تقدم نحو الأمام

و بعد إنتهاء الدوام المدرسي، خرجت أنا و الفتيات و كنت لازلت لم أتعرف عليهن بشكل جيد و لكن كان من الواضح أنهن لسن بهذا السوء،
و كنا نسير بمحاذاة شارع مزدحم حين قاطع تفكيري تلويح نانا المستمر لي
" كاتريغا أين تذهبين يا فتاة بتفكيرك "
رددت عليها بإنفعال و جدية
" أوه ماذا حدث "
ضحكت الفتيات علي و يبدو أن نانا الغبية أحرجتني مرة أخرى، رغم أنني لست معتادة عليهن، احمرت أذني و أنفي و كانت هذه من عاداتي إذما شعرت بالخجل ، أرتبكت و قلت ببحة خفيفة " إذن،إلى أين قررتم الذهاب؟؟ "
ردت بيري بملل
" المركز التجاري في وسط المدينة "
قالت إيلينا بإبتسامة
" هل لازلت غير راغبة بالمكان؟ "
" أوه يا رفاق إن أفضل مكان للتسوق هو مركز برزيتا لذا لن نغير المكان " و قالت نانا بإمتعاض
ثم ردت عليها بيري بإنفعال
" من الأساس، لماذا علينا الذهاب للتسوق؟ ، لما لا نتمتع بالذهاب للنادي ؟ "
قالت سانا
" هل جننتِ، نحن أصلا نرتدي ثيابنا المدرسية و حتى لو كنا نرتدي شئ أفضل، ذلك لا يغير من حقيقة أننا قاصرات "
ضحكت نانا و قالت " لا أعتقد بأن ذلك كان سيشكل مشكلة بالنسبة لمانيا, صحيح كاتي "
أومئت قائلة
" بالطبع تلك الفتاة حقيبة نقود متحركة لذا بالمال هذه العقبات سهلة الحل " قفزت من قارعة الطريق للأرض المستوية ثم أردفت " لكن كنت أفكر إذا كنتم لا ترغبون بالذهاب للتسوق، ماذا عن الذهاب إلى المطعم الآسيوي الذي فتح حديثا "
أومئت سانا بشدة و قد لاقت فكرتي ترحيبنا شاملا حتى تذمرت بيري " لكنه بعيد جدا من هنا و قد يستغرق الذهاب وقتا ليس بقليل و الرجوع بالمثل "
" ماذا في هذا، ليس خلفنا تلك الأعمال الكبيرة بجانب سنستقل القطار و يبدو هذا ممتعا، صحيح فتيات " ردت نانا
أكدت الفتيات تفرغهن و بالتالي وافقت بيري على مضض، و يبدو أنها لا تحبني و لا تحب نانا كذلك
بفتت، من يهتم؟!
و كنت أتنقل بين الشوارع رفقة الفتيات للوصول لمحطة القطارات و طوال الوقت، كنت أضيع بين خيالاتي و تفكيري حتى وجدت نانا تدفعني من كتفي، نظرت لها بتساؤل ثم اتجهت عيناي حيث تحدق، و يبدو أن تفكيري البطئ نبهني بأنني أدوس على حذاء أحدهم و كنت سأباشر بالإعتذار حتى نظرت لعينيه،شعرت بالكراهية رغم إني ألتقيه لأول مرة، أعتقد بأني رأيته في حلمي و أنا بغيبوبة، كان أسمه مارتن؟
على أية حال ذلك الوغد خانني و لا أشعر بأنه إنسان جيد، و بدون أن أشعر وجدت قدمي تضغط أكثر على حذائه نظر بتفاجؤ نحوي، فابتسمت بوجهه بأسف مزيف
" أوه، هل دست على حذائك "ضغطت بقوة أكبر على القطعة الأخرى من الحذاء ثم قمت بإخراج محفظتي من الحقيبة، أخرجت منها مئة دولار ثم أردفت " هاك يا قبيح، هذا ثمن حذائك الذي دست عليه بدون قصد، ولا اعتقد أن ثمن الحذاء يساوي هذا، لكن أحتفظ بالباقي " ثم رميت ورقة المال في وجهه.
نظرت لرفيقاتي المصدومات و قلت " هيا بنا، ألم نتأخر "ثم تقدمت للإمام
و أعتقد أن صوتي لم يمنعهن من تجاوز الصدمة، حتى استجابت سانا و تحركت بجواري، حينها تبعنا البقية.
حينما سرنا لمسافة أبعد، تذمرت نانا " منذ متى أصبحت شريرة كاتريغا، لم فعلتي هذا؟ لا أستطيع فهمك حقا "
"هذا شأني الخاص، و يفضل أن لا يسأل أحد مجددا عن هذا الأمر و إلا لن يجد خيرا مني " قلت بحدة تناقض شخصيتي، و تفاجئت بما تفوهت به و فعلته أكثر من رفيقاتي، تحسست شفاهي، لم أنا فعلت هذا ؟ إنه يشبهه الشخص من الحلم و لكن ذلك لا يعني بتاتا إنه هو؟
تفاجئت أناظر ل سانا التي تتكلم بطريقة جدية

" أنتما صديقتنان، لا يجب أن يعكر صفو صداقتكما شيئا كهذا، لذا فقط تصالحوا "

لكن ذلك لم يكن جدي؟ صحيح؟

" لا يهم، من قال أنني غاضبة همف " ثنت نانا شفتيها ثم أقتربت مني ممسكة يدي تسحبني بجوارها لشراء تذاكر المحطة، ابتسمت و تقدمت بجوارها اشد على يديها
حينها شعرت حقا بفقرة ( تقدم نحو الأمام!)و التي رأيتها بالمناسبة بإحدى الإنميات الرياضية.

2019/05/29 · 405 مشاهدة · 647 كلمة
Clara140tt
نادي الروايات - 2024