كوكب الأرض،كوكب ازرق جميل ينضج بهالة من الحياة و الرخاء،يتمثل ذلك في كل من أراضيه العشبية و بحاره الشاسعة رفقة سكانه الذين يعمرونه و لكل منهم وضيفة يلزمهم القيام بها لإستمراه

كوكب عادي خال من أي شكل من أشكال الخوارق رغم أنها بينها و بين البشر ستار داكن،لذلك جل البشر على هذا الكوكب ينقسمون لمجموعات

جماعة تدعي أن الشياطين و الجن و المردة و العفاريت و غيرهم موجودون،و جماعة أخرى تدعي أن هذه الأشياء ما هي إلا محض خرافات متشبتين بعلمهم و منطقهم

فالعلماء مؤمنين فقط بالجسد المادي بالتجارب و البراهين و الحجج،فهم غير مؤمنين بالجسد الأثيري و لا العالم الأثيري و حتى لو ظهر أمامهم سيرفضون رفضا قاطعا تصديقه

*** *** *** *** *** *** *** ***

على أطراف أحد المدن الصاخبة التي لا تكاد تتبدد اصوات الشاحنات و السيارات المزعجة،و لا تنتهي من فرز غازاتها الملوثة المقززة ملوثة الهواء

تمشى الناس من مختلف الأعمار نحوى وجهات مختلفة،منهم من ذاهب لمزاولة عمله و منهم من ذاهب للمدرسة و غيرها…

هالة من النشاط و الحيوية ترست كليا على هذه المدينة،علت صيحات المارين و أبواق السيارات المزعجة،و تشكلت البسمات على أوجههم البشوشة

*صوت الرياح*

لبرهة كانت الأجواء عادية و هادئة لكنها قررت أخد منعطف أخر،إذ بتيار هوائي عنيف يضرب المدينة مسببا تطايرا للحصى و الأجسام الخفيفة ما جعلها تطفوا في الهواء

تشكلت الغيوم الداكنة مغلفة السماء الزرقاء الصافية مانعة أشعة الشمس من إرسال بريقها

*تشقق*

تحت هذا الظرف المتغير حدث ما هو أغرب للعادة الطبيعية،إذ بالسماء نفسها تتشقق كما لو أنها كأس زجاجي تعرض لضربة شديدة

إنكسر غطاء السماء كاشفا عن فراغ أسود مظلم بلا قاع،لا يكاد يبرز منه نطفة نور و لا حتى شعلة متوهجة تضيء سواده الحالك

”ما هذا؟؟؟…ما هذا بحق الجحيم؟!…أرجوكم أخبروني أن هذه ليست علامات النهاية!!!“×3

تجعدت ملامح الواقفين بصدمة و إندهاش،تنفسهم أصبح ثقيلا و ضيقاً في ذات الوقت،قلوبهم إزداد خفقانها بوتيرة مرعبة

”سأتصل بالشرطة هم بالتآكيد سيع~…!!!“

أخرجت إحدى السيدات هاتفها و همت بالإتصال بالقوات لطلب النجدة،لكن و ما إن كانت في منتصف كلامها

إذ بها ترى شيئا يجعلها صامتة غير قادرة على الإدلاء بأي كلام،واقفة صامتة لا تنبش بأي كلام و كأن روحها قد ختمت أو ما شابه

ليس هيا فقط بل جل المشاهدين الواقفين،كلهم أقلعوا عن الكلام و حدقوا فقط بأعينهم بإستغراب و إستنكار

{غررر…سحح…}

من خلف بحر الظلام البارز في السماء تقدمت عدة أدرع مدببة،ذات لون أسود مع بعض الشقوق الحمراء الدامية المرسومة عليها

تقدم الجسم الغامض ليكشف لنا عن ما يبدوا نوعا من الكائنات المجهولة،كائن شبيه بالصرصور ذو حجم مبالغ فيه يمكن القول أنه بحجم ”كينج كونج“

ذو لون أسود قاتم رفقة تبعثر مجموعة من الخطوط و المسارات الحمراء الدموية المتوهجة على جسده،يحدق ناحيتهم بأعين حمراء كالجمر واقفا شامخا كالجبل ينظر لهم بنظرة التعالي و الإزدراء

وقف البشر متصنمين،خائفين،خاضعين،غير قادرين على القيام بأي فعل ليس لهم الحرآة حتى لفعل شيء معين

[مرحبا…مرحبا من معي؟…مرحبا!!!]

أمسكت المرأة هاتفها و في مرحلة حدوث هذه الظاهرة الخارقة للطبيعة لم تقدر على البوح بأي كلمات و لا حتى إزاحة نظرها من شدة الصدمة

*سقوط*

لم تشعر المرأة بيدها و هي تلقي بالهاتف على الأرض،غير قادرة على فعل شيء أمام هذا الوجود الغامض

”وحش…أهربوا وحش!…أنجوا بأرواحكم!!!“

”هل هذا عقاب الإله علينا بسبب فسادنا على ما أثرنا به على الأرض؟!“

”النجدة…!!!“

علت صيحات البشر من صرخات و طلبات للنجدة،مرتعبين،خائفين،راغبين في العيش،راغبين في النجاة،راغبين في الهروب من مصيرهم المحتوم ”الموت“

ركضوا بأرجل مرتعشة و بوجوه مفزوعة و مرتعبة،ركضوا بجنون محاولين الفرار من الموت الذي قد ظهر لهم من العدم

*هدير*

أطلق الوحش الغامض زائيرا مرعبا تردد صداه في كل ركن من أركان هذه المدينة،متسببا في تشقق الزجاح و إنكساره

ليتساقط كشتلات الأوراق على المارة مسببا لهم جروحا طفيفة،منهم من كان قريبا و تعرض للضرر الأكبر ما جعل أذانهم تنزف الدماء الحمراء الزاهية

*ضغط*

ضغط الصرصور الفضائي أرجله على الطريق تاركا أثار أقدام ذات حجم هائل،يتقدم بين صفوف البشر فاتحا ذاك الفم الأسود المدجج بالأسنان الحادة

*وميض*

شعت أعينه بضوء أحمر دموي منير،مطلقا شعاعا من الليز،محرقا جسد كل بشري في نطاقه،كل بشري أصابه ذاك الشعاع إلا و قد لاقى حتفه بأبشع طريقة

المدينة التي كانت قبل قليل تعج بالبهجة و السرور،حين كان سكانها يتمشون بهدوء و سكينة بأوجه مبتسمة و بشوشة

ها هم الأن قد صاروا يصرخون طالبين النجاة،طالبين مد يد العون للهرب من الموت،ها هم الأن يسقطون واحد تلو الأخر بأجساد خالية من الأرواح

مشكلة بركة من الدماء غطت أرصفة المدينة،خالقة طريقا أحمر دمويا زاهيا يسر الناظرين و يسبب القيء و الإشمئزاز في نفس الوقت

2024/03/24 · 30 مشاهدة · 706 كلمة
نادي الروايات - 2025