من البداية إلى النهاية, إعتبرت هوريكيتا نفسها و أيانوكوجي شركاء لنفس الغرض, أو حتى رفيقًا مقربًا, و لكن بالنسبة له, هوريكيتا هي مجرد أداة.]

[كل ما يفعله أيانوكوجي هو فقط لنفسه, بغض النظر عن العملية أو التضحيات, طالما أن الفائز النهائي هو نفسه, فهذا يكفي.]

[على الرغم من إختلاف شخصيات إميليا و هوريكيتا أمامه إختلافًا كبيرًا, لكن في نظره, لا يوجد فرق, يمكنه بسهول تخمين أفكارهم الداخلية و تحكم بهم بسهولة.]

"هل هذا حقيقي؟!"

"أيانوكوجي هو هذا النوع من الأشخاص؟!"

"من الواضح أنه لا يوجد حضور كبير له في الفصل!"

ضُدم الطلاب في الفصل من الصورة المعروضة على الشاشة, و كلهم تقريبا نظروا إلى أيانوكوجي الذي كان جالسًا في مقعده بجوار النافذة.

في نظرهم, أيانوكوجي يشبه الوجود الشفاف في الفصل, بغض النظر عن الدرجات أو الرياضة, فقد كان دائما في الطبقة الوسطى. و مثل هذا الشخص الذي لن تميزه عندما يكون في الحشد, يملك مثل هذا العقل المرعب للغاية.

في تلك اللحظة, أدركوا أنهم لا يعرفون على الإطلاق الرجل مسمى أيانوكوجي.

عند النظر إلى النص المرفق على الشاشة الكبيرة, إتسعت عينا هوريكيتا, و لم تستطع إلا أن تشعر بالدهشة, و شيء الوحيد في ذهنها هو هل أيانوكوجي بجانبها هو نفس الشخص على الشاشة.

على الرغم من أن هوريكيتا كانت تعلم أن أيانوكوجي يخفي قدراته, إلا أنه ساعدها كثيرا من قبل, مما جعلها تعتقد أن أيانوكوجي كان شخصا جديرًا بصحبتها.

لكن في الفيديو على الشاشة, كشف النص الأفكار الداخلية لأيانوكوجي كلها, فمن البداية إلى النهاية, كان هوريكيتا مجرد أداة في تفكيره.

عند التفكير في هذا, إمتلأ قلب هوريكيتا بالظلم و الحزن,هي التي كان دائما فخورة, رفعت رأسها قليلا و حاولت ألا تبكي.

"أيانوكوجي!"

أدارت هوريكيتا رأسها و قالت لأيانوكوجي, مع تلميح من اللوم في نبرة صوتها.

"إنه مجرد فيديو, ليس حقيقيا".

تنهد أيانوكوجي قليلا و قال ببطء, بنبرة روتينية بدون أن يغير من تعبيره.

و مع ذلك, على الرغم من أنه قال ذلك, إلا أن أيانوكوجي كان يعلم أن كل ما قيل في فيديو كان صحيحا, فمن البداية إلى النهاية, لم يعتبر أبدًا أي من زملائه في الفصل رفقاء له, بما في ذلك هي.

و من محتوي الفيديو, أصبح شك أيانوكوجي أكبر في أن الشخص الذي يظهر على الشاشة هو أيضًا ذاته الحقيقية.

مظهر أيانوكوجي الذي يبدو غير ضار و سلوكه هما أفضل تمويه له, تقريبًا لم يعتقد أحد أن لديه مثل هذه المكائد في قلبه.

في الوقت نفسه, شعر أيانوكوجي بالحيرة من غضب و حزن هوريكيتا الحالي.

على الرغم من أن الفيديو يبدو حقيقيا جدًا, و ربما قد يحدث في المستقبل, لكن بعد كل شيء, يبقا مجرد فيديو و الأحداث في الفيديو لم تحدث, فلماذا تشعر هوريكيتا بالغضب بسبب ذلك؟

و حتى لو كانت هوريكيتا تعرف حقًا أفكاره الحقيقية, فعلى الأقل كلاهما لديهما نفس الهدف, و ما يفعله ليس ضارا بها, و لا ينبغي أن يكون هناك سبب للغضب.

كم هذا غريب.

كيوتاكا أيانوكوجي, الذي ليس لديه مشاعر تقريبا, لا يمكنه التعاطف مع هوريكيتا في هذا الوقت, و لكن بالنظر إلى حاجته لإستخدامها كأداة في المستقبل, لم يعترف أيانوكوجي بأنه يحمل نفس الأفكار مثل ذاته الأخرى في الفيديو.

"ليس لدي وقت للتفكير في أشياء كثيرة." قال أيانوكوجي ببطء, لم يكن هناك أي عاطفة في عينيه الكهرمانيتين.

