بعد أن حل الليل ، يسرج العرندس جواده و قبل أن يرحل يقف ينظر لبوابة المدينة ، بعدها يأتي عثمان و يقول له " هل تنتظر أحداً ليأتي معك ايها القائد ؟ عليك تلتحق بالجنود الذين ينتظرونك قرب الثغور. "

يبتسم العرندس و يرد عليه قائلاً " لقد كنت افكر كيف لشخصاً مثل الضحاك أن يُقتل غدراً بسهولة هكذا " .

يبتسم عثمان و يرد على العرندس " إذن أنت تخاف من شخصاً مثلي يريد قتلك غدراً ؟ إذن عليك أن تتلفت دائماً كي لا اقتلك. " يضحك العرندس و يمتطي جواده و يرمي بكتاباً لعثمان .

يمسك عثمان الكتاب بيده و يقول للعرندس له " ما هذا الكتاب ؟ و لما أعطيتني إياه ؟ " يرد العرندس عليه " سوف يأتي زعماء القبائل الجدد الذين كانوا معنا ، أقرأ ما كُتب في هذه الرساله عليهم ، و إن عارض أحدهم تعرف ماذا ستفعل"

يصل عمرو و النبراس و من معهم إلى الحدود التي بين أرض العرب و ارض مابين النهرين ، يحس النبراس بشيئ قادماً من خلفهم ، و يأخذ معه بَيهَس و عمرو ، يسأل زيد عمرو " إلى أين انتم ذاهبون ؟ ليس بيننا وبين ارض السواد إلا القليل" يترجل النبراس عن جواده و يضع أذنه على الأرض ، و يسمع خطوات لأربعة رجال ، و يأتي بعدها أربعة جنود مرتدين دروعاً من الفضه ، و يستطيع الثلاثة النبراس و بَيهَس و عمرو قتل ثلاثة رجال و بقي جندياً واحد ، يحاول مهاجمة النبراس ، و لكن النبراس يجرحه في ساقه و يقطع ذراعيه و يقوم بَيهَس بطعنه برمح في صدره ، يطيل النبراس النظر إلى دروعهم و يقول له بَيهَس " ما لك تطيل النظر إليهم ؟ هل هناك شيء" يرد عليه النبراس قائلاً " أنهم يرتدون دروعاً من اليمن ، إذا كان هذا يعني شيئاً ، فيعني أن العرندس قد قام بتنظيم جيشاً جديداً لليمن . "

يأتي بعد ذلك صهيل الخيل من بعيد ، يأتي بعد ذلك الكثير من الجنود الخياله و الرجاله ، يأتي زيد و لبيد و عدد من الرجال الذين معهم ، يحاولون صدهم لكنهم يزيدون شيئاً فشيئاً ، يقول النبراس لعمرو " عليك أن لا تخاطر بأي أحداً هنا ، اخرجوا من هنا و انا سأوقفهم " يغضب بَيهَس و زيد و لبيد من كلامه ، يقول له عمرو " هل جننت ؟! لن نتركك تقاتل وحدك هذه كدت تُقتل في اخر مره— " .

يقاطعه النبراس قائلاً " انت الآن لست مجرد اعرابياً متجول ، انت قائد ، عليك أن تتصرف كالقائد و تضحي بشخصاً واحد لإنقاذ حياة العديد من الأشخاص الذين وضعوا حياتهم بين يديك ، كف عن هذا و ارحل من هنا بسرعه! " يستمع عمرو إليه و يأمر الجميع بالانسحاب .

يبقى النبراس يقاتلهم لفترة طويلة إلى أن أبتعد عمرو و من معه بعيداً جداً.

بعد أن رأوا الجنود بأسه الشديد ، صاح عليهم النبراس " اقسم بدماء الضحاك ، انكم لا تعرفون ما يعنيه أن تكون جندياً ، انتم مجرد أشخاص لهيثوا مثل الكلاب خلف المال و النساء و أنكـ—" بعد ذلك يجد النبراس أمامه رمحاً عملاقه ، يأتي العرندس راكباً جواده ، يترجل عن جواده و يمسك بالرمح ، و يقول للنبراس " حسناً لقد إلتقينا مجدداً أيها الشقي " .

