أمرأة تسير و معها ناقتين ، يقطع طريقها عشر لصوص قائلين لها " ماذا ستفعلين بهاتين الناقتين ، حبذا لو تعطيهما لنا أيتها المرأة ، فنحن لا ننوي اذيتكِ " ، ردت المرأة عليه قائلةً " أنا لن اعطي هذه النوق إلا للرجال و انتم لستم إلا أشباه رجال " ، يغضب اللصوص منها و تنتفخ اوداجهم ، ويقوم أحدهم بضربها بغمد السيف و يحاول أن يمسك بزمام أحدا الناقتين ، فيأتي فارسُاً معه حربة بيده و يسقطه من فرسه صاح عليه اللص " مم-ن ، تكون يا هذا " لم يجب عليه الرجل ، و ترجل عن جواده ليقاتلهم ناداه أحدهم " انت وحدك و نحن عشرة رجال لن تستطيع قتلنا وحيد—" يقاطعه رجل عالي القامة قائلاً" الآن هو ليس وحيداً " ، يبدأ اللصوص بمحاصرتهما واحداً على اليمين و الاخر على اليسار ، يهاجم الذي على اليمين اللصوص فقام بقتل اثنين منهم ، يحاول أحدهم أن يطعنه من الخلف
فيأتي شخصاً و يصد هجومه الغادر بسيفه ، و يقوم بقطع رأسه ، و يقوم صاحب الحربة بطعن اللص في عينه اليمنى ، و يقتل صاحب السيف اللص الآخر بجرح قاتل في صدره ، ينظر كل منهما في عين الآخر ، قال صاحب الحربة " تقاتل جيداً يا هذا من اي العرب انت ؟ " اجابه الرجل قائلاً " ليس لدي قبيلة ، لكن يمكنك مناداتي بالنبراس ، و انت ما اسمك ؟ " رد عليه قائلاً " أنا ادعى بَيهَس ، يبدو انك لست وحدك هنا " ، بينما هما كذلك يساعد عمرو لبيداً و ينهون أمر بقية اللصوص ، يدنو النبراس من المرأة و يساعدها على النهوض قائلاً لها " ما اسمكِ ؟, و إلى أين أنتِ ذاهبَ بهاتين الناقتين ؟ " ، تمسح المرأة التراب من فوق ملابسها و تجيب النبراس قائلةً " أنا ليس لدي مكان اذهب إليه ، و اسمي هو تماضر " ينظر بَيهَس إلى عيني عمرو و يقول له " أنت لا تشبه النبراس في شيئ ، ملابسك و سيفك و لا يبدو عليك انك من إحدى قبائل العرب ، قل لي ما هو اسمك ؟ " يجيب عمرو قائلاً" أنا أسمي عمرو " امتعض بَيهَس قائلاً" هذا فقط ؟ أليس لديك آب او قبيلة تنتسب لها ؟ " يحاول عمرو أن يتجنب الإجابة على سؤاله لكن النبراس يأتي إلى جانبه قائلاً له " حسناً هذا يكفي يا عمرو لا يمكننا الكذب بعد الآن لذا عليك التحدث " يزفر عمرو قائلاً" حسناً ، في الحقيقة يا بَيهَس أنا اسمي هو عمرو بن الضحاك الحميري ، أنا ابن ملك اليمن " ينصدم لبيد و بَيهَس ، ويقول لبيد لعمرو " إذا كنت انت حقاً هو الأمير ، لما لم تأتي لقبيلتنا بني عبد المدان لقد كنا الوحيدون الذين بقوا على عهدهم مع أبيك " يرد عمرو قائلاً " لم نكن نعرف أن هنالك أيً من القبائل التي تريد البقاء على عهدها معنا لذلك خروجنا من اليمن كان الحل الأنسب. " تأخذ تماضر بزمام الناقتين و تحاول الرحيل ، يمسك بها النبراس قائلاً لها " إلى أين تذهبين قد تتأذين مجدداً "
ترد عليه تماضر" انتم من مقاتلون اشداء، لستُ إلا امرأة غريبة ، و عِبئاً عليكم " يسمعها عمرو و يقول لها " نحن ايضاً غرباء كلً منا قد أصبح غريباً لأسباب عدة ، لست وحدك في الذهاب نحو مصيراً مجهول في النهاية " تسعد تماضر لسماع ذلك و يمسك النبراس بزمام الناقتين ،و يجعل بَيهَس تماضر تركب خلفه على ظهر جواده .
ينظر عمرو إلى لبيداً قائلاً له " لا تؤاخذني فأنا لا اعرف اسمك اتمنى ان تطلعني عليه" يجيبه لبيد " أنا ابن عم بَيهَس ، و اسمي لبيد . "
يبتسم عمرو قائلاً له " سُررت بلقائك يا لبيد "