داخل حجرة المصعد الغريب توهج ضوء أزرق سماوي من العدم،ثواني معدودة ليبدأ الضوء بالتبدد لأجزاء مضيئة

كاشفا عن أجساد بشرية تعود لشابان في 18 من عمرهم،فتحو أعينهم بدهشة و قبل أن يفكرا ماليا عن سبب وصولهم إلى هنا سقطا على الأرض

*إرتطام*

”مؤلم!“×2

تذمر الإثنان من الألم رغم أنه كان طفيفا و ليس مؤلما لتلك الدرجة

”أين نحن؟“

حدق معاد بعيون ضيقة في كل جزء من أجزاء المصعد العجيب

”يبدوا أننا داخل مصعد!“

صاح عبد الحق بعد أن لاقت أعينه تواجد لوحة إلكترونية مرقمة رفقة تواجد بوابة المصعد الحديدية المعروفة

قبل أن يتسأل الإثنان عن سبب تواجدهما تشكلت شاشة زرقاء رقمية تطفو أمام ناظريهما معا،وقف الإثنان ينظران لهذه الشاشة الفارغة محاولا فهم سبب ظهورها من العدم

[مرحبا أيها الأحمقان!]

ثواني ليظهر جسم بشري رقمي على الشاشة يحدق فيهما بإبتسامة ناصعة،لم يكن سوى نفس المذيع الذي شاهداه على شاشة التلفاز

[هل أنتما خائفان من سبب تواجدكما هنا؟...لا تقلقا يجب أن تموتا من الخوف هاهاها!]

نظر المذيع لهما بنظرة شفقة قبل أن تتغير تلك النظرة و تتشكل ملامحه على شكل نظرة شيطانية تبتسم بتسلية

”ههه مضحك!“

نظر له معاد بنظرة هادئة و لم يعره أي إهتمام

”حسنا!“

عبد الحق هو الأخر لم يعره أي إهتمام فقط إستمر بالنظر إليه نظرة هادئة و بسيطة

[ألن تطلبا مني الرحمة!...ألن تتوسلاني لأصفح عنكما؟...غريب!]

تشكلت على ملامح المذيع نظرة الاستغراب و الدهشة و هو يحدق بالإثنين

[بما أنكما أسأتما لمذيع راقي مثلي فسأجعلكما تعيشان الرعب!...و هذا المصعد هو من سيكون مرشدكما لأرض الموت هاهاها هاهاها!]

بدأ المذيع الأحمق يتصرف كما لو أنه سيد شاب لأحد طوائف الزراعة الصينية

”متى سنبدأ لقد مللت يا هذا!“

صاح عبد الحق في وجه المذيع و هو ينتظر متى تبدأ مغامرة الموت المزعومة هذه

لم تستمر الشاشة الزرقاء طويلا لتختفي و تفسح المجال للصديقان بإكتشاف مزايا هذا المصعد الغريب

أضائت اللوحة الإلكترونية المرقمة مع بروز أرقام إلكترونية تظهر على الشاشة بشكل عشوائي ليبدأ الإثنان جولتهما الخارجة عن المآلوف

_____________

___________

_________

_______

_____

داخل حجرة واسعة يحيطها اللون الرمادي الداكن من كل الزوايا،تمتلأ بعدد لا يحصى من الأجهزة الإلكترونية التي تظهر مختلف الأماكن

منها من يظهر حجرة مظلمة يرقد بداخلها جسد شبه بشري متخدا وضعية شخص كئيب و تعيس،و منها من يظهر مكانا طبيعيا يتميز بجمالية أشجاره و نباتته ذات الألوان الزهية،لكن إحذر فما تراه بأم عينيك مجرد غطاء

ستار أسود يخفي حقيقة البرية التي يعلمها الجميع،فما هي إلى ثواني لتشهد فوق سمائها الزرقاء الصافية وحوش مجنحة ذات احجام هائلة تحلق عاليا

