رواية التوأم

فتح الباب كيفن يرتدي نظارات التخفي خاصته وجلس أمام ذلك الرجل..

نفس الرجل الذي كهربه منذ ايام، يجلس مربوط أمامه.

أبتسم له كيفن "لا أعتقد أني أحتاج لهويتك بعد الآن.." رمى كيفن له الهوية والبطاقة "لا تقلق، لم أخذ من أموالك أو ما شابه، فقط تسللت للقصر قليلا~" قال واقترب منه وسحبه وصدمه بالحائط "أن أخبرت أحد بكونك قابلتني..صدقني لن ترى لطف مني ابدًا."

ابعد الرباط من فم الفارس الذي صرخ خوفًا "سموك!. سأدعي أني لم أرى وجهك ولم اسمع بك!."

أبتسم كيفن ابتسامته المعتادة وتركه "شكرًا على لطفك." قال وفك قيده ثم استدار ولوح له.

لهث الفارس ناطقًا "مجنون!"

بمكان آخر..

كان كل من سايا وريوس يسيران معًا..متخفيان للتأكد من حفظ هويتهما.

"ما رأيك بذلك الأشقر؟." سأل ريوس.

"له شكل حسّن." قالت سايا بينما تسير نحو الكوخ.

"بجدية سايا.." تنهد ريوس ثم أشار لنفسه "أنا اوسم، أليس كذلك؟؟"

ضحكت سايا وركضت "اجتماع مفاجئ!"

"هي!" صرخ ريوس.

ضحكت سايا وجلست واتى البقية لتنطق بعد أن وصل كيفن "أين ذهبت؟"

"اغازل الفتيات." قال كيفن بثقة.

"كم صفعة تم صفعك؟" سألت ريكا.

"عزيزتي الفتيات يتقاتلون لسماع كلمة مني." قال والثقة تتعالى من نبرته.

تنهدت سايا وجلس كيفن لتنطق أخته "سنعود للقصر."

"كم مرة ناقشنا الأمر أيتها الطفلة؟" قال مارت بنبرة توضح شدّة انزعاجه مما قالته.

"هذا يكفي، تركتكم تتصرفون كما ترغبون.. والآن أنا مستعدة لمواجهة أبي وحقيقة كل شيء.." تنهدت سايا "كان من الخاطئ الهروب واغضاب ابائنا هكذا..لذا..سنعود."

"ويتم قطع رأسنا، لعلمكِ، انتشر بأنه سيتم قطع رؤوسنا! بالطبع امي من كتبت هذا لكن يشملكم كذلك." قال مارت.

أجابت سايا "ربما فعلتنا فعلة أبناء مهملين..لكن لن يصل الأمر لقطع الرأس، عمتي فقط غاضبة."

"لكن مع هذا ستعاقبون! انا لن يعاقبوني لأن بابا لن يسمح بهذا." قالت ريكا.

"سأتدبر الأمر." قالت سايا ونهضت.

نظر لها جيفري "متأكدة؟"

"نعم، لدي خطة، خذنا لقصر ساتو." قالت.

نهض جيفري وفتح البوابة لينطق ريوس "هل أنتِ متأكدة؟."

"نعم..للمرة الأخيرة." قالت وسارت بثقة ودخلت البوابة وتبعها البقية.

وقفت أمام القصر، الفرسان توجهت أنظارهم لهم، لكن لم يفعلوا شيء..فقط انحنوا ومرت سايا من جانبهم..

دخلوا القصر، وأتجهت لمكتبة والدها.

فتحت الباب ودخلت..ولحسن حظهم..أو لسوءه، كان كل من جونثان وكارولينا متواجدان مع وليام.

نظر وليام لابنته وابنه، وأبناء إخوته يشبك يديه على الطاولة لتنطق سايا بثقة عالية "بابا!"

أجاب وليام بجواب صغير وبسيط على من تناديه "نعم؟"

رغم بساطة كلمته إلا أن ثقة سايا كلها تدمرت والخوف بدأ يتسلل لقلبها..

