فوق سماء مدينة «فالكونيا» العريقة،مدينة تشتهر ببنياتها التاريخية ذات التصاميم الهندسية الفخمة و المزخرفة بأنماط هندسية تعكس فن شعبها و جماليته
”تقدموا لتأكلوا أشهر مأكولات فالكونيا،لحم خروف الصقيع!“
”من يرغب في إقتناء أجمل و أرقى أنواع الحرير!،هيا تقدموا…تقدموا!!“
صاح الباعة من كل مكان محاولين جذب الزبائن عن طريق عرض منتوجاتهم بتلك الإبتسامة الصفراء،إبتسامة مزيفة مبتكرة لغرض واحد البيع و تحصيل لقمة العيش
على كل إنها الطريقة الوحيدة ففي النهاية هم أصلا غير صبورين و أبناء عا####،لكنهم مجبرين لتحصيل تلك الأموال،لأنهم أصلا زنوج ملاعين أبناء عا####.
*صوت الرياح*
تجول المارة بين هذه الأكشاك يأوجه مبتسمة و بشوشة،تارة تجد النساء ينجذبن للحربر و تارة تجد الرجال ينجذبون للأسلحة و الأكاسير،أما البعض الأخر فينجذب للمحاليل و الأطعمة و غيرها…
و نعم الصياح بين البائع و المشتري القائم على أساس تخفيض سعر المنتج نوع من التحديات فلابد من تواحده حتى لو كانت مدينة خيالية
لنبتعد الأن عن ساحة المدينة المملة و نتوحه لأفضل بناء يتوسطها،هذا إن لم يكن الأفضل!
بناء ذو حجم هائل يخترق السحاب،بناء تاريخي عتيق يبين مدى دقة و براعة المعمارين الذين أشرفوا على بنائه،بناء حفرت على كل جزء منه رموز و أنماط هندسية ذات أشكال معقدة
لكن إن نظرت لها ستجد نوعا من الإبداع يتوسط هذه الزخارف الهندسية رغم تعقيد تصميمها
إنها «قاعة–الأسلاف المقدسة»،هنا حيث يجتمع أقوى الفنانين القتاليون و هم جميعا تحت رئاسة الخالدون السماويين،يمكنك إعتباره بمثابة ذروة الفنانين القتاليون
”هههههه“
”ههههههع…؛؛!“
أمام بوابة قاعة الروح وقف مجموعة من الجنود ذو الملابس الغريبا يقهقهون بصوت مسموع و هم يتبادلون التظرات فيما بينهم
”ألن تكفوا عن الضحك!“
بنبرة منزعجة تكلم أوسطهم و الذي يبدوا أنه القائدو هو ينظر لهم بنظرات حادة
”ح–حاضر!“×7
أجاب الجنود في وقت واحد بإنظباط متأسفين لقائدهم و الذعر يعلوا وجوههم
”أسفون يا سيدي لكن…“
تكلم أحد الجنود مخاطبا القائد بوجه تتوسطه إبتسامة ناصعة
”…“
حدق القائد في وجه الجندي المبتسم منتظرا إياه أن يدلي بما يريد
”لكن عندما أتذكر منظرهم المذعور و صوت صرخاتهم أشعر بالراحة والسعادة…ههههههه!“
توسعت إبتسامته و علت ملامحه نظرات السخرية و الإستهزاء
و هو يتذكر أناسا قام بسفك دمائهم بدم بارد،متذكرا صوت صرخاتهم الذي إعتبره بمثابة أغنية مهدئة للأعصاب،و نظرات الذعر و الغضب و الكراهية التي كانوا يرمقونه بها
”هههههههه…ههههههههه…هذا مضحك!…مضحك جدا هههههههههههه…هوف!…لقد كانوا حقا أض~…بغغغ…!!؟؟“
ضحك بصوت عال،ضحك من كل قلبه و هز يتذكر تلك المناظر الشنيعة التي إقترفها هو من معه دون ندم
*إختراق!*
أستمر بالضحك تحت أنظار القائد المنزعجة،إستنر بالضحك مغمضا عينيه غير آبه بمحيطه و دون أن يشعر إخترق نصل جليدي صدره
”غغغغ…!!؟“
