رواية جنون الخسيس

مع صوت رنين جرس احدي المدارس معلنا عن نهاية اليوم الدراسي خرج الطلاب للعودة الي منازلهم، كان من بينهم شاب برز بسبب مظهره الجميل لكن لم يقترب منه احد و كأنه ألماسة لا يجب علي الفلاحين ان يلمسوها

كان للفتي شعر اسود مائل الي الرمادي مع زوج من العيون الزرقاء العميقة و حواجب ثقيلة لكن حادة قليلا و فك محفور، نعم انه "ثيو"

في الواقع لقد مر حوالي ستة سنوات منذ لقائه بذلك العجوز و الان اصبح في السادسة عشرة من عمره

لقد فكر ثيو في تلك المدة كثيرا عما كان يعنيه "الجنون"

ليس بالضرورة ان يكون للشخص عيب في عقله لكي يسمي "مجنونا"

في الواقع اغلب الفلاسفة و العلماء مجانين

فمن كان ليتخيل ان العالم "اسحاق نيوتن" كان مجنونا حيث انه كان يظن نفسه احد القلة الذين اختارهم الله ليفهموه في الارض لذلك بدأ في دراسة كتبهم المقدسة و الكمياء باعتبار انه يجب عليه هذا لانه من صفوة الارض

حتي ان " نيكولا تيسلا" كان مجنونا حيث كان يريد صنع سلاح يستطيع تجميع الكهرباء في نقطة واحدة و بذلك يستطيع اسقاط 100‪00 طائرة مرة واحدة لكن تم رفضه

في رأي ثيو الجنون هو ان تكون حر و تتحر من تلك القيود التي فرضها المجتمع و تصرح برغباتك الداخلية

دون ان يمنعك احد ما

هذا هو" الجنون" في نظر ثيو

عاد ثيو الي المنزل الذي صار اكبر حيث ان شركة والديه نمت لتصبح احدي الشركات المهمة في مجال التكنلوجيا

في الخمس سنوات الفائتة

لم يتغير شيء في حياته سوي انه اصبح من الصعب عليه رؤية والديه، لكنه لم يمانع ذلك، في الواقع كان يحب هذا حيث انه يمكنه التركيز علي تجاربه و ابحاثه دون اي ازعاج

بعد ان انتهي ثيو من الغداء نزل الي القبو اسف المنزل

كان القبو واسع لكنه متسخ كان هناك العديد من الصناديق البلاستيكية الشفافة التي كان بداخلها بعض الحيوانات التي بدت نادرة، حيث تم تقسيمهم و وضعهم في مجموعات

كان هناك بعض الطاولات التي كان موضوع عليها بعض الحشرات و من الواضح انه تم تشريحهم

لم يبدو القبو طبيعيا بالنسبة لفتي في 16 من عمره

استمر ثيو في تشريح احدي الحشرات، حيث انه من الواضح انه كان يستمتع بهذا

بعد الانتهاء من التنظيف ورائه فكر ثيو في الحلم الذي كان يراوده كل ليلة من حوالي شهرين

كان الحلم غريب حيث ان ثيو لم يري شيء لكنه كان يسمع نفسه و هو يصرخ "تبا...... انها النهاية" و بعد ذلك كان يسمع صوت صرخات غير انساينة ثم يستيقظ

فكر ثيو في تفسير الحلم واستنتج ان نهاية العالم ستكون قريبة وانه يجب ان يتحضر لها جيدا لذلك بدأ في دراسة علم الاحياء و التعلم عن الاعشاب و خطط لتعلم المزيد في المستقبل

...............

في نفس الوقت عندما كان ثيو يسرح بخياله

في مكان مجهول من العالم حيث كان هناك الظلام و الظلال كان يقف هناك شخص لا يمكن معرفة اي شيء عن ختي جنسه وكان معلوماته تم حجبها بحيث لا تستطيع عين الانسان الوصول اليها

امامه كان هناك شاشة شفافة كان لونها يتغير وكأنه عرض الوان يتم صنعه من قبل احد الفنانين كان هناك كلام مكتوب بلغة غريبة لكن الامثر غرابة انه يمكن فهمها وكأن هذه الكلمات لها ارادة حيث تسمح لك بفهمها

كان هذه الكلمات {معدل التزامن "80٪"}

عندما رأي ذلك الكائن تلك الكلمات ابتسم ابتسامة مخيفة وقال بلغة فوضوية غريبة [قريبا]

.........................

بعد عامين من تخيلات ثيو الجامحه لم يحدث شيء للعالم لدرجة انه شك في ان كل ما تعلمه خلال هذين العامين من علم الحياء و الاعشاب، و فنون البقاء علي قيد الحياة و فنون القتال بالاضافة الي المعرفة البسيطة عن الطب

كل ذلك ذهب ادراج الرياح، حتي انه تخلي عن كل اصدقائه ظنا منه انهم سيعيقون طريقه نحو البقاء علي قيد الحياة في ذلك الوقت عندما يتحول العالم الي الجحيم

في الواقع لا يمكن القول ان العالم لم يواجه مخاطر تدل علي نهاية العالم حيث انه بدأت العديد من الاشياء الغريبة تحدث منذ عام حيث ان العالم شهد علي بضعة زلازل في اماكن نائية مثل غابات الامازون و المحيط الهادئ حيث ان العلماء صرحوا ان هذه الزلازل قوية لدرجة انها يمكنها التأثير علي دولة!!!

