ولا يجب علي إخباركم عن كمية الثرثرة و النميمة التي كانت في القطار ,و لتمضية الوقت كنت ألعب لعبة سودكو على هاتفي، و لم تكن بتلك الروعة لكنها أفضل من البقاء مستمعة لهراء الفتيات الثقيل ، و في النهاية غفوت على مقعدي .
.
.
.
.
.
.
" كيف حالكي أميرتي " تنظر لي لايا بنظراتها المجنونة

أنا خائفة ... ما الذي يحدث هنا...

كنت أناظر محيطي بهلع حتى قامت بغرز خناجر في جميع أنحاء جسدي فتدفقت الدماء من جسدي باستمرار

" هيا اركعي و اطلبي الرحمة لكي أجعل جثتك قطعة كاملة " عينيها بدت جاحظة مخيفة

وكنت أشعر بالصدمة ... أين أمي و أخي كاري

و كيف وصلت هنا ... أنا لا أتذكر

"ما بكي خائفة يا أميرتي " قهقهت بشكل مخيف ثم أكملت وهي تضع دمائي بفمها " لم نبدأ بعد "


"كتريغا يا غبية استيقظي ، هيا لننزل لقد وصلنا للمحطة التالية هيا " نانا شدت كتفي وهي تحاول إيقاظي.

و لأول مرة أشعر بالسعادة و الإمتنان لإيقاظ أحدهم لي ، شكرا نانا

"حسنا لقد أستيقظت ، لكن أسنديني على كتفك أشعر بالدوار "

" ما بكي , ليست من عاداتك الشعور بالدوار من المواصلات "

" لا فقط لأني كنت نائمة " و كنت أكذب بالطبع ، أشعر بالخوف رغم إني أعلم بأن هذا مجرد حلم ، لكن لما بدا حقيقي ؟

قمت بالإستناد على كتف نانا و سارت معي حتى نزلنا من القطار ، و رأينا إيلين و سانا و بيري في إنتظارنا بالخارج و حالما أقتربنا تكلمت بيري " لما تأخرتما ، كل هذا الوقت تقومين بإيقاظها "

قهقت نانا " نعم , هذه الفتاة نومها ثقيل "

نظرت لي سانا بقلق " هل هي بخير ، وجهها شاحب "

" أجل أنا بخير ، شكرا لقلقلكي "

" أقول ستتحسن أكثر بحساء صيني تقليدي أو بعصيدة " قالت إيلين ثم وجهت نظرها نحوي

أومئت بيري ونانا ثم أكملنا مسيرنا و عندما وصلنا كنت أرغب حقا بالإستفراغ لذا استأذنت لدخول الحمام .

بعد أن انتهيت ، خرجت لغسل يدي لكن لفت إنتباهي شئ غريب رجل في حمام النساء و الأكثر غرابة هو وقوف السيدات بجوار المغسلة غير مهتمات بوجوده و كأنه شئ عادي ، حينما لاحظ تحديقي عليه أبتسم ثم قرب وجهه من خاصتي
" لنا لقاء قريب يا جميلة"و غمز لي في نهاية حديثه ثم خرج وكنت أفكر ما اللعنة معه؟؟ و لما شكله غريب ! بعيدا عن كونه منحرف يدخل حمامات النساء .

و خرجت من الحمام متثائبة ، رغم أنه بعد ذلك الكابوس لا يجدر بي الشعور بالنعاس أبدا ، على أية حال عندما وصلت لمقعدي كنت مصدومة لرؤية أن الطلبات قد وصلت و المصيبة الحساء الذي رائحته كابوس و الذي أعد خصيصا من أجلي على ما اظن .

"هل أنتهيتم من "صمتت فجأة حينما اقتربت من مصدر الرائحة و أشعر بالصدمة أكثر الآن .

نانا نظرت بخبث و هي تقول " اه كاتي ، اقتربي لتتناولي الحساء قبل أن يبرد"
نظرت بمعاناة نحو الشئ ،فقط لماذا هذا الحساء من بين كل القائمة ؟

لقد كنت متحمسة لتذوق الطعام الآسيوي ، و يبدو أنها لن تكون بذكرى جيدة .

ثم اقتربت ايلين تناظر نحو الطبق فأخذت عيدان الطعام و كانت تحاول تجريب تناول الحساء بالعيدان ؟؟!
فرت من فمي ضحكة أثناء تفكيري بها ، ثم تفاجئت بالفتيات يحاولن تجريب هذا أيضا ....هل الغباء معدي ؟؟
" هاي كاتي ، نحن لطيفات و سنساعدك في انهاء طبقك " قالت نانا بسخرية كنت أنظر لهن بدهشة و ربما بدت تعبيراتي غريبة جدا

حينما استوعبت بشكل متأخر بأنهن يسخرن مني، كن يضحكن بالفعل علي ، تبعها قهقات من شخص خلفي استدرت حتى صدمت بمنحرف حمام النساء خلفي ، حينما التقت عيني بعينه غمز لي للمرة الثانية ، شعرت بالدهشة ،ما لعنته معي؟!
المنحرف حقا منحرف !! همف

" كاتي هل تنظرين للهواء الآن ، أتسائل هل تحاولين التهرب من تناول الحساء " ايلين حاولت إغاظتي
توترت حينما عدت للواقع و قلت " لا ليس هكذا ، لقد كنت أناظر للرجل الذي خلفي "

" أنظر للكاذبة الصغيرة ، لا يوجد أحد خلفك " أمسكت نانا خداي تضغط عليها .

