[هذا ما تبدو عليه تلك الفتاة". بعدما إنتهى أيانوكوجي من رسم اللوحة, سلمها إلى إميليا التي كانت بجانبه, عند رُؤيتها للوحة إتسعت عيناها قليلا من الدهشة, فمهارات الرسم التي أظهرها تجاوزت خيالها بكثير, فقد رسم هذه الصورة النابضة بالحياة في مثل هذه الفترة القصيرة من الزمن, لدرجة أن كبار الرسامين وحدهم من يستطيعون فعل ذلك.]

[و ليس هذا فقط, فالصورة مليئة بالتفاصيل, فملابس و ملامح الفتاة مرسومة بالكامل, مما يجعل إميليا مندهشة جدًا: "أيانوكوجي, هل رأيت هذه الفتاة من قبل؟" كانت إميليا فضولية جدا عن سبب كون أيانوكوجي يتذكر الكثير من التفاصيل.]

["لا, لقد رأيتها فقط مرة واحدة" قال أيانوكوجي بإستخفاف, مما زاد من فضول إميليا: "إذن كيف يمكنك الرسم بهذه التفاصيل؟", "ذاكرتي جيدة نسبيًا, إنها ليست بالشيء كبير." قال أيانوكوجي ببطء, كما لو كان الأمر تافها, ما لم تكن تعرفه إميليا هو أنه عندما رأى أيانوكوجي الفتاة للمرة الأولى, فقد سجل مظهر و ميزات الشخص تمامًا في بضع ثوانٍ فقط, و حفظها في ذهنه.]

[لا تزال إميليا فضولية بشأن أيانوكوجي, عندما أرادت أن تسأل المزيد قال أيانوكوجي ببطء: "أقترح عليك الذهاب إلى المكان الذي سُرقت فيه الشارة في أسرع وقت ممكن, إذا كان اللص معتادًا على السرقة, فإن تأخرنا فقد يكون قد باعها بالفعل, و سيكون من الصعب جدًا العثور على أغراضكِ مرة أخرى", "نعم!" أومأت إميليا بقوة, ثم ركضت نحو السوق لسؤال الناس.]

[سرعان ما جمعوا معلومات كافية عن السارق, إسمها فيلت, و هي لص مشهور في الأحياء الفقيرة, و كانت تعيش مع الرجل المسمى روم من عشيرة العمالقة.]

["إذن يوجد شخصان على الأقل؟" فكر أيانوكوجي في قلبه, و في نفس الوقت نظر إلى إميليا و قال: "إميليا, هل تعتقدين إنه يمكنكِ التعامل معهما؟"]

["إذا كان مجرد عملاق عادي و لصة صغيرة, فلن يكونا بالتأكد ندا لنا أنا و باك, المشكلة هي إيجادهم فقط" أجابت إميليا على الفور و أكدت انها ليست ضعيفة.]

( صلي على النبي عليه الصلاة و السلام )

[إقترب الوقت من الغسق, و بدأت الشمس بالغروب تدريجيا, عندها فقط وصل أيانوكوجي و إميليا إلى الأحياء الفقيرة, المباني هناك صغيرة و مهدمة, و يبدو المشاة على الطريق نحفاء مع وجود البقع على ملابسهم, و ثيابهم الرثة.]

[بالنظر إلى المشهد المتهالك في الأحياء الفقيرة, فإن تعبير إميليا معقد بعض الشيء, و الشعور بالشفقة يظهر على محياها, على عكس أيانوكوجي الذي ليس لديه أي تقلبات مزاجية في تعبيره أو حتى في قلبه.]

["ليا, حاولي الإسراع, لقد إقترب الوقت تقريبًا." قال باك, الذي كان يميل على أكتاف إميليا ببطء, و في نفس الوقت يتثائب مثل النعسان.]

["الوقت؟" سأل أيانوكوجي في حيرة, و أوضح باك على الفور: "إذا كنت أرغب في الحفاظ على حالة مرئية, فسوف يتطلب الأمر الكثير من الطاقة, لذلك سأعود إلى الحجر الكريستالي ليلا للحفاظ على طاقة, عادة أبقى في حالتي المرئية من التاسعة الصباحًا حتى الخامسة مساءًا, يمكنني الصمود لبعض الوقت الآن و لكن لا يزال يتعين علينا الإسراع!"]

[أخذ أيانوكوجي كلمات باك في قلبة بصمت, فهذه معلومة مهمة نسبيًا, بينما قامت إميليا بمداعبة فرو باك برفق و قالت بقلق: "لا بأس, باك إذا كنت متعبًا, خذ قسطًا من الراحة, يمكنني الإعتناء بنفسي"]

["لا بأس, يمكنني الصمود لبعض الوقت" رد باك بإبتسامة, "لهذا يجب علينا الإسراع و إستعادة الشارة!"]

[واصل الثلاثة التقدم إلى الأمام مرة أخرى, و سارا بإتجاه أعماق الأحياء الفقيرة, في الطريقة إستفسر أيانوكوجي أيضا عن البلد من إميليا, و علِم أن هذا المكان كان محميًا بواسطة تنين, و توفي الإمبراطور السابق لأسباب مجهولة, و سيتم إختيار الملك القادم من بين عدة مرشحين للعرش.]

