​​​

​​​​​​


النهاية كانت بداية كل شئ في قصتي ، لن أثرثر كثيرا حيال ذلك ، فقط سأبدأ من نهاية البداية.

أنذاك كنت فتاة السادسة عشر وكأي فتاة في ذلك العمر كنت أهتم بالأزياء العصرية و قصص الحب و كنت مولعة بأميرات دزني و النهايات السعيدة ، لم أكن أنطوائية ولا أجتماعية كنت ما بينهما وكنت ساذجة حقا ، في عطلة صيف سنتي الأولى من الثانوية دعتني صديقة لي لقضاء الصيف في منتجع أبيها السياحي وكنت متحمسة لذلك حقا ، حتى إني من حماسي الزائد لم أنتبه لأمي التي كانت مريضة و لم أشعر بما يحدث في عائلتي من وراء الكواليس ، غادرت بيتي في غمرة سعادتي بدون أن أستئذن من أمي أو أبي فقط تركت مقصوصة صغيرة وخرجت مسرعة حاملة حقيبتي المليئة بالملابس .
رحبت بي مانيا بحرارة و كان معها العديد من زميلاتي في المدرسة ،قضيت معهن أيام رائعة ولطيفة نستمتع بنسيم الصيف والبحر تتخللها سهرات الفتيات ، في اليوم الخامس من خروجي معهن قابلنا أصدقاء مانيا والذين يعيشون خارج أسبانيا ، في ذلك اليوم قابلت مارتن الشاب اللطيف الودود كان وسيم حقا حيث كان أسمر البشرة بعينين زرقاء وشعر بني تتخلله خصلات شقراء .
أعجبت به يومها وانجذبت لشخصيته الفكاهية والمرحة ، تواصلت معه طوال مكوثي مع مانيا بعد أن تحدثت معه وأخذت رقمه في إحدى حفلات في منتجع مانيا ، كان قد سرق مني قلبي بكل شئ فيه ، حتى حدث وأن أعترف لي أمام الشاطئ في إحدى السهرات وهكذا أصبحت حبيبته حينها اشترط علي بأن تبقى علاقتنا سرية مؤقتا وكنت قد وافقت على ذلك ،
في إحدى الرحلات مع الفتيات كنا قد قررنا أن نخرج الى مدينة الملاهي وقد اتفقت مانيا مع مارتن ومن معه بالقدوم أيضا ، وكنت سعيدة بلقائه خاصة بعد اعترافه الأخير ولأني لم أراه بعدها واكتفى ذلك الأخير ببضعة مكالمات ، بعد وصولنا لعبنا العديد من الألعاب وشعرت بأني مقربة أكثر و أكثر منه ، شعرت بالإرهاق فاستأذنت بالذهاب لشراء الماء ، كنت أمشي حتى ارتطمت بطفل واتسخت ملابسي من الشراب الذي كان بيده ، فغيرت مسيري نحو الحمام حتى أنظف ملابسي ، للواقع كان الحمام واسع وبه عدة ممرات وكل ممر متصل بعدة غرف ومغاسل وكان الممر القريب من الباب ممتلئ بالفتيات اللواتي يعدلن أشكالهن فانتقلت للممر الذي يليه وباشرت بتنظيف ملابسي و للواقع لقد أخذ مني وقتا حتى يزول ، في هذه الأثناء سمعت صوت صديقة مانيا ليا و إيلين عند الممر القريب من الباب و يبدو أن إيلين كانت ممتعظة وهي تتحدث قائلة
" ليا أسمعتي بذلك أن مارتن قد اعترف للشقراء سيانا قبل أيام ولقد تبادلا القبلات و يبدو أنهما سيبدأن بالخروج معا "

