أنهيت حواري و رأيتها تفتح فمها.

"توجد معلومات كثيرة سنعلم بشأنها لاحقا لكن الأن أغلقي فمك" نظرت لجسدها العاري و يبدو أنها فهمت قصدي لذا حاولت حجب مناطقها .

" انا لست سيئا لتلك الدرجة ، لدي مباذء لا زلت متمسك بها رغم نهاية العالم " أزلت سترتي الخفيفة و غطيت جسدها به بعدها قمت بتخليصها من السلاسل.

" ماذا تفعل ، أنت لست منهم ، إن رأوك سيعذبومك حتما "

" هههه ، لا تقلقي فأنا تاجر بنظرهم و أعتبر سبيلهم للعيش "

" مهلا لحظة ! ، لماذا تساعدني , أنت لا بد أن لديك سبب "

أردت التحرك لكن أمسكتني و بصراحة ظننت أنها غبية بقدر كافي لتنسى هذا.

" لنعقد صفقة بيننا "

" ماذا ؟ ، ما مضمونها "

" سأساعدك في الخروج من السجن و الإندماج مع القطيع ، في المقابل ستشاركينني دمك "

"نعم !! المعذرة.."

"أنا لست متفقة مع هذا أنا بالتأكيد لن أ...."

*شششش*

إقتربت منها و كانت أقصر مني و بوضع يدي على خصرها و جزء من أسفل ظهرها واجهتها عينا بعين .

" نعم ستفعلين يا بيكا ، هذا للبشر أجمع هذا من أجلي أنا لأنني أحبك ، لقد أحببتك منذ لقائي هذا " أخبرتها و إنحنيت و قبلتها و بعد ثواني إنفصلت عنها و كانت محمرة.

" أنا عازب و أنت أول حب لي لذا هل تقبلين " نظرت إليها و بتحريك رأسها رفضا دفعتني للخلف.

" هذا مستحيل !! ، هذا خاطء تماما "

"ما هو الخاطء يا بيكا ، هل لأنك ترينني فتى أنا في 27 من عمري و أعتبر العمر مجرد رقم بالنسبة لي ..."

" مهلا !، هل هو بسبب الدماء ، إن كان الأمر كذلك ، فأنا سأمنحك خاصتي..."

أخرجت سكينة و أردت إحداث جرح لأريها صدقي و برأيت تسارعها لمنعي ضحكت بصمت.

" لا !! , الأمر ليس كما تظن ، لقد ظننتك مجرد فتى غير متحضر و كل ما تغتر بع هو شكلك الوسيم "

قالت و تظاهرت بتصديق كذبتها الصغيرة التي خرجت مع سقوط دمعات من عينيها.

" بيك ، أنا أسف لأن الأمور آلت إلى هنا " حظنتها و برأية إسترخائها مررت لها تفاحة التي لم أعجبت بها نظرا لأن أكل الفضاء عجيب.

" خدي هذه " أزلت قميصي و ألبسته لها مما أخفى جسدها إلى حدود الفخضين.

* بااك *

" ماذا يحدث هنا !!!" رأيت العديد من الأشخاص يندفعون لداخل الغرفة و بصراخ من يترأسهم خاف كل السجناء.

" الأب الروحي لشعب الكريكرو ، أيها العجوز ، إنني أفعل الصواب هنا "

نظرت للرجل الذي تملئه التجاعيد و تبقت له بضعة أشهر فقط و يتوفى.

" ماذا تخال نفسك لتحرر السجينة من مكانها ،هذه خيانة ، لابد و أنك جاسوس " قال العجوز مما أجبر رجاله على الإستعداد.

" لا تسأ قصدي ، أنا تاجر شهم يقرر حياتكم خلال الشتاء البارد و الصيف الحار ، إن قتلتني سيهلك شعبك ، و إضافة لكلامي ، أنا أتيت إلى هنا لأتحدث معها ، صدقني إنها مفيدة جدا ، إنها تشبه الطبيبة.... " رأيته يسترخي قليلا لذا توجهت للنقطة الأساسية.

" إستمع إلي ، ما رأيك في أن أشتريها منك كعبدة مقابل حصة إضافية من الطعام " نظرت إليه و كنت أعلم أنه سيوافق ، و بعد ثواني أومأ برأسه و غادر.