توقف عن الضحك و بصق الدماء،تبددت الإبتسامة الساخرة و حل محلها الخوف و الإرتباك
*تقطير*
تساقط سبل من الدماء من فتحة صدره(دونات) و تقطرت على الأرض بكل هدوء
*صوت صراخ*
صرخ الجنود بعد رؤية منظر رفيقهم و حدقوا ناحية المكان الذي أتى منه هذا النصل الجليدي
”من يجرؤ على مواجهة قاعة الأسلاف لعظيمة،أظهر نفسك أيها الحثالة!“
تجعدت عيون القائد و بأعلى صوته صاح في المكان موجها كلامه للغريب
*رفع*
بالمقابل إستل الجنود سيوفهم و صبوا جل تركيزهم على هذا العدو المجهول
*وميض*
غلفت سيوفهم بطاقة زرقاء صافية أنارت المكان بشكل طفيف من حولهم
”أين ه~…بغغ!؟
دقق أحد الجنود نحو السماء بتركيز و هو يتسائل،قبل أن يتم إختراق صدره هو الأخر مثل صاحبه
*سقوط!*
ليسقط جسده على الأرض خال من الحياة و الدماء الحمراء الزاهية تلطخ المكان من حوله
”هناك!“
صاح أحد الجنود مشيرا بإصبعه ناحية السماء و هو ينظر لذلك الشيء بأعين متراقصة و مذعورة
*تحديق*
حدق المحاربون ناحية وحش غريب يرفرف بأجنحته العظيمة في السماء،واقفا شامخا ينظر لهم بنظرات تغمرها الكراهية و الغضب
”و–وحش…!“×5
صاح الجنود بصوت واحد و أجسادهم ترتعش من الخوف
{نفس الجحيم!}
تمتم موزارت و هو يفتح فمه الوحشي كاشفا عن صف من الأنياب الحادة
*إشتعال!*
إنطلق من فمه بحر من اللهب بسرعة شديدة موجها ناحية الجنود الهالعين،و ما هي إلا لحظات معدودة ليحرق الجنود هم و مكان وقوفهم عن بكرة آبيهم
لم يتسنى لنا حتى سماع صوت صرخاتهم،نفس الجحيم من إسمه لهب يحرق كل شيء بسرعة،ليس كمثل النار العادية التي تحتاج وقتا طويلا…
*طقطة*
لا يسمع الأن سوى اللهب المتراقص على هذه الأرض الجرداء
”هي ماذا يجري…هنا!!“
أثارت أصوات هذه المعركة إنتباه أحد المسؤولين ليخرج و ينظر بصدمة و إندهاش للأرض المحروقة أمامه
”ماذا يجري بحق اللؤلؤ و المرجان!؟“
وضع كلتا كفيه على رأسه الأصلع و أخد يصيح بهلع
”من يجرؤ على المساس بأرض قاعة الأسلاف المقدسة!“
لتتجعد ملامحه و يصيح بغضب و هو يحدق في الأرجاء بحثا عن الفاعل
حدق لبرهة مطولا ليلمح وجود ما بدا تنينا بشريا ذو حراشف قرمزية يرفرف بكلتا جناحيه في السماء
”أنت!…من أنت!؟“
تجعدت ملامح و أشار بإصبعه ناحية التنين البشري و هو يخاطبه بنبرة غاضبة
*وميض*
إنبثق من جسده هالة زرقاء فاتحة غلفت على جسده كعبائة،شدد كلتا قبضتيه بغضب و هو يسأل الغريب عن هويته
{ألم تتعرف علي!؟}
بصوته الغليض رد موزارت على العجوز بنبرة هادئة
”…ماذا!؟“
إستغرب العجوز من هذا الرد ما دعاه لينظر له بوجه حمل معالم الإستغراب و الجهل
{الخالد السماوي الملقب بملك الأشباح «لو–مينغ»،لا تخبرني أنك لم تتعرف علي…!}
رد عليه موزارت بهدوء
”ك–كيف تعرف…ني؟؟!!“
تجعدت ملامح لو–مينغ بعد سماعه كلام موزرات ليرتعش جسده بشكل طفيف و هو يسأله
{دعني أنعش ذاكرتك أيها العجوز الخرف}
