" ماذا عن الخادمة " بصوت متحشرج قد سألت لايا
" عن أي خادمة تتكلمين آنسة ماينا " ردت بخفوت ثم ما لبثت أن أمسكتها من ثيابها بقسوة و قلت بشكل غليظ " أمي ماذا حل بها "

نظرت بألم قائلة " حسنا ، هذه المرة سأخبركي بكل شئ بدون أن أخبأ عليكي شئ ما " ثم أكملت بتردد" جلالة الملكة قد قتلتها بعد انجابك ، و كانت ستقتلك خاصة بعد أن عرفت أنكي بلا موهبة و عاجزة و لأسباب مجهولة تدخل الحكيم كاتا الذي تسعى الممالك لرضاه و أبيك يعامله بأقصى درجات الاحترام فأبقاكي حية و جعلكي تعيشي في قصر بجوار كثير من الخدم يعتنون بكي "

بدأت انظر للفراغ و بداخلي نار تشتعل ، غضبت كثيرا ، و بلاوعي بت أقول كلاما متقطعا ، لا يُفهم منه شئ عدا بكائي المتقطع ،وفي عقلي ظهر صوت غريب ثم مقاطع غريبة قد دخلت عقلي .


مدت لايا يدها تضعها على كتفي و بدت و كأنها لا تستطيع فهم ما أقوم بتمتمته بين شفتاي ، لقد أصابتني حالة من القشعريرة ، بالتفكير بما جرى معي ، عشت في الأرض و كنت مراهقة صغيرة أهملت كل شئ و جعلت مشاعري تسيطر على حياتي و بدون أن أدرك بأني أخطأت ، أخطأت خطأً كبيراً ، و خسرت بما في جعبتي و من كان يظن بأن الخسارة كانت أكبر مما نظرت إليها لأني بينما أفكر لم أعي بأني فقدت عائلتي و فقدتها للأبد حتى بمرور كل الوقت ، أنا أعاقب على ما اقترفته ، ذلك صعب و الأصعب نيران قلبي التي لا تريد الخمود .

كنت غارقة في بحر كامل من اليأس ، أفكر ك المجنونة بكل شئ
فقط استمر بالضغط على نفسي بكل ما يجول في ذهني حتى شعرت بوجهي يلتف بصفعة من لايا .

" ما بكي ماينا ، لم أعهدك ضعيفة لهته الدرجة " صرخت لايا ثم دفعتني للجدار قائلة " أنت أقوى من ذلك "

نظرت للأمام ، صحيح ربما أنا أعاقب على ذنوبي في هذه الحياة ، لذا حتى لو كان جحيما لن أستسلم و أبداً ، حتى لو كان العالم كله ضدي ، لن أستسلم ما دام في روحي نفس ، و فعلا أنا لست بذاك الضعف يا أيتها اللطيفة لايا .

" تعلمين أنا بخير ، أنا بخير حقا ، لست بحاجة لشئ كعائلة فأنا لا أستحقها " صوتي لا شعوريا قد ظهر باردا و هناك شئ بي قد تغير من داخلي ، النفاق و ادعاء اللطافة ليس مناسبا في حالتي .

نظرت حولي و قد فرغت أفكاري البائسة و بدأت بالتفكير بجدية حيال مستقبلي ، لأنه أمامي حلان أما العيش بقية حياتي هنا بين لايا و الخدم و أنا أعلم بأني في خطر أو الذهاب للخارج لعيش حياتي كما أريد لأن بقائي، حياتي أو موتي ، ليس له معنى بعد الآن ، هنا لا يوجد عائلة تنتظرني على الأقل ، حينها نظرت ل لايا بجدية ، هل ستكمل تمثيلها بتلك الطريقة المقززة ؟ لأني بدأت أشعر بالقرف .

"آنسة ماينا لا تفكري كثيرا بهذا الأمر و إذا رغبت بمعرفة بعض المعلومات عن عائلتك ، هنا كل ما يخص العائلة المالكة ، تفحصي كما تشائي من الكتب "

في الواقع رأيت أمورا كنت غافلة عنها ، لكني خدعت ، ليس و كأني محصنة من ذلك ، لكن تقبله صعب نوعا ما لذا برمجت عقلي على تقبل ذلك سريعا ، فالعالم مليئ بالظلام ، أفكاري اللطيفة لن تجدي نفعا ، دفعت لايا من أمامي بقسوة ، ثم ابتسمت بوجهها بخبث " حاولي في المرة القادمة أيتها اللعينة الخائنة " وانطلقت بخطوات متسارعة حتى بت أجري ، وصلت لنهاية الدرج ثم أسرعت في خطاي ، ما كان من لايا ألا أن تسحبني بقوة من شعري حتى شعرت باقتلاع البصيلات من مقدمة شعري ، و ظهرت على حقيقتها أخيراً فالتمثيل غير مفيد في هذه الحالة ، ثم قربت وجهي من خاصتها تنظر لي بنظراتها المجنونة المتمتعة قائلة " كيف عرفتي كل ذلك يا أميرتي "

2019/03/26 · 555 مشاهدة · 625 كلمة
Clara140tt
نادي الروايات - 2024