اليوم و كأي يوم عادي و في ساعة متأخرة من الليل حيث غطى الناس في نوم عميق من أجل الراحة و الإسترخاء،إستعدادا لما يجهزه الغد لهم من أعمال و مشاريع و غيرها...
داخل أحد المنازل و بالضبط في أحد الغرف المضيئة،يمكن ملاحظة شخصيتان جالستان أمام شاشة الكمبيوتر
”يا رجل هذا الوغد لا يكف عن مطاردتي“
صاح معاد بعبوس و هو يحاول الهرب من وحش أزرق قطني
”فقط حاول يا رجل“
شجعه عبد الحق الجالس على كرسي بجانبه و هو يشاركه مشاهدة هذه اللعبة
*ضغط*
”القول أسهل من الفعل“
ضغط معاد على الأزرار بشكل جنوني و هو يحاول الهرب من هذا الوحش المخيف،يمشي في الظلام على خطى ثقيلة تتسب في إنشاء أصوات الحديد المزعجة
و صرخات الوحش المخيف من خلفه لا تكاد تختفي،لا ييأس من ملاحقته فقط فاتحا فمه الكبير المدجج بالأسنان الحادة،يحدق ناحيته بتلك الأعين السوداء الواسعة
[لقد خسرت!]
لم يشعر معاد إلا و إذ بالوحش يمسك شخصيته داخل اللعبة و يقضم رأسها،ما أسفر عن موتها ليظهر على الشاشة الرقمية إشعار الخسارة
”تبا!...تبا لهذا الوحش اللعين“
إنزعج معاد من الخسارة الفادحة التي تعرض لها و إستمر بلعن الوحش الأزرق
”هذه ثالث مرة نخسر فيها في اللعبة...يا صاح لازلنا متأخرين في الجزء الأول فقط!“
علت ملامح الخيبة و الحسرة وجه عبد الحق و هو يتذكر الاعبين الذين انتهوا من الجزء1 من <لعبة بوبي بلاي تايم>
خيم العبوس على وجه معاد و أحنى رأسه مبسطا إياه على لوحة المفاتيح،بينما إكتفى عبد الحق بالجلوس و تذكر خسائرهم المتتالية
*صوت المطر*
هطلت الأمطار بغزارة لتروي عطش الأرض،و تفسح المجال لها لتنبت و تزهر من جديد،تبللت الأسقف و حتى السيارات
*وميض*
توهج وميض من الضوء الأبيض فوق السماء المغلفة بالغيوم الداكنة،يتراقص في كل ركن من أركانها مضيفا لمسة جميلة
مصدرا صوتا شديدا إذ سمعته فإنك ستفر من مكانك خوفا أن يتم صعقك،رفقة وهجه الأبيض المنير الذي يكاد يعمي الأبصار
نعود للأحمقان اللذان لا يزالان مستيقضان الأول يضع رأسه على لوحة المفاتيح من الحسرة و الخيبة بسبب الخسارة الثالثة،أما الأخر جالس على الكرسي رافعا رأسه لكن ملامح العجز واضحة على ملامحه
”دعنا ننام لقد تأخر الوقت“
بمجرد أن تذكر معاد أنهما ظلا يلعبان لساعة متأخرة من الليل،رفع رأسه و هم بإطفاء شاشة الكمبيوتر
*صوت البرق*
بالخارج تساقطت الأمطار بشكل وفير مصاحبة هدير البرق العنيف،الذي ظل يرقص في كل جزء من أجزاء السماء المظلمة منيرا كل ركن من أركانها
و يا سبحان الله لم يجد سوى الصحن الهوائي الخاص بمنزل معاد،ليصعقه تاركا عدة صحون هوائية ثمينة لا تعد و لا تحصى
*صعق*
إلتف عمود البرق المضيء محيطا الصحن الهوائي،مرسلا عدة شرارات متوهجة عبر الأسلاك لتصطدم هذه الأخيرة بأسلاك الحاسوب
*صعق*
و في لحظة ما إن وضع معاد إصبعه على زر الإطفاء تعرض لصعقة كهربائية،علا صوت صراخه الحاده الشيء الذي أيقض عبد الحق لكن في وقت متأخر
”هي ما الذي يح~؟؟“
و قبل أن يكمل عبد الحق كلامه إذ بيد معاد المغلفة بالبرق تلمسه،ليصعق هو الأخر ما جعل الغرفة تمتلئ بصوت الصراخات رفقة الوهج الأبيض المنير
بعد ثواني أضائت شاشة الحاسوب هي الأخرى،شعر الإثنان بأجسادهما تسحب نحوى الشاشة،بدا الأمر كما لو أن أجسادهم المادية قد تغيرت طبيعتها الفيزيائية
إلى أجساد أقرب إلى الطاقة أو الأشباح،بدأت أجسادهم تسحب نحوى الشاشة كما لو أنها ثقب أسود هدفها بلعهم و قذفهم لمكان مجهول
و لم تمر سوى دقائق معدودة حتى سحبت أجسادهم داخل الشاشة،توقف التوهج المنير رافقه إختفاء صوت الصراخات لتعود الغرفة ساكنة كما كانت من قبل
على شاشة الكمبيوتر إسودت الشاشة مع بروز كتابة باللون الأخضر كتب عليها كالآتي:
[بداية اللعبة]