الفصل الثامن عشر - سونغ إيل هوان
تتكشف الأحداث في سجن يقع في أمريكا.
الهواء مشبع برائحة العرق الكريه، ورائحة المنظفات الصناعية، واليأس. باب معدني، مثقوب بخدوش وانبعاجات لا حصر لها، ينفتح بصرير طويل ومزعج لمفصلاته.
يمر من خلالها رجل.
هو طويل القامة، مفتول العضلات، يوحي بعمر مديد - أو ربما دهر - من القتال. شعره طويل، أشعث، ملطخ بالأوساخ، ينسدل على كتفيه العريضتين. يرتدي زي السجن الرسمي، قماشه البرتقالي الخشن يبدو وكأنه على وشك التمزق.
في الجهة المقابلة، يقف رجلٌ آخر. رجل آسيوي ذو شعر خفيف وعينين حادتين كعيني الصقر لا تفوتان شيئًا. يرتدي بدلة أنيقة فاخرة، في تناقض صارخ مع غرفة الاستجواب الرمادية. إنه صاحب السلطة هنا.
ينظر الصياد من الرتبة S إلى السجين بنظرة تشبه المشرط، مصممة لتشريح الأكاذيب.
"إذن،" قال الرجل ذو البدلة بصوتٍ حادٍّ ودقيق، قاطعاً صمت الغرفة. "تزعم أنك كوريٌّ كنت محتجزاً داخل بوابةٍ لسنواتٍ عديدة، والآن تمكنت من الهرب. هل هذا صحيح؟"
ينظر السجين (سونغ إيل هوان) إلى الأرض. لا تبدو عليه علامات الهزيمة، بل رجل شارد الذهن، لا يزال عقله يتنقل بين متاهات الذاكرة التي لا تمثلها هذه العلبة الجامدة. يلقي ضوء الفلورسنت الخافت في الأعلى بظلال داكنة على عينيه.
تكلم أخيراً، وكان صوته أزيزاً خافتاً، كصوت حجارة تُطحن بعد سكون طويل. لم يكن صوت من يخشى السجن، بل كان صوتاً مشبعاً بشوق عميق تغلغل في أعماقه.
"هذا صحيح. لقد سُجنت عند تلك البوابة لفترة طويلة. لا أعرف ما حدث. كل ما أريده هو العودة إلى عائلتي."
لم يقتنع الصياد من الرتبة S بذلك. فضرب بكفه على الطاولة المعدنية الباردة بينهما. كان الارتطام دويًا حادًا مدويًا تردد صداه في المكان الضيق.
"هل تفترض أنني سأصدق أنك يا هانتر (سونغ إيل هوان) كنت مفقودًا طوال هذا الوقت داخل بوابة، ثم ظهرت الآن بعد كل هذه السنوات؟"
كان صوت الصياد من الرتبة S يقطر سخرية وهو يقول هذا، وكل كلمة منه تحمل نبرة استعلاء. انحنى إلى الخلف، وارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه، واثقاً من قوته، ومن النظام الذي لا يُقهر الذي تمثله هذه الغرفة.
لم يدرك أن السجين الذي أمامه قد شد قبضته قليلاً، حتى ابيضت مفاصله للحظة خاطفة. لكن (إيل هوان) تركها بعد ثانية.
لم يكن ذلك بدافع الخوف.
كان لا يزال متشبثًا بإنسانيته. سنوات من التيه داخل البوابات - تلك العوالم التي لا تنتهي فيها المعارك والمناظر الطبيعية الوحشية - جعلته رجلاً غاضبًا، يملؤه كره بارد متأجج. لكن حكمه الإنساني، وضبطه لنفسه، بدأ يعود منذ هروبه. لم يكن يريد أن يفقده. ليس هنا. ليس الآن.
يدفع الصياد الآسيوي عدة مجلدات عبر الطاولة. تنزلق المجلدات بصوت أزيز جاف.
هذه الملفات مليئة بالصور.
تتضح ملامح وجه (سونغ إيل هوان) التي كانت شاردة. ينحني إلى الأمام، وتصدر السلاسل حول معصميه وكاحليه رنينًا خفيفًا حزينًا. يحدق في الصورة العلوية.
