فتح معاد أعينه و هو يتحسس جدع الشجرة القاسي،رفع رأسه و حدق جهة الشجرة المقابلة له و التي تبعد عنه بضع خطوات

”لما تأخر؟؟“

لفض هذه الكلمة بمجرد أن وجد بأن الطرف الآخر ألا و هو عبد الحق ما زال متأخراً

إستقام من مكانه و حاول البحث عنه،لكنه توقف بعد أن سمع صوت خطوات قادمة من الجهة التي مشى منها عبد الحق

تقدم جسد أسود مظلم يخفي ملامح جسده،لم يصدر أي صوت فقط يحدق بأعينه جهة معاد،تقدم الجسد المظلم و الظلام المحيط به بدأ ينقشع و يختفي

ليظهر أخيرا ملامح بشري لم يكن سوى عبد الحق و ملامحه تعلوها الإنزعاج

”يا صاح لما تأخرت؟“

سأله معاد عن سبب مكوته طويلا

”لا تهتم مجرد كلب ضل طريقه!“

أجاب عبد الحق و هو يتذكر الذئب الذي أزعجه و هو يقوم بتآذية نداء الطبيعة،الغريب في الأمر هو أنه لم يستغرب أن الذئب تمشى مثلما يتمشى البشر على أرجلهم الخلفية

كما أنه لم يستغرب أيضا أن الذئب إستطاع الحديث،في نظر عبد الحق هذا الأمر الخارج عن المآلوف أتاه كما لو أنه شيء طبيعي

”الأن إنهض دعنا نكمل إستكشافنا“

نظر عبد الحق لرفيقه الواقف في مكانه و حثه على الإكمال

___________

_________

_______

_____

___

*صوت خطوات*

تقدم الرفيقان يستكشفان خبايا الغابة المظلمة،ينصتان لأنغام الرياح التي تضرب طبلات أذانهم رفقة صوت حفيف الأشجار الذي يظهر كما لو أن الأشجار تتهماس فيما بينها

*صوت الرياح*

”يا عبد الحق!...ما سبب رغبتك في المجيء لهذه الغابة بالتحديد؟“

سأل معاد عبد الحق و هو ينظر له بأعين ضيقة منتظرا إجابته

”سهل لألتقط صورة شيطان و بعد عرضها على الأخبار سأصير مشهوراً!“

أجاب عبد الحق مظهرا تعابير السعادة على وجهه مع إغماضه أعينه و تخيل أشياء عديدة

بدأ عبد الحق يتخيل نفسه يسبح في كومة من المال،رفقة تخيله أنه يرتدي بذلة رسمية و يستقبل لذا الإعلامين،غارقا في أحلام اليقضة قبل أن يوقده معاد

”يا رجل ألم أسمعك قبل قليل تقول لي أن تلك الأشياء محض خرافات!“

تكلم معاد بنبرة حائرة لايدري كيف يفكر رافقه غريب الأطوار هذا

”بخصوص ذلك إنه!...إنه حقيقي!“

بعد أن تذكر عبد الحق ما قاله قبل قليل لمعاد عن الغربان،تلعثم في حديثه مطولا و هو يراقب نظرات معاد الحادة قبل أن يصرخ و يؤكد على أن الشياطين موجودة

”يا صاح أنت متناقض هل تعاني من إنفصام في الشخصية أم ماذا؟“

سخر معاد من رفيقه عبد الحق مكملا طريقه

لم يدم حديثهما مطولا ليصمتا و يتركا الرياح هي من تواكب هدوء الغابة القاتل،أثناء تحركهما لم يستشعرا وجود كائنات غامضة تراقبهم من بعيد منتظرين اللحظة المناسبة لإفتراسهم

فوق أغصان الأشجار تواجدت أجسام مظلمة هزيلة لا تظهر ملامحها فقط مختبئة بين أشجار الغابة الكثيفة،ذات بنية شبه بشرية

لكن ما يميزهم عن البشر هي تلك المخالب الحادة الظاهرة على كل من أصابع أقدامهم و أيديهم،رفقة تلك العيون البيضاء الشاحبة

الخالية من أي شكل من أشكال الحياة كما لو أنهم مجرد جثث متحركة تمشي بلا هدف،مكشرين عن أسنانهم الحادة الشبيهة بالسيوف

*صوت حفيف الأشجار*

تشكل على تعابير عبد الحق نظرة مسودة تظهر شعوره بالملل،فتح حقيبته و بدأ بالتقليب فيها عسى أن يجد شيئا ينسيه ضجره

