قبل ان يتبع جيانغ شياورو ، لم يتوقع يي يون ابدا ان " المنزل " .. سيكون مثل هذا ، عندما رأى يي يون اصلا حامل السيف راكبا على الوحش الضخم ، اعتقد ان هذا العالم كان ممتلئا بالخبراء فنون الدفاع عن النفس ، ومع النخب من جميع انواع العشائر الكبيره ..


بعد ان عبر عوالم غامضه ، اذا كان بأمكانه ان يشارك في عشيره ضخمه او طائفه ، بأمكانه حتى تعلم فنون الدفاع عن النفس يوما ما ، حتى لو كان يفتقر الى الموهبه ، لا زال بأمكانه البقاء على قيد الحياه دون قلق ..


ولكن ، برؤية المنزل المتداعي امامه ، يي يون انهار تقريبا ..


في الماضي ، كان يي يون قد ذهب الى القرى الريفيه ، ولكن البيوت هناك افضل عدة مرات من المنزل امامه الآن ..


كان هذا البيت متقشفا من الطين و الصخور ، وبصرف النظر عن الطاوله ، و اثنين من الكراسي ، و اثنان من الأسره القديمه و موقد ، لم يكن هناك شيئ آخر ..


جيانغ شياورو حملت يي يون الى المنزل ، لم يكن يي يون معتدا على ان يحمل من قبل فتاه شابه لذلك كافح للنزول عدة مرات ، ولكن جسده كان ضعيفا جدا ، فقط بضع خطوات اتعبته لتحمله جيانغ شياورو مره اخرى على ظهرها ..


شعر يي يون بالحرج ان رجلا مثله يحمل على ظهر فتاه صغيره ..


قالت جيانغ شياورو عندما وضعت يي يون على احد الأسره الخشبيه .. " يون اير ، يجب ان تكون جائعا " .. على الرغم من انها كانت تتعرق بغزاره إلا انه وجهها كان حيويا ، كانت سعيده بطبيعة الحال ان شقيقها الأصغر قد عاد للحياه ..


حدق يي يون في الملابس التي تفوح منها رائحة جيانغ شياورو ، على الرغم من ان جسده كان رقيقا و خفيفا ، و الرحله كانت على الأقل ثلاثه او اربعه اميال ، كانت جيانغ شياورو ذات 15 عاما ، تحمله على ظهرها بشكل متقطع و لم يكن ذلك سهلا ..


اذا كانت فتاه في 15 ومن الأرض ، فأن المشي ببساطه لمدة ثلاثه الى خمسه اميال قد يكون متعبا تماما ، فما بالك بحمل شخص على ظهرها ..


" نعم ... ق .. قليلا " .. حرك يي يون شفاهه المرتعشه ، كانت هذه هي الكلمات الأولى التي خرجت من فمه منذ ان نقل الى هذا العالم ، كان يعتقد اصلا ان استخدام اللغه سيكون صعبا ان لم يكن مستحيل ، ولكن من المستغرب انه كان سهلا كما هو الحال باستخدام اللغه الأم ..


قالت جيانغ شياورو بابتسامه .. " سأعد وجبه " .. وبرقه مسحت الطين من على وجه يي يون قبل ان تسحب الوساده الو ليي يون لراحه اكثر و غطته ببطانيه رقيقه ، غطته بطريقه خفيفه و لطيفه ثم تركته في حاله نشوه ..


كان من الواضح ان هذه الفتاه ليست شقيقته ، ولكن نظرا لحمله على ظهرها و رعايتها الدقيقه ، بدأ ببط بتطوير مشاعر العطاء نحوها ..


اراد يي يون مساعده جيانغ شياورو لأشعال النار في الموقد لكنها اصرت على بقائه في السرير ..


" لقد تعافيت للتو من مرض خطير ، انتبه لكي لا تلتقط البرد " .. قالت جيانغ شياورو وهي ترفع كيسا من الحبوب الفارغ تقريبا ..


بعد 15 دقيقه ، وضعت جيانغ شياورو طاوله خشبيه مكسوره امام السرير ، على الطاوله كان هناك وعاء كبير من عصيدة الأرز ، و اثنان من الفواكه البريه الغير معروفه و وعاد من الخضراوات البريه المسلوقه ...


