وسط أرض مدمرة و شبه خالية،السكينة تعم أرجائها و أثار الدمار طبعت على كل ركن من أركانها،يمكن ملاحظة بقع من الدم متموضعة بشكل عشوائي عليها
*صوت تنفس بطيئ*
”هاه...هاه...لا أكاد!...هاه...لا أكاد أصد...ق!“
تحدث شاب يبدوا في الثلاثينات من عمره بشعر أبيض براق و طويل يتدلى على ظهره
يحدق بعيونه الحمراء الدموية ناحية شيء معين بكره و حقد،يلقي نحوى ذلك الغريب أخر كلماته الأخيرة مع تقيأه جرعة من الدم على الأرض
يمكن ملاحظة أثار الجروح و الكدمات على جسده و ملابسه الممزقة و الملطخة بالدماء،رغم كل هذه الجروح الخطيرة لا يزال الشاب محافظا على وعيه
”أنا...هاه...أنا كيف ذلك؟...لقد...لقد تدربت لمدة 5000 سنة!...هاه...هاه...صقلت مهاراتي حتى!...لقبوني بعبقري...الطائفة!“
تحدث بحسرة و هو يتذكر ما قدمه بيديه على هذه الأرض الفانية،رأى شريط حياته يعاد مرارا و تكرارا أمام عينيه
أيامه السعيدة و الجميلة و أيامه السوداء و التعيسة،مثابرته! إجتهاده! رغبته! في التفوق..كلها ظهرت كشريط فيديو يذكره بما فعله خلال هذه السنوات
إستمر بالنظر للشخص الغريب بكراهية و حقد و هو يتذكر حياته بكل تفاصيليها
”لكن!...لكن!...لكن!...أهزم علي يد من؟!...على يد طفل أخرق دربه عجوز مشرد و إستطاع هزيمتي بشكل ساحق؟!“
تجعدت تعابير الشاب بحسرة و إزدادت حدة غضبه لدرجة أن الأوردة برزت على جبينه من شدة الغضب و هو ينظر للشخص الذي هزمه
على الجانب المقابل له تواجد شاب في نفس عمره بشعر بني حريري طويل و عيون زرقاء فاتحة كزرقة السماء عند النظر لعيونه تشعر براحة و سكينة غريبة
بشرة ناعمة كاليشم أو لنقل أقرب للفتيات هو أصلا بشرته أنعم من الفتيات حتى...
”أنا العظيم تشانغ مو عبقري طائفة الشيطان السماوي!...كيف هزمت على يد هذا الأخرق؟!“
كالعادة الأشرار لا يتقبلون الهزيمة و يرجحون السبب على أنه حالة شاذة،إستمر تشانغ مو بالصراخ و العويل غير متقبل ما ألت إليه الأمور
”معك حق!“
تحدث الشاب الذي قام بهزيمة تشانغ مو،ما جعل هذا الأخير يتوقف عن الصراخ و ينظر له
حدق تشانغ مو في الشخص الذي هزمه هزيمة نكراء و الذي أوصله لهذه الحالة،و قبل أن يلقي تشانغ مو على الشاب وابلا من الكلمات
”أتعرف سبب هزيمتك؟“
حدق الشاب بتعابير هادئة و هو ينظر لوجه تشانغ مو المتسائل و المستغرب
”ماذا تقصد بحق السم~!“
فتح تشانغ مو فمه و أجاب الفتى بعدم فهم،و قبل أن يكمل كلامه قاطعه صوت الشاب
”السبب بسيط هذا لأني بطل القصة و ليس أنت!...أنا لم أصنع طريقي بنفسي بل سيد هذا العالم هو من رسمه لي!...هو من أعطاني حظا يتفوق على السماء و الأرض...!“
إستمر الشاب بالإدلاء بتصريحاته أمام تشانغ مو المستغرب و الذي لم يستوعب شيئا مما قاله الشاب،بدا الفتى و كأنه يحكي قصة حياته المملة و العجيبة في نفس الوقت
لنبتعد قليلا عن التلفاز و نركز على الأحمقان،على الأريكة جلس كل من معاد و عبد الحق بوضعية كسولة يحدقان بشاشة التلفاز
”قصة مملة أخرى!“
تحدث معاد بحسرة و هو يتقلب على الأريكة،يحدق في المسلسل الممل
”نفس الفكرة ضيعنا وقتنا الثمين يا رجل!“
تكلم عبد الحق بحسرة هو الأخر و هو يتدلى على الأريكة بكسل
[إعلان!]
