يجلس الفتى بجانب النبراس و يقول له " عندما وجدتك كنت شبه ميت ، لا داعي أن تُخبرني بأسمك لكن أخبرني ما الذي حدث حتى لقيتك على هذه الحال " يرد عليه النبراس " لقد كنا أربعة أشخاص و كنا مطاردين من قِبل بعض الجنود و انا ذهبت لأبعدهم عن رفاقي بينما هم يغادرون ، لكنِ أصبت " يساعده الفتى على الوقوف و يعطيه سيفه و فرسه ، بعد أن امتطى النبراس جواده قبل أن يغادر قال للفتى " يا فتى ، انت لم تعرف من اكون ، أو إني كذبت عليك في تلك القصة التي قُلتها ، من الممكن أن أكون ظالم أو قاتلاً ، فلِما أجرتني ؟ " يلتفت الفتى للنبراس و يزفر قليلاً و يرد عليه قائلاً " ألا تعلم أننا عرب ؟ مهما كنت ظالم أو مظلوم فأنه ليس من شيم العرب ترك الجريح ليموت . " ينطلق النبراس في طريقه إلى دومة الجندل و هو لا يزال يفكر في ما قاله الفتى ، هل يستحق الظالم الإجارة ؟ ، هل يلتزم العرب بشيمهم حتى إن كان ذلك يعني الموت المحتم ؟ . ظل النبراس يتفكر في صفات الفتى ، شعراً أسود داكن و عينان زرقاوين كأنهما نهراً جاري . بعد أصبح النبراس قريباً من دومة الجندل اقترب من ارض إحدى القبائل ، كان يسمع أصواتاً تأتي من اليمين يذهب إلى أعلى تله ليجد رفاقه محاصرين بين عدة رجال. و لم يبن عليهم انهم جنود ، يترجل النبراس عن جواده ليقترب منهم ، و بينما هو يستمر بالنظر يجد خنجرا تحت رقبته و يقول له الرجل " يبدو انك تريد مساعدة رفاقك ، أن أردت حقاً ذلك فأنزل لنتحدث سوياً " . يرى عمرو النبراس و يقول له " اين كنت كل هذا الوقت ظننتك سبقتنا لدومة الجندل ؟ " يرد عليه النبراس" حسناً لم تسر الخطة كما أردت أصبت بذراعي و انقذني شخصاً ما ، لكن المهم الآن من هؤلاء ؟ " . يأتي رجلاً قصير القامة مجعد الشعر يرتدي عمامة سوداء ، متجهم الوجه ، عندما رأته تماضر تقترب من بَيهَس و لبيد و تقول لهما " انظرا أن هذا الشخص لربما يكون اخ النبراس ، كلاهما عابس الوجه" يهز لبيد و بَيهَس رأسيهما علامة على ملاحظة الشبه . يقف الرجل أمام عمرو و النبراس قائلاً لهما " أنا ادعى زيد بن مره نحن هنا جميعاً جزء من فروع قبيلة كلب بن وبرة ، أنتم الان دخلاء علينا " قبل أن يكمل كلامه يقاطعه عمرو قائلاً " مع اني لم اعش مع القبائل إلا أني أعلم أن كل قبيلة تسكن في بادية ما ، لكن لما يبدو عليكم التشرد " يرد عليه زيد " لأننا فعلاً كذلك ، لقد طُردنا من ديارنا بسبب رجال العرندس و ماذا فعل ملك العرب الضحاك ؟ لا شيء ! " يتقدم عمرو ليتحدث قائلاً " هذا لأن الضحاك قد مات و سقطت اليمن و قبائل العرب بين يدي العرندس " يستل زيد سيفه و يوجهه نحو عمرو قائلاً له " انت تكذب كيف لملك قوياً كالضحاك أن تسقط حكومته بين يدي شخصاً متعطشاً للدماء كالعرندس ؟ و ايضاً انت لا يبدو انك مجرد شخصاً عادياً —" يقوم عمرو بأستلال سيفه و الاقتراب من زيد ، و يمنع زيد من أن يقترب اي شخصاً من عمرو ، و بعد ما اقترب عمرو يقوم بتثبيت سيفه بالأرض بينه وبين زيد قائلاً له " أنا سأكون صادقاً في محضرك يا زيد و أن شعرت بأنني اكذب بأي كلمةً سأقولها تستطيع قتلي بهذا النصل ."

2025/05/31 · 10 مشاهدة · 553 كلمة
نادي الروايات - 2025