كان يي يون يتضور جوعا لعدة ايام حتى بدأت بطنه تهدأ لحضه رؤيته للطعام ..


كان يي يون يحن للحم الخنزير او بعض الدجاج المحمص ، او بطه و سمك .. مجرد التفكير في ذلك جعل معدته تقرقع ..


كيف يمكنني ان اشبع جوعي الشديد مع هذا ؟


نظر للأسفل نحو العصيده لتتفاعل معدته الفارغه من خلال جعله اكثر جوعا ..


اكل بضعة لقم من العصيده الساخنه و الخضراوات ، كانت الخضراوات مره جدا حتى انه واجه صعوبه في ابتلاع المزيد من الطعام على الرغم من جوعه الشديد ..


كما كان يي يون يواجه صعوبه في بلع مثل هذه الوجبه المستساغه ، لاحظ ان شياورو كانت تنظر اليه دون ان تتناول الطعام ، سألها باستغراب .. " لم لا تأكلين ؟ " ..


" لقد اكلت قبل ان اجدك " .. تلعثمت جيانغ شياورو كما تحولت للابيض ..


توقف يي يون ، انتبه الى ان جيانغ شياورو كانت في المقبره حوالي الثالثه بعد الظهر ، كيف يمكن ان تأكل في ذلك الوقت ؟ ..


ادرك فجأه انه حتى مثل هذا الطعام ربما لايمكن الحصول عليه بسهوله ..


ماهو نوع هذا العالم ؟ .. مع خبراء اقوياء يركبون على حيوانات بريه و لكن كان هناك فقراء جائعون ؟ ..


دفع يي يون وعاء العصيده من امامه ونهض ذاهبا للتحقق من حقيبة الحبوب في ركن المنزل ، كما توقع ، لقد كانت فارغه بالفعل ..


ادرك يي يون ان عصيدة شياورو تعدها عاده بكميه اصغر لكن بسبب عودته قامت بطهي المزيد عمدا بسبب ضعفه " تمريض له " ..


" انا ممتلئ بالفعل ، فلتحصلي على البعض " .. قال يي يون ودفع الوعاء الى جيانغ شياورو ، فمن ناحيه ، فقد شهيته ، ومن ناحيه اخرى ، لم يستطع ان يتقبل امتناع هذه الفتاه عن تناول الطعام فقط لأجل اطعامه ..


كانت مشاعره مختلطه في قلبه و تسائل ان كان لايزال من الممكن العوده الى عالمه ، واذا كان غير قادرا على العوده .. فهو يرغب بأن يجد فرصه للتدريب و ان يصبح خبيرا عاليا ..


ولكن من النظر اليه ، كان البقاء على قيد الحياه قضيه ، حتى انه قد يموت جوعا قبل ان يفعل اي شيئ ..


قالت جيانغ شياورو بعناد .. " لست جائعه " .. " غدا هو اليوم الذي سوف تسلم فيه الحصص ، يمكننا الحصول على قطعه من اللحم ثم سأعدها لك " ..


تحول وجه جيانغ شياورو الى اللون الأحمر لحضه ذكرها تسليم الحصص ، كان من الواضح انها تتوق لذلك ..


ظل يي يون صامتا ، على الأرض ، بأمكانه ان يرى ان الحياه كانت صعبه و لكن بالمقارنه مع هذا العالم البديل ، كانت تلك حياه لا تضاهى ، مع عدم وجود كفايه من الغذاء و الخطر المستمر من المجاعات ، كانت الحياه صعبه حقا ، كان من الصعب تحمل الجوع ..


في منتصف الليل ، نسيم الليل هب ببطئ و الضفادع مختبأه داخل عشب البرك ، كان يي يون لايزال مستيقظا ، انحنى على السرير منغمسا في ضوء القمر .. عبس في البطاقه الكريستاليه الغامضه ، كان كل ذلك بسببها حيث ادى تسلقه للجبال الى انهيار الكهف ، كانت هذه البطاقه الكريستاليه كنزا بلا شك ، اذا درسها فهي قد تكون مفيده ببعض الطرق ..


لقد كان هذا العالم البديل مليئا بالمخاطر التي يتعرض لها الناس العاديون ، ولكنه تذكر .. كان الرجل بمنتصف عمره راكبا على الوحش الضخم البري يحمل هالة قائد ، بالمقارنه مع الشعب الفقير ، كان الأختلاف مثل السماء و الأرض ..


