داخل غرفة الجلوس و بالضبط وسط الأريكة الحمراء المريحة،جلس الأحمقان يشاهدان برامج التلفاز

تنوعت البرامج بين برامج رياضية،ثقافية،و حتى ترفيهية،إسترخى الإثنان يحدقان بالشاشة الرقمية التي تعرض هذه البرامج

[أخبرنا يا سيدي ما هو هدفك الذي ترغب بتحقيقه؟]

على أحد القنوات الإخبارية وقف مذيع يوجه مايكروفون لأحد المشاركين في مسابقة رياضية

[هدفي!]

فتح الشاب فمه و هو يحدق ناحية الشاشة

[هدفي هو أن أفوز بهذه المسابقة و أرتقي للمركز الأول]

شد الفتى قبضة دراعه اليمنى و هو يحدق في الشاشة بإصرار و حزم مأكدا أنه يسعى و يرغب إلى تحقيق هذا الهدف

”يا عبد الحق هل لي بسؤال؟“

أدار معاد وجهه ناحية رفيقه و باشر بطلب الإذن لسؤاله

”تفضل“

حك عبد الحق رأسه و أعطى الإذن لمعاد و عينيه متبتة على شاشة التلفاز

”ما هو هدفنا كشخصيات في هذه الرواية؟“

سأل معاد رفيقه مع رفع يديه و محاولة معرفة الجواب عن سؤاله هذا

”هممم...لا أدري حقا!“

همهم عبد الحق مع إغماض عينيه و التفكير مطولا،قبل أن يفتحهما و يجيبه

”إذن أفهم من كلامك أننا بلا هدف!“

قدم معاد بعد تفكير طويل إجابته و هو يتكئ على الأريكة

”نعم“

أجاب عبد الحق مع تشكل العبوس على تعابير وجهه المسود من هذه الحقيقة

إسودت وجوه الإثنان مع بروز العبوس بشكل واضح على وجوههم،إستمرا بالنظر مطولا لشاشة التلفاز يفكران في هذا الموضوع بشكل عميق

”ما رأيك أن نصنع هدفا!“

رفع عبد الحق صوته عاليا مع تشكل إبتسامة ناصعة على وجهه و هو يخبر معاد بما يرغب بفعله

”و ما هو هذا الهدف الذي نحن نرغب بتحقيقه؟“

سأل معاد رفيقه الجالس بجانبه و هو يحدق به منتظرا الإجابة

وقف عبد الحق من على الأريكة و تقدم مبتعدا عن الأريكة بمسافة قريبة،وقف يحدق بمعاد و هو على وشك إخبار عن هذا الهدف المزعوم

تغيرت الخلفية من حول عبد الحق و صارت عبارة عن فضاء أسود قاتم تزينه عدة نجوم مضيئة بألوان مختلفة تظهر جمالية الكون الفسيح

وقف عبد الحق وسط هذا الفضاء المضيء يرتدي بذلة قتالية بلون برتقالي طبع على صدره شعار بلون أبيض دائري كتب بداخله كتابة سوداء باللغة اليابانية

يضع حول خصره حزام باللون الأزرق الداكن رفقة حذائين و أربطة أيدي بنفس اللون،تحيطه هالة بيضاء أثيرية مائلة قليلا للرمادي

يتوهج كل من شعره و عيونه بلون أبيض مائل للفضاء بشكل أثيري جميل،هالة من الجبروت و القوة تحيط جسده

”هدفي!...هدفي هو أن أصبح اقوى رجل في الكون!“

فتح عبد الحق فمه و لفض هذه الكلمات بصوت غليض و حازم،و هو يحدق بالمشاهد بنظرة إصرار و عزم

”قطع!...قطع!...توقف!...توقف!“

صاح معاد بإستنكار و هو يخاطب عبد الحق موقفا إياه عمى كان يفعله

”ماذا؟...لماذا أوقفتني يا رجل؟“

صاح عبد الحق في وجه معاد و هو يطلب تفسيرا عن سبب توقيفه

”يا صاح كفى إستهتارا!...إنه ليس هدفنا بل هدف شخص أخر!“

وضح معاد السبب وراء إيقافه

”أها!...فهمت“

توقف عبد الحق عما كان يفعله و جلس على الأريكة يفكر في هدف أخر

تغيرت الخلفية مجددا و هذه المرة كانت على تلة خضراء مزهرة،جلس عليها شاب يرتدي ملابس خضراء داكنة كلون العشب واضعا على رأسه قبعة كبيرة دائرية الشكل و كبيرة الحجم

*صوت الرياح*

يمسك صنارة صيد و يحركها،يراقب بأعينه السوداء المظلمة المحيط الأزرق أسفله،منتظرا أي إشارة ستحدثها فريسته ليصطدها بسرعة

توقف الشاب عن التحديق بالمحيط بعد أن شعر بشيء ما،إلتفت جهة المشاهد يحدق ناحيته بإبتسامة ناصعة تاركا ما في يده يسقط على الأرض

تقدم جهة المشاهد و قال بنبرة هادئة ممزوجة بالتفاؤل و السعادة

”هدفي هو أن أصير صيادا حتى أجد والدي المفقود!“

”قطع!...قطع!“

صاح معاد مجددا و بدا هذه المرة كأنه يلعب دور مخرج فيلم بإتقان

”مجددا!...لا تخبرني“

صاح عبد الحق في وجهه مع تشكل العبوس و الإنزعاج من هذا الموقف

”حسنا أعدك هذه المرة سأجد حلما لم يجده أحد من قبل“

اغمض عبد الحق عينيه و بدأ بتفكير طويل،يفكر في نوع الهدف الذي سيمشي عليه و ما الذي يرغب في تحقيقه

”وجدته!...وجدت هدفي!“

قالها بإبتسامة و هو يفتح عينيه ناظرا لمعاد المتفاجئ

”إذا أخبرني بسرعة!“

فرح معاد و سأله بسرعة و تلهف مع تشكل إبتسامة واسعة تنضج بسعادة غامرة

تغيرت الخلفية من حول عبد الحق لتضهر لنا سفينة خشبية مزينة،تسبح في بحر أزرق واسع لا تكاد تظهر نهايته،يتدلى نسيم الهواء على وجهه و هو ينظر للمشاهد بإبتسامة

كان يرتدي قميصا أحمر بلا أكمام رفقة سروال قصير لا يتعدى الركبة،يضع على رأسه قبعة قش رفقة بروز إبتسامته مع إغماض عينيه

*صوت أمواج المحيط*

”حلمي!...حلمي هو أن أصير ملك القراصنة!“

تحدث عبد الحق مبرزا عن حلمه الراغب بتحقيقه مع شد قبضته اليمنى و هو يحدق بالمشاهد بنظرة إصرار و عزم

”يا صاح إعترف نحن بلا هدف“

صاح معاد بتعبير يدل على الضج

ر و الملل متكئا على الأريكة و العبوس ظاهر بكل وضوح على جفنتيه

”أنت محق“

عبد الحق هو الأخر إستسلم و جلس على الأريكة مع إسوداد وجهه و بروز العبوس على تعابير وجهه

2024/03/03 · 35 مشاهدة · 755 كلمة
نادي الروايات - 2025