تعددت المناظر المختلفة على هذه الشاشات العديدة،وسط محل نظرها جلس المذيع ببذلة رسمية على كرسي مريح يحتسي رشفة من كوب القهوة و هو ينظر لشاشة معينة،تظهر كل من عبد الحق و معاد

_____________

___________

_________

_______

_____

*صعود*

أحس الإثنان بإهتزاز أرضية المصعد،نظر كل منهما ناحية اللوحة الإلكترونية ليظهر رقم 5،تغير موضع نظرتهما ليتبت على البوابة الحديدية،منتظربن وصولهم لهذه الوجهة المجهولة

”يا معاد في نظرك إلى أين سيأخدنا هذا المصعد؟“

سأل عبد الحق رفيقه معاد بنظرة هادئة لا تدل على أنهم إختطفا و أجبرا على ولوج مصعد غريب

”ها؟؟...أنا أيضا لا أدري؟“

أجابه معاد و هو يستل بظهره على أحد الجدران منتظرا إلى متى ستفتح بوابة المصعد

*فتح*

توقف المصعد عن الإهتزاز معلنا أنه قد وصل للوجهة المحددة،بدأت بوابة المصعد الحديدية تفتح ببطء

حدق كل من معاد و عبد الحق فيما يوجد بالخارج بإندهاش،أمامهم تواجدت حجرة سوداء خالية من الأثاث

حجرة شبه مظلمة يتواجد على سقفها إضائة كهربائية شبه متوهجة،تظهر على ما يبدوا جسدا بشريا راقدا بوضعية تشبه شخصا بائسا عانى من مصاعب الحياة

*صوت بكاء*

أصدر الجسد البشري صوت بكاء يشعرك بعد سماعه مباشرة بالأسف و الحزن عليه كما لو أنه يبشرك بأن هذا الرجل قد ذاق كل المآسي!،كل البؤس!،كل المعاناة!

حزن لا متناهي يسيطر على جسده لا يتوقف عن النواح واضعا كلتا يديه على وجهه الشاحب محاولا إخفاء حزنه أمام الأخرين

لكنه بشكل غير مباشر يظهر للجميع حزنه و بؤسه ما يجعلهم يفكرون ما الذي ألت إليه الظروف لتوصله إلى هذه الحالة

لو دققت النظر جيدا على جسده ستجد العظام بارزة على جلده الشاحب الأبيض الخالي من أي تصبغ،رأسه أصلع خالي من الشعر

*صوت خطوات بطيئة*

تقدم عبد الحق يخطو ببطئ نحوى هذا الغريب،يحدق ناحيته بعيون ضيقة محاولا فهم هذا الغريب الذي قابله للتو

بينما وقف معاد قرب المصعد ينتظر رؤية ما يقبل عليه رفيقه المتهور

*صوت بكاء*

وقف عبد الحق قرب صاحب الجسد ينظر له بأعين مندهشة،وضع يده على كتفه محاولا تهذأته و هو يقول له بصوت هادئ

”يا غلام توقف عن البكاء و أخبرني سبب حزنك المتواصل هذا!“

توقف صوت البكاء و النواح عن الصدور منه،أزال عبد الحق يده عن كتف الرجل الغريب مما سمح له بالوقوف،وقغ الرجل الغريب و قد كان طوله يمكن القول أنه يصل لما يقارب 2,35m

كان جسده نحيفا بشكل مبالغ فيه،أزال أيديه عن وجهه ليظهر أيادي ممددة هي الأخرى بشكل مبالغ بلون أبيض شاحب

إستدار ليظهر وجها شاحبا شبه بشري مخيف أشبه بالمسوخ،عيون بيضاء خالية من أي تصبغ لوني و كأنها خالية من أي شكل من أشكال الحياة