" اذا اصبحت خبيرا ، يمكن ان اتحرر .. على الأقل لن اجوع .. "


لمس يي يون معدته وتذكر كيف انه في نهاية المطاف تمكن من اعطاء بعض من عشائه الى جيانغ شياورو ، كان لايزال طفلا ينمو لذلك قد هضمت العصيده منذ فتره طويله ، اصبح جائعا مره اخرى ..


كما شعر بالفراغ من معدته ، وعلى نحو سلسل وبارد البطاقه الكريستاليه في يده بدأت تنشر البروده بشكل خافت ... كما لو ...


اوه ؟ ..


لاحظ يي يون فجأه شيئا ، انسحب من سريره و حدق في الكريستاله الأرجوانيه ، ثم ابتسم ابتسامه نشيطه ..


بعد فحص دقيق ، لاحظ يي يون نقاطا صغيره خافته من الضوء تحيط الكريستال الأرجواني ..


ظهرت هذه النقاط الخفيفه من الامكان وطفت ببطئ في الكريستال الأرجواني قبل ان تختفي ، كما لو ان الكريستال الأرجواني قد استوعبها ، نفذت هذه العمليه لأجل غير مسمى و توهج الكريستاله الأرجوانيه قد اصبح اكثر كثافه قليلا ..


ما معنى هذا ؟


تسبب هذا الأكتشاف بزياده تسارع تنفس يي يون ..


كما اصبح توهج الكريستاله الأرجوانيه اكثر اشراقا ، رأى يي يون الكريستاله الأرجوانيه بدورة برود ، هذه البروده الفريده من نوعها اجتاحت كل من ذراعيه ، في جميع اطرافه ، كما لو كان ضوء خارقا قد طهر جسده ، وبشكل تام قد انعشته ..


تذكر يي يون هذا الشعور بينما كان يحفر طريقه للخروج من الكهف ، لقد شعر بهذه البروده كلما كان يتنفس ، كانت ينتعش كلما انهار جسده ..


عرف يي يون ان الشخص الذي يعيش و يتحرك ، كان بسبب الطاقه التي يوفرها الجسم ، منا يسمح له بأنعاش نفسه ..


دون تناول اي طعام لن تكون هناك تغذيه و بالتالي لن تكون هناك طاقه ، مما يؤدي الى المجاعه ..


كان من الواجب وجود مصدر للطاقه لأجتياز هذا النفق الطويل دون ان يأكل و يشرب لعدة ايام ، هذه البروده يجب ان تكون هذه الكريستاله الأرجوانيه تزوده مع الحياه-- بأعطاء الطاقه ..


مفكرا بعنايه ، عندما اكتشف اصلا الكريستاله الارجوانيه في الكهف ، كانت الكريستاله تبعث توهجا خفيفا مثل لؤلؤه الليل ..


ولكن بعد خروجه من النفق الغريب ، اختفى توهج الكريستاله و قد يكون ذلك نتيجه لنضوب الطاقه ..


ولكن الآن ، كان توهج الكريستاله الأرجوانيه يعاد شحنه و يصبح اقوى ، ماذا يمكن ان يكون مصدر الطاقه التي تم شحن الكريستاله الأرجوانيه بها ؟


يي يون لاحظ بعنايه و ادرك ان هذه النقاط الصغيره الغامضه شكلت سطحا يؤدي الى النافذه ، بدى ذلك مثل .. مجيئها من النجوم ..


كانت النجوم هي مصدر الطاقه لأعادة شحن الكريستاله الأرجوانيه ؟ ..


فكر يي يون لفتره من الوقت ثم قفز من سريره ، ذهب الى الموقد و حفر بعض الفحم المحترق ، اضاءة حفنه من الحشائش و اشتعلت النيران الصفراء ..


يي يون وضع الكريستاله الأرجوانيه بعنايه في النار ..


كانت نظريه يي يون بسيطه ، اذا كانت الكريستاله الأرجوانيه تمتص الطاقه من النجوم ، فأنه ربما بأمكانها استيعاب الطاقه من محيطها ؟ ..


النار ، هي شكل من اشكال الطاقه في فهم يي يون كانت على الأرجح اقوى من النجوم ، اذا كانت الكريستاله الأرجوانيه تمتص طاقة النار ، الن تكون حينها اسرع ؟ ..