حتي الان حدثت 9 زلازل و يتوقع العلماء ان الزلزال العاشر سيحدث خلال هذا الشهر كما حذروا من احتمال ان هذا الزلزال سيكون اشدهم قوة وانه يمكن ان يؤثر علي منطقة سكنية هذه المرة

بعد ان رن الجرس معلنا عن نهاية اليوم الدراسي عاد ثيو الي المنزل مفكرا في ما يجب عليه ان يفعل اذا حدث الزلزال في هذه المنطقة من العالم

عندما دخل ثيو الي المنزل لم يتفاجئ من رؤية حافظة طعام علي الطاولة بينما كان يستريح بجانبها قطعة من الورق

عند قرائة الورقة تنهد ثيو "هااااااا........ حتي عندما يكون العالم علي وشك الدمار مازالا يذهبان الي العمل،

هذا هو سبب كرهي لهذا النوع من البشر، انهم اغبياء، لماذا يجب علي الذهاب الي العمل وألا افعل شيء في حياتي سواه، علي الانسان ان يكون حرا كالطائر و الا يعيقه شيء مثل هاته الامور التافهه،......... اتمني ان يفهم العالم هذا في يوم من الايام "

بعد ان قال هذه الكلمات ذهب ثيو كي يستحم ثم بعد ذلك نام

اثناء نومه بدأ يحلم بحلم غريب حيث كانت رؤيته ضبابية مع اللون القرمزي الذي غزا معظم رؤيته، امامه كان هناك تمثال غريب لم يكن واضحا ما كان يصوره هذا التمثال، كان تحت التمثال العديد من الجثث التي تم تشويهها بشدة لدرجة ان ثيو الذي كان يعتبر نفسه مجنونا لم يستطع حتي ان يتحمل المشهد الفظيع امامه

عندما كاد قلبه يتوقف من الخوف و الاشمئزاز استيقظ

استيقظ ثيو علي صوت الناس وهي تصرخ بينما كانت الارض تهتز كأن عملاق قديم كان يستيقظ من تحت الارض رافعا اياها

تدحرج ثيو من علي السرير بفعل الزلزال الشديد ثم حاول الوقوف بصعوبة اثناء اهتزاز المنزل، في تلك اللحظة لم يفكر ثيو في شيء سوي "الهروب"

اثناء هروبه الي الطابق السفلي من المنزل بدأت الارض تهتز مجددا بينما ظهر علي المنزل علامات التشقق

زاد ثيو من سرعته للهروب من المنزل قبل ان ينهار، لحسن حظه هرب قبل ان ينهار المنزل لكن للمفاجئة توقفت الارض عن الاهتزاز، لبعض الوقت ظل ثيو صامتا قبل ان يحاول ان يستوعب ما يحدث حوله

نظر ثيو حوله حيث لم يكن هناك سوي كلمة واحدة تصف المشهد امامه "فوضي"

كانت المدينة في حالة فوضي حيث انهارت البنايات التي كانت في يوم من الايام بطول السحاب، النار التي بدأت في التهام ما امامها مع صوت بكاء الاطفال في الخلفية خلق مشهدا حزينا، وكانها اوركسترا كان يتم عزفها بواسطة ارواح الموتي

وسط لحن السنفونية الحزينة ظل ثيو صامتا لفترة طويلة في مكانه

لم يكن احد يعرف ما كان يفكر فيه هذا "المجنون"

فجأة دوي صوت صراخ امرأة بجواره

اراد ان يلتفت ليري ماذا حدث لكن لم تستطع عيناه الا السقوط علي المنظر امامه

امامه كان هناك اطار مستطيل شفاف بلون ازرق وحواف ذهبية، علي الاطار كان هناك كلمات غريبة لكن الغريب انه كان يستطيع فهمها كانت الكلمات حمراء وكأنها مكتوبة بدم قرمزي نابض بالحياة

{¦ اوه يبدو ان عددكم لم ينقص كثيرا ¦}

{¦ حسنا لا يهم سيموت نصفكم علي اي حال¦}

اثناء قرائة هذه الكلمات شعر ثيو ان عقله كاد يتحطم من الصدمه، ليس لانه كان خائف، بل لانه كان سعيد ان نهاية العالم قد اتت حتي وان لم تكن علي ايدي الزومبي

تحولت الكلمات علي الاطار الي ما يبدو انه مقطع فيديو كانت الخلفية سوداء معتمة مع ظلال تتحرك في الخلفية

في منتصف الظلام ظهر مهرج بابتسامة مرعبة كان يرتدي قبعة حريرية سوداء وكأنه احد نبلاء اوروبا قديما

هذا التباين في الملابس زاد الامر رعبا

اثناء ابتسام المهرج بدأ يضحك ضحك هستيري ثم بعد ذلك تحدث وقال بصوت مجنون

{¦ لنلعب~~¦}

..........................