داخل حجرة واسعة و جدران عالية،تميزت بأثاثها الفاخر و المفروش بعناية في كل ركن من أركان الحجرة متموضعا بشكل مرتب و راقي
غرفة شبه مظلمة مسودة لولا تواجد شمعدانات موضوعة على الجوانب،تضيء شموعوها الظلام الحالك وسط هذه الحجرة،لكن و رغم ذلك لا تزال الإضائة خافتة
ما سمحت لظلال الجمادات داخل الحجرة بالبروز و التشكل،تتراقص فيما بينها على الجدران كأنهم كائنات حية لها وعي و فهم
توسطت الحجرة مائدة واسعة الحجم مجهزة بكراسي،جلس عليها ثلاث شخصيات تتحدث فيما بينها
{إذن تقولان أن مذيعا قام بخطفكما و أجبركما على ولوج هذا المصعد...مثير!}
تحدث صوت أجش لرجل يجلس على مقدمة المائدة يحمل بين يديه كآسا فاخرا و يأخد رشفة منه
”نعم...و شكرا لإستضافتنا سيد...سيد؟“
من مؤخرة المائدة تحدث صوت عادي يشكر الغريب لم يكن سوى معاد
{فلاد!...يمكنكم مناذاتي فلاد فقط}
إبتسم الرجل الغريب إبتسامة باهتة و هو يحدق بالإثنين ما سمح ببروز نابين حادين
رجل ذو بشرة شاحبة و عيون حمراء دامية و شعر أسود متموج،يرتدي بذلة فاخرة تخص النبلاء معطف أسود فاخر،ياقة مجنحة و ربطة عنق حمراء اللون
{هل تفكران بالإنتقام؟}
سأل فلاد الإثنان عن رأيهم منتظرا الإجابة و هو يأخد رشفة من الكوب
”عمليا ليس إنتقام بل يمكن القول أننا سنآذبه“
تحدث عبد الحق مجيبا فلاد و هو يتكئ على الكرسي يراقب ردة فعل فلاد
{هممم!...إذا ما رأيكما بتقديم يد المساعدة}
همهم فلاد مغمضا عينيه يفكر في شيء معين،قبل أن يفتح عينيه و يلفض ببعض الجمل مع مد يده اليمنى نحوى الإثنين
”نقدر مساعدتك لكن نستطيع التعامل معه وحدنا“
تكلم عبد الحق شابكا دراعيه معا،متكئا على الكرسي و هو ينظر لفلاد
تغيرت تعابير فلاد و بدت كأنها متشوهة و ساخطة،حدق نحوى الإثنين بتعبير الإنزعاج و بدا كما لو أنه مقبل على نحر عنقهما
{حسنا كما تريدان!}
تغيرت تعابير فلاد من السخط إلى الهدوء،إبتسم إبتسامة باهتة و هو يحدق نحوى الإثنين
”شكرا سيد ف~“
تحدث معاد و هو يبتسم بوجه فلاد و قبل أن يكمل شكره سمع صوت فلاد لكن هذه المرة بدا أقرب للشياطين
{لو قبلتما مساعداتي كنتما ستصبحاني أقوى!...لكنكما رفضتما عرضي و لا أحد يرفض عرضي أبدا!}
تحدث فلاد بصوت شيطاني غليض،تغيرت ملامحه عما كانت عنه قبل قليل،ملامح ساخطة و منزعجة و غاضبة
رفع دراعه اليمنى مقربا إياها نحوه بمسافة قريبة،و بعد ثواني نمت له أضافر حادة و طويلة بلون أسود قاتم
’يا ويلي!‘
لم يقدر معاد على التلفض بأي كلام،فقط إكتفى بالصمت و هو ينظر لفلاد بتعابير تدل على الفزع و الرهبة
في هذه اللحظة إسود وجهه و برزت عدة قطرات من العرق تتمشى ببطء على جبينه،مع إرتعاش جسده و تجعد عينيه من شدة الخوف
’عبد الحق أيها الوغد أنظر إلى أين أوصلتنا!‘
أدار معاد وجهه ناحية صديقه و هو يلومه على الحالة التي وصلو لها للتو
’أين هو؟...أين ذهب هذا الوغد؟؟‘
لكنه صدم بعدم تواجده رغم أنه كان جالسا بقربه،تملك معاد الخوف و ظن أن فلاد قد قتل عبد الحق
لم يجرؤ على الإلتفات سواء يمينا أو يسارا خوفا من شيء واحد،تلك العيون الحمراء الدامية المحدقة به،ذلك الوجه الشيطاني الذي يكاد ينفجر من شدة الغضب
و قبل أن ينقض عليه بتلك المخالب الشبيهة بالأنصال الحادة
*إشتعال*
برز شعاع من الضوء أنار الحجرة الشبه المظلمة،شعر فلاد بجلده يحترق و ينبعث منه دخان باهث
{أغغغعععع!!!}
إزدادت حدة الإحتراق على جلده الشاحب،ما جعل يطلق صرخة متألمة،إشتعل جسده باللهب بسبب أشعة الشمس الحارقة
بدأ يصرخ من الألم و اللهب ممسك بجسده محاطا به كما لو أنه معطف صنع من اللهب،تلوى فلاد من الألم صارخا صراخا مرعبا تردد صداه في جل أنحاء الحجرة