في حين تمشى معاد و هو الأخر ظهرت عليه أثار الضجر و الملل لكنه و رغم ذلك أكمل طريقه الذي لا يعلم متى ينتهي

”متى سينتهي هذا الهرج؟“

*شخشة*

إستمر عبد الحق في التقليب و البحث عن أغراض عشوائية

”رائع!“

إستسم بعد أن تحسس بيده شيئا ما،رفعه بسرعة كاشفا جسده عن السواد المظلم الذي أخفاه

”ما هذا؟“

تشكل العبوس على وجهه و هو يتحسس ما وجده لم يكن سوى قنبلة يدوية

”هاه!“

عدل وضعية وقوفه و أدار جسده بزاوية 90⁰ درجة،إتخد وضعية الرمي و قذف القنبلة اليدوية عاليا كما لو أنه لاعب كرة بيسبول محترف

مباشرة أكمل طريقه بوجه عابس يملئه الضجر و الملل معاد أيضا نفس الشيء لا تغير

*صوت تحليق*

حلقت القنبلة اليدوية عاليا في السماء لتسقط بعدها على شكل قذيفة بسرعة عالية

*صوت إرتطام*

سقطت القنبلة على أحد الأشجار لتغمس بين أوراقها الخضراء لترتطم برأس أحد الوحوش التي كانت تراقب الأحمقان قبل قليل

الأن و قد ظهرت ملامح هذه الوحوش كان جسدها هزيلا ذات جلذ أخضر باهت تتخلل كل من أيديها و أقدامها مخالب حادة كالأنصال،أذان مذببة و سميكة و رأس أصلع،حرفيا أصلع و لا ذرة زغبة..

وجه أقل ما يقال عنه قبيح!...قبيح!...شديد القباحة!،يسبب لك الكوابيس أثناء نومك في غرفتك وحيدا،رفقة عيون بيضاء جاحضة خالية من أي ذرة حياة

{أغههغ...!}

زمجر الوحش من الألم و هو يتحسس رأسه الأصلع،حدق في الشيء الذي سقط على رأسه و لم تكن سوى قنبلة يدوية

تحسسها من كل الجوانب ينظر لها بتلك الأعين البيضاء،إلى أن لمس الحلقة المتواجد عليها و بدأ يلعب بها كطفل صغير وجد شيئا ما و إعتبره لعبة

*فتح*

إستمر باللعب بها إلا أن أزال المفتاح عنها،مباشرة أصدرت القنبلة صوت ترددات جعلته يقربها بفضول ناحية وجهه القبيح متفحصا إياها

*إنفجار*

إندلاع إنفحار حاد أحرق كل الأوراق الخضراء الزاهية جاعلا منها حفنة من الحطام الأسود يتحلل إلى جزئيات تطفو في الهواء،حتى الأشجار القريبة لم تسلم من هذا الإنفجار

سقطت الوحوش التي يبلغ عددها ما لا يقل عن 6 أفراد نصفهم محترق و مشوه و النصف الثاني قد فقدوا نصف أطرافهم أما حامل القنبلة..فقد تدمر نصف جسده و لم يتبقى سوى جزء بسيط من جسده السفلي

___________

_________

_______

_____

___

تغلل الإثنان الضجر و الملل،نظر لبعضهما البعض و قررا أن يعودا من حيث أتيا ففي النهاية هم لم يقبل أي شيطان أو وحش على حد كلامهما

سلك طريقا عشوائي لعله يخرجهما بسرعة،لم يدم مشيهما طويلا لتقابلهما السماء الزرقاء الصافية مع بعض من السحب الحمراء المختلطة مع السحب البيضاء

لم يكن سوى غروب الشمس،تقدم الإثنان معا عائدين لمنازلهم محبطين من أن هذه المغامرة لم تكن سوى مغامرة عادية

”تبا يا رجل لم نصادف و لا شيطانا واحد منهم!“

تحدث عبد الحق بلهجة منزعجة و كل أماله تحطمت عن الشهرة المزعومة

”يجب عليك يا صديقي أن تتوقف عن تصديق حكاية الأشباح!“

تحدث معاد و هو يضع يده على كتف رفيقه يمشيان معا لحظة غروب الشمس

2024/02/22 · 43 مشاهدة · 937 كلمة
نادي الروايات - 2025