تغيرت شاشة العرض لتظهر قناة مغايرة لرجل يرتدي بدلة رسمية زرقاء داكنة يصع ربطة عنق حمراء
ينظر للمشاهدين بإبتسامة مزيفة،فاتحا فمه يدلي بمجموعة من الكلمات التي قدمت له من طرف صاحبي المنتج ليقوم بحفضها و عرضها على الجمهور بشكل متقن
”أعزائي المشاهدون،يا من يشاهدوننا من مختلف بقاع العالم،هل سئمت من عيش حياة عادية حقيرة و تافهة!“
بدأ يشير بإصبعه جهة المشاهدين محاولا إبراز حياة الناس التافهة لتشجيعهم على محاولة تجربة المنتوج
”أعلم!...أعلم!...كلنا سئمنا من حياتنا العادية الأن ما رأيكم بتجربة أحدث منتوجاتنا!“
رفع يديه معا و إبتسامة واسعة تشكلت على تعابير وجهه مشيرا لأحد الأماكن داخل الحجرة
تغير موضع الكاميرا بسرعة متقتة لتظهر لنا مصعدا ذو تصميم جميل بلون أسود مظلم و نقوش بلون فضي جميل رسمت عليه
وضعت فوقه لافتة كتب عليها بخط أبيض غليض بارز للجميع
[المصعد العجيب]
”يتميز هذا المصعد بقدرة مذهلة على نقل راكبيه لأماكن عشوائية يمكن أن تكون أماكن حقيقة أو حتى خيالية من الأساطير!“
وسع المقدم نظرته أمام شاشة التلفاز و هو يقدم مزايا المصعد للجمهور
”برنامج ممل!“
رفع عبد الحق الريموت و ضغط عليه لتتغير الشاشة
لكن الشاشة عرضت نفس القناة لازال المقدم
يحث الجمهور على تجربة المنتج من أجل تشهيره و عرضه على الأسواق
”ما هذا؟“
إستمر عبد الحق بالضغط على الريموت و نظرة الإنزعاج ظاهرة على وجهه
توقف المقدم عن تقديم برنامجه نظر ناحية عبد الحق،مع تغير ملامحه كليا من إبتسامة واسعة و متحمسة إلى نظرة منزعجة و غاضبة
[أيها الأحمق توقف عن فعل ذلك!]
صاح المقدم بغضب جهة عبد الحق و لا يمكن إخفاء نبرة الإنزعاج المتناغمة مع صوته
”ماذا؟...و من أنت لتجبرني أيها الأخرق!“
شتم عبد الحق المقدم بنبرة ساخرة و هو يضيق عينيه رفقة تشكل إبتسامة مستفزة
برزت الأوردة بشكل واضح على جبين المقدم مع اشتعال أعينه بلهب حارق
”خد هذا أيضا ايها الوغد!“
رفع معاد إصبعه الأوسط ناحية المقدم،ما جعل هذا الأخير ينفجر من الغضب
”هاهاها...هاهاها...هاهاها“×2
علت أصوات الضحك غرفة الجلوس،إستمر الإثنان بالضحك على المقدم بعدما إستفزوه
[حسنا أيها الوغدان أنتما من جنيتماه على أنفسكما!]
تغيرت نبرة حديث المقدم لنبرة شيطانية من شدة الغضب
”ماذا قلت؟...ستحاسبنا؟...هاهاها...في الأحلام فقط هاهاها!“
سخر معاد من المقدم بعد سماع تصريحاته المهددة
[حسنا لا تلوماني على ما سأفعله!]
تمتم المقدم و الغضب يعتريه يكاد يتفجر من شدة الغضب كأنه بركان ثائر
*فرقعة*
تشكل على جسد كل من معاد
و عبد الحق ضوء أزرق سماوي غلفهما كليا دون ترك جزء مكشوف،إستمر الأحمقان بالضحك غير مدركين المصيبة التي أوقعا أنفسهما فيها
ثواني ليختفي الضوء الأزرق السماوي من المكان ساحبا معه الأحمقان