جلس معاد على الكرسي صامتا ينظر للمشهد أمامه بريبة و دهشة،لم يقدر لا على الحراك و على حتى على التلفض بأي كلام
*إرتطام*
لم يدم عذابه طويلا حتى تبتلع اللهب كل شبر من جسده فتسقط عضامه على الأرض لتتبخر و تندثر مع الهواء مختفية عن الأنظار
”أخيرا بعض الإضائة“
تحدث عبد الحق و هو ينظر من خلال النافذة بعد أن أزال الستار المعتم و المانع قبل قليل للضوء
إلتفت بعدها لرفيقه معاد و أشار له بالنهوض و مغادرة المكان،حدق معاد بريبة في صديقه الوحيد لا يعلم حقا ما يقول فقط نهض من مكانه و تقدم صامتا ناحية المصعد
___________
_________
_______
_____
___
الرجل الخجول أو ما يعرف بي scp-096،هذا الأخير بعد أن هرب الأحمقان من قبضته بعد أن حدق عبد الحق مطولا في وجهه
إستمر في حالته المهتاجة و بدأ بتحطيم حجرته،لم يدم مكوته داخلها طويلا حتى إستطاع إحداث ثغرة و تقدم ناحيتها
تمشى في الظلام بلا هدف،لا يكاد يكف عن الصراخ و العويل،صراخ مرعب يعود لشخص عذب لسنوات و عقود لا تعد و لا تحصى في الجحيم
كلما تذكر وجه عبد الحق زادت وتيرته و إرتفع صوت صرخاته المزعج،إنه راغب في قتله مهما كان الثمن،هذا هو السبب الذي يجعلك لا ترغب في النظر إلى وجهه
___________
_________
_______
_____
___
إستمر الرفيقان بالإنتقال من مكان لآخر بشكل عشوائي،مرة في عصر الديناصورات حيث قابل الأحمقان ديناصورات أكلة للحوم لكنهم إستطاعو النجاة رغم ذلك
و مرة عندما وصلو في وقت غير مسموح به حيث عرقلو طقسا شيطانيا كانت تقوم به طائفة من عبدة الشيطان،إستمر الإثنان يمشيان بلا هدف في كل مكان يوصلهما له المصعد
لكنهما و رغم ذلك خرجا أحياء،كيف؟؟...سهل بقوة المخرج
*صوت ركل الباب*
”أمسكناك!“
صرخ عبد الحق و هو يركل باب أحد الغرف،لكن الباب أبى أن يترنح من مكانه
”أمسكناك!“
صرخ مجددا مع ركل الباب لكن الباب أبى أن يترنح من مكانه ما دفعه ليعيد الكرة مرة أخرى
”أمسكناك!“
صرخ مجددا مع ركل الباب بقوة هذه المرة،ليفتح الباب و أمامه يقف عبد الحق متخدا وضعية الركل،بينما معاد يقف على الجانب يشاهد فقط
”أنتما أيها الأحمقان كيف عر~؟؟“
إنفعل المذيع في وجهيهما مع بروز الإنزعاج و الغضب على ملامح وجهه،و قبل أن يكمل صراخه المزعج عليهما
أسكته عبد الحق و هو يمسكه من ياقته،مع بروز الغضب بشكل ضاهر على وجهه
”سأئدبك أيها العجوز على العبث معنا“
أخرج عبد الحق هاتفه و جعل المذيع ينظر غصبا عنه للشاشة
سحب هاتفه بسرعة و قبل أن يقدم المذيع على أية حركة
*صوت صراخ مرعب*
سمع الثلاثة صراخا مدويا قادما نحوهم،إبتعد عبد الحق بسرعة عن المذيع و إنطلق جهة معاد
”معاد أغلق عينيك يا رجل...هيا بسرعة!“
حث عبد الحق معاد على إغماض عينيه و عدم فتحها مهما كان،أغمض هو الأخر عينيه مع بروز إبتسامة باهتة بين شفتيه
وقف المذيع يسمع صوت الصراخات المرعبة القادمة بإتجاهه،أدار ظهره للهرب لكنه صدم بي scp-096 واقفا أمامه يلوح بأدرعه الطويلة
فاتحا فمه عن أخره مبرزا السواد الحالك و القاتم في جوفه،حدق المذيع في الوحش أمامه مع ظهور عدة ذكريات عشوائية في ذهنه
لم يدم وقوفهم طويلا حتى يسمع صوت الصراخ الدموي،تطايرت أشلاء المذيع على الأرض مبعترة في أماكن عشوائية،تناثرت دمائه هي الأخرى مطلية
المكان بلون أحمر قرمزي زاهي
___________
_________
_______
_____
___
”الحمد لله عدنا“
جلس معاد على الأريكة يسترخي و هو يتذكر ما مروا به داخل المصعد الغريب
”الفضل كله يعود للأصلع الشاحب“
إتكأ عبد الحق هو الأخر على الأريكة مغمضا عينيه