أشجارا ذات حجم مبالغ فيها متفرعة الاغصان،كثيفة الأوراق الخضراء الفاتحة و الداكنة،ساهمت في حجب أشعة الشمس و السماح لجزء ضئيل بالوصول

خالقة غابة ذات نمط ظلامي يظهرها على شكل غابة مخيفة

*صوت حفيف أوراق الأشجار*

تجولت الرياح بين أوراق الاشجار مصدرة صوت حفيف حاد،مظهرة كما لو أن الأشجار تخاطر بعضها البعض

*صوت خطوات*

تقدم الرفيقان عبد الحق و معاد يمشيان على أطراف هذه الغابة الموحشة

تمشى معاد بحذر و هو يحدق في كل الإتجاهات،يمكن رؤية عيونه الضيقة التي تركز على كل ركن من أركان الغابة

في حين تمشى عبد الحق بشكل عادي لم يزعج نفسه بالإنتباه أو الحذر،بل يمشي بإبتسامة و كأنه يتمشى داخل متنزه

*صوت نعيق الغربان*

تمشى الرفيقان يستكشفان الغابة المظلمة رافقهما صوت نعيق الغربان المزعج الذي أصدرته فئة قليلة تقف على أغصان الأشجار الهائلة

”أععههه!“

بعد أن صدر صوت نعيق الغربان بشكل مفاجئ إرتبك معاد و أطلق صرخة مكتومة

”ما خطيك يا رجل؟“

وصلت الصرخة إلى مسامع عبد الحق ما جعله يدير ظهره للجهة المقابلة و يجد معاد يصرخ كالأطفال

”عبد الحق...ال...الغربان!“

تحدث معاد بلهجة متوترة و هو يحدق في الغربان الثابتة غلى أغصان الأشجار

”ما خطبها؟“

سأله عبد الحق و هو يحك أذنه اليسرى

أشار معاد بإرتجاف إلى الغربان و قال بصوت يملأه للذعر

”عندما تصادف الغربان فهذا دليل على أن يومك سيكون مشؤوما!“

”و من يآبه!“

أجاب عبد الحق بلا مبالاة تاركا معاد ينظر له بإستغراب

و قبل أن يفكر معاد بالإجابة بدا كما لو أن عبد الحق قد قرأ أفكاره

”لا تخبرني يا صديقي أنك تصدق تلك الخرافات الغبية!...أنت تذكرني بمن يصدق أن القطط السوداء جن متنكر!...إعقل يا معاد“

مباشرة بعد هذا الكلام الذي ألقاه عبد الحق على رفيقه جعله صامتا،أدار عبد الحق ظهره و إستمر بالتقدم ليتبعه معاد بعد أن عاد لعقله

*صوت الرياح*

تسابقت الرياح بين أطراف الغابة تسحب معها أوراق الغابة الميتة ذات الألوان الصفراء الباهتة و البنية القاتمة

تقدم معاد و عبد الحق و هوما يضغطان على الأوراق الميتة الساقطة على الأرض،مصدرين صوت الخشخة

”لنستريح قليل!“

توقف عبد الحق عن تحريك قدميه و إتكأ على شجرة بقربه

سمع معاد كلامه و توقف هو الأخر يستريح من التعب،فتح عبد الحق حقيبته و أخرج قنينتاي ماء سلم واحدة لمعاد بينما إحتفض هو بالأخرى

جلس اثنان على الأرض متكأين على الأشجار الخشنة يستريحان قليلا،أغمض معاد عينيه و إتكأ على جدع الشجرة الخشن

*صوت خطوات*

فتح معاد عينيه بسرعة بعد أن سمع صوت خطوات قريب منه نظر ناحية مصدر الصوت لم يكن سوى عبد الحق

”إلى أين؟“

سأله معاد عبد الحق بعد أن وجده يدير ظهره و يتجه إلى ركن معين في الغابة

”نداء الطبيعة!“

أجاب عبد الحق عن السبب دون لف أو دوران،أدار ظهره و توجه ناحية المكان المناسب

عاد معاد لوضعيته و أغمض عينيه مسترخيا ينتظر موعد عودة هذا الأخير..

في مكان ما بين الشجيرات يقف عبد الحق و هو يقوم بعمله واقفا في مكانه هادئا

*خشخشة*

أثناء وقوف عبد الحق صدر صوت أقدام تضغط على الأرض الممتلئة بأوراق الأشجار اليابسة،من خلفه تقدم جسد مظلم ببنية مختلفة عن البشر فهي أقرب إلى حيوان

تقدم الجسد المظلم كاشفا عن ذئب يكثنفه السواد ينظر بتلك الأعين الذهبية مع تواجد بؤبؤ ذو شكل عمودي أسود اللون،يضغط بمخالبه الحادة على أوراق الأشجار الميتة

*صوت زمجرة*

فاتحا فمه الكبير المدجج بأسنان سميكة حادة كالأنصال يقطر منها اللعاب مع زمجرته المستمرة محدقا بتلك الأعين الوحشية لعبد الحق

أنهى عبد الحق ما كان يفعله و أدار وجهه للجهة المقابلة ليفاجئ بذئب أسود يسد طريقه،وقف عبد الحق متسمرا في مكانه يحدق في الذئب لكن عكس بروز ملامح الخوف و الإرتباك و الهلع

تشكل على ملامح وجهه الغضب و الإنزعاج،برزت الأوردة على وجهه و إحمرت أعينه من شدة الغضب ،رفع إصبعه و أشاره جهة الذئب الأسود مع صراخه بغضب

”أيها السافل ألا يوجد عندكم بالغابة شيء إسمه الخصوصية!“

*زمجرة*

زمجر الذئب و إنطلق بسرعة منقضا على عبد الحق راغبا في تمزيق لحمه و السباحة بدمه،لكن كل هذه الأحلام الخاصة بالذئب وقفت هنا!

شد عبد الحق قبضته و لوح بها جهة وجه الذئب ما تسبب في إرتداده

{كواغههغ!}

إنزعج الذئب مما حدث للتو شحد مخالبه الحادة و قفز ناحية عبد الحق يحدق بتلك الأعين الغاضبة نحوه

”سأئذبك أيها الكلب الضال!“

نظر عبد الحق للذئب نظرة صارمة و مخيفة كما لو أنه أب على وشك تآذيب إبنه المشاغب

أرسل عبد الحق وابلا من اللكمات إصطدمت بوجه الذئب

{كواغغغه!...كاغغغهه!...أغغكك!}

تألم الذئب و أصدر أنينا من الألم النابع من تلك اللكمات،نظر عبد الحق نظرة صارمة للذئب غير مظهر أي شكل من أشكال الرحمة مستمرا بإطلاق وابل من اللكمات

{أرجوك توقف!....آسف..آسف!!}

بدأ الذئب بالبكاء و النواح مظهراً شخصية أخرى عكس طبيعته الحيوانية

توقف عبد الحق عن اللكم و إبتعد عنه بمسافة ليست ببعيدة،وقف الذئب من مكانه و تمشى على رجلين فقط مثل الإنسان

بينما رفع أقدامه الأمامية و أشار بها ناحية عبد الحق و الدموع تنهمر من عينيه

{سأخبر أمي و أبي أيها الشرير!}

هرب الذئب واضعا كلتا يديه محاولا مسح دموعه المنهمرة،دخل وسط الشجيرات مبتعدا عن المكان

على الجانب الأخر فتح معاد أعينه و نظر للشجرة المقابلة له وجد أن عبد الحق غير موجود

”لما تأخر؟“

2024/02/21 · 41 مشاهدة · 801 كلمة
نادي الروايات - 2025