"أعتقد أني غيرت رأيّ.." استدارت وكانت على وشك الذهاب ليوقفها صوت والدها.

"سايا، كيفن، ريكا، مارت وريوس.." نطق بأسمائهم، واحدًا تلو الآخر..هذا ما وضع القلق يجد مكانه لقلوبهم، لم يتجرأ فرد منهم بالنطق..

نطقت كارولينا "اكل القط ألسنتهم~." ضربت الطاولة لتنكسر "اين كنتم اعزائي الصغار؟!" قالت بنبرة تحاول كتم غضبها.

دفع مارت سايا "خطتك.."

تنهدت سايا وتقدمت "أعلم أن فعلتنا كانت غبية..أعني..أنا نادمة حقًا!. ولم اقصد فعل أي من هذا..وأنا التي طلـ.." لم تكمل كلامها لتقاطعها ريكا.

"انا طلبت!. هربنا بسبب رغبتي." قالت ثم قال بعدها مارت هامسًا.

"اكرهكم..حسنًا..أنا المسبب والمخطط لكل هذا..لكن هذا لا يعني اني سأتكفل بكل العقاب.."

ضحك كيفن ساخرًا "نعم، هم المخططين، لا شأن لي بشيء." قوله هذا جعل الثلاثة بجانبه يتجمدون تمامًا.

تنهد وليام "أتظننوني أحمق؟ حقًا؟ لقد رأيت كيفن من تجرأ على الكلام بتلك الطريقة..وأفسد مواعيد الجميع لسبب تافه..ظننتكم اوعى من هذا، سايا وكيفن، لم يتبقى سوى القليل ليوم ميلادكم الثامن عشر، وبعدكم من؟ مارت! انت بالفعل بعدهم بشهر، ثم ريكا، جميعكم ستدخلون الثامنة عشر، أهذا تصرف أمراء؟ أهذا تصرف أشخاص سيأتي يوم ويستلمون الحكم؟ لو كنتم بالعاشرة من عمركم عذرتكم..لكن اعماركم لا تعذركم، إلى متى سيتم عذركم؟ إلى أن تدمروا إمبراطورية بسبب أفعال طفولية؟"

"بابا.." نطقت سايا "أعلم أنك غاضب لكن..لدي طلب بسيط!" قالت مسرعة بينما تراجع خطتها في عقلها.

نظر وليام لها لتكمل "إن استطعت..أن أجعل جميع أبناء عماتي واعمامي..معًا بقرار واحد..نتحد جميعًا..لأول مرة..أيمكن أن نفلت من عقاب فعلتنا هذه؟"

نظر لها وليام باستغراب من طلبها الغريب لتهمس له كارولينا "أعتقد أنه سيكون من الممتع فعل هذا، اعطيها فرصة~"

نطق بعدها جونثان "ربما فكرة جيدة.."

تنهد وليام ووضع يده على جبينه "سنرى إذا.."

ابتسمت سايا..وبالفعل مّر الوقت..وحان وقت خطة سايا.

"سايتي، هل أنتِ متأكدة؟. لا اضمن لكِ نجاح هذه الخطة..أشعر أنها..غبية قليلا." قال كيفن ناصحًا أخته.

ابتسمت سايا بثقة عالية ونطقت "من يحذرني؟ نفسه من أوقعني بهذه المصيبة، لا تقلق اخي..أعرف تمامًا ما يجعل جميع ساتو يتحدون." قالت وسارت داخل القاعة..

صعدت على أحد الطاولات ونظرت لهم جميعًا لكنها لم تنطق فورًا إلى أن أدركت حالها ونطقت قائلة..

"هل تمنيتم يومًا شيء أنتم على كامل الأستعداد بالتضحية لأجله؟" نطقت سايا ولم يجيبها أحد سوى..