عند سماع كلماته, بقيت هوريكيتا تحدق في وجهه لعدة ثوان, محاولة العثور على بعض الأدلة عليه, و لكن لم تتمكن من العثور على أي شيء.

في قلبها, توقعت أن يدحضها أيانوكوجي بحماسة أكبر, لكن الطرف الآخر بدا دائمًا كما لو أنه لا علاقة له بالأمر, لذلك لم تعرف هوريكيتا ماذا تقول.

هي فتاة فخورة و لا تريد أن يعتقد الأخرون أنها تهتم بأفكار أيانوكوجي, لذلك قالت "فكر كما يحلو لك", ثم رفعت رأسها و ركزت مرة أخرى على الشاشة.

هل الشخص الذي يظهر على الشاشة هو أيانوكوجي الحقيقي.

هل هو حقا مثل هذا الشخص.

لم تعرف هوريكيتا الإجابة, و لم ترغب في التفكير في الأمر.

...............

( صلي على النبي عليه الصلاة و السلام )

في عالم الأخر, كان هناك تلميح من الغضب على وجه باك, و لم يستطع إلا أن يشد قبضته.

"هذا الرجل في الواقع يستخدم ليا كأداة! , يجب أن أعلمه درسًا!"

في هذا الوقت, بفيت إميليا صامتة, و عيناها على الصورة في السماء.

بالنظر إلى أيانوكوجي في الصورة, لم تشعر إميليا بالغضب لأن الطرف الآخر إعتبرها أداة, لكنها كانت متفاجئة بعض الشيئ, يجب أن يكون هذا الصبي في السادسة عشرة أو السابعة عشر من عمره فقط, صحيح؟.

هل يمكن أن يكون لهذا الشخص المسمى كيوكاتا ماض مجهول؟ ما الذي جعله ما هو عليه الآن؟

[سبب رغبة أيانوكوجي في العمل مع إميليا بسيط جدا, من الأسهل الحصول على معلومات حول هذا العالم من الطرف الأخر, حتى هو الذي لديه الكثير من المعرفة, يمكن القول إنه لا يعرف شيئًا عن هذا العالم, فبمساعدة السكان الأصليين في هذا العالم سيسهل عليه فهمه بشكل أسهل]

[بالنسبة له, فإن إميليا هي "اداته" لفهم العالم, و ليس لديه أي حقد تجاهها, بسبب هذا لم يكن باك يشعر إلا أن الطرف الأخر ليس لديه حقد تجاه إميليا, و ليس ما يعتقده حقا]

["بالمناسبة, ماذا سرق منك؟" نظر أيانوكوجي إلى إميليا و سأل]

["شارة مرصعة بجوهرة في الوسط ..." مدت إميليا يدها و أشارت إلى شكل الجوهرة بكلتا يديها, خوفًا من أن أيانوكوجي لن يفهم.]

[تابع أيانوكوجي سؤاله: "هل هذه الأحجار الكريمة مميزة؟ أم أن للشارة أي معنى خاص؟" من ملاحظاته السابقة, فإن إميليا مختلقة تمامًا عن عامة الناس المحيطين بها من حيث اللباس و السلوك, لذا يجب أن تكون شارة ليست عادية.]

["هذه الشارة ... على أي حال, هي مهمة جدًا بالنسبة لي!" إرتجفت إميليا قليلا, محاولةً تأكيد على معنى كلماتها, لكنها لم تقل ما هو دور شارتها – لأن تلك الشارة هو رمز لمكانتها كمرشحة للعرش, إذا فقدت, فمن المحتمل أن تفقد أهليتها في ذلك.]

"أه!؟"

مدت إميليا يدها على عجل نحو خصرها, إسترخت أخيرا عندما لمست الشارة على خصرها.

"حقا ليا, لماذا أنت مهملة جدا!"

أدار باك رأسه لينظر إلى إميليا, و ألقى باللوم عليها على الفور.

"هل يمكن أنك فقدتي شارتك؟"

"ل-لا, الشارة لا تزال في يدي!"

ردت إميليا على الفور, لكن بسبب توترها, تلعثم صوتها.

إذا كان هذا هو نفس تخمين إميليا, فإن الصورة الموجودة في السماء هي مشهد للمستقبل, و ستسرق شارتها.

بالتفكير في هذا, خلعت إميليا الشارة بسرعة و أخفتها في مكان يصعب على الأخرين وصول إليه.

في الاحياء الفقيرة.

نظر رجل عملاق يزيد إرتفاعه عن مترين إلى سماء في حالة صدمة, ثم أدار رأسه بسرعة لينظر إلى الفتاة التي تقف بجانبه:

"فيلت ... الشخص الذي سرق الشارة هو أنت!"

