

وجهه الوسيم و عيناه الجهرمانيتان تظهرات نظرة كسولة, و كلها تخص هذا الصبي الذي يدعى أيانوكوجي كيوتاكا.

"التال-.."

تماما كما حولت شاباشيرا نظرتها بعيدا و كانت على وشك إستئناف الفصل, أظهرت الشاشة التي كانت تعرض الشرائح التعليمية فجأة فيما مليئا بالنجوم.

ليس فقط في الفصول الدراسية, و لكن في العالم بأسره, سواء كان تلفزيونا أو هاتفا محمولا أو كمبيوتر, بدأ الجميع يلعبون هذه الصورة الغريبة.

"ماذا حدث؟"

تجلس إلى جانب أيانوكوجي, هيريكيتا سوزوني, التي لديها شعر أسود يمتد إلى الخصر, نظرت إلى شاشة الفصل بتعبير مرتبك, و أدارت رأسها قليلا و ألقت نظرة على أيانوكوجي.

"لست متأكد."

كان بإمكان أيانوكوجي أن يخمن أنها أرادت أن تجد الإجابة من نفسه, لكنه لم يخطط لإخبار الطرف الأخر بما كان يفكر فيه.

هل هو جزء من الدورة؟

نقل أيانوكوجي نظرته الكسولة إلي معلمة الفصل, و إستنادا إلى رد فعل الطرف الأخر فقد تجاوز هذا الفيديو أيضا توقعاتها.

و لا يبدو أنه عطل في معدات الدورة التدريبية.

قام أيانوكوجي بخفض رأسه قليلا و ركز عينيه على هاتفه المحمول, و وجد أنها تظهر نفس الصورة مثل الشاشة الكبيرة في الفصل الدراسي.

ماذا حصل؟

إنسى ذلك, لا علاقة لي به.

و بينما كان يفكر تغيرت الصورة المعروضة على الشاشة.

في الصورة فصل دراسي ضخم, يجلش العشرات من الطلاب بشكل مرتب في الفصل.

تم تكبير الكاميرا و ظهرت لقطة مقربة لشخص على الشاشة.

( صلي على النبي عليه الصلاة و السلام )

"أيانوكوجي؟ أليس هذا أنت؟"

إتسعت عينا هوريكيتا و ظهر تعبير مفاجئ على وجهها, و إنطلاقا من الشاشة الأن, بدا أنها غرفة الفصل د حيث كانت.

"يبدو أنه أنا".

أجاب أيانوكوجي كيوتاكابهدوء, لكن دماغو بدأ يدور بسرعة.

هل هي كاميرة مراقبة؟

لا, من وجهة نظر التصوير هذه, لا يمكن إلتقاطها بالكاميرا في الفصل, والحركات و التعبيرهات لا تتوافق مع الذات الحالية.

هل يمكن أن يكون شخر ما تنكر بنفسه و قام بتصوير هذا الفيديو.

مستحيل, إذا كان تمويها, فستكون هناط عيوب, و يمكن أن يتأكد أيانوكوجي أنه حقيقي بنسبة 100%.

التفسير الوحيد هو أن هذا الفيديو تم تصويرة من قبل شخص أخر بطريقة خاصة خلال فترة زمنية معينة.

متى و كيف؟

ضاقت عيون أيانوكوجي قليلا, مما جعل من الصعب على الأخرين ملاحظة ذلك, و لكن لم يكن هناك تغيير واضح في تعبير وجهه.

و لكن بغض النظر عن الطريقة التي تم تصوير الفيديو, فإن إهتمام الفصل بأكمله يتركز عليه, و لم يكن هذا ما أراده.

"الأن بعد أن إهتم كثير من الناس بي, إذا واصلت التصرف دون إستجابة, فسوف يجعلهم ذلك مريبين, في هذا الوقت, يجب أن أظهر بشكل صحيح إرتباكي".

فكر أيانوكوجي و هز رأسه للفصل و أجاب بصوت يسمعه الجميع من حوله:

"أسف, لا أعرف ما حدث".

في هذه اللحظة, ظهرت سطور من النص على الشاشة الكبيرة.

[هل العالم الذي تعيش فيه حقا كما تعتقده؟]

[ربما تكون حقيقة هذا العالم أبعد من ما تتخيل, بل تتجاوز معظم قدرتك على التفكير]

[هذه رسالة من العالم]

[عن قصة تخص المستقبل, شاهده بعناية]

عندما تومض هذه الأسطر من النص, تغيرت الشاشة.

[في شارع غير مألوف, حرك أيانوكوجي كيوتاكا, الذي يحمل كيسا بلاستيكيا, عينيه على بيئة المحيطة مثل الرادار, وبعد أقل من ثانية من التفكير, تمكن من تحديد النمط القديم من حوله, و أنها لا تنتمي إلى أي بلد أو عصر يعرفه, و الكائنات التي مره به لم تكن بالتأكيد أي نوع من المخلوقات في ذاكرته]

[جعل هذا كيوتاكا, الذي كان يعف تقريبا كل المعارف الأكاديمية حول العالم, و الجغرافيا, و البيولوجيا, و ما إلى ذلك يدرك أنه لا يبدو إنه موجود على الأرض]

[إستخدم ظفر إبهامه الأيمن لقرص منتصف إصبعه, لكن الألم الواضع لم يتبدد, مما جعل كيوتاكا يدرك أنه لم يكن يحلم]

["هل أتيت إلى عالم أخر لسبب ما؟ربما هذا هو السفر عبر الزمن المذكور في بعض الأفلام أو الأعمال الأدبية" لم يطرأ أي تغيير على تعبير وجهه, و بدا هادئا للغاية.]

-------------------------------------

أرجو أن تنال إعجابكم

الترجمة: Youcef Hemadou

2022/07/11 · 570 مشاهدة · 1406 كلمة
youcef hemadou
نادي الروايات - 2025