1285 - الموسم الثاني <قانون الصيد> : الحلقة 509 - سلسلة الأمير و الأب 14

استغفر الله و أتوب إليه .

جميع ما يتم ترجمته في الفصل منسوب إلى المؤلف , وأنا بريئة من أي معاني تخالف العقيدة أو معاني كفرية وشركية .

استمتعو ~

..

الموسم الثاني <قانون الصيد> : الحلقة 509 - سلسلة الأمير و الأب 14

..

بداية الفصل :

لكن الشخص الذي خيّم البياض على عقله أكثر من غيره في تلك اللحظة كان ألبيرو كروسمان.

’ الآن أنا…..ماذا قلت للتو؟ ..هل قلتُ… «أبي»؟ ’

لم يستطع إخفاء دهشته من الكلمة التي خرجت منه دون وعي.

’ آه، ألبيرو…’

لكن المشهد الذي تراءى أمامه، حين ناداه ذلك الرجل، أعاد إلى ذهنه صورة زيد كروسمان ، والده.

رغم أن الملامح والصوت مختلفان تمامًا ، إلا أنه لماذا عندما رأى نظراته و سمع صوته وهو يناديه، تذكّر فورًا كلمة «أبي»؟

منذ أن بدأ ذلك الشيخ ، الذي يُدعى القائد الأعلى ، يتلعثم قائلاً:

’ آ، آ…’

شعر ألبيرو بشيء غريب في تلك اللحظه.

في عينيه، أحسّ بظل أبيه.

’ ما هذا…؟ ’

لم يستطع تفسير ذلك.

حتى أن الملك زيد كروسمان نفسه ، لم ينادِه بتلك النبرة المفعمة بالرجاء قط.

ومع ذلك، في تلك النظرة وحدها….

رأى فيها ما كان يراه في عيني أبيه في طفولته.

نظرة لا يمكن وصفها بالكلمات.

كانت نظرة تحمل شيئًا أعمق من الحنان، وأقسى من الشفقة.

عينان تنظران إلى الطفل الذي فقد أمه ..... نظرة مليئة بمشاعر كثيرة متداخلة لدرجة أن الطفل ألبيرو لم يستطع فهمها آنذاك.

أما الآن، وقد أصبح رجلًا، أدرك أخيرًا المعنى الحقيقي لتلك النظرة التي رآها في صغره.

خلف كل تلك المشاعر الكثيفة، كان هناك جوهر واحد فقط:

’ …بؤس. ’

و أيضا :

’…يأس ’

تنفّس ألبيرو بعمق، وزفر تنهيدة ثقيلة خرجت من أعماقه.

شعر فجأة بأن صدره ينقبض، وكأن الهواء قد انقطع عنه.

بعد وفاة والدته، جاءه والده مرات قليلة فقط.

ثم تركه وحيدًا.

لولا وجود تاشا، الإلف المظلمة، لربما لم يكن ليستطيع البقاء حيًا.

في تلك اللحظة، تذكّر ألبيرو ليالي طفولته الطويلة حين كان وحيدًا في القصر الخالي.

الفراغ.

البرودة التي تملأ المكان حين يختفي منه الدفء.

حتى حين غطّى نفسه بالبطانيات، أو جلس قرب المدفأة، لم يزل البرد يسكنه.

في تلك الليالي، لم يكن أمامه سوى الكتب.

قرأها… فقط ليصمد.

كان يؤمن أن صباحًا مشرقًا، يحمل نور الشمس، سيأتي يومًا ما ليبدّد ظلمة تلك الليالي المخيفة.

لكنه أدرك لاحقًا أنه، بما أنه يحمل دماء إلف الظلام ، فلن يستطيع أبدًا أن يقف أمام الشمس دون أن يحترق.

ومنذ تلك اللحظة، حتى نور الصباح لم يعد له معنى.

’ نعم… كان لي وقت كهذا…’

توك_

شعر ألبيرو بلمسة على كتفه.

رفع رأسه، فرأى يدًا تمسك كتفه بثبات.

"......."

كان كايل هينيتوس ينظر إليه بصمت.

“آه…”

خرجت منه تنهيدة خافتة.

"هااه...."

كايل تنهد بعمق وأخرج منديلًا كان الخادم رون قد أعدّه له.

مسح بذاك المنديل العرق المتجمّع على جبين ووجه ألبيرو، ثم وضع المنديل في يده.

“كنتَ قبل قليل تبدو أكثر ضعفًا مني.”

