لم تختر إميليا أن تغض الطرف عن السرقة أمامها, فجأة أصبحت أصوات الجمهور الذين كانوا يهينونها خافتة في لحظة, و إنتشر صمت محرج, و لكن بعد ثوانٍ قليلة, بدا أن حشد وجد أسبابا لذلك و إستمر في مناقشة.
"لم ترغب في إنقاذ هذا الشخص على الإطلاق, لقد أرادت فقط إظهار قوتها أمام الناس العاديين!".
"هذا صحيح!"
على الرغم من عدم وجود مجاملات لإميليا من الحشد, لكن الإهانات كانت أقل بكثير تجاهها.
[بالنظر الى البلطجية الفارين, لم تختر إميليا أن تلاحقهم, لكنها نظرت إلى أيانوكوجي إذا كان مصاب أم لا, بالإضافة إلى ذلك لاحظت غرابة ملابسه, "هل هو أجنبي؟" خمنت إميليا في قلبها, لم تكن تعرف ما يدور في ذهن أيانوكوجي و إعتقدت أن السبب وراء وقوف الطرف الآخر بلا حراك هو أنه كان خائفا من اللصوص]
["هل أنت مصاب؟" نظرت الفتاة إلى أيانوكوجي و سألته بنبرة قلقة, "لا"أجاب أيانوكوجي بهدوء, و لم يكن هناك أي تغيير في تعبيره, ولا يبدو أنه خائف, أو حتى ممتنٌ للفتاة التي أنقذته للتو.]
["حقا, لقد أنقذنا حياتك للتو, و لم تشكرنا حتى" في تلك اللحظة, طار المخلوق الشبيه بالقط في كتف إميليا ببطء أمام أيانوكوجي, و مما لاحظه كيوكاتا أنه لم يكن في يطابق أي معرفة فيزيائية و بيولوجية تعلمها من قبل]
[قال أيانوكوجي ببطء: "أنا أسف حقا, مقارنة بكوني ممتنا, لقد صُدمت أكثر بوجود قطة ناطقة" على الرغم من قوله هذا, إلا أن نبرته كانت هادئة جدا, و بصرف النظر عن القوة الخاصة التي أظهرتها الفتاة, فقد كان فضوليًا بعض الشيء بشأن المخلوق الشبيه بالقطة]
["ألم ترى أرواح مثلنا من قبل؟ لكنك تبدو و كأنك أجنبيْ من بلد بعيد, و هذا أمر طبيعي, نظرا لعدم وجود نوايا سيئة تجاهنا سأخبرك بإسمي, أسمى باك" أجاب باك على شكوك أيانوكوجي]
["أرواح؟ و الفتاة هي عفريتة" فكر أيانوكوجي و أدار رأسه, وواصل بحث عن تفاصيل أخرى فاتته, لاحظ أنه تحت شعر الفتاة الطويل, تمتلك أذنين مدببتين لا تنتمي إلى البشر.]
[بعد التأكد من عدم إصابة الصبي الذي أمامها, إسترخت إميليا قليلا, "معذرة, ما إسمكِ؟" سأل أيانوكوجي إميليا, فكرت الفتاة لبعض الوقت, متسائلة عما إذا كان يجب أن تخبر إسمها أمام شخص عرفته منذ لحظات, ثم قالت بعد بضع ثواني: "إسمي هو ساتيلا" بالطبع هذا ليس هو إسمها الخاص, و لكنه إسم محظور- إسم ساحرة التي كادت تدمر العالم ذات يوم و التي تتشابه في المظهر معها, و سبب تعرضها للتمييز و الكراهية من الأخرين.]
[سبب قولها هذا الإسم هو محاولة لإبقاء الشخص أمامها بعيدا عنها قدر الإمكان و عدم تورطه معها, من واضح أنه وصل لتوه إلى العاصمة و إذا عرف الناس أنه كان معها قد يكون من الصعب علىيه العيش في العاصمة بسبب هذا, من ناحية أخرى فتح باك عينيه في مفاجئة عند سماعه إسم التي أطلقته على نفسها.]
"لقد قالت هذا الإسم المحظور فعلا!"
"من المؤكد أنها على صلة بساحرة الغيرة"
"كانت على وشك خداعي بتمثيلها!"
إستمر الحشد في تأكيد على كون إميليا شريرة متجاهلين تماما سبب عدم رغبتها في السماح لأيانوكوجي في التفاعل معها.
"يا لها من طريقة خرقاء يا ليا".
جلس باك على كتف إميليا, مبتسما و هو ينظر إلى الفتاة التي كانت تعض شفتها من الحيرة.
لتطلق على نفسها إسم "ساتيلا" أما جميع الناس في أنحاء العالم, أدركت أميليا أنها ستتلقى بالتأكيد المزيد من العداء في المستقبل.