" مهلا ، أنت ماذا قلت الأن "

" أسف لكن هذه هي الطريقة الوحيدة ، بالمناسبة سفينتك هل تحتاجين شيئا منها لأنه بحسهم السليم سيقومون بتفكيكها لصنع أسلحة أقوى "

-------

مرت ساعات و قد إندمجت بيكا مع الوضع حتى أنها أدخلت مكوكها و أعادت إنشاء مصنع صغير لها و هي الأن في مختبرها تقوم ببعض الأعمال.

" آخخ ! لا أصدق أنني قبلت عجوزة لعينة ، أحس بالغثيان "

جلست مقابل ثيو الذي لم يفهم شيئا و برأية تعبيره تذكرت ما أردت قوله له.

" يا ثيو ، سنغادر قريبا ، ربما غدا أو بعد غد "

" مغادرة دون رجعة ، ظننت أننا سنبقى لشهور "

" لا ، هذا المكان لا يبدوا مواليا لنا ، إنهم فقط ينتظرون منا أن نغادر ليتبعونا ، بعد أن يجدوا مكان مخزوننا من الطعام الذي زعمت به سينقلبون ضدنا "

" هذا لن يفيدهم أبدا ، بل س..."

" أعلم هذا ، إنهم يفكرون فقط في الإستفادة القصيرة المدى و لا يهتمون بأي شيء آخر ، بعد أن أحصر على الخريطة سنغادر "

وقفت بعد كلامي و إتجهت نحو غرفة بيكا أو بالأصح مختبرها.

-------

" تأقلمت ، هاه ؟" دخلت دون إذن و رأيتها بملابس من العصر الحديث و يبدو أنها تتحقق من ذكائها الإصطناعي.

" المكان ليس بالشيء الذي قد يجعل شخصا مثلي راضيا "

" أووه ، صعبة الإرضاء هه! "

"أنا لا أقصد ذلك المصطلح بالتحديد ، بل أقصد هذا المصطلح " أشارت للغرفة المتهالكة و القديمة التي يكسوها الغبار و الصدوع.

" أفضل من لا شيء "

جلست مقابلها بينما كانت تتحقق بالمجهر من الشريحة الصغيرة .

" هل هذا هو الذكاء الصناعي الذي تسبب بالمجزرة ؟ "

قلت و أخدت حقنة فارغة صغيرة من فوق الطاولة.

" لا ، هذه الشريحة هي النسخة رقم 2 ، الأمر معقد للشرح لكن فكر على أن هاته الشريحة مفتاح لإغلاق الباب على الشريحة التي سببت كل هاته المشاكل "

" أرى هذا "

إستخرجت بضع مليلترات من دماء وريد يدي و بعد إيقاف النزيف بضمادة ناولت الدماء إليها.

" قومي بحقنها داخل جسدك "

رأيتها تمسك بالحقنة بتردد و بعد التفكير في الأمر قامت بإسقاط قطرة على زجاجة صغيرة مخصصة للمجهر العجيب.

" لا تثقين بي ! "

" لا! ، أريد فقط أن أرى إن كانت دمائك ستندمج بشكل جيد مع دمائي و أيضا أريد أن أرى إن كانت هناك آثار جانبية لإندماج دمائنا مع بعضهما... "

" فكما تعلم نحن نملك دماء مختلفة "

قالت و بعد تفحص دمائي لدقائق قامت بإضافة قطرة من دمائها السوداء عليها.

" هذا مستحيل!!"

" ماذا ؟ "

تعجبت من الجانب و بعد رأية صدمتها و ركودها دفعتها و تحققت بنفسي.

أول شيء رأيته عبر الثقب الزجاجي للمجهر هو كريات دمي الحمراء المصفرة قليلا تندمج بسرعة كبيرة و غير مفهومة مع كريات السوداء مما يخلق توافقا عجيبا و يغير فسيولوجية و بيولوجية العينة.

" يبدوا أن دمي و دمك يتوافقان لدرجة أن التوافق جعلهما يتطوران لنوع أعلى على ما أظن "

" نعم ، و إن كنت محقة ، فإن هذا الإندماج حقق الكثير من الآثار الإيجابية ..."

" مقاومة مطلقة للإشعاع و الأمراض المسرطنة و العادية و إرتفاع معدل الشفاء و تحسن طفيف في القدرات البدنية "

قاطعت كلامها و قلت بياني لتقاطعني بعدها.

" هذا صحيح تماما و لإضافة شيء لا تعرفه ، فمن خلال هاته الدماء نستطيع تحمل الذكاء الإصطناعي دون أي آثار جانبية على المستوى العاطفي أو عطل في الشذوذ "

2024/01/16 · 136 مشاهدة · 1078 كلمة
نادي الروايات - 2024