3 - الزحف بين الجثث

بمجرد استيقاظ فاسكو ذهب يبحث عن طريق خروجه

اذا به في غرفه واسعه مليئه باثاث مزخرف

كان صوت تنفسه الوحيد الذي كان يسمع في الغرفه

نهض يدعم كتفه المخلوع وصوت انفاسه الثقيل المتقطع

'اين انا؟'

'كم الوقت الان؟'

'كم مضى؟'

لم يخذل حذره واخذ وعاء الشمع بيده يسير للباب بحذر

بمجرد مد يده للمقبض المغطى بالذهب

هناك من فتح الباب قبل ان يفعل نظر فاسكو بحذر بعد ان عاد بضع خطوات بجسده الواهي

لتظهر هيئه طويله لرجل عجوز تفاجئ بظهور فاسكو المريض امامه لكنه نظر لوعاء الشمع قبل ان يعيد عيناه

نطق فاسكو بعد ان اعاد وعاء الشمع خلف ظهره

"قدني للسيدك"

بعد السير خلف العجوز لمده لم يخذل فاسكو حذره وبدا بحفظ الطريق ويلقي نظره للنافذه ليقيس مسافة علو الطابق

رغم حذره لم يلاحظ ان الرجل العجوز لايملك صوت خطوات

بدا كانه يمشي على الماء كان فاسكو يوجه حذره للاتجاه الخاطئ

وصل امام باب في اخر الممر ذو السجاد الاحمر

قرع الخادم العجوز الباب ناطقاً

"سيدي الشاب استيقظ الضيف"

ثوانٍ حتى رد صوت شاب

"ادخل"

فتح الباب دخل فاسكو خلف الخادم بحذر يلقي نظره على الغرفه ذات الاثاث البسيط

توقفت نظرته المتفحصه على هيئه تجلس

باستقامه تظهر يده كأس مزخرف وبيده الاخرى جريده عريضه غطت حروفها السوداء الورق الابيض

انزل الجريده ببطء ليظهر محياه تفاجئ فاسكو لثانيه

شعر ابيض مصفف بعنايه للخلف رُسمت تحتها حاجبان ابيضان مرسومه بعنايه رست تحتها عينان نقيه بلون البندق وخداه ينضحان بلون الخوخ وجسر انفه المستقيم

وشفاته المبتسمه

بدا ك لوحه رُسمت بعنايه

"يطيب لي رؤيتك بخير سيد"

مر صوته كالاحان على اذنا فاسكو

نطق فاسكو باعين فارغه

"فاسكو.. نادني بفاسكو"

ابتسم الشاب امامه

"حسناً سيد فاسكو لما لا تشغل مقعداً في المجلس؟"

قاد الخادم العجوز فاسكو للجلوس امام الشاب

بايد سريعه قدم الخادم كأس شاي ساخن امام فاسكو

نطق فاسكو بعد ثوانِ من صمته

"اعتذر لحضوري المفاجئ لكن هل لي السؤال عن مكان تواجدي؟"

نظر الشاب بتفهم له قبل ان يشرح ماحدث قبل ان يغشى على فاسكو

نطق فاسكو بتعابير محرجه وانحنى

"اعتذر واشكرك على مساعدتي ايها الشاب المحترم"

نطق صوت ضاحك امام فاسكو

"لا تشكرني فعلت ما سيفعله اي احد"

صرخ فاسكو بتعابير جديه

"لا لن يفعل احد مافعله الشاب المحترم اريد ان اشكرك مره اخرى!"

نطق الشاب بصوت محرج

"توقف فقد وصلني صدقك سيد فاسكو!"

صرخ فاسكو مره اخرى

"لا لايجب ان تخجل من هذا لم يتوقف احد عن سيره لافعال مشرفه غيرك اقسم! لم ارى بنقاء السيد وافعاله اللطيفه ..!"

"اهه سيد فاسكو توقف.."

