في طابق كازينو غطى الطابق طاولات ممتلئه باوراق اللعب
والناس ذو الاقمشه الغاليه يملئون الطابق
موسيقى كلاسيكيه صاخبه ومجموعه تتمايل باجسادها
تحتضن ايديهم كؤوس الشمبانيا تحت ضوء الكازينو الخافت
لا تكاد ترى طيف قماش السجاد من كثرتهم
سار نادل ذو شعر بني ممسكاً بطبق مليئ بكؤوس الفودكا واضعاً اياها على طاولة السكارى
استدار رجل ذو بدله خضراء من خلفه ناهباً كأس يسير بثقه بين الجموع
بعد السير في الرده الطويله عم السكون حيث ابتعد عن الجموع والفرقه العازفه
عم صوت خطواته المتناسقه في الرده الفارغه وقف فجأه اخر الممر
امام باب خشبي وردهه قذره لا تناسب فخامة المكان السابق بباب مقبضه مكسور
طرق الباب مرتان
ثوانٍ حتى سمع نقر
كانت الاشاره ليتلو كلمة سر فتح الباب
حدث نفسه بصوت منخفض بنبره عميقه
"سرت في غابه غطى القمر 'الازرق'سمائها"
تبعه صوت نقر اقفال حتى فُتح الباب ذو الخشب الباهت
دخل كانه يألف السير في هذا المكان
سار مباشره لغرفه ذات مقابض مطليه بالذهب
كأن الباب الرديئ سابقاً كان وهماً
فتح الباب ليصدر صرير منخفض اجتاح بصره الغرفه
غطى الذهب مقابض ابوابها واحتضن خشب البلوط سجاده قرمزيه مخمليه
نوافذ عملاقه تطل على ساحة العاصمه متطاولة البنيان
غطت النوافذ طبقه ثقيله من الستائر المخمليه بنقوش ذهبيه
ورق الجدران الفاخر والشموع العتيقه
في الغرفه حيث كان كل مافيها يسيل لعاب لص خلف زقاق
لسرقتها
جلس رجل ذو بدله زرقاء على كرسي مطلي بالذهب
ممسكاً سجاره فاخره في يديه المليئه بالخدوش والخواتم كانه يصرخ ب اسرقني انا لامع
صدح صوته الاجش في الغرفه ذات الجدران الكاتمه
"اتبلغ قصة الكائن ذو الثلاث اقنعه؟"
نظر له رجل يقابله في المجلس مرتدي بدله خضراء
ناطق بصوت هادئ يكبح ما بنفسه
"جوش ... اتظن قصتك ستغطي مال الدين؟"
حرك الرجل الذي دُعي ب جوش سجارته ناثراً الرماد على ارضها
"يحكى ذات مره عن مزارع عاش في قريه صغيره"
"تسك نقر على لسانه
"جوش توقف عن هراء قصصك اللعينه تبقى يوم على وصوله!"
صدح صوت صراخه كأن كيله قد ضاق
"كان المزارع قلقاً للغايه"
كانه لم يسمع ادلائه اكمل حديثه ببطء ورزانه
"جوش! بسبب تأخرك سندفع الثمن بحياتنا!"
رطم يده بصدره وهو يصرخ كأنه ضاق ذرعاً
تنهد المسمى جوش مخرجاً انفاس بيضاء
نقر باصبعه ليتحرك رجلان ويثبتا من صرخ كانه في غرفة ولاده بدون بنج
"تسك لاتملك مهارات الاستماع اعلي نزع لسانك لتصمت؟"
صدح صوت المسمى جوش بازعاج حول انه من امامه لم ينصت له بينما يقلب ورقة الرهان
"اتقارن فقدان لساني باندلاع النيران في عائلتنا؟ إلا تدرك خطورة مماس-...!"
قاطعه هسهسة جوش بان يصمت
عض شفتيه الجافه من الصراخ فكم اتى لمطالبه بدين حياته
عم الهدوء بعد فعله هذا ليكمل حديثه بابتسامه خافته
"اين وصلنا؟..اوه كان المزارع قلقاً فقد اقترب موعد الذي يحصل فيه محاصيله ليعطيها الكونت الذي يحميهم من الشيطان لكن! لم يشاء المطر أن ينزل من قطره واحده حتى وان لم يستطع اعطاء الكونت المحاصيل فسينزع حمايته من القريه ويتركها تُدمر على يد الشيطان فكر المزارع بيأس ابتلعه للنخاع كيف يمكنني تسديد الكونت بحماية قريتي ولستُ امتلك حبة شعير نابته؟"
لو كان هناك ممثل لن يتخطى تمثيل جوش في تقليد تعابير يأس المزارع
رغم تعابيرهم الفارغه على تمثيله إلا انهم لم يتحدثو
"حينها! ظهر فأر اسود ناطق!! قائلاً امتلك فكره رائعه! ماذا استكون حفر حجر مليئ بالجُبن؟ مالذي قد يفعله فأر ناطق!!"