للحظة، تختفي الغرفة المعقمة. يرى ضوء الشمس، وابتسامة، وذكرى دافئة لدرجة أنها تهدد بحرق الجليد في صدره.
عندما ينطلق صوته، يكون مليئاً بالشوق الذي يكسر قناعه المتماسك.
"عزيزتي... ابنتي الغالية... وابني ذاك... أين هم؟ أرجوكم، دعوني أذهب إليهم. أريد الخروج."
إن الرغبة في الاندفاع للأمام، وانتزاع الصور وضمها إلى صدره، هي ألم جسدي في عضلاته. ترتجف يده.
لكن يد الصياد من الرتبة S امتدت بانسيابية، وهبطت أصابعه الطويلة على الملفات بحزمٍ قاطع. ثم سحبها للخلف، بعيدًا عن متناول يده. حركة قاسية ومتعمدة.
ثم يشير إلى إحدى الصور، وينقر عليها بطرف إصبعه بصوت يشبه دقات طبل ساخرة خفيفة. نقر. نقر. نقر.
"صياد فاشل. هذا ابنك. أما عن عائلتك... بخصوص الزوجة التي زعمت أنك تركتها عند البوابة... فهي الآن مريضة ولا تستطيع الاستيقاظ. إلى الأبد. أما عن وضعهم المادي... بصراحة، لا شيء. أسوأ من لا شيء إذا قارنته بالفقراء. هل تدرك وضع عائلتك يا (سونغ إيل هوان)؟"
يبدأ الصياد بشرح كل نقطة من نقاط الصور، مضيفاً تفاصيل قاسية ببرودٍ سريري. كل جملة بمثابة جرح دقيق كجرح جراحي.
ابنك ضعيف.
زوجتك في حالة غيبوبة، شبح حي.
إنهم يغرقون في الديون واليأس.
إرثك هو الخراب.
مع كل كلمة، يبدو قلب (سونغ إيل هوان) وكأنه يرتجف ويتخبط في صدره، كطائر محبوس يركل قفصه. دقات متواصلة.
ومع ذلك، فإن عينيه، اللتين ترتجفان من فرط المشاعر المكبوتة، عاجزتان عن البكاء. يشعر وكأن قنوات الدموع قد أُغلقت بفعل سنوات من الغبار والمعارك، ولُحمت بفعل الغضب. يتراكم ضغط حار وجاف خلفهما.
في تلك اللحظة، رفع نظره من الصور المُدينة إلى الرجل الذي أمامه. وتحوّلت المشاعر الكامنة في عينيه إلى شيء قاسٍ وحاد.
"الآن، سأرحل. لن يمنعني أحد من مقابلة عائلتي."
أطلق الصياد من الرتبة S ضحكة قصيرة ساخرة. استند إلى الخلف على كرسيه المعدني الذي صرّ تحت وطأة وزنه. نظر إلى الرجل المسجون، المقيد بسلاسل تكبح قوته، والمحاط بأسلاك مشوّشة للطاقة السحرية، كما ينظر المرء إلى كلب مقيد ينبح على جبل.
"هل تعتقد أنه بإمكانك الخروج من هنا؟"
وبينما يتحدث، تنبعث منه هالة هائلة.
ضربة!
إنها قوة مادية، موجة من الضغط الهائل الكثيف الذي يهز غرفة الاستجواب بأكملها. يئن سطح الطاولة المعدني. وتطن الجدران الخرسانية. وتبدأ الشقوق بالظهور كشبكة عنكبوتية عبر إطار الباب الفولاذي الصلب، لمجرد انبعاث تلك الطاقة. حتى الهواء يصبح ثقيلاً، ويصعب التنفس فيه.
هذه هي القوة الواضحة التي لا لبس فيها لصياد من الرتبة S، وهي قوة تهدف إلى إخضاع الخصم على الفور.
لكن بالنسبة لشخص مثل (سونغ إيل هوان)، فإن هذه القوة لا شيء.
لم يرف له جفن. غمرته الهالة كنسيم عليل. بقي جالساً، ثم نهض ببطء، وسمع صوت سلاسله وهي تتصادم. نظر إلى الصياد بنظرة باردة جعلت الغرفة تبدو فجأة شديدة البرودة.