قالها ثم ربّت على كتفه بقوة قبل أن يقف أمامه.

وحين نظر ألبيرو إلى ظهر كايل، بدأ يسمع الأصوات من حوله مجددًا.

“ألبيرو؟ أبي؟ ما الذي يحدث؟!”

كان آسيفرانغ، الابن الأصغر للقائد الأعلى، يتقدّم نحوه بخطوات سريعة وعيناه ممتلئتان بالارتباك والانفعال.

“ما الذي يحدث هنا؟”

أما الجنرال فيري فحافظت على نبرتها الهادئة، لكن ملامحها كانت مشدودة بالحذر وهي تنظر إليهم.

“القائد الأعلى!”

“سيدي القائد، هل بدأتَ تستعيد وعيك؟”

كان الأطباء والخدم يهرعون حول الرجل العجوز , القائد الأعلى، متوترين وهم يحاولون معرفة حالته.

لكن الشيخ لم يستطع الرد.

“أ… أاا…”

جسده كان يرتجف بشدة، لا يكاد يتمالك نفسه ، عيناه تهتزان بلا تركيز ، واللعاب يسيل من فمه دون أن يدرك ذلك.

كانت حالته تتدهور بسرعة مخيفة.

’ آه ’

ألبيرو، وسط كل هذا، أدرك شيئًا.

ولم يكن إدراكه متعلقًا بالفوضى التي أمامه ....

بل بما رآه في نفسه ....

ذاك الجزء الضعيف الذي لا يزال يعيش داخله ، ذاك الجزء المتعلق بذكريات الماضي.

“ما الذي يجري بحق السماء؟!”

صرخة آسيفرانغ ملأت المكان، لكن ألبيرو لم يلتفت إليه ، بل حاول أن يتمالك نفسه.

هذا لأنه.....

" هل تعلم لماذا حاولنا القدوم إلى الجزيرة الأولى حيث يقيم القائد الأعلى ؟"

لأنه كان يعلم الآن أن بجانبه من يمكنه أن يعتمد عليه ليتولّى الموقف.

"هل أنت بخير ؟"

أومأ ألبيرو برأسه و أغلق عينيه على سؤال تشوي هان الحذر .

خطوات ـــــ

في غضون ذلك , سمع صوت كايل هينيتوس و هو يتقدم إلى الأمام بخطى ثابته .

“الأمير ألبيرو كروسمان ، ولي عهد المملكة.”

وقف كايل أمام آسيفرانغ والجنرال فيري و قال بصوت هادئ وواثق:

“والده الملك، جلالة الملك زيد كروسمان، مفقود في الوقت الحالي.”

, واه , هل تخبرني حقا أنه جلالة الملك زيد ؟ ’

لكن عقل كايل كان معقدا جدا .

و كان أيضا في عجلة من أمره .

“ماذا؟ الملك؟ ولي العهد؟ عن ماذا تتحدث؟!”

عقد آسيفرانغ حاجبيه بعبوس على وجهه , غير قادر على ضبط توتره.

لكن الجنرال فيري ظلّ صامتًا، ينتظر أن يسمع التفسير التالي من كايل.

مع ذلك , أغلقت الجنرال فيري فمها بتعبير غريب وانتظرت كلمات كايل التالية .

’ إنه غريب ’

في الحقيقة , لم تستطع فيري أن تفهم تماما ما الذي يسعى إليه كايل ورفاقه بمساعدتها هي و القائد الأعلى .

لو كان هدفهم هو السيطرة على الاتحاد البحري , لما كانت أفعالهم هادئة ومعتدلة إلى هذا الحد .

استمر صوت كايل بثبات .

“لذلك بدأنا بجمع المعلومات من جميع أنحاء القارّة للعثور على جلالة الملك.”

إل@ الموت فعل ذلك .

الملك زيد كروسمان كان يتصل بالعالم الافتراضي “نا.سو.جول” لفترات قصيرة،لكن خارج ذلك، كان يتنقّل بين عوالم متعدّدة، و لا يمكن تحديد موقعه بدقّة.

“ثم تلقّينا معلومة تقول إن جلالة الملك موجود في الجزيرة الأولى، حيث يقيم القائد الأعلى.”

لهذا السبب جئت إلى هنا أولا , وأجلت التعامل مع الدم الشفاف في الأرض الثالثة .