( صل على النبي عليه الصلاة و السلام )
[عند سماع إجابة الفتاة, ضيق أيانوكوجي عينيه قليلا, إنطلاقا من تردد هذه الفتاة قبل أن تقول إسمها, لا يبدو أنها راغبة في الكشف عن إسمها للغرباء, هذا النوع من إستجابة أمر طبيعي, و الإسم الذي قالته الفتاة لم يكن بالتأكيد إسمها الحقيقي, و قد كشف سلوكها و تعبيراتها عن ذلك تمامًا, و إضافة لذلك من تعبير باك المتفاجئ يمكن معرفة أن إسم "ساتيلا" يبدو أن له معنى خاص, و مع ذلك, لم يكشف أيانوكوجي أكاذيب الطرف الأخر الواضحة في الوقت الحالي.]
["حسنا, من فضلك أعطني المزيد من النصائح" أومأ أيانوكوجي برأسه للفتاة و لم يقل الكثير, فاجأ هذا الفعل إميليا, فقد إعتقدت في الأصل أن الصبي الذي أمامها سيظهر تعبيرا مخيفا بعد سماعه إسم "ساتيلا" لكن تعبير الطرف الآخر لم يتغير بأي شكل من الأشكال, الأمر الذي فاجأها كثيرًا.]
"هل رأى من خلال هذه الكذبة بكل سهولة؟"
عند النظر إلى الصورة في السماء, خدي إميليا يغمرها الإحراج, من سهولة تمييزه لكذبها.
"هل أنا غير قادرة على الكذب؟"
"نعم ليا"
أجاب باك على الفور بإبتسامة على وجهه.
["بالمناسبة, ما إسمك؟ لم تقدم نفسك بعد." قالت إميليا للصبي أمامها بعدما أدركت أنها لم تكن تعرف إسمه بعد, "إسمي هو كيوتاكا أيانوكوجي, و يمكنك تسميتي أيانوكوجي" أجاب بهدوء]
["إذن هل لي أن أسأل من أين أنت, أيانوكوجي؟" سألت إميليا رغبة منها في معرفة مزيد من التفاصيل, "إنها مجرد دولة نائية, لا شيء يمكن الحديث عنه" أجاب أيانوكوجي بخفة, و أخفى حقيقة أنه كان مسافرًا و الذي يجب أن يكون قادرًا على تجنب بعض المشاكل غير الضرورية لنفسه.]
في حدود مملكة لوغينيكا في قصر الحدودي, كان رجل يرتدي مكياج مهرج جالسا في الحديقة حاملًا فنجان شاي مكلفا للغاية في يده.
روزوال ل.ميذرس.
"هل قابل شخص من عالم آخر إميليا... أخيرا وَصل".
ظهرت إبتسامة غامضة على وجه روزوال, و في عينيه يومض مكر مثل ثعلب.
"إنه بالتأكيد حدثٌ في المستقبل, فلنرى ما الذي سيحدث".
رفع رأسه و ألقى عينيه على الصورة المعروضة في السماء مره أخرى.
["بالمناسبة, هل رأيتً الفتاة الصغيرة التي سرقت أشيائي؟ منذ أنقذتك, أريد بطبيعة الحال أن تسدد لي!" في هذا الوقت تذكرت الفتاة الغرض من قدومها إلى هنا, الوقت الذي قضته مع البلطجية ليس بوقت طويل, و يجب أن تكون هناك فرصة للحاق ببعضهم البعض, "لا تنسى, أنا لم أنقذك على وجه التحديد, لكنني أدرت الحصول على معلومات لا غير!"]
["لقد رأيتها" قال كيوكاتا بهدوء شديد " و لكن وفقا لتحرك تلك الفتاة و سرعتها, لا ينبغي أن تكوني قادرة على اللحاق بها." على الرغم من أن هذه الفتاة لديها نوع من القوة الخاصة, و لكن من حيث السرعة, فهي بالتأكيد ليست بسرعة الفتاة اللصة, و إذا تبعتها الأن, فلن تتمكن بالتأكيد من اللحاق بالركب, بالإضاقة إلى ذلك, كانت مهارات تلك الفتاة في التمثيل خرقاء للغاية في نظره, كان يعلم أنه عندما كانت على وشك انقاذه , لم تفكر كثيرًا, و لكنها أرادت ببساطة "مساعدته"]
[بالنسبة لأيانوكوجي, هذا النوع من اللطف غير المعقول هو الأصعب على الفهم, فقط بضع كلمات من الحوار جعلت أيانوكوجي يفهم بعمق أن الشخص الذي أمامه مجرد فتاة صغيرة – و هذا النوع من البساطة هو الأسهل في التلاعب به من قبل الآخرين.]
["حقًا..." كان هناك تلميح من خيبة الأمل في عيون الفتاة, "شكرُا جزيلا على معلوماتك, لقد سددت ثمن قيامي بإنقاذك" رفعت ذقنها قليلا, غير راغبة في الإعتراف بأنها أخذت زمام المبادرة لمساعدة أيانوكوجي.]
[و بينما كانت على وشك أن تدير رأيها لتغادر, سمعت أيانوكوجي تقول ببطء: "ربما يكنني مساعدتك."]
"يبدو أن هذا الشخص ليس باردًا كما يبدو".
نظرت إميليا إلى الشاشة في السماء, و لم تستطع إلا أن تتمتم في نفسها.