" أنا لا أكذب ، أقسم لكي ، أنه هنا انظري "كنت اشرح لهن و اشير خلفي نحو نقطة ما ... لكن اين هو ..لقد اختفى
لقد كان هنا قبل دقيقة
" حسنا كان هناك رجل خيالي خلفك ، صدقتك و سأصدقك أكثر إن تناولتي حساءك الآن " قالت نانا بسخرية و هي تشير ناحية الطبق .

نظرت نحو الطبق بأسى متمتمة " الحياة ليست كما نريد فعلا "

و ظللت طوال مكوثي بالمطعم أفكر بذلك الشخص ،فعلا يال غرابته !! لأني بالتأكيد لم أكن أتخيل و لست مجنونة أيضا ، فقط كيف ذلك ؟
و من غير شك تناولت حسائي بأكمله تحت نظرات سانا ،و لكنني رغم ذلك وددت تناول معكرونة الجيجنغ الكورية ....

و حين إنتهائنا من الأكل غسلت يدي ،ثم دفعنا الحساب ،و خرجنا من المطعم .

تذمرت نانا في منتصف الطريق قائلة " لقد اتسخ قميصي بالصلصة "
قربتها مني و أمسكت قميصها محاولة تنظيفه لها ببعض الماء ، و يال المصادفة لقد كبرت مساحة البقعة أكثر فنظرت لي نانا بحدة و شدت على يدي تزيلها من قميصها ، أخفضت رأسي بأسف و ابتعدت عنها قبل أن تفعل شئ ما ، هذه الفتاة مجنونة .

نظرت بيري نحو مكان في نهاية الشارع قائلة " ما رأيك أن نذهب لهذا المتجر لشراء قميص آخر "

و كان قد فات الأوان لتحذيرها بأن نانا تأخذ وقت طويل في شراء ورقة من المكتبة ,ماذا عن قميص ؟ , يبدو أن قدماي ستتورم بحلول العودة للبيت .

و هكذا سرنا نحو ذلك المتجر و استمرت نزهتنا بين تذمر نانا و تذمر أقدامي التي تصرخ مطالبة الراحة ، و يبدو أن نانا لن تحقق مطالب قدماي ,لأنها استمرت في البحث عن قميص بكل تفانٍ .

نظرت نحو بيري المنزعجة و كأنها ندمت على إقتراحها ...لا عليكي عزيزتي حتى أنا ندمت على أنني كنت واقفة بجانبكما وقتها.

حينما أعجبها قميص شعرت بأن الفرج حل أخيرا ، و كنت سأبكي من السعادة فعلا ..

اشترت نانا القميص و كان لونه بين الأحمر الممزوج باللون الأسود و كان جميلا و لكن ما جعله مميزا هو السلاسل الفضية التي تدلت حول جوانب القميص ، حينما أرتدته وضعت أحمر شفاه غامق بدت ك فتاة عصابات ، قهقة خرجت من بيري أغاظت نانا ، فأصرت على أن نرتدي ملابس مرتجلة مثلها و جعلتنا نخلع ثياب المدرسة و وضع بعض المكياج الثقيل ، و أصبحنا الرفاق الجانحون بهذه الثياب .

حينما انتهينا من دفع الفاتورة ، خرجنا نسير بين الطرقات و يبدو أن أشكالنا أصابت الرهبة ببعض المارين في الطريق ، حتى أنهم أفسحوا الطريق المزدحم لنا ، شعرنا ببعض الاثارة بالتأكيد ، نظرنا لبعضنا بخبث و أكملنا طريقنا كأننا من احد اعضاء العصابة المحلية ، و كنا نتجاذب أطراف الحديث حتى وصلنا للمحطة ، اشترينا التذاكر و جلسنا في مقاعد الإنتظار .

ضجة عمت المكان بشكل مفاجئ ، صراخ إمراءة ، بكاء طفل في تزامن ، جذبت هذه الضجة جمع من الناس ، قمت أنا و الفتيات من المقعد و وقفنا بجانب الجموع حتى وجدنا شخص مقنع يهرب من المكان و بيده شئ يضمه لصدره و خلفه إمراة بدت بالخمسينات ، أعتقد أن الجميع فهم الموقف لكن!! لم لا أحد يتحرك ؟؟، يساعد؟؟ ، لماذا لازلتم مستمرون بالمشاهدة بدون فعل و لا رد فعل ؟!، لكن صدمتي لم تتمحور حيال هذا و ذلك لأن جسدي كان يتحرك نحو المقنع بأقصى سرعتي.

أقتربت منه بشدة ثم دفعته أرضا و لويت ذراعه حتى أصبحت متحكمة به أخذت الحقيبة من صدره ثم صرخت لطلب المساعدة و كنت لازلت أشد على يديه ، حتى ركلني بقدمه فوقعت أرضا ، أخذ الحقيبة و هرب مرة أخرى ، وقفت على قدمي ، كانت تؤلمني جدا ، لكنني حينما نظرت ناحية المرأة كانت تبكي بشدة و قد أخذ التعب منها مسلكا .

كنت متألمة جدا و لكنني تخيلت أمي مكانها ف شددت على قدمي و انطلقت بأقصى ما عندي ، وصلت له و أمسكت كتفه ، لكنه هذه المرة أستدار مواجها لي
يتمتم " مزعجة ، موتي فقط " ثم طعنني ناحية قلبي ، لم أشعر بالألم رغم تدفق الدماء من فمي، شعرت بالدفئ ؟؟
وقع جسدي المتهالك أرضا
بدا كل شئ أسودا


هل هذه النهاية

2019/06/01 · 407 مشاهدة · 1319 كلمة
Clara140tt
نادي الروايات - 2024