“لذلك كان علينا أن نأتي إلى الجزيرة الأولى , جئنا إلى هنا بحثًا عن الملك ، وفي الوقت نفسه نساعد في تهدئة الاضطرابات التي أصابت الاتحاد البحري ، ونقيم معه علاقة تعاونية متينة.”

"هذا , ما هذا ؟ـــ"

آسيفرانغ فتح فمه ليعترض، لكن نبرة كايل الجادّة لم تدع مجالًا للشك.

أدرك آسفيرانغ من مظهر كايل الجاد أنه لم يكن يكذب .

حاول أن يفتح فمه ليقول شيئا رغم ارتباكه ــــ

لكن كايل سبقه وقال ما كان عليه قوله أولا .

“صاحب السمو الملك زيد، الذي نبحث عنه، لديه 7 أيام متبقية , بل 5 أيام على وجه الدقة . مع العلم بهذه الحقيقة , كان علينا أن نجد صاحب السمو الملك زيد في أسرع وقت ممكن ”

“!”

“....ماذا؟!”

في كلماته ارتجفت عينا آسيفرانغ بشده ، وسمعت شهقة خافته من الطبيب الحاضر .

سألت الجنرال فيري آسيفرانغ بحدس غامض:

“.....ما الأمر؟”

حينها , التفت آسيفرانغ إلى الطبيب و قال :

“أيها الطبيب…”

الطبيب، الذي كان يراقب القائد الأعلى الذي كان يرتجف بعنف ، تنفّس ببطء وقال بنبرة ثقيلة:

“في الحقيقة… مدّة توقّف قلب القائد عن الخفقان كانت تزداد يومًا بعد يوم.”

يتوقف القلب لنصف يوم , ويستيقظ في النصف الآخر …

لكن الحقيقة كانت أسوأ من ذلك.

“وبعد دراسة النمط الزمني، توصّلنا إلى أن القائد الأعلى سيتوقّف قلبه تمامًا خلال أسبوع على الأكثر.”

على عكس وجه آسيفرانغ الكئيب , قدم الطبيب المعلومات بطريقه مهنيه وهادئه .

لكنّه لم يستطع إكمال كلامه.

اقترب كايل من الشيخ بخطوات بطيئة.

كان القائد الأعلى يهتزّ بعنف لدرجة أنه كان أشبه بنوبة ، كان الخدم يحاولون تثبيته عن طريق الامساك بجسده جيدا ،لكن كايل واصل سيره نحوه ، حتى أمسك آسيفرانغ بذراعه.

“ماذا تفعل ـــ”

“ألا يخطر ببالك شيء ما ؟”

لم يستطع آسيفرانغ الإجابه على ما قاله كايل .

“سيد آسيفرانغ , هل تظنّ أنني أكذب؟”

كان آسيفرانغ عاجزا عن الكلام في كلمات كايل .

من أي بلد هم ؟

كيف يبدو مظهر ذاك الملك ؟

كان هناك العديد من الأشياء التي يريد أن يسأل عنها .

لكن ــــ

عيون كايل كانت صادقة.

لقد أدرك في قرارة نفسه أن هذا الرجل لا يكذب.

“الوقت يداهمنا.”

قالها كايل، وواصل طريقه.

و لم يعد بإمكان آسيفرانغ إمساكه بعد الآن .

على الأقل , في هذه اللحظة ، أدرك بشكل غريزي أن معرفة ذرة صغيرة من الحقيقة أهم من مقاومة الموقف.

الشيخ العجوز، الذي كان يرتجف كمن أصابته نوبة ، كان يئنّ بصوت مبحوح:

“أ… آآ…”

اقترب منه كايل بهدوء، ومدّ يده ليمسك وجهه .

لم يحاول الرجل العجوز الذي تم القبض عليه من قبل الخدم تجنب لمسة كايل , بدلا من ذلك , بطريقة ما , حاول أن ينظر إلى كايل .

لهذا السبب فتح كايل فمه :

“صاحب السمو زيد كروسمان.”

لو كان الملك يسمع صوته الآن ،فلا شك أنه فهم أيضًا ما قاله كايل قبل قليل —

أن حياته لم يبقَ منها سوى أيام قليلة.

لكن عيني العجوز لم تُبديا أي ردّ على تلك الكلمات ، بل امتلأتا برغبة واحدة فقط ...

أن يقول شيئًا.

“آ… أآ…”

حاول أن يتكلّم ، لكنه لم يستطع التحدث بشكل صحيح .

كأن قيدًا خفيًّا يمنعه من النطق.

كان ذلك في ذلك الوقت .

