يغمد زيد سيفه و يمسك بسيف عمرو الذي ثبته على الأرض قائلاً له " حسناً كُلِ أذان صاغية ، لكن تذكر انك راهنت بحياتك " ، يبتسم عمرو و يرد عليه قائلاً " إذاً أسئلني سؤالاً و انا سأُجيبك . "

يزفر زيد قليلا و يتقدم نحو عمرو قائلاً له " أولاً اريد منك أن تخبرني عن من تكون انت و بعد ذلك اطلعني على من يكون رفاقك . "

يرد عليه عمرو قائلاً " لم ارد أن أقول هذا لكن لا يمكنني أن أخفي الأمر أكثر ، أنا اسمي عمرو بن الضحاك الحميري أنا امير اليمن أو بالأحرى كنت كذلك" يبدأ رفاق زيد بالضحك و السخرية من عمرو .

إلا زيد ازداد عبوساً و غضباً و وجه السيف نحو عمرو قائلاً له " انت الآن تهزأ بي أليس كذلك ؟ لكن مع ذلك اعرف انك صادقاً في قولك هذا إلا أن هذا لن يمنعني من أضرب عنقك ! " يقف بَيهَس و النبراس أمام عمرو بمعنى (( إن أردت ضرب عنقه عليك ضرب أعناقنا أولاً )) .

يفرج عمرو بينهما قائلاً لزيد " ماذا تريد أن أثبت لك يا زيد ؟! لقد أخبرتك بالحقيقة ماذا افعل حتى اجعلك تطمئن من جانبنا ؟ " يرد عليه زيد غاضباً " أن كنت تريد أن نطمئن منك ، اريدك ان تنقذ رجالنا و نسائنا من ايد ربيعة بن مزاحم الذي وضعه العرندس شيخاً على قبيلتنا " يرد عليه بَيهَس " أن كانوا من قبيلتك فلما لا تنقذهم بنفسك " يرد زيد " نحن كنا سنفعل ذلك لكن اميركم هذا هو من جعلنا نغير الخطه بحضوره " يهمس بَيهَس في أذن النبراس قائلاً " أنهُ يكذب ، لم يجد عذراً فجعل قدوم عمرو ذريعة لعدم ذهابه " .

يقول عمرو لزيد " حسناً ، لكن كم عدد الرجال والنساء ، و اين مكانهم ؟ " .

يجيبه زيد " عشر رجال و عشر نساء ، وضعهم ربيعة في كوخ بعيداً عن الباديه ، لقد كنا في السابق اكثر عدداً لكن العرندس قد قتل أفراد كثر منا " .

يتوجه عمرو و النبراس و لبيد و بَيهَس للباديه ، يجدون قرب الكوخ العديد من رجال ربيعة ، يمسك بَيهَس بحربته قائلا لعمرو " اذهبوا انتم و حرروا السجناء من هناك ، أما أنا سأستمتع مع هؤلاء الرجال " يذهب إليهم و هو يمتطي جواده و يأخذهم بعيداً ليخرج عمرو السجناء.

يحاول عمرو أن يفتح الباب لكنه موصد يبعده لبيد و يركل الباب بقدمه ، بعد أن قاموا بأخراجهم و يبتعدون لبضعة خطوات يتبعهم بَيهَس قائلاً لعمرو " أن الرجال قادمون يا عمرو لن نستطيع أن نبتعد و نحن معنا هذا العدد من الأشخاص" يترجل النبراس عن جواده قائلاً لعمرو " عمرو أنا سأبقى هنا لأقوم بتأخيرهم انت لديك وعد و عليك أن تفي به ، سألحق بكم بعد قليل" يستمع إليه عمرو و يكملون المسير تاركين خلفهم النبراس.

ينظر لبيد لعمرو قائلاً له " أنا سأرجع لأقاتل إلى جانب النبراس" يوقفه عمرو قائلاً " ليس عليك أن تخاف عليه ، فهو كان جندياً قوياً علينا أن نكمل المسير و هو سيأتي خلفنا " .

يأتي الكثير من الرجال باتجاه النبراس و في مقدمتهم رجلاً محترق الوجه و الجسد قائلاً للنبراس " انظروا من هنا , أنه ابن تلك المرأة النصرانيه ، كيف نجوت يا جلف الصحراء ؟ هل انقذك المسيح ؟ " و يبدأ بعدها هو و رجاله بالضحك ، يرد عليه النبراس قائلاً " يبدو أن العرندس قد اجبرك على الخضوع بعد أن قتل ابنتك و أحرق وجهك ، انت الان أكثر بشاعتاً من ذي قبل يا ربيعة ".