و الفتاة بجانبه, لديها شعر أشقر قصير و وجه غير ناضج قليلا و عينان ذات لون ياقوتي, فتحت فمها قليلا بدهشة, كان لديها نفس المظهر تمامًا مثل الفتاة التي كان يشتبه في سرقتها لشارة إميليا في الصورة الآن.

"سيد روم ... أنا ... لم أبدأ في السرقة بعد!"

ردت فيلت على الفور.

"على الرغم من أن شخصًا ما إتصل بي و أرادني أن أسرق شارة تلك الفتاة, إلا أنني لم أكن أعرف ما هي ... لكنني لم أبدأ في سرقتها بعد! إلا إذا..."

أثناء حديثه, خمنت فلت أن الصورة في سماء هي مشهد في المستقبل.

"أنت في الواقع تريدين سرقة هذا الشيء, إنها شارة مرشح لحكم المملكة, هل تعرف مدى تأثير ذلك إذا نجحت في سرقتها! أقل شيء سوف نعدم!".

وبخ روم فيلت بشدة.

في الواقع إنه لا يهتم بالشارة أو إميليا, أكثر ما يقلقه هو ما إذا كان فيلت سيشارك في هذه الدوامة حول حكم المملكة, بصفته الوصي على فيلت, لا يريد أن يضعها في خطر.

"أسرع و أرفض هذه المهمة, هل تسمعينني!".

"أعلم, أعلم"

أخرجت فيلت لسانها و أجابت بطفولية, و لكن حتى لو لم ترفض هذه المهمة, فإن العالم كله قد تذكر مظهرها بالفعل, حتى لو أرادت سرقتها فسيكون مستحيلا تقريبا.

لكن في هذا الوقت, شعر روم بقليل من الشك, و هو الشخص الذي عهد إلى فيلت بسرقة الشارة.

"هل تتذكر كيف كان شكل الشخص الذي عهد إليك بهذه المهمة؟"

"إنها إمرأة جميلة بها شامة على جزء أيسر من وجهها ... لا أتذكر أي شيء أخر".

رفعت فيلت رأسها, و مدت أصابعها و وضعتها برفق على شفتيتها, و غرقت في التفكير. و لم يترك هذا الشخص سوى هذا الإنطباع الغامض.

"إنس الأمر, لا تفكري فيها بعد الآن, فقط إستمري بالمشاهدة!"

تنهد روم و واصل مشاهدة هو و فيلت. [بعد سماع أيانوكوجي بإجابتها الغامضة, علم أنها لا يزال لديها الكثير من التحفظات تجاهه, و لكن نظرًا لأن الطرف الأخر لا يريد قول أي شيء, لم يكن مستعدًا للسؤال: "هل لديك ورقة و قلم ؟"]

["ليس لدي, لكن يمكننا الذهاب إلى السوف لشرائهم!" قالت إميليا على الفور, ثم أخدت أيانوكوجي إلى السوق القريب لشراء قلم و ورقة.]

[خلال هذه العملية, قام أيانوكوجي بجمع المزيد من المعلومات حول هذا العالم, و علم أن العملة المتداولة في هذا العالم تسمى العملات الذهبية الكبيرة, ثم العملات الذهبية و الفضية و النحاسية, و على الرغم من أنه يمكنه فهم لغة هذا العالم, إلا أنه لم يستطع قراءتها, مما جعله يدرك بوضوع أنه بحاجة إلى تعلم القراءة بأسرع ما يمكن.]

[ليس هذا فقط, فقد لاحظ أيانوكوجي أيضا أنه يبدو أن هناك لمحات من الإشمئزاز و العداء في عيون الناس من حوله و هو ينظرون إلى إميليا, و سمع بشكل غامض ذكر كلمة "نصف عفريت","شعر فضي","ساحرة" و ما إلى ذلك, هل تم تمييز ضد الطرف الأخر بسبب كونها نصف عفريت أو هويتها أو كانت هناك أسباب أخرى؟]

["هنا, تفضل ورقة و قلم! أيانوكوجي هل تحاول رسم اللص؟" سلمت إميليا الورقت التي إشترتها للتو إلى أيانوكوجي, الذي أومأ برأسه أيضًا, و أجابها بأن الطريقة الأسرع و الأكثر فعالية للحصول على معلومات شخص ما هي صورته الشخصية, "لكنني لم أتوقع منك أن تجيد الرسم أيانوكوجي" راقبت إميليا يدي أيانوكوجي و هي ترسم على طول الورقة بفضول.]

-------------------------------------

أرجو أن تنال إعجابكم

الترجمة: Youcef Hemadou

التدقيق: Sami Strix

2022/07/13 · 289 مشاهدة · 1549 كلمة
youcef hemadou
نادي الروايات - 2025