ابن عمها آرثر..المدعو بسيزار.."أتعنين كأمنية تبديلكِ أنتِ وأخاكِ بمن أكثر كفاءة؟"

أمسكت غضبها وابتسمت "قريب من هذا، الشعور بالاحتياج لهذا الشيء.. كأنك لن تستطيع العيش بدونه..دعم من حولك لك، أعني..لأول مرة بحياتي.. أشعر أني مستعدة، مستعدة لمواجهة الحقائق التي تنتظرني، مواجهة عواقب أفعالي، مواجهة ما يهدد مصير عائلتي…والآن أنا مستعدة لفعل اي شيء، مستعدة ولن أتراجع مجددًا..كل ما احتاجه هو دعمكم."

كلامها ذاك..رغم بساطته إلا أنه دخل لقلوب بعضهم، استمعوا لها، الكبار منهم والصغار..الجرأة التي حصلت عليها فجأة..كان هذا صادم للكل، لكن أرادوا معرفة ما تريده بالضبط.

"هل شعرتم يومًا بالاستعداد للموت من اجل حماية احبائكم؟" كان أحدهم على وشك مقاطعتها لكنها لم تعطي المجال لهذا ناطقة "سيقول منكم البعض، كيف تحميهم أن لم يحموا انفسهم؟ هذه هي البداية ببساطة!"

"جميعنا نعلم أي نوع من الأنواع حارسنا، والوقوف أمامه بمفردي أنا وكيفن ليس بكافي.. نحن بحاجة لكم، بحاجة لثقتكم بنا!" قالت ليظهر كيفن بسرعته تلك..

صرخ قبل أن تنطق أخته "إذا من معنا؟؟"

سحب أخته من الطاولة ونطق "أن كان الحراس ما يريدونه هو سفك الدماء، لما لا نعطي الفرصة لدان؟؟ هيا يا اعزائي لنجلب رأسه! كل ما عليكم هو الوثوق بي وبأختي، وكل شيء بعدها سيكون بخير."

ابتسمت سايا واكملت من بعده "يمكننا بعد هذا العودة لسلامنا السابق! مع أكل بعض الكعك، وشرب الشاي!"

"ويمكن كذلك عدم السماح لأباؤنا بالتحكم بنا كما يشاؤون." قال كيفن بثقة كاملة مما جعل سايا تتجمد..

نطقت سايا محاولة إصلاح الوضع "أوه حسنًا.. الأمر فقط.."

أصبح صوت الهمسات عالي بالقاعة، لكن لم تكون سلبية، بالعكس..ما كان يريده التوأم تمامًا.

"بدأ الوقت، الذي يمكننا الخروج به عن القوانين! ولن يمكن لأي فرد ايقافنا معًا، سنتبعكما بأيماء وننتظر خبر قطع رأس دان والتحرر من سيطرته!"

كانوا ينطقون معًا، ليس كلهم بالطبع، لكن معظمهم! مما أدهش سايا حقًا..وعينيها صُدمت فرحًا بما تراه.

أكملوا "سيمكننا التحرك براحتنا بدون القوانين الحمقاء التي تعيقنا، وربما سيمكننا استخدام انيابنا مجددًا لمص الدماء! لذا لا تتراجعا واكملا، وكل من هنا داعمًا لكم!"

قلقت سايا أكثر وحاولت تهدئة حماسهم خوفًا من زيادة الوضع سوءًا.

"هل يمكننا التخطيط بشكل ألطف قليلا بدون خلف القوانين؟. قد يغضب هذا آباؤنا.." قالت بينما تمسك بيديها لتمسك ناديا ابنة عمتها بكتفها "لا تقلقي عزيزتي وأكملي."

نظرت سايا لها ثم لهم "أن الأمر فقط فوضوي قليلا.. وربما علينا إصلاحه الآن.."

أمسك كيفن بيدها "لا تقلقي سايتي أكملي وقولي.."

قال ثم نطق التوأم معًا "يمكنكم الاعتماد علينا بحمايتكم، في الاختبار لن يكون بعائق لإكمال ساتو حكمهم!"

"ثم سيمكننا تدمير غرور دان!" صرخ الجميع معًا لتتنهد سايا "لا أعتقد أن هناك أحد هنا يفهم قصدي.."

