في فضاء فارغ خالي من أي نوع من الضوضاء أو أي مصدر من مصادر الإزعاج،فضاء يتسم بالصمت و السكينة

فضاء حالك السواد،مظلم كظلام الليل الذامس،معثم لا نور يصله أو لنقل لا وجود لنور ينير ظلمته،لا نجوم و لا شمس و لا شيء،فقط الظلام و السكون هم من يخيمون داخل هذا الفضاء العظيم

وسط هذا الصمت القاتل و هذه الظلمة التي لا قعر لها،إنبثق من العدم جسمان مضيئان،على شكل شهب مضيئة،متوهجة تنطلق بسرعة هائلة مضيئة ظلمة الفضاء

تنطلق بسرعة مخترقة حاجز الصوت،تجري بسرعة خاطفة

و ما هي إلا دقائق معدودة حتى يخترق الجرمان المضيئان الفراغ نفسه،خالقين صدعا زمكنيا على شكل بوابة

___________

________

______

____

__

داخل أحد المصانع المهجورة و الجدران المتصدعة،رفقة بروز أثار القدم المتمثلة في كل من الجدران المتصدعة و الأرضية الشبه محطمة،إضافة إلى الألات الصدئة و الموشكة على الإنكسار و التحطم

إضافة إلى بهت ألوانه و فقدانها بريقها رفقة الصور التي ظهرت على أوراقها أثار القدم

داخل غرفة واسعة و رثة،مدججة بعدد لا بحصى من الكراتين الملقاة على الأرض،بعضها ممزق و فارغ و بعضها لا يزال يحتوي على دمى قطنية بداخله

على منصة دائرية الشكل و متوسطة الحجم،تواجد جسد ضخم،نحيل الجسد طويل القامة،يكثنفه فراء أزرق داكن

ذو رأس شبيه بالقلب لكنه يبدوا فوضويا،عيون واسعة حالكة السواد كثقب أسود لا نور فيه،فم ذو شفاه حمراء واسعة،يبتسم إبتسامة ناصعة مظهرا وجه دمية ملائكية لطيفة

متخدا وضعية الإمساك،رافعا يده اليمنى،ممسكا لافتة صفراء باهتة،كتب عليها كالآتي بلون أسود غليض:

[𝙋𝙡𝙖𝙮 𝙏𝙞𝙢𝙚 𝙂𝙤]

رغم الظلمة المحيطة بالقاعة،إلا أن ضوء القمر الفضي قد إستطاع إرسال خيوط الضوء مخترقة زجاج النافذة،ما سمح بإحذاث إضائة خافتة أظهرت الأجسام داخلها بشكل شبه ظاهر

*تشقق*

خيم السكون داخل هذه القاعة الصامتة،لا وجود لبشر،لحيونات لإحداث ضجة أو ضوضاء

لكن ما هي إلا ثواني معدودة ليحدث تشقق فراغي بدا كزجاج على وشك التحطم و الإنكسار،برزت الشقوق على مستوى الفراغ بحدة و صوته الشبيه بالزجاج المكسور يزداد أكثر حدة

*إنكسار*

تكثفت التصدعات مع بعضها مسببة تحطمه،ما أسفر عن بروز بوابة بعدية ذات لون أزرق داكن مائل للسواد

إنبثق منها جرمان مضيئان سقط على الأرض بمجرد الخروج منها،لم تدم البوابة طويلا لتبدأ بالإنكماش و التبدد،معيدة المنطقة إلى حالتها الأصلية

”أين نحن بحق الجحيم!“

تحدث معاد الساقط على الأرض و هو يتحسس رأسه مع فتح أعينه بصعوبة و هو يراقب محيطه بإهتمام

”هممم...يبدوا مألوفا!“

همهم عبد الحق و هو يراقب محيطه بتركيز و إهتمام

يتفحص كل ركن داخل هذه القاعة،من كراتين ساقطة على الأرض و جدران متصدعة،رفقة أرضية بالية مزينة بألوان فقدت بريقها منذ زمن

لم يدم بحثه طويلا قبل أن يستدير و يفتح عينيه بصدمة و اندهاش

”هااااه!“

شهق عبد الحق بفزع و الصدمة تعتري ملامح وجهه،و هو يحدق بالدمية الزرقاء العملاقة المبتسمة

”جسد نحيل و طويل القامة!...فراء أزرق داكن!...و وجه مبتسم إبتسامة مريبة!“

تسمر عبد الحق في مكانه و إستمر فقط بالنظر بدهشة للدمية العملاقة مع ذكره لجل تفاصيليها

”ماذا هناك؟“

على الجانب الأخر،إستطاع معاد أن يقف من على الارض المكدسة بالتراب و يلقي نظرة خاطفة على رفيقه

”هاااه...وضفاك!“

شهق معاد هو الأخر بعد أن لمح الدمية الكبيرة،مع فتح أعينه بصدمة مع حدوث إرتعاش طفيف على شفتيه

”هاجي واجي!...ماذا يفعل هنا،لا ماذا نفعل نحن هنا؟؟“×2

فتح الإثنان أفواههما و نطقا الإسم بإستغراب و عدم تصديق

”مهلا لحظة كيف بحق الجحيم وصلنا إلى هنا؟“

صاح معاد بإنزعاج و هو ينظر لإبتسامة هاجي واجي المثيرة للريبة

”أظن!...أعتقد...أأأه...تبا رأسي يؤلمني“

وضع عبد الحق كف يده اليمنى متحسسا دقنه و هو يحاول التذكر،قبل أن يغمض عينيه و يشعر بألم يضرب رأسه

”لا يهمني طريقة وصولنا هنا،كيف سنهرب من هنا؟“

تحدث معاد بغضب و هو يحاور رفيقه،مع بروز إرتعاش طفيف واضح،رفقة تقلب أعينه من شدة الخوف

و إبتسامة هاجي واجي الغير مريحة و المثيرة للريبة لازالت حاضرة في ذهنه

”لا أريد أن أعلق هنا و يكون مصيري على يد دمية شيطانية“

صاح معاد بصوت ممزوج بالذعر و الإنزعاج،و هو يحاول عدم ملاقاة وجه الدمية الحية

2024/03/10 · 25 مشاهدة · 610 كلمة
نادي الروايات - 2025