لم ينظر يي يون و لو لمره في امكانية تدمر الكريستاله الأرجوانيه ..


ولكن ، بغض النظر عن مقدار حرق يي يون للكريستاله الأرجوانيه فهي لم تظهر اي تغيير ، ولا يمكن ان يشعر بأي حراره منها ..


كانت الكريستاله الأرجوانيه مثل كتله من الجليد الذي لا يمكن ان يذوب ، كانت باردة الملمس حتى بعد وضعها في النار ..


هز يي يون رأسه وتخلى عن التجربه ..


لقد قرر المغامره خارج المنزل ، سيكون ضوء النجوم اكثر كثافه ويمكن ان يوفر للكريستاله الأرجوانيه المزيد من الطاقه ..


اذا تم ملئ الكريستاله الأرجوانيه الى حافتها بالطاقه ، اي نوع من التغييرات سوف تحصل ؟


يي يون توقع بفارغ الصبر !


فتح يي يون باب المنزل و باب الفناء قبل ان يغلقهم بعنايه وراءه ، كان يخشى ان تستيقظ الأخت في الغرفه المجاوره ، ولكن عندما مشى يي يون في الفناء ، كان مبتهجا قليلا ..


رأى فتاه في اللون الأخضر ، تجلس تحت شجره ليست بعيده عنه ، كانت تلمع بعنايه رأسم سهم ..


يعكس رأس السهم البارد ضوء القمر على وجه الفتاه الحساس ، كما لو كان حجابها في طبقه من الغزل الفضيه ، من جانب الفتاه حلقت عشرات اليرعات كما لو كانوا محيطين بها ..


جيانغ شياورو ؟


رأى يي يون كومه لامعه من السهام بجانب جيانغ شياورو ، تم تصنيع كل سهم بشكل جيد مع رأس حاد ..


" هذا .. "


على الرغم من ان يي يون لم يكن يعرف شيئا عن الأسلحه ، إلا انه بأمكانه ان يقدر اناقة هذه السهام ..


" يون اير ، لما استيقظت ؟ ان الجو رطب في الليل وجسمك قد تعافى للتو ، عد للفراش بسرعه " .. وقفت جيانغ شياورو على الفور مع نية اعاده يي يون الى المنزل ..


" اختي ، لم هناك الكثير من السهام ؟ " .. سأل يي يون باستغراب فلم تبدو جيانغ شياورو مثل مستخدمه للسهام ..


" هذه لأجل تبادل الحصص غدا ، لقد كان الأمر هكذا دائما " .. نظرت جيانغ شياورو في يي يون بغرابه ..


" اوه .. " .. كان يي يون غير مدركا لذلك ، بغموض .. هو قد خرج من النفق لهذا العالم و هو يفهم الكلمات و اللغه ، لكنه لم يملك اي فكره عن حياة " يي يون " .. فكل ذكرياته كانت خاصه به ..


كان يشبه الناس اللذين يعانون من فقدان الذاكره بعد اصابه بالرأس ، على الرغم من فقدان الذاكره فهم لا يفقدون مهاراتهم اللغويه ..


كان يي يون يفكر طويلا بعذر كامل ، ووضح ، " اختي ، لقد توفيت مره واحد ، لذلك هناك بعض الأشياء التي لا استطيع تذكرها .."


قالت جيانغ شياورو بتفاجئ .. " لا يمكنك التذكر ؟ " .. كان يي يون قد سقط من جدار جبل بينما يجمع الأعشاب فتحطمت عظامه ، اصبح بعدها طريح الفراش لفتره من الزمن قبل ان يستسلم لأصاباته ، قد يكون آذى رأسه في ذلك الوقت ..


بالتفكير في ذلك ، شعر قلب جيانغ شياورو بالقلق .. " يون اير ، انت .. " ..


" انا بخير " .. وقف يي يون بسرعه جيانغ شياورو ، اراد ان يوقف مخاوفها .. " اختي ، اخبريني عن هذا العالم ، وعن الرجل الذي كان يركب على الوحش الضخم ، ماذا يحدث ، هناك اشياء كثيره لا اتذكرها .. "


________


ترجمة : ندى الصباح ..


2017/05/26 · 3,423 مشاهدة · 2147 كلمة
applexxxtree
نادي الروايات - 2024