في خاناً للقوافل في مكه، تحط قافلة للتجار رحلها فيه و كان رجال القافلة كُهولاً إلا شابين اثنين كانا يرتديان غطاء فوق رأسِهما ، فأتاهما قائد القافلة و هو رجلاً كبيراً في السن قائلاً " أنتما الوحيدين في القافلة اللذان لا نعرفهما ، و أيضا طوال رحلتنا لم تناما الليل ، و تظلان تتلفتان يميناً و شمالاً ، لعمري لأُلحاً عليكما أن تُخبِرانِ من أنتما" ضل الرجلان صامتين ، إلى أن أتى ثلاثة جنود شاهرين سيوفهم ، و كانوا بعيدين ما بين المنكبين ، ضخام الجثه ، يقبض احد الرجال على لحية قائد القافلة ، و يصرعه أرضاً و يقول له" نحن نعلم انكم تُخبيئون الأمير هنا ، أنصحك ايها العجوز الخرف أن تتكلم و تخبرني اين هو إلاميــ" و لم يلتفت الرجل إلا و وجد سيفاً تحت عنقه و ينظر إلى حامل السيف و قد كان أحد الرجلين اللذين كان يتحدث إليهما القائد " أرمي سيفك أرضاً و إلا حززتُ عنقك " قالها الرجل متهكماً ، يرد عليه الجندي " انتَ ذلك الوغد الذي قتل رفاقي عند بوابة القصر " يحاول الجندي أن يبتر ذراعه و يقوم الرجل بقطع رأسه بسرعه و يزيل الرجل الغطاء عن رأسه ليكشف عن نفسه ، قال الجنديان الآخرين مرتعبين " انت هو ذلك الوغد حقاً .... انت هو النبراس" يحاولان مهاجمته و يصد هجومها و يركل الجندي الأيمن على ساقه و يسقطه أرضاً و يطعن الجندي الأيسر في صدره ، يحاول الجندي الذي سقط أن يمسك سيفه لكن النبراس يثبيت سيفه فمه ، و يلتفت للرجل الآخر الذي كان معه و يقول له " لقد انتهى أمر هؤلاء الرجال ، لكنك استنكفت عن قتالهم ايها الأمير " يقف الرجل و يزيل الغطاء عن رأسه و يرد على النبراس قائلاً" لقد كنت تتكفل بالأمر بنفسك ، و ايضاً أخبرتك ألا تناديني بالامير ، أنا الآن اسمي عمرو فقط " ، كان النبراس عابس الوجه ذو شعراً طويل اسود اللون، و هو رجلاً بين الطول و القِصر ، وهو للطول اقرب ، و لم يرتدي عمامه على رأسه ، على عكسه ، كان عمرو مبتسم الوجه و كان على خصره سيف ذو مقبضاً مذهب ، وكان يرتدي عمامه ذات قماش اسود و اخضر ، ، يساعد عمرو الرجل الكهل على الوقوف قائلاً لعمرو" كنت اعلم أنكما تخفيان أمراً " يبتسم عمرو قائلا " كان لابد من ذلك يا عماه ، لم نرد أن يعلم أحد بأمرنا، لكن لعمري انك لحذق " يلتفت الرجل الكهل إلى النبراس، فيراه يمسح الدم من سيفه ، و قال الرجل لعمرو " يا بني ما قصة هذا الشاب ؟ أن طِباعه تختلف عن طباعك " يرد عمرو عليه قائلاً" عند كُنا نحاول صد الغزاة المهاجمين قُتل الكثير من رفاقنا أمام أعين النبراس لذلك اظن أن العُبوس الذي على وجهه هو لذلك السبب " يزفر الرجل الكهل و يقول لعمرو " ارجوا أن تكون حذراً يا بني ، و ايضا لا تدع هذا الشاب يقاتل وحده ، ليس خوفا عليه و لكن قد يأخذه التعطش إلى الدماء إلى منحنى آخر " يرد عليه عمرو مبتسماً" لا داعي للقلق بشأن النبراس فهو قوي في النهاية ، هذا فراق بيننا و بينك يا عماه ، لقد احسنت إلينا إحساناً جميلا ، لذا قبل أن أذهب اود منك اخباري بأسمك " يرد عليه الرجل الكهل" انا اسمي صعصعه بن كعب المضري" يمتطيان جواديهما، و يودع عمرو و النبراس صعصعه و يذهبان بأتجاه

الشمال. و هما في الطريق ينظر عمرو إلى النبراس قائلاً " أردت أن اسئلك سؤالا يا نبراس، عندما كنا على وشك الخروج من اليمن ، انت بقيت تنظر إلى الشخص الذي كان ضخم الجثة فارِع الاذرع و ايضا لأذكرك أيضا كانت عينه اليسرى عمياء " يمتعض النبراس قليلا و يرد عليه قائلاً" ما لي و له و لمَ ذكرته الآن ؟ " يوقف عمرو جواده عن السير و يقول للنبراس "عندما أبصرته بعينيك انتفخة اوداجك و بدأت تتصبب عرقاً و اصبحت تشد بساعديك على سيفك ، ما كان سبب ذلك و ما علاقة بذلك الرجل" " هذا ليس من شأنك يا عمرو ، و انا لست مجبراً على إجابتك " قالها النبراس غضباناً. يكمل عمرو و النبراس المسير ، بعد أن هدأ النبراس يقول لعمرو " لا تؤاخذني أنني لا أحب أن أجيب على سؤال كهذا، لكن لنقل أن الأمر شخصي ، إذن اين سنذهب " فأجاب عمرو " الان ، لا اعلم ، لكننا سنحاول الاتجاه إلى الأمام فحسب "

2025/05/22 · 44 مشاهدة · 699 كلمة
نادي الروايات - 2025