نطق بهراء واضح محرف عن القصه
"رد المزارع بيأس وماهي؟ قال الفأر يمكننا سرقة محاصيل القريه المجاوره شيئاً فشيئاً ولن يلاحظ احد نطق المزارع بأمل وكيف؟ "
هز الفأر راسه بسخافه
"سأدع رفاقي يتولون هذا لكن هُناك شرط"
نطق المزارع بسرعه
"وماهو؟"
لمعت عينا الفأر بوهج احمر
"بعني روحك"
يأس المزارع وجوعه لم يفكر كثيراً الن تكون سرقه بسيطه يمكنها تغطية ضريبة هذا الشهر؟
مالعيب بهذا اليست القريه المجاوره بجانب نهر؟
يمتلكون خيرات الطبيعه يمكنهم تولي امر الضريبه بسرعه
نطق المزارع
"ليكن ..خذ روحي وانقذ قريتي"
في غضون اسبوع تراكمت المحاصيل في مستودع قريته
شعر المزارع بارتياح
الن يقضي ضريبه هذا الشهر ويستمر الكونت بحماية قريته؟
لكن بعد شهران انتشرت الاخبار كانتشار النار في الهشيم
"دُمرت القريه المجاوره على ايدي الشياطين!!"
"قُتل كل من فيها بوحشيه يكادون يتعرفون على جثثهم المشوهه "
غرقت ملامح المزارع
"الم تكن ابنته المتزوجه في هذه القريه؟"
صدح صوت امرأه هامس بين الجموع
"ويحي! كان الله بعونك"
بينما تلقى المزارع التعازي لم يستطع استيعاب ما نُطق به
كأنه تحت الماء ضباب كثيف ظلام عميق لم يستطع تذكر مافعله بعد ذلك
جل مافكر به بعد استيقاظه هو صوت رجل الصحيفه
"كانت المحاصيل مفقوده ولم يقدمو شيئاً للكونت فسحب حمايته منهم "
كل ما فكر به هو
'قُتلت ابنتي بسبب عجزي'
سار في جنازتها ووضع زهور الاقحوان على قبرها كأنه لم يكن قاتلها
توقف جوش قليلاً بسبب مداخلة رجل البدله الخضراء
"يقتل القتيل ويسير بجنازته لو وجدت الشياطين لكان احدها"
نطق جوش بنبره لطيفه كانه يجده طفل
"يحتاج الراعي ان يقدم بعض التضحيات ايهلك قريته واهلها لاجل حياه ثمينه واحده؟"
"غير منطقي لم يهلك حياه واحده بل قريه باكملها لم يستطع تحمل مسؤولية محاصيله وسرق محاصيلهم لو كان ما فعله خطيئه لن تكون الجهل ولكن الجشع"
ضحك جوش بخفه
"لم يكن من سرقها بل كان فأره"
"هراء كان من عقد الصفقه كل ماحدث كل على راحة يده"
نقر جوش ليضرب رجلاه رأس ذو البدله الخضراء
"احم..لأكمل
ما اقنع المزارع نفسه به هو انه اهدافه كانت نبيله لو لم يبع روحه لغطت رائحة الدماء قريته مقابل حياه انُقذت اخرى
رغم محاولته لحفاظه على عقلانيته إلا ان الامر انتهى بجنونه
تأكل عقله ببطء كانه يعذبه على كل روح اهلكتها يده واسبابه
بدء بشرب الخمر ليخفف اعراض هلوسته التي تتبعه في نومه حتى
وبدء يجد متعه في تعذيب زوحته وطفلته المتبقيه
اليس يطعمهم؟ انهم ملكه بالكامل يحتاج لتفريغ ضغوطه ومالعيب في استخدامهم لذلك؟
هستيريه - جنون - هلوسه - غضب سريع - انتهازي - احتيالي
تغير زوجي ليصبح هكذا بعد موت ابنتنا ترك زراعة المحاصيل افرغ مخزون القريه نهباً في الخمر والحشيش
غرقت زوجته في يأس عميق لم تستطع اطعام ابنتها او مواساة زوجها جوع ويأس وعجز لم تشعر بهذا اليأس قط
حينها ظهر ثعبان اسود صغير
نطق بصوت حقير
"اتيت لايقاف جنون زوجك "
هزت الزوجه راسها بعدم تصديق
"وكيف لك؟"
اخرج لسانه النحيل وتحدث ببديهه
"سألدغ ساق زوجك كلما ذهب لجنونه ليقع في سبات يحميك من عذابه"
فكرت الزوجه بذرة من الامل
"وكيف سأسدد دينك ايها الثعبان الاسود؟"
هسهس الثعبان وهجت عيناه بلون احمر
"بيعيني روحك"
صُعقت الزوجه رغم ردائه حالها إلا ان طفلتها كانت باردئ
فكرت لثوانٍ
ولو باعت روحها الف مره له لن يكف رغبتها في حماية ابنتها المتبقيه
وافقت الزوجه بقلب مثقل لكن بدون ندم
رغم وعد الثعبان الخبيث بأنه يكف اذاء المزارع عن عائلته إلا انه لم يعد بعدم قتله
بعد مُضي ايام قُتل المزارع من شدة سم الثعبان فما عسى جسد انسان واهي ان يتحمل لدغة ثعبان؟
توقف جوش لثوانِ يرى ردة فعل ذو البدله الخضراء الحمقاء
"هها؟ .. ماهذا الهراء اللعين؟!!"