يغضب ربيعة من كلام النبراس و يقوم الرجال بالاحاطة به ، و يصطدم بهم ولا يبالي بكثرتهم و يجرح بجروح عده إلى أن قتلهم جميعاً و لكن ربيعة يغدر به و يضربه على ظهره و يسقطه أرضاً. و بينما يحاول ربيعة أن يقتل النبراس و هو على الأرض ، يخترق سهماً فمه من الخلف و يسقط ميتاً و قبل أن يفقد النبراس وعيه يرى الفتى الذي انقذه سابقاً هو الذي قام بأطلاق السهم .

و يستمع إلى صوته و هو يتلقى الضرب من رجال القبيلة الذين ظنوا أنه هو من فعل كل ذلك.

يستيقظ النبراس و بجانبه تماضر و بَيهَس في خيمه ، ينهض النبراس و يمسك بسيفه و يحاول أن يأخذ جواده . " يمسك به عمرو قائلاً" إلى أين أنت ذاهب ؟ لقد انقذنا الناس و وفينا بوعدنا " يرد عليه النبراس قائلاً " انت وفيت بوعدك لكن أنا لا ، علي أن اساعد ذلك الفتى لقد أنقذ حياتي مرتين و انا لستُ بناكر للجميل " .

يرد عليه عمرو قائلاً " أنك بفعلك هذا تذهب الى الموت المحتم".

يرد النبراس قائلاً " الموت خيراً من أن أنكر جميل أحدهم لي "

يقاطعهما زيد و يثبت سيفه بينهما و يجثو هو و رجاله لعمرو قائلاً له" ايها الأمير ، اعذرني على وقاحتي معك في السابق انت و هؤلاء الرجال انقذتم قبيلتي ، و انا أريد أن أجعلك قائداً لنا من الآن فصاعدا ، و إذا أردت يمكننا مساعدتك في أن ننقذ ذلك الفتى و أن نأخذ حقنا الذي من نياقنا و أموالنا "

يقول عمرو لهم " قفوا على أقدامكم يا اخوتي ، أنتم كنتم اعزائاً و لا زلتم و لن تكونوا اذلاء بعد الان ، سننتظر حتى يأتي الليل و حينها سنهاجم ، و سترد الجميل حينها يا نبراس ".

بعد ان أتى الليل يهاجم عمرو و من معه القرية و يستغربون من الفراغ الموجود فيها و يقوم النبراس بالدخول إلى المكان الذي يحتجزون فيه الفتى و يحمله على ظهره و يحاول اخراجه بينما يستعيد زيد و عمرو النوق و أموال قبيلة زيد ، و يلاحظ زيد أنه ليس هناك فقط إلا ثلاثة نياق ، و من حيث لا يعلمون يشتعل فتيلاً يحرق القرية بأكملها ، ينظر عمرو إلى زيد قائلاً "لقد علموا بقدومنا ، لنرحل من هنا بسرعه" بينما النبراس لم يعبأ بالنيران و يكلم الفتى قائلاً له " لقد أنقذت حياتي و الان نحن متعادلان " يرد عليه الفتى ضاحكاً " لقد انقذتك مرتين ، متى ستكون الثانيه ؟ " يرد النبراس قائلاً " عندما تكون على وشك الموت ، حينها ستجدني بقربك.... أليس لك اهلً أو منزل ؟ " يرد عليه الفتى عابساً " ليس لدي منزل ، و الشخص الوحيد الذي كان اخي قتلته لإنقاذ حياتك ، و انا لم أكن احبه في الحقيقة "

يرد عليه النبراس قائلاً" الان انت لديك منزل و لديك أخاً كبيراً أيضا يدعى النبراس... قل لي الآن ما هو اسمك ؟ " يرد الفتى بصوت خافت و هو يبتسم "

جبير " .

يرحل عمرو و النبراس مع رفاقهم إلى أرضاً بعيدةً عن العرندس و العرب و وجهتهم التاليه ستكون نحو بلاد السواد.

2025/06/05 · 8 مشاهدة · 1062 كلمة
نادي الروايات - 2025