["إميليا أنتِ نبيلة في هذا البلد, أليس كذلك؟" سأل أيانوكوجي إميليا, من منظور الاخرين, لا بد انها تتمتع بمكانة معينة, و لكن موقف الناس تجاهها غريب بعض الشيء, و لاحظ أيضا أنه عندما سألها تغير تعبيرها قليلا.]

["لا يمكن إعتباري نبيلة..." عضت إميليا شفتها و قالت بعد تردد قصير, تابعت: "لكن هويتي أيضا مميزة بعض الشيء..."]

["هل وضعها خاص؟" فكر أيانوكوجي في الأمر و توقف للحظة ثم تابع: "إميليا, من الواضح أنه يمكنك أن تطلبي من الحراس أو الآخرين مساعدتك, لكنك لم تفعل ذلك, هل هناك أي سبب خاص؟؟"]

[عند سماع كلمات أيانوكوجي, أصبح تعبير إميليا جادا بعض الشيء, و بعد بضع ثوان من الصمت, قالت أخيرًا: "أنا آسفة, لم أخفها عن قصد, فأنا في الواقع أحد المرشحين للعرش...., و أخشى أن يتسبب ذلك في إحداث تأثير خطير على الرأي العام بشأني, لذا لم أختر طلب المساعدة من الأخرين" شعرت إميليا أن أيانوكوجي قد ساعدها كثيرا في العثور على الشارة, لذلك وثقت به أكثر في قلبها, لذلك أخبرته بالحقيقة.]

[عند سماع كلمات إميليا, أيانوكوجي الذي كان دائما بلا تغيير في ملامح وجهه, رفع حاجبيه قليلًا و أومأ برأسه, و في نفس الوقت ظهرت فكرة جديدة في عقله, لم تكن قيمة إستخدام إميليا صغيرة بعد الأن, سأل مرة أخرى:" بما أنك مرشحة للعرش, يجب أن يكون هناك داعم ورائك", الأمر نفسه في الإنتخاب السياسي, خلف كل مرشح, هناك فريق, أراد أيانوكوجي معرفت أن نوع من الداعمين كان لدى إميليا]

["حسنا, السيد روزوال هو الذي يدعمني" قالت إميليا ببطء.]

["روزوال..." حفظ أيانوكوجي الإسم في قلبه, لكن في نفس الوقت هو فضولي بعض الشيء, نظرا لكون إميليا هي مرشحة للعرش, لماذا يبدو أن شخصًا بمكانتها ليس لديه حتى مرافق شخصي, و عادة الشخص الذي يتمتع بمكانة خاصة مثل إميليا يملك على الأقل حارس واحد, إذا كان لديها فلا ينبغي أن يسرق لص صغير شارتها – لكن ليس لديها حتى, هل يساعد هذا الشخص المسمى روزوال إميليا حقًا؟]

["و لكن على أي حال, إميليا هي وجودْ مفيد للغاية, كمرشحة للعرش, لديها بطبيعة الحال حقوق معينة في المملكة, إن وثقت به تمامًا, فلن يقلق بشأن المأكل و الملبس و المواصلات, كماا أنه من الملائم له العيش في هذه المملكة مسماة لوغينيكا في المستقبل, أيضا ربما يكون روزوال الذي ورائها أيضًا وجودًا يمكنٌ إستخدامه" فرك أيانوكوجي رأسه.]

"كيوتاكا أيانوكوجي, يا له من رجل خطير..."

في نفس الوقت, رفع روزوال رأسه لينظر إلى الصورة في الهواء, و كان فنجان الشاي الذي في يده قد إنتهى بالفعل.

كان تفكير هذا المسافر من عالم أخر دقيقًا للغاية, و هو ما تجاوز توقعات روزوال تمامًا, لولا حقيقة وجود سرد في الصورة يشرح الأفكار الداخلية لأيانوكوجي, لما كان يظن أنه مثل هذا الشخص, منذ المرة الأولى التي رأى فيها إميليا كان يعتبر الطرف الآخر أداة له.

حتى قيمة الداعم وراء إميليا نفسه قد تم أخدها في الإعتبار من قبل إيانوكوجي.

"و مع ذلك, ماذا ستفعل بعد ذلك؟"

ضيق روزوال عينيه بفضول و سأل.

[بعد الإستفسار و البحث, وَصلوا أخيرًا إلى منزل خشبي متهالك, من معلومات التي جمعوها يبدو أن العملاق روم يعيش هنا, عندما وصلو إلى الباب قبل حتى أن يحاول أيانوكوجي طرقه, أطلقت إميليا على الفور تعويذة جليد لتفجر الباب.]

["أطرقيه على الأقل." بالنظر إلى تصرفات إميليا, قال أيانوكوجي بهدوء, هذا قضى بلا شك على إمكانية التفاوض السلمي, إذا كان من الممكن حل الصراع دون قتال سيكون الأمر أفضل, و لكن الآن لن يكون الأمر سلسًا.]

