بينما يحل الليل ، يشعلون النار للتخييم ، قال بَيهَس " عمرو ، إلى أين نحن راحلون ، لقد فقدنا أنا و لبيد قبيلتنا و مكانتنا لدى العرب لأننا بقينا على عهدنا معك و مع أبيك ، و انت فقدت مملكتك و انصارك ، حسناً باستثنائنا نحن الثلاثة هنا و إذا أحتسبنا تماضر سنكون أربعة ، لكنك تعرف قصدي. " ، يبتسم عمرو و يزيدُ الحطب على النار و يرد عليه قائلاً " اعرف ما ترمي إليه يا بَيهَس ، لكن أنا الآن الوحيد الذي يعرف وجهتنا و لكننا يجب أن نخرج من جزيرة العرب أولاً " يبدأ لبيد و تماضر بالتثاؤب يضحك بَيهَس و عمرو بينما النبراس متجهم الوجه لم ينطق ببنة شفه يستغرب من فعله الجميع إلا عمرو يقول له لبيد " لا تعبس بوجهك هكذا يا رجل ، فمنذ إلتقينا إلى الآن لازلت هكذا" ، يتدثر النبراس و بجانبه سيفه و يتكأ على صخرةً قائلاً " أنا سأخلد إلى النوم" يقول بَيهَس لعمرو مستغرباً " هل هو هكذا دائماً ، ينام و إلى جانبه سيفه ؟ " يرد عليه عمرو " أن النبراس هكذا منذ أن خرجنا من اليمن يحرص دائما على أن يكون سلاحه في متناول يده حين يستيقظ ، و احياناً لا ينام الليل لكي يستمر في الحراسة "و تقول تماضر " حسناً عرفنا سبب السواد تحت عينيه . " و بعد أن خلد الجميع إلى النوم ، لم تمر إلا دقائق حتى استيقظ النبراس بسبب صهيل خيول آتي من الشمال. يوقظ النبراس بَيهَس قائلاً" اطفئ هذه النار لكي لا يعلم الجنود بأمركم ، أنا سأبعدهم من هنا " يمسك بَيهَس بحربته محاولاً مساعدة النبراس ، لكنه يمسك بيد بَيهَس قائلاً له " أنت عليك البقاء هنا ، اتجهوا نحو دومة الجندل سألقاكم هناك لنخرج من هنا" يستمع إليه بَيهَس و يطفئ النار. يمتطي النبراس و يتجه نحو الجنود و يسقط الشخص الذي على المقدمه من فرسه ، و يهاجمه أحد الجنود من الجهة اليمنى لكن النبراس يصد ضربته و يضربه على كتفه ، جاعلاً بقية الجنود ورائه ليبعدهم حتى بزغَ الفجر و أُرهق فرسه و قام أحد الرماة باستهداف ذراع النبراس ويسقط من فرسه باتجاه منحدر و بينما النبراس كذلك قبل أن يفقد وعيه يرى ضلاً لشخصاً غريب . يستيقظ النبراس تحت شجرةً تحميه من أشعة الشمس الحارقة فيرى الجرح الذي على ذراعه مضمداً و إلى جانبه فتاً معه قوس و سهم يقول له باستغراب " من تكون أيها الفتى ؟ " ينظر إليه الفتى و يقف على قدميه قائلاً له " من اكون ؟ في الحقيقة أنا من يجب عليه أن يسئل هذا السؤال..... ايها الغريب . "

2025/05/28 · 14 مشاهدة · 415 كلمة
نادي الروايات - 2025