مباشرة بدأت الهالة القرمزية تتبدد من جسد موزارت،تبعها تفتت الحراشف من على جسده و تناثرها كذرات من الغبار
إختفى الذيل و الجناحان أيضا،الأعين قد عادت لهيئتها البشرية هي الأخرر،تم عكس التحول و عاد إلى شكله البشري
بشرة عادية صحية،شعر شائك حالك السودا كظلام الليل الدامس،عيون سوداء مظلمة كقعر الهاوية العظمى
وقف طافيا في السماء بلباسه الياباني التقليدي ذو اللون الأسود يحدق بنظرة خالية من المشاعر ناحية العجوز لو–مينغ
*إرتعاش*
.”هاااه!…مستحيل…مو–موزارت…!!!“
شهق العجوز و هو يرى الفتى أمامه،جحضت عيناه و كأنه رأى شيئا أخر،ليحرك شفتيه و ينطق إسمه بصوت مرتعش
*صوت خطوات*
وقف الجنود مجهزين بعتادهم،مغلفين أنصالهم بتلك الطاقة الزرقاء الجميلة و المرعبة في ذات الوقت
”إقبضوا على هذا الشيطان“
صاح أحد القادة بأعلى صوت و إندفع هو و جنوده يلوحون بسيوفهم المشبعة بالطاقة
”ل…لا!“
تجعدت ملامح العجوز لو–مينغ و رفع يده اليمنى محاولا منعهم
لكنه كان متأخرا و إندفع الجنود بسرعة نحو هدفهم،يلوجون بتلك السيوف المضيئة و ينظرون لموزارت بأعين حملت نظرات الغضب و الكراهية لهذا المقتحم اللعين
”الأن للنهي هذه المهزلة!“
بصق كلماته و هو يرفع يده اليمنى كأنه على وسك مسك يد شخص ما
*تموج*
”ذئب الظلام،أعرني قوتك لأخسف الأرض بأعدائي!“
تمتم بصوت جاف خال من المشاعر و هو يسمع صياحهم يقترب من أذانه
مباشرة تصاعدت حلقة سوداء مظلمة تنبعث منها هالة ظلامية حالكة السواد،تخفي بين طياتها أهوالا لا تعد و لا تحصى،من وسط ذلك الظلام برزت تلك الأعين البيضاء المشعة و هي تنظر لموزارت بهدوء
إتحدت الحلقة مع جسده مسببة تشكل هالة ظلامية سوداء قاتمة أخفت جسد موزارت لدقائق
”…!“×5
توقف الجنود لبرهة بعد أن لمحوا تلك الهالة السوداء التي أخفت جسد العدو عنهم
واقفين في السماء ينظرون لهذا المشهد الغريب و الغير مفهوم،حاولو التلويح بأسلحتهم لكنهم آبو بسبب تلك الهالة المظلمة،كلما حدقوا نحوها شعروا بالخوف و الذعر
*تشق*
تبددت أخيرا تلك الهالة المظلمة و برز جسد موزارت أيضا،لكن كان جسده مغطى بما بدا درعا أسود نفاث شديد الصلابة،خودة الذرع كانت غريبة فقد بدت على شكل رأس ذئب تتوسطها تلك العيون البيضاء المشوهة
”…!!“×6
حدق كل من الجنود و العجوز لو–مينغ بتوتر نحو ذلك الدرع الأسود المريب و لم يجرؤا على الحراك خوفا من المجهول
*مسك*
حاملا بين يده اليمنى المدرعة سيفا أسود من المقبض إلى النصل،و هو ينظر لهم بتلك الأعين الوحشية المخيفة
”نصل الظلام الثاقب!“
تمتن و هو
يرى نصله الأسود يغلف بسحابة من الظلام
*تلويح*
و بدون إطالة لوح بذلك السيف المشؤوم مرسلا نصلا مظلما ضخما غلف الجنود المحلقين بظلامه
”عغغغغ…!!“×5
صوت صياح الجنود العالي قد سمعه كل من العجوز لو–مينغ و موزارات
تبدد نصل الظلام ليكشف عن أحشاء متناثرة تطفوا لثواني في السماء،قبل أن يخل توازنها و تسقط على الأرض مسحوقة يقطر الدم الأحمر الزاهي منها