صرخ حتى ظهرت اوداجه
"اخبرها بوضح انه سيلدغه اي عاقل سيفكر بموت من يُلدغ هرااء!!! توقف عن سرد هذه القصه الحمقاء علينا تسديد دين ش-"
قبل ان يكمل صراخه نقر جوش باصبعه ليضرب رجله رأس ذو البدله الخضراء
"اهم.. لنكمل
ذبلت المحاصيل وجف البئر الصغير
واضحت المواشي هزيله كما عانت ابنته وزوجته من الجوع
لم يكن موت زوجها سوى ضربه اخرى افقدت المنزل توازنه
حزنت الزوجه بسبب ذنبها ولم تنهض من سريرها سقماً
شفتاها الجافه وعيناها المقعره بشرتها المرقطه ببقع حمراء
نظرت ابنتها بحزن اثقل كتفاها لم يبرح موت اختها حداده حتى تبعها والدها ووالدتها تحتضر دُمرت المحاصيل وجُوعت المواشي
كما لو لُعنت عائلتها فالمصائب تأتي واحد تلوى الاخرى
هجر السكان القريه قائلون انها ملعونه تبقى المنزل القديم
خرجت ترى المواشي لعلها تستطيع ترميم حالهم
في السهل الواسع تبقى ماعز واحد تكاد اضلاعه تخرج من جلده النحيل
جلست بجانبه تفكر بيأس
لو باعت خشب المنازل القديمه في القريه كحطب ستستطيع تحمل تكلفة كيس شعير
لكن لن تكفي لشراء دواء لامها السقيمه غرقت اكتافها واثقِلت
لكن في لحظة تحول الماعز النحيل
لرجل ذو شعر فضي يكاد يغطي ضوء القمر من شدة نقائه
عينان عسليه ورموش فضيه صنعت ظل خافت على جفونه الثقيله
جسر انف مستقيم تحت شفاته المستقيمه وضعت شامه
جسد متناسق تحت ملابس تبدو غريبه
غطت رائحة عطره المحيط بدت بشرته كرمال ساخنه في يوم دافئ
توقف جوش بسبب مداخلة ذو البدله الخضراء
"انت.....هل انت شاذ؟"
نطق باشمئزاز لايحاول اخفاءه
لم يبرح حتى نقر جوش باصبعه ليُركل ذو البدله الخضراء في طحاله مفترشا الارض
تنهد جوش ليكمل
نطق صوت معسول بنبره منخفضه عميقه
"انستي المسكينه سوف انقذ امك"
نطقت الفتاه بشك
"وكيف ستفعل هذا ايها الرجل النبيل؟"
رغم تحوله من ماعز إلا انها كذبت عيناها
ابتسم ابتسامه حلوه ناطق
"سأهبك الذهب والفضه سأهبك الدواء لشفاء امك السقيمه"
اقترب ممسكاً بذقنها النحيل بيده
اقترب ببطء بينما يغرقها بأمل زائف
"بمقابل تفانيِّ عليك "
همس بالقرب من أذنها بينما يعبث بشعرها الاحمر
"اعطيني روحك واتبعيني اينما ذهبت سأخرجك من كربك"
عيناها اصبحت فارغه وتعابير وجهها الزاهيه اصبحت كالدميه
نطقت بصوت رتيب بارد كالموتى
"تحت امرك"
_
9يونيو 2022