يكرر كلماته، بنبرة باردة وقاتلة، خالية من كل الشوق السابق.
"سأخرج. أنت هناك. تنحَّ جانبًا قبل أن أقتلك."
سنوات من البقاء على قيد الحياة داخل الأسوار قد أزالت شفقة قلبه حتى كادت تنقرض. آخر بقايا الرحمة تُقدم من خلال هذه الكلمات بالذات للصياد الذي يقف أمامه.
لم يتراجع الصياد الآسيوي (هوانغ دونغ سو)، بل اعتبر الكلمات إهانة بالغة. ازدادت هيبته سطوعًا، ووجّه لكمة قوية مباشرة إلى وجه (إيل هوان). كانت لكمة خاطفة، أشبه بوميض خاطف، تهدف إلى إظهار هيمنته الفورية كصياد من الرتبة S.
لكن الأمر الغريب هو أن هذه اللكمة لم تصل إلى هدفها.
وفجأة، يختفي السجين من أمامهم.
في لحظة يكون موجوداً، وفي اللحظة التالية يختفي. لا يوجد وميض، ولا صوت حركة. يبدو الأمر كما لو أنه ببساطة توقف عن شغل ذلك المكان.
اتسعت عينا (هوانغ دونغ سو) خلف نظارته الملونة. صرخت غريزته، جرس الإنذار البدائي الذي صقلته غارات لا حصر لها، في ذهنه. حاول التراجع، فألقى بنفسه إلى الخلف.
اصطدم كتفه مباشرة بجسم صلب كان خلفه.
جلجل.
الصدمة كانت صادمة. كيف وصل إلى هناك؟!
حدث هذا التفاعل الغريب والعفوي بسرعة مذهلة. دفعت الصدمة (دونغ سو) إلى التراجع عدة خطوات، وسمع صوت حذائه الرسمي وهو يحتك بقوة بالأرضية الإسمنتية. لكن كبرياءه كشخص من رتبة S، والغطرسة المصاحبة لذلك، أبطأ ردة فعله بشكل ملحوظ.
لكمة واحدة من (إيل هوان).
إنها ليست ضربة مبهرة. إنها ضربة بسيطة ومباشرة من جذع التوى بعزم دوران مستحيل.
وهو يتصل بمنتصف جسم (دونغ سو).
قرمشة.
كان الصوت مقززاً، انفجار مكتوم للهواء وقوة ارتطام هائلة. قُذف جسد (هوانغ دونغ سو) عدة أمتار إلى الخلف كما لو كان يُسحب بواسطة كابل غير مرئي. طار عبر الغرفة، وأطرافه تتخبط، وحطم الجدار الفولاذي المقوى.
كابلام - تحطم - انفجار!
لم يكتفِ بضربها، بل اخترقها، فتمزق المعدن كأنه ورق. شق طريقه عبر غرفة، ثم أخرى، وتناثر الحطام في أعقابه، قبل أن يُقذف خارج مبنى السجن تمامًا بفعل القوة الهائلة المتتالية، ليسقط في كومة بالخارج مع دويّ أخير مُغبر.
كل ذلك في لحظة واحدة.
يقفز (سونغ إيل هوان) عدة أمتار في الهواء، قفزة تحمله عبر الفتحة الواسعة في الجدار. ثم ينزل نحو الصياد المذهول في الخارج، مصوباً ضربة أخرى.
الصياد من الرتبة S، (دونغ سو)، يسعل دماً، ويستخدم كل قوته ومهارته لتعزيز هجومه التالي، محاولاً تفادي اللكمة القادمة وشن هجوم مضاد. يتوهج جسده بمانا مركزة، في محاولة يائسة أخيرة من رجل فخور.
لكن ما يحدث في الواقع يختلف تماماً عما تخيله.
(سونغ إيل هوان) يمسك لكمته.
يمد يده ببساطة ويمسك القبضة، ويوقفها بقبضة قوية لا تلين. تتلاشى القوة بصوت يشبه صوت انفجار بالون - بفففف.
ثم يقوم (إيل هوان) برمي قبضته التي أمسك بها - وهو لا يزال يمسك بيد (دونغ سو) - في بطن الصياد.