“كايل… تنحَّ جانبًا قليلًا.”

كان ألبيرو يقترب من كايل قبل أن يعرف ذلك .

تراجع كايل خطوة إلى الوراء عندما رآه .

الملك زيد , لا , لا يمكن تأكيد ذلك بعد . كانت الكلمة الوحيدة التي بصقها الرجل العجوز هي ’ ألبيرو ’ .

" أبي "

ركع ألبيرو على ركبة واحدة و أمسك بيد الرجل العجوز الذي كان قد أصيب بنوبه على السرير .

"آه , آآآ, آه ـ"

حاول الرجل العجوز بطريقة ما , توجيه رأسه بكل ما بقي فيه من قوة ناحية ألبيرو .

أمسك ألبيرو بيده بإحكام دون أن يعرف ذلك .

سأل ألبيرو و هو ينظر إلى وجه الرجل العجوز بشكل صحيح لأول مره .

“أبي , من هو؟”

من الذي افتعل كل هذه المشاكل ؟

من فعل هذا بحق الجحيم ؟

لم يسأله عن موته الوشيك ، ولا عن الطريقة لإنقاذه.

سأل فقط عن الجاني.

“آ… أ, آه , آ ـــ”

تحرك فم الرجل العجوز قليلا .

عندها بدأ ألبيرو ينطق بالكلمات التي من شأنها أن تحرك الملك زيد بأي طريقة كانت .

ذلك الرجل الذي بدا عليه البؤس و اليأس بوضوح .

“سنقضي على جميع الصيّادين . نستطيع فعل ذلك.”

".......!"

“أبي… ثق بهذا الابن.”

أظهر ألبيرو ابتسامته الفريدة , تلك الابتسامه التي لو رآها راون لسأله إن كان يريد خداع شخص ما .

كان الان يظهر بمظهر ولي العهد الذي يحبه و يعتز به جميع سكان مملكة روان .

ابتسامة واثقه ومشرقه .

أميرنا الذي يحبه الجميع .

تكلم و كأن قلبه لم يكن مثقلا

“حتى إل@ الشمس قد اعترف بي . لذا ثق بي .”

لذا أخبرني .

من هو؟

".......!"

تركزت عيون الرجل العجوز للحظه .

نظر مباشرة إلى ألبيرو.

لكن ما خرج من فمه كان لازال غير واضح .

“ا… ا… ال… المل…”

كان يقول شيئا .

شعر ألبيرو بأن الرجل العجوز يمسك بيده بإحكام .

و أخيرا قال الرجل العجوز .

"ال..ال..المل...الثان...."

لم يكن النطق واضحا .

بالرغم من ذلك ...

تصلبت ملامح كايل وتساءل بصوت عال :

“الملك الثاني ؟”

قال ألبيرو بهدوء :

“هل تقصد الملك الثاني ؟”

( ملاحظه : قد يتساءل البعض لماذا ألبيرو كرر كلام كايل ؟ كررها كطلب تأكيد من كايل على تساؤله , الفرق هو أن ألبيرو نطق جملة ’ الملك الثاني ’ بالكوريه بطريقه مهذبه ورسميه < إي هوانغِمْنيكا ؟ > على عكس كايل الذي نطقها بشكل غير رسمي < إي وانغ > . اللي يتابعون مسلسلات تاريخيه كوريه بيفهمون قصدي )

حينها، تذكّر كايل المعلومات التي سمعها من التوأمين تشو و ريون:

’من المعروف على نطاق واسع أن تفرد الملك الثالث هو البحر ،و لكن تفرد الملك الأول و الثاني لم يُعرف بعد.’

’ ويُقال إن تفرد الملك الثاني يمتلك طبيعة فريدة ليست من خصائص الطبيعة العادية ’

قدرة خاصة تسمّى «عهد الأرواح».

عهد الأرواح.

بينما كان كايل يتذكّر تلك الكلمات، نظر إلى الملك زيد الذي بدا أنه قد حُبس داخل جسد القائد الأعلى , ووجهه يزداد صلابه شيئا فشيئا —

هل كان الصياد الذي حاول الملك زيد التعامل معه هو «الملك الثاني»؟

“أآآآ…”

ثم

“آه ,آه آه…”

الرجل العجوز الذي تحدث حتى تلك اللحظة , ثم و كأنها كانت كلماته الأخيره , تلاشت القوه من جسده كله وانهار جسده بلا حراك .