دفعها كيفن للأمام لتسير بينهم "لأول مرة بحياتي أشعر بالثقة بما أقوله..أشعر بالثقة لربما سيكون الأمر غير مخيف كما ظننت للوهلة الأولى..أنه يمكنني النجاح وحمايتكم جميعًا..أنه يمكنني التقدم للأمام، وعدم الخوف من أن يتم ترك يدي..واعلم أن كل منكم سينتظرنا بأمل داخله..لربما أستطيع بدأ قصتي الخاصة..أعدكم أن أتى دان بوقت الأختبار سأفقده عينه الأخرى لأني سأكون مستعدة له.."

بمكان آخر..كان يراقبهم..من يتكلمون عنه..نطقت تلك الشيطانة المدعوة بكيارا "الأمر ينجح! الحماس قد بدأ!"

أبتسم دان ونطق "يالها من مفاجأة صحيح؟ لقد علمت أنه سيأتي يوم كهذا."

ثم نطقا معًا "أنها على ثقة تامة بأنها ستنجح وتكون أميرة عالم مصاصي الدماء! لما والدها خائف من المستقبل أن كانت هكذا؟"

ضحكت كيارا وأكمل دان بمفرده "ربما سيكونان مستعدان لرؤية الجانب الآخر مني.."

نطقت كيارا "اين الجانب الجيد؟؟"

نطقا معًا مجددًا "سيكون هو من سيقطع رؤوس الجميع لتحديد المصير!."

بالعودة للقلعة تلك..

"لأول مرة بحياتنا نكون مستعدين لاستقبال ماينتظرنا!" قال جميعهم لتنطق ناديا "ولن يمكن لأحد إيقافنا!"

"حان الوقت لرفع رؤوسنا! والأستعداد لأختبار الحارس!" صرخت سايا لتبعث حماسًا لقلوب الجميع مع حماسهم الداخلي.

"لا يمكننا الصمت بعد الآن والوقوف أمام المشاكل والأوامر، حتى لو كانت من آباؤنا! أنه الوقت للوقوف على أقدامنا، فنحن مستعدين تمامًا!"

أبتسم كيفن وهمس لأخته "أشعر بالحزن على كونهم سيموتون بسببنا." قال كيفن لتدرك سايا كل شيء واخيرًا..

نطقت "اتمنى حقًا أننا مستعدين لكل هذا.."

بعد انتهاء هذا..توجه كل من كيفن وسايا لوالدهم الذي كان يمسك رأسه بخيبة أمل.

"اعجبك؟؟ فعلنا ما كان علينا فعله." قالت سايا وهي ترمي شعرها على كيفن.

"ما كان هذا؟ لا اعترض على التعاون..أو الثقة..لكن تحريض على مخالفة القوانين؟.. أو إهانة اللعين دان؟؟." قال وليام لكن رغم غضبه إلا أن نبرته كانت هادئة كعادته.

"ألا تعد هذه إهانة له كذلك؟" قال كيفن لتدوس سايا على قدمه "لكن بابا!. لا يوجد غير هذا..لكن..عفوت لنا عن فعلتنا..صحيح؟." قالت بعينين طالبة.

"نعم..سامحتكم على هروبكم، والآن ستُعاقبون مع كل أفراد ساتو على التحريض." قال وليام مما جعل كل من التوأم منصدمان..

"مهلا أبي!. لم نتفق على هذا!." قالت سايا معترضة.

"ولم نتفق على تحريض ساتو؟" أبتسم لها وليام ردًا.

"ظلم.." قال كيفن الذي وضع رأسه على كتف أخته ليضحك وليام على حالهما..

"اذهبا لغرفكما أفضل، وفكرا بفع

لتكما، لم يتبقى الكثير على حفلة بلوغكم." قال وليام بعد أن رفع أحد ملفاته.

"نسيت هذا تمامًا! هيا كيفن لدينا الكثير لمناقشته!" قالت وسحبت كيفن وتنهد وليام "هل سأتحملهما إلى أن يبلغ عقليهما؟"