تتسع عينا (دونغ سو) خلف نظارته الشمسية، التي تسقط أخيرًا، محدثةً صوتًا مدويًا على الأسفلت المتشقق. عيناه واسعتان، محمرتان، مليئتان بصدمة خالصة لا تفهم شيئًا.
قبل أن يتمكن من النطق بكلمة واحدة، وُجهت لكمة نحو فكه.
فرقعة!
كان الصوت حادًا ونهائيًا. ارتد رأسه للخلف، وارتفع جسده عدة أمتار في الهواء.
ثم يتبع ذلك (إيل هوان) بصفعات متكررة على الظهر. لا تبدو كصفعات عادية، بل كأنها انفجارات موضعية - واب-بام-ثود!
يُدفع جسد الصياد إلى الأرض، مُحدثاً حفرة في الأسفلت. يفقد وعيه تماماً، ويبقى مُحطماً بين الأنقاض.
ينظر (سونغ إيل هوان) إلى الصياد الذي أمامه. يطلق تنهيدة - زفرة ناعمة ومرهقة تبدو وكأنها تحمل ثقل السنين.
لم يكن يريد أن يفعل ذلك.
لكنه أُجبر على ذلك. إنه يريد الذهاب إلى عائلته. إنه بحاجة إلى ذلك.
ثم يأتي.
صوتٌ باردٌ وغريبٌ، يتسلل من مكانٍ آخر في وعيه. لم يكن هذا فكره. بل كان زرعاً، أمراً مدفوناً في الأعماق.
يجب أن تتذكر. اقضِ على ملك الظلال.
كان الصوت بارداً كالثلج، لكنه يحمل هالة غريبة آسرة. أجبر الصياد الذي هزم للتو وحشاً من الرتبة S على الركوع. أمسك رأسه، وخرجت من شفتيه أنّة مكتومة بينما اخترق ألم حادّ ونفسيّ جمجمته.
تتبادر إلى ذهنه صورة ما.
إنها صورة شاب ذي شعر أسود، يكتنفه هالة من الظلال العميقة التي تغمره. يحيط به جنود. جيش صامت لا نهاية له يمتد في الظلام. الصورة مرعبة، وحشية في دلالتها على السلطة المطلقة.
تومض هذه الصورة المرعبة في ذهن الصياد التائه.
في النهاية، ولعدم قدرته على مقاومة الإكراه، لم يكن بوسعه إلا أن يجز على أسنانه وينطق بالكلمات، كل كلمة منها انتزعت منه.
"سأقتله... سأقتله... سأقتل ملك الظلال."
بعد أن نطق بهذه الكلمات، اختفى شعور الألم من رأسه. أنزل يديه وهو يتنفس بصعوبة.
لكن عينيه أصبحتا أكثر حدة وبرودة، مركزتين بهدف جديد مروع. الإنسانية التي كانت تعود للحياة تدريجياً أصبحت الآن مدفونة تحت طبقة من الصقيع والتوجيه.
"سأقتل ملك الظلال. بعد ذلك، سأعود إلى عائلتي. سأتمكن من العيش معهم مرة أخرى. سأنجز هذا مهما حدث."
تم تدمير السجن بعد هذه المعركة السريعة. تحطمت الجدران، وأطلقت صفارات الإنذار صرخة عبثية إيقاعية، وتصاعد الغبار بكثافة في الهواء.
أما الصياد التائه الذي وقع أسيراً، فقد رحل سريعاً. وبقفزة خاطفة، أصبح جسده - الذي يكاد لا يُرى الآن، كسراب حراري - أشبه بالسراب. اختفى فجأة من مكانه، ولم يترك سوى الغبار المتراكم وأنين المهزومين.
---
وفي مكان آخر، البيت الأبيض.
لقد وصلت الأحداث مباشرة إلى المكان الذي يقيم فيه رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.
يسود جو من التوتر في غرفة العمليات الآمنة، حيث يملأها صوت خافت للخوادم وهمسات هادئة للمساعدين. وتعرض الشاشات حطام السجن.
"اتصلوا بتوماس أندريه. عليه أن يبحث عن هذا الشخص نيابةً عنا. يجب أن نقبض عليه حياً. إنه... شخص مميز."