نطق لكن اخرسه صوت فاسكو الصارخ مره اخرى

انتهى الامر بعد عدة محاولات لاخراس فاسكو

ليعم صمت محرج

كما لو ان فاسكو تذكر امر مهم نطق

"اسف لذكر هذا بعد مساعدتك لي لكن اذا جاز لي ان اطلب"

..

في مكان اخر في ساحة امتلئت بجثث هامده وجدران غطاها اللون القرمزي للدم

التحمت مجموعتان في منتصف حطام البنيان والاجساد الهامده

مر الرصاص بينهم قذف بعضهم الحجاره ولوح بعضهم بالخناجر

صوت الصراخ وسحق العظام مر بالمنطقه

رائحة بارود وجثث محترقه

في مكان قريب فوق بنايه مهدمه وقفت هيئه ترتدي رداء اسود قديم وقبعه سوداء غطت رأسه

تنظر عيناه اللامباليه للساحه حرك عيناه يبحث عن شخص معين

نطق بصوت خافت غطته هسهسة الرياح

"فشل اخر"

واستدار ليكمل طريقه دون الالتفات

..

في الساحه حيث احتمد القتال وتناثرت الدماء

في زاويه مُهمله في الساحه خلف حطام العربه

ضجع تحتها هيئة طفل غير مهمه في هذا المكان

لايبدو انه ينتمي لاي مجموعه لاينتمي لاحد

ضل يراقب الساحه من ثقب في العربه المحطمه

بدا بتمتم بشي ما وعيناه السوداء تجوب الاشخاص والجثث

نظر للمسافه يعدها

رغم ضيق المكان إلا ان جسده الصغير قد حُشر مع حقيبه قديمه

وضع الحقيبه وثبت بها الخيط حيث لا يفلت

خرج خلسه من حطام العربه ما ان اخذ خطوه

"ارغغهه"

حتى طار جسد رجل امامه كاد يُسحق تحت جثة الرجل الضخم

افترش الارض ونظر لامام ليجد رجل اسود البشره ممسكاً بفأس يأرجحه ليتحدث بصوت اجش

"هوه مالذي يفعله طفل هنا؟ أاكان جماعة ايسلانغ جُبناء ليأتو بطفل معهم؟"

انهى حديثه بوضع الفأس على كتفه

ثوان حتى اختفت اثار الصدمه من الطفل ليتبعها حدة عينيه

نظر باعين ممتلئه بالكراهيه والحقد

"هاه؟"

نظر رجل الفأس بأستعجاب ليهمس

'هذه ليست اعين طفل'

فكر رجل الفأس بأن هذا الطفل سيكون مشكله بحدود خمس سنوات او اقل

احتدت اعين الرجل رفع فأسه

امتلئ الهواء بنية قتله

بدا مثل سفاح غطته دماء ضحاياه قبل ان يقاومو

جفل الطفل

لم تمر برهه حتى نهض الفتى ذو الاعين السوداء راكضاً بالاتجاه المعاكس

ركض الطفل بين الجثث وحياته تعتمد على هروبه

فقد انفاسه تعثر ونهض لا يمكنه الموت هنا

راقبت اعينه الساحه اقترب اخيرا لمخرجها

لم يخف التجعد بين اعينه ولم يخفف سرعة ركضه

لا يزال يراقب الساحه يخفي حضوره لايمكن ان يخفض حذره

لايمكن ان يشتت انتباه بالتفكير بشي اخر لا يمكن ان يعطي انتباهه لاحد البشر المحتضرين ومساعدتهم

ان يخطو على اجسادهم ويعيش تلك الطريقه الوحيده

كل هذا خطأهم لا يمتلك اي ندم على الهرب دون الالتفات

لو قدرو حياتهم لم يكونو ليأتو لساحة حرب اكبر عائلتان مسيطرتان على العالم السفلي

_

ضجِع:وضَع جنبَه على الأرض أو نحوها

2022/07/10 · 54 مشاهدة · 804 كلمة
حبحبه
نادي الروايات - 2025