حاول جاهدا أن يفتح عينيه ليقول شيئا آخر , إلا أن جفونه أُغلقت في الحال , و غرق في نوم عميق كما لو كان ميتا .

“…لا يوجد نبض .”

في كلمات ألبيرو الذي كان يمسك بيد الملك

أدرك كايل أن العجوز لم يكن غارقا في نوم يشبه الموت , بل إن قلبه قد توقف بالفعل .

قال الطبيب عندها :

“نعم، وفقا للسجلات ، هذه هي الساعة التي يغفو فيها عادةً.”

ذكر أيضا أن ساعات استيقاظه تصبح أقصر و أقصر .

"هااه"

تنهد ألبيرو بعمق كما لو لم يكن يبتسم قبل لحظات وانهار جالسا في مكانه .

كان كايل يراقب ذلك , قبل أ ن تلتقي عيناه بآسيفرانغ الذي كان يقترب .

“.....هل قال الملك الثاني؟”

حين رأى كايل آسيفرانغ وقد بدا أن حماسه قد خمد وعاد إلى موقفه المتحفظ من جديد , راقب تعابير وجهه ثم تفوه باقتضاب .

“هل سمعت بهذا الاسم من قبل؟”

"......"

تردد آسيفرانغ قليلًا، وألقى نظرة خاطفة على الجنرال فيري، ثم فتح فمه أخيرًا.

«… سمعتُ ذلك عندما ذهبتُ خِلسةً إلى مقر الأخت الكبرى.»

«ماذا؟! أتعني الجنرال السابع؟»

لم تستطع الجنرال فيري إخفاء دهشتها. فالشخص الذي كانت تنوي طلب الدعم منه هو الجنرال السابع بالذات.

الابنة الكبرى للقائد الأعلى. كان الجنرال السابع معروفًا بحياده، مثل فيري.

لا، بل الأدهى… خِلسة؟ لماذا خِلسةً إلى الجنرال السابع؟

ومع كل كلمة تنطق بها، كان وجه الجنرال فيري يزداد شحوبًا، وكأنها أدركت شيئًا خطيرًا.

بدا آسيفرانغ وكأنه حسم أمره؛ قبض يده بقوة ثم قال:

«في الليلة التي قابلت فيها الأخت الكبرى والدي… بعد تلك الليلة سقط والدي طريح الفراش.»

«ماذا؟ لم أسمع قط أن القائد الأعلى التقى بالجنرال السابع. كل ما عُرف أنه وُجد صباحًا في حالة غيبوبة—»

«هذا ما أُعلن! لكنني… أنا! سمعتُ بوضوح والدي يقول إنه ذاهب لمقابلة الأخت الكبرى!»

أخذ صوت آسيفرانغ يعلو، وارتجف جسده من شدة القلق.

كان جسده مغمورًا بالخوف، إذ كشف سرًا لم يجرؤ على إخبار أحد به حتى الآن.

وفي تلك اللحظة—

وووووون—

دوّى صوت اهتزاز، فتوقف كلٌّ من الجنرال فيري وآسيفرانغ عن الحديث، واستدارا نحو مصدر الصوت.

«؟»

«……؟»

ارتسمت الحيرة على وجهيهما.

فجأة، كان كايل يُخرج من صدره مرآة أنيقة، قديمة الطراز، بالغة الجمال، ويرفعها كما لو كان يتفحص وجهه فيها.

طَق طَق.

بل وكان يطرق على المرآة أيضًا.

بالإضافه إلى ذلك—

كان يبتسم.

⟨أنا مستعجل! حقًا، ألا يوجد جسد أستطيع أن أهبط فيه؟ ⟩

⟨في الحقيقة، لستُ مستعجلًا إلى هذا الحد. أنا مختبئ الآن.⟩

⟨لكن يبدو أنني سأُكتشف خلال ثلاثة أيام تقريبًا.⟩

إل@ الموت.

لقد تمكن من التواصل مع الكائن الذي يعرف الموت أكثر من أي أحد آخر.

القائد الأعلى، والملك زيد كروسمان.

نظر كايل إلى العجوز الذي توقف قلبه عن الخفقان.

شعر أنه قد يتمكن، بأي طريقة كانت، من إيجاد حل لهذا الوضع .

ــــــــــــــــــــــــــــــ

مهما حصل ومهما كانت الاسباب ماراح أسامح زيد على اللي عمله في ألبيرو

2025/12/20 · 174 مشاهدة · 2389 كلمة
Fofoa
نادي الروايات - 2025