في الفصل دراسي, أدارت هوريكيتا رأسها و نظرت إلى أيانوكوجي بجانبها بتعبير مفاجئ, لم تتوقع أن أيانوكوجي, الذي بدا دائما أنه يفتقر إلى طاقة, أن يأخذ زمام المبادرة لمساعدة الآخرين.
"أيانوكوجي, هل أنت متحمس لمساعدة الفتاة؟"
"إنه مجرد فيديو".
نظرا إلى ذاته الأخرى على الشاشة, هز أيانوكوجي رأسه قليلا, و لا يزال يبدو خاملا بعض الشيء.
"لا أريد أن أتورط في أي مشكلة".
إذا كان هذا هو العالم الحقيقي, فلن يختار أيانوكوجي أبدا مساعدة الأخرين – ما لم يكن ذلك مفيدًا له.
في هذا الوقت, كان أيانوكوجي يعرف بوضوح سبب قيامه بذلك على الشاشة.
كل ما تفعله هو لمصلحته الخاصة.
"أم .."
أومأت هوريكيتا برأسها بعناية, و لكن لا تزال الحيرة ظاهرة على وجهها.
على الرغم من أن هذا مجرد مقطع فيديو, إلا أنه حقيقي للغاية بالنسبة لها.
( صلي على النبي عليه الصلاة و السلام )
[عند سماع كلمات أيانوكوجي, إتسعت عيون إميليا قليلا, و كانت عيناها الأرجوانيتان مليئتين بالدهشة, قلة من الناس قد أخذوا زمام المبادرة لإختيار مساعدتها – لكنها لم تكن في الواقع تطلب مساعدة أيانوكوجي, لأن هذا قد يشركه في حدث كبير, و ربما في مخاطرة كبيرة, لأن العنصر الذي فقدته كان شيئًا مهما جدا للبلد: "لقد سددت لي ثمن إنقاذك, لسنا مدينين لبعضنا البعض" النغمة التي بدت متعجرفة بعض الشيء كان في الواقع تعبيرا على اللطف الذي أظهرته لأيانوكوجي.]
["بما أنني مدين بمعروف, سأساعد بشكل ما حتى النهاية." قال أيانوكوجي ببطء, بنبرة كسولة إلى حد ما لكنه بدا حازمًا للغاية, لقد رأى ما في عقل الفتاة في لمحة: "و بعد كل شيء, إذا رأيتها مرة أخرى سأتمكن من التعرف على مظهر تلك الفتاة اللصة, فقط من خلال ما قلته من قبل لا يوجد دليل, إنه بمثابة البحث عن إبرة في كومة قش."]
[عند سماع كلمات أيانوكوجي, وقعت إميليا في التفكير, على الأقل ما قاله الصبي الذي يحمل الإسم الغريب كيوتاكا أيانوكوجي لم يكن خطأ, بدون مساعدته, أخشى ألا أجد أي شيء, بعد التردد لبضع ثوان, أومأت الفتاة أخيرا: "حسنا, سأعتمد عليك."]
["إذا كنت ترغب في العمل معًا, فأخبرني بإسمك الحقيقي." نظرت عيون أيانوكوجي إلى وجه الفتاة غير الناضج إلى حد ما, كما لو كان يستطيع أن يرى من خلال أفكارها.]
["أنا..." ظهر إحمرار على خدي الفتاة, فقط لإدراك أن الطرف الآخر قد رأى من خلال الإسم المستعار الذي إستخدمَته في البداية, و بعد ثوانٍ من التردد, تحدثت مرة أخرى و قالت إسمها الحقيقي:"إميليا."]
[في هذا الوقت, نظر أيانوكوجي إلى إميليا, التي كانت خجولة قليلا أمامه, دون أن يتغير تعبيره, مثل بحيرة ساكنة.]
[ما فعله أيانوكوجي لم يكن بدافع الحماس لمساعدة إميليا, و لكن إستخدام الطرف الآخر للحصول على المزيد من المعلومات, و العمل مع أحد السكان الأصليين في هذا العالم أفضل من العمل وحدك و أكثر كفاءة, علاوة على ذلك, فإن إميليا فتاة ذات عقلية بسيطة بلا لمحات ماكرت, و كادت أن تكون أفكارها الداخلية مكتوبة على وجهها, و من السهل جدا التحكم في هؤلاء الأشخاص, و بقليل من التوجيه, يمكنهم إتباع أفكاره, و العمل وفقا لذلك, فكبار السياسيين سيستخدمون أساليب مماثلة للتلاعب بأتباعهم.]
[كيوتاكا أيانوكوجي, الذي تم تربيته من نخبة منذ الطفولة, جيد في تحريض نفسية الجماهير, تمامًا مثل ما فعله مرة واحدة في الفئة د, أعطة كل الفضل لهوريكيتا, ودفعها بصمت إلى منصب قائد الفصل ليس من أجلها, و لكن فقط لإستخدام تأثير هوريكيتا في الفصل لدفع الفئة د بأكملها للترقية إلى رتبة أ]
-------------------------------------
أرجو أن تنال إعجابكم
الترجمة: Youcef Hemadou
التدقيق: Sami Strix