تنتفخ اوداج النبراس و يهاجم العرندس بالسيف ، يقوم العرندس بصد ضرباته برمحه قائلاً له " لقد طاردتك لعدت سنوات ، و بعد كل ذلك ترجع إلي ضعيفاً أكثر من ذي قبل ؟! " يقوم العرندس بضربه برمح و لكنه يستطيع أن يتفادها بصعوبة ، يفهم النبراس أنه مع الجراح التي أُصيب بها لن يستطيع أن يقاتل لفترة أطول ، يمتطي جواده بسرعة و يحاول أن يهرب ، لكن العرندس يقوم برمي الرمح على قوام الفرس من بعيد فيقطعها ، و يسقط من جواده ، مدركاً أنهُ لا مفر من مواجهة الموت ، ينهض ممسكاً سيفه ، يضحك العرندس و يقول له " هل تستطيع الان أن تقاتل و انت بحالتك هذه ؟ " .

يهاجمه النبراس محاولاً قتله ، و يجد فيه ثغرةً في دفاعه ، و يقوم بجرح العرندس بجرحاً سطحي في كتفه .

و يدفعه العرندس بعيدا ، و يبدأ بعدها بالضحك ، و يقوم بأمساك الرمح من وسطه ، و يهجم عليه النبراس لكسر رمحه ، و لكن سيفه ينكسر في النهاية. يقوم العرندس بضربه بساق الرمح على خصره ، يغمى بعد ذلك على النبراس و يأتي عمرو ليوقف العرندس ، يقول العرندس لعمرو " هل أتيت لتنقذه ؟ إذن استل سيفك من غمده و قاتلني " .

يقوم عمرو بحمل النبراس على ظهره قائلاً للعرندس" أنا سأغادر هذه الأرض لكم ، لم يعد لنا مكان بين أُناس متعطشين للدماء امثالكم ، تستطيع أن تكون ملك اليمن أو أي شيء آخر ، لقد انتهى كل شيء " يضحك العرندس قائلاً له " حسناً ، يمكنك الذهاب إلى أي مكان ، كما قلت ، انتهى كل شيء " يغادر بعدها كل منهما في طريق. اليمن / صنعاء/ قصر الملك . يدخل زعماء القبائل إلى القصر الى وصلوا إلى القاعة التي ينتظرهم فيها الملك . لكن الذي كان واقفاً ينتظرهم في القاعة ، كان عثمان بن الحمق و لم يكن الملك.

يصفق عثمان بيده ، و بعد ذلك يقول " ارجوا منكم ايها المحترمون ، أن تصغوا إلي جيداً لأن كل ما سأقوله الان هو من الملك العرندس بنفسه .

بعد أن انتهى حكم الملك الضحاك ، اصبحنا زعماء على قبائلنا التي طردنا منها الضحاك و شيوخنا السابقين لأننا اثرنا العديد من المشاكل لتجار اليمن و بقية القبائل ، لكن العرندس ساعدنا في أن نصبح زعماءً ، و لكن كل شيء له ثمن .

لقد قام العرندس في السابق بأعطائنا كتب تدل على ولائنا له وحده ، و على معاداة الضحاك ، و ايضاً

تذكرون جميعاً أن من يخالف ذلك العهد كان العرندس سيقطع رأسه و يضع مكان رأسه ذلك الكتاب الذي عاهده به .

هذا العهد سيبقى بيننا وبين العرندس إلى أن يفرق بيننا وبينه الموت وحده .

و الان نحن لدينا أوامر جديده من العرندس و هيه :

أولا: إذا أقامت دولة حرباً على اليمن فذلك يعني أنها أقامت حرباً عليكم أيضاً ، بمعنى عليكم أن تقاتلوا أيضاً .

ثانيا: أن لا تؤذوا تجار اليمن ، بلساناً أو يد

ثالثا و أخيراً: من لم يقم بكسر سيف الميثاق الذي أعطاه الضحاك لشيوخ القبائل السابقين ، فسوف يعاقب عقاباً شديداً.

اتمنى منكم أن لا تنسوا عهدكم مع الملك ، فأن نكثتم العهد ، لن يكون لأجسادكم رؤس .

2025/06/13 · 11 مشاهدة · 1028 كلمة
نادي الروايات - 2025