["من يجرؤ على تحطيم الباب؟!" خرج شخص طويل القامة من الباب المكسور – العملاق روم, و كان يحمل ما بدا له مضرب بيسبول خشبي عملاق معه, مغطى بمسامير فولاذية صدئة.]

["كان إرتفاعه أكثر من مترين, هل هذا سبب تسميه بالعرق العملاق؟" بالنظر الى روم قوي البنية أمامه, بدا أيانوكوجي صغيرًا للغاية, لكن لم يكن هناك أي تغيير في تعبيره, و لم يكن هناك خوف في كلماته, في نفس الوقت نظر إلى جسد العملاق أمامه باحثا عن المزيد من المعلومات منه, "هذا المضرب الكبير بالتأكيد يتجاوز وزنه 100 كيلوغرام لهذا لا يمكن للناس العاديين إستخدامه, هل بسبب الخصائص العرقية للعمالقة يمكنه رفع مثل هذا المضرب بسهولة؟"]

["أنت و فيلت تعرفون بعضكم البعض!" قالت إميليا بتعبير جاد "هذا الشيء مهم جدا بالنسبة لي! إذا أعدته يمكنني أن أسامحكم جميعا!" على الرغم من كون إميليا شخص لطيف, فإن الشارة شيء مهم جدا بالنسبة لها و لن تتعاطف مع اللص الذي سرق أغراضها!.]

["إذا سرق شيء منك, يمكنك أن تدفع بصدق لإسترداده, هل لديكِ الشجاعة لكسر الباب و تهديدي؟!" بعد سماع كلمات إميليا, عبس العجوز روم و بدا غاضبًا جدا, ثم لوح بمضرب الثقيل إلى الشخص الأقرب إليه- أيانوكوجي , بالنسبة له لقد جاء مع إميليا لذا هو معها في هذا.]

["حقا. لم أكن أنا من كسر البوابة و هددك" نظر أيانوكوجي إلى الهجوم الذي يتعرض إليه و عرف أنه إذا تلقاها, فإنه بالتأكيد سيصاب بجروح خطيرة هذا إذا لم يمت, لذلك تراجع على الفور و تجنب الهجوم, "بووم!" إصطدم مضرب العملاق بالأرض بشدة, مما أحدث حفرة ضخمة, و هو ما يكفي لإظهار أن هذا السلاح ليس عصا خشبية عادية, إضافة إلى ذلك عرف أيانوكوجي أن روم لديه قوة تفوق بكثير قوة الأشخاص العاديين, تفاجئ العجوز روم بعض الشيء, فلم يكن يتوقع أن يتمكن هذا الفتى العادي في نظره من تفادي الضربة.]

["أيانوكوجي!" صرخت إميليا بقلق شديد من إصابة أيانوكوجي , و شعرت بالإرتياح بعد أن رأت أنه كان سليما, و في الوقت نفسه أدركت أميليا أن أيانوكوجي يتمتع بالكثير من القوة بالإضافة إلى مهارات ممتازة, حتى أنه تهرب من هجوم الخصم من مسافة قريبة.]

[و مع ذلك, لم يكن لديها الوقت للتفكير في الأمر في هذا الموقف الحرج, عندها رفعت يديها و ظهرت خفلها عدد كبير من قطع الجليد في الهواء, و بنظرة حازمة على وجهها, لم تكن تريد أن تورط أيانوكوجي الذي لا علاقة له بهذا الأمر مرة أخرى, "هذا هو التحذير الأخير, و إلا لن أكون رحيمة!" و في نفس الوقت أطلقت بعض الجليد ليفصل بين أيانوكوجي و العجوز روم.]

["أنصحك أيضا أن تكون هادئا, و إلا فليس من الجيد أن تفقد حياتك لشيء بسيط." في هذا الوقت ظهر باك من جانب إميليا, و بنبرة هادئة و غير مبالية هدد روم, كما لو كان العجوز روم أمامه كائنا يمكن قتله متى يشاء.]

[بعد سماع كلمات الفتاة و الروح بجانبها, فكر روم لبعض الوقت و أخير إختار أن يضع السلاح من يده, كان يعلم أن إميليا ليست ساحرة عادية, بالإضافة إلى وجود روح معها لا توجد له فرصة للفوز, و عادة ما تساعد فيلت في تعامل مع بعض اللصوص العاديين, و لكنه لا يستطيع تحمل خسارة حياته بسبب هذا.]

[و في تلك اللحظة, هب نسيم, و ظهرت شخصية صغيرة هي الشخص الذي كانوا يبحثون عنه - فيلت]

["أنتم, ماذا تفعلون!" صدمت فيلت من المشهد الذي أمامها, و عندما رأت وجه إميليا, كانت عيناها أكثر دهشة, لقد كانت تعرفها, هي التي سرقت منها في النهار, عندها فقط أدركت أن الطرف الآخر جاء الى الباب بسببها.]

-------------------------------------

أرجو أن تنال إعجابكم

الترجمة: Youcef Hemadou

التدقيق: Sami Strix

2022/07/13 · 224 مشاهدة · 1650 كلمة
youcef hemadou
نادي الروايات - 2025