”ها أنت ذا و الأن أخبرني ما الذي بحزنك يا صديقي؟!“

وضع عبد الحق يده على كتف scp-096 غير مشمئز من منظره المخيف

بمجرد أن تلاقت أعين scp-096 البيضاء الشاحبة مع اعين عبد الحق السوداء القاتمة،بدأ scp-096 و المعروف بالرجل الخجول بتغطيه أعينه بكلنا دراعيه

*صوت صراخ حاد*

بدأ يدخل في حالة هيجان مروعة،تردد صراخه المدوي و المخيف جل أرجاء الحجرة،بينما وقف عبد الحق أمامه دون إضهار أي تعبير يدل على الخوف أو الهلع

*صوت صراخ حاد*

أزال أدرعه عن عينيه الشاحبة ليفتح فكه السفلي،فتح هذا الأخير بشكل واسع و مبالغ فيه مظهرا السواد القابع بداخله و كأنه ثقب أسود فتح لأجل إبتلاع شيء معين

*صوت صراخ مرعب*

أصدر الرجل الخجول صوت صراخ مدوي يصم الأذان،صراخ مرعب يسبب الذعر و الخوف يجعل كل من يسمعه يشعر كما لو أن نهايته قد حانت

”إبتسم!“

أخرج عبد الحق هاتفه من جيبه و إلتقط صورة للرجل الخجول و هو يصرخ على وجهه بنظرة مرعبة و مشمئزة

”أظنك سعيد الأن صحيح!...الأن وداعا!“

أدار عبد الحق ظهره و جرى بأسرع ما يملكه ناحية المصعد

إنطلق الرجل الخجول هو الأخر يلحق به مع صراخه المستمر،صراخه لا يكاد ينتهي ينطلق بسرعة هائلة رغم إمتلاكه لهذا الجسد الهزيل و كأنه رياضي و عداء محترف

شاهد معاد رفيقه عبد الحق أت إليه،لكنه إستغرب من كونه يركض بسرعة،حدق مدققا بإتجاهه ليجد مخلوقا شبه بشري أقرب إلى المسوخ ينطلق نحوهم مع صدور صراخ مرعب منه

”يا ويلي!!!“

مباشرة إستحوذ الذعر على جسد معاد ما جعله يضغط على أزرار المصعد بسرعة

*فتح*

فتحت بوابة المصعد و دخل معاد بسرعة محتميا فيها،إستطاع عبد الحق أن يبلغ حجرة المصعد و يضغط على زر المصعد و هو يراقب الرحل الخجول يركض نحوهم

و قبل أن يصل الرجل الخجول إليهم أغلقت بوابة المصعد ما دفعه ليصطدم بالبوابة الحديدية مصدرا صوت اصطدام مدوي

”فيما كنت تفكر يا رجل؟“

خاطب معاد رفيقه عبد الحق بذعر بعد أن قابل وجه الرجل الخجول

”كنت أقوم بعمل صالح!“

أجاب عبد الحق بثبات و هدوء و كأنه لم يكن على وشك الموت على يد scp-096

توقف معاد عن طرح الأسئلة و إكتف بأغماض عينيه و إنتظار الوجهة التالية

_____________

___________

_________

_______

_____

”بئسا!...يالهما من وغدان محضوضان!‘

لكم المذيع المائدة بغضب و هو ينظر للأحمقان اللذان إستطاعا النجاة من قبضة الرجل الخجول

”همم...هاهاها“

لكنه تذكر شيئا مهما ما جعله يبستم ابتسامة شيطانية و هو بحدق بالإثنان

”كل من ينظر لوجه الرجل الخجول حتى لو خرج حيا فإن هذا الأخير سيلاحقه إلى الأبد،و لن يبرح scp-096 مكانه إلا بعد أن يقتل الشخص الذي نظر لعينيه!“

أخد المذيع رشفة من كوب القهوة و هو ينظر للشاشة التي تريه معاد و عبد الحق ينتظران وجهتهما الجديدة

2024/02/27 · 32 مشاهدة · 1209 كلمة
نادي الروايات - 2025