ليا ردت بانفعال "حقا ، يا لها من لعينة أوقعته بتلك السرعة " قهقهت إيلين ثم تبعتها ليا وهما يخرجان من المكان
لقد سمعت ذلك بأذناي ، لكني لم أصدق او سعادتي التي منعتني من التصديق ، فخرجت وأكملت رحلتي معهم وكنت أحاول تبرير أفعاله مع سيانا ، طوال الرحلة حاولت عدة مرات أن أختلي به للاستفسار عن ما سمعت ولكن يبدو أن ذلك كان مستحيلا بوجود الرفاق حولنا طوال الوقت، في نهاية اليوم قد نظرت للهاتف و وجدت عشرات المكالمات من والدتي و أخي ، شعرت بالغرابة قليلا ثم قمت بالإتصال على هاتف المنزل ، لكن لم يرد أحد ، بدأت بالقلق ثم قمت بالإتصال بوالدتي وأخي وفي النهاية لا رد ، و على حين بغتة هاتفي رن وكان المتصل مارتن شعرت بالسعادة التي أنستني القلق الذي كان ينتابني منذ لحظات
كان اتصاله منعشا وأبعد عني الشكوك تجاه ما سمعته اليوم ، ومن سعادتي نسيت أمر المكالمات من أخي و والدتي ، وهكذا في اليوم التالي أتفقت الفتيات بالخروج إلى ملهى ليلي والذي كان قريب من بيتي ، وهكذا تزينا لذلك ثم غادرنا الى هناك ، و رأينا مارتن ومن معه ثم رقصنا جميعا وللأسف لم تتح لي الفرصة للرقص معه و قد شربت الفتيات كثيرا رغم أنهن لم يدخلن السن القانوني لذلك ، لكن ببعض المال حلت مانيا العقبة ، لم أشرب سوى العصائر لعدم رغبتي بتجربة الكحول في سني هذا ، تضايقت من رؤية مارتن يغازل سيانا وكان على وشك تقبيلها ، فخرجت مسرعة من المكان مختنقة ودموعي شوشت مرأى عيناي حتى ارتطمت بشخص ما كان جسده صلب و قاسي جعلني أتراجع بخطواتي ، كانت امرأة عجوز قد نظرت في عيناي بشدة ثم أكملت مسيرها تتمتم ب المختارة و بكلمات لم أستطع سماعها ، شعرت بالغرابة ثم أكملت مسيري حتى وصلت بيتي ، رننت جرس الباب لنسياني المفتاح مع شنطة ملابسي في المنتجع، لم يرد أحد كلما ررنت، خرج من الباب المجاور جاري سيثيان نظر إلي بنظرة حزينة وغادر بدون الرد على وابل الأسئلة التي رميتها عليه .

كنت بائسة وأنا أمشي أسفل القمر وحيدة مثله تماما ، أحمل دموعي على خداي
لا أعرف لماذا ولكني أفعل وبشدة .

كنت مكسورة .....

وصلت حديقة كانت بمكان ليس ببعيد عن منزلي ، جلست أسفل شجرة هناك أمسح دموعي ثم نظرت يميني حيث شعرت بجسد بجانبي ، اخذت نظرة عليه فكان كاري أخي ؟!! ماذا يفعل هنا ؟؟

كان نائما لا يدري على من حوله ، هززته بشدة وأنا أنادي أسمه حينما عاد للواقع و رأني نظر إلي بخيبة أمل ثم نزلت دموعه بشدة ، صوتي ظل يرن باذناه ، لكنه فقط ظل يتطلع في ، ثم حينما أستعاد رباطة جأشه أخبرني عن كل ماحدث ، أمي كانت مريضة بالسرطان ولم يكن معها الأموال الكافية للقيام بعملية وهي لم ترد أن تثقل علينا فلم تخبر أحدا عدا أبي الذي غرق بالحب مع امرأة أخرى وبدا غير مهتما بأمي أو بعلاجها ، حينما تزوج أبي بأخرى ، أمي تعرضت للصدمة نتج عنها سكتة قلبية وحينما كانت على حافة الإنهيار والموت طلبت أن تراني ،لكني لم آت ولم أراها لآخر مرة ، ومن حضر جنازتها من العائلة كان أخي فقط ، حيث أن
أمي قد ماتت البارحة ليلا ، وأنا كنت سعيدة لوقوعي بالحب مع شخص تافه؟!
أنا فظيعة .....
كنت أجلس في حالة صدمة ، لم أرد تصديق واقعي ، لم أرد أن أصدق أن أحن شخص علي قد توفي بدون رؤيته لآخر مرة بدون حضور جنازته ...!!!!

تجاهلت أخي الذي أستمر بمناداتي وأنا أركض بكل سرعتي في منتصف الشارع ، تيبست في مكاني حينما رأيت شاحنة تسير نحوي ، ضوءها يكاد يعمي عيناي
لكن لماذ أشعر بالنعاس؟؟!
لم أشعر إلا بجسدي يرتطم بالزجاج الذي اخترق قلبي ، لماذا لا أشعر بالألم ؟!
قلبي قد انقطع و عيناي لا تريان إلا الظلام ........

.
.
.
.
.
.

فتحت عيناي وما ترائى على نظري أشعة ساطعة ، اختفى السطوع وظهرت أمامي إمرأة جميلة عيناها صفراوتان بشكل غريب بدا عليها القلق وهي تتفحص جسدي ، لكن ما أثار أستغرابي إني تقلصت !!! لقد أصبحت رضيعة؟!
أين أنا ؟!

2019/01/08 · 704 مشاهدة · 1065 كلمة
Clara140tt
نادي الروايات - 2024