كان صوت الرئيس الأمريكي، إلى جانب همسات الموافقة من قادة الكونغرس، واضحاً جداً أثناء إصدار هذا الأمر. كان هناك تلميح إلى الجشع، إلى الرغبة في امتلاك سلاح جديد لا يمكن التنبؤ بتصرفاته.
---
(توماس أندريه)، العملاق الذي يُعتبر أقوى صياد في العالم، يسمع الخبر في صالته الفخمة. لا يُعر الأمر اهتماماً كبيراً في البداية.
يمسك بكأس كريستالي ثقيل مملوء بمشروب كحولي فاخر بلون الكهرمان. تتصادم مكعبات الثلج بصوت رنين عذب.
"تشه"، نقر بلسانه، وكان صوته أجشًا عميقًا. "اللعنة، لماذا عليّ أن أبحث عن فأر صغير بينما يمكنني أن أشرب هنا؟"
يرتشف رشفة طويلة متلذذة، السائل ناعم ويحرق حلقه. لكن صوته يتغير قليلاً بعد الشراب. عيناه، زرقاوان ثاقبتان، تبدوان وكأنهما تتوهجان بضوء خافت. يرتشف رشفة أخرى، بطيئة ومتأملة.
"لكن... أشعر بالملل هذه الأيام. لا بأس في البحث عن بعض الترفيه، أليس كذلك؟"
يسمع مساعده، الواقف بجانبه بتصلب، كل هذا. فيُخرج بسرعة رسالة أخرى، وصلت للتو.
سيدي، صدر إعلانٌ بخصوص مؤتمر دولي يتعلق ببوابات الرتبة S التي ظهرت في كوريا. ويبدو أن صيادًا من الرتبة الوطنية قد ظهر أيضًا. وهو من اليابان. وقد أعلنت اليابان رسميًا عن ضرورة عقد اجتماع عاجل لجميع الدول وصياديها من الرتبة S، بل وحتى الصيادين من الرتبة الوطنية.
يُصدر أقوى صياد أمريكي في العالم همهمة، صوت منخفض يهتز في صدره. ثم يبتسم. إنها ابتسامة شرسة، تشبه ابتسامة سمكة قرش.
"صياد من رتبة وطنية؟ هل أنت متأكد؟ أعتقد أن هذا الفأر (غوتو ريوجي) لم يتوقف عن الحديث عن رغبته في أن يصبح واحداً، لكننا جميعاً نعلم أنه لن يكون قادراً على ذلك أبداً."
لكن المساعد هز رأسه بسرعة، ونظارته تلمع.
"ليس هو. أعلم أن لديكِ... مشاعر سلبية تجاهه. لكن من أتحدث عنه هو شخص تمكن من حل كارثتين من الرتبة S. وفقًا للبيانات التي ظهرت، بالإضافة إلى قراءات البوابة... فقد وصلت رتبته إلى مستوى (كاميش)، التنين المرعب الذي تسبب في كارثة كبيرة قبل خمس سنوات."
هذه المرة، تتجمد ابتسامة (توماس أندريه).
ينهض. تحمل حركته البسيطة ثقلاً وحضوراً كجبلٍ يتحرك. إنه رجلٌ ذو قامةٍ فارعة، بشعرٍ أشقر كثيف وعينين زرقاوين حادتين، ثاقبتين كعيون الأسد.
"جهّزوا الأمر. سنذهب إلى هذا الاجتماع." انخفض صوته، وقد امتلأ بفضول جديد شديد. "أنا متشوق لرؤية هذا الذي يُدعى صائد الرتب الوطنية."
ينظر نحو النافذة، كما لو كان يستطيع أن يرى ما وراء المحيط. ثم يضيف، وكأنه فكرة عابرة، لكنها فكرة مشبعة بغريزة الصيد.
أما بالنسبة للسجين الهارب... فأظن أنني سأتعقبه مباشرة بعد الاجتماع. بعد أن أتأكد مما إذا كان ذلك الصياد ذو الرتبة الوطنية حقيقياً أم مزيفاً.
يبدو أن رقعة اللعبة تزداد ازدحاماً، وأن القطع بدأت جميعها تتحرك.
──────